ذات يوم (24)
البحث عن قناص
وجدنا أنفسنا فجأة أمام تحدي غير متوقع .. وهو البحث عن قناص !!.
لم يكن القنص معروفاً كوسيلة قتال قائمة بذاتها. فالأفغان قناصون بالفطرة ولكن وكما واجهنا الموقف وقتها كنا في حاجة إلى إستخدام بنادق ذات مناظير مقربة.
وحتى ذلك الوقت لم تكن القناصة الروسية (دراجانوف)قد وصلت إلى أيدي المجاهدين , وكان القنص يعتمد على البندقية الإنجليزية القديمة (لي أنفيلد)، وهي من بنادق القنص التي تعتبر جيدة حتى الآن، خاصة إذا تم تثبيت منظار مقرب عليها، وهذا ما يكرهه الأفغان، أي إستخدام المناظير على الأسلحة الفردية، فكانوا يعتبرونه علامة على ضعف نظر الرامى وبالتالي يصبح موضعاً لتنذر إخوانه.
وعمل الباكستانيون على تثبيت تلك الفكرة عند الأفغان خاصة المجموعات التى دربوها على الرماية. لهذا كانت نتائجهم غير مشجعة.
– كنا في بداية صيف عام (1986)عندما اكتشفت مع صديقي عبد الرحمن أننا في حاجة إلى استخدام قناصين لمواجهة أوضاع استجدت فى الجبهة.
كانت معركة “جاور” الكبرى قد إنتهت بكل ما فيها من عبر ودروس، ودماء غالية سالت في “جاور” و المداخل المؤدية إليها من وادي خوست.
– إنسحب الروس من جاور ولكنهم احتفظوا بقوة من الكوماندوز مدعومين بقوة مماثلة من الكوماندوز الأفغان وسيطروا على جبل(سناكي)الذى يتحكم فى الممرات من جاور إلى مناطق غرب خوست، ومنها إلى مدينة جرديز وما يليها. فقد كانت جاور معبراً أساسياً لنسبة لا تقل عن ربع كمية الإمدادات إلى داخل البلاد. فكان لابد من تطهير جبل سناكي من التواجد الروسي والحكومي. لأجل ذلك تكاتف المجاهدون لأن الخطر طال الجميع.
– وقعت اشتباكات عنيفة فوق الجبل، وتأرجح الموقف بين مد وجزر، ولكن هدأت الأمور والقوات الروسية ثابتة في مواقع إستراتيجية منيعة.
كنت مع عبد الرحمن نعمل منفردين في خوست، حين طلب منا مولوى حقاني أن نذهب إلى جبل سناكي من أجل تقدير الموقف هناك.
كنت مريضاً وقتها، وبمساعدة عبد الرحمن قطعت الرحلة الشاقة، وصعدنا إلى قمة أحد الجبال. جلسنا للإستراحة وسألت أحد المجاهدين:أين هو العدو الأن؟. فأشار بإصبعه الى ما وراء ظهري وقال هذا هو العدو. إلتفت خلفى فإذا ضابط أفغاني قوي البنية مشبع بروح التحدي والجرأة ، يتمشى على قمة الجبل المقابل، ولا يفصله عنا سوى مئتي متر تقريباً. أصابني ذهول وسألت صديقنا الأفغاني بدهشة: ولماذا لا تقتلوه؟ إنه في مرمى البندقية؟. فاجاب: إذا فعلنا فستنشب معركة كبيرة وليس لدينا ما يكفي من الصواريخ. شعرت بالغضب الشديد وأدركت أن الروح المعنوية للمجاهدين قد انخفضت كثيراً وأن المجاهد الآن لم يعد هو نفسه المجاهد القديم الذى يحمل بندقيتة الإنجليزية ويطلق النار على أي هدف معادي، سواء كان جندياً أو طائرة أو حتى دبابة. فلم يكن عنده أي سلاح أخر سوى بندقيته القديمة التى يواجه بها المستحيل بلا أدنى تردد.
– كانت هناك قناعة بين قدماء المجاهدين بأن التسليح الحديث قد أثر سلباً على معنويات المجاهدين، وجعلهم أقل إيماناً وأكثر إعتماداً على السلاح.
– إستقر رأينا على أن نُكَوِّن مجموعة أفغانية صغيرة نعمل معها. وبعد عِدَّة أشهر تمكنا من تشكيل مجموعة من خمسة أفراد كان من بينهم شخصاً إسمه(رحيم). كنا نأمل أن يكون هو قناص الفريق، ثم نبدأ به تشكيل مجموعة من القناصين فيما بعد. أهم مزايا “رحيم” أنه كان حاد البصر لدرجة غير عادية، حتى أنه بعينه المجردة كان يرى أفضل مما يستطيع أن يراه أي فرد من المجموعة بالمنظار الميداني المقرب. أكبر عيوبه أنه كان بالغ الضعف جسمانياً ، كما أنه حديث السن وعديم التجربة فى الميدان.
كان علينا البدء معه من تلك النقطة، والوصول به إلى درجة(قناص)، وأن يكون قائداً لمجموعة قناصين فيما بعد.
– مجموعتنا الأفغانية كانت مكونة من خمسة أفراد يرأسها شاب في العشرينات يدعى”والي خان”. وكان من طلاب العلم الشرعى، ومن أبطال الجهاد المعدودين وله مواقف بطولية يتناقلها المجاهدون. منها مثلاً أنه كان على موقع فوق جبل يتحكم في مدخل أحد الوديان، حين تقدمت القوات الحكومية بأعداد كبيرة من أجل السيطرة على ذلك الجبل، فأضْطُرَّ المجاهدورن إلى الإنسحاب، ما عدا “والى خان” الذى ظل مستحكماً خلف رشاش “البيكا”، وتمكن من قتل الكثير من الجنود ومنع تقدمهم رغم كثافة الرماية علية من كافة أسلحة العدو. وفي النهاية إنسحب العدو قبل غروب الشمس فصعد المجاهدون الى الجبل بحثاً عن “والي خان” معتقدين أنه قُتِل، وأن العدو قد إنسحب بعد أن قضى عليه.
ولكنهم وجدوا “والي خان” ممدداً خلف سلاحه، وقد غطته الدماء بشكل كامل. فحملوه الي أسفل الجبل، وكان ما زال يتنفس ويحاول الكلام. ولم يكن في جسده أي موضع لا ينزف. ورغم كثرة الجراح لم يكن بها بها أي جرح خطير. لذا كان في اليوم التالي على رأس مجموعته فوق نفس الجبل.
– كان “والى خان” بطلاً حقيقياً، وكان يقود المجموعة الأفغانية التي عملت معنا ، والتي لم تسمح لها الظروف لإظهار إمكانياتها.
– في أثناء تلك الفترة التي عملنا فيها مع تلك المجموعة قمنا بغارات بالهاونات والصواريخ على مواقع متعددة للعدو. ولم تكن بينها أي عملية ذات أهمية خاصة. وكان الهدف تدريبياً بحتاً، لتطعيم المجموعة بالنيران. وجميعهم عبروا التدريب بنجاح، ما عدا شخص واحد .. هو”نرمي”.
– نرمي كان شخصا بسيطاً مسالماً ولا علاقة له بالحرب والمشاكل .
كان طيب القلب جداً، ومهمل للغاية، ولا يقَدِّر عواقب أي فعل. كنا نحضر صناديق من شراب مقوي بهدف بناء مناعة للقناص الجديد “رحيم”. ولكن “نرمي” إكتشف الطريق الي الصندوق، فكان يقضي عليه خلال يومين لا أكثر. ولا يكاد القناص ينال سوى زجاجة أو زجاجتين من الصندوق. شَعَرَت المجموعة بالخجل من “نرمي”. صديقي “عبد الرحمن” كان متضايق منه كثيراً، ولكنني طلبت منه عدم التدخل وترك الأمر لقائد المجموعة “والي خان”.
سيطر عبد الرحمن بصعوبة على أعصابة. وكان إذا إستيقظ من النوم يتصنع الفزع ويصيح بصوت مرتفع وكأن كابوسأً قد أصابه.:(نرمي .. نرمي). وكنت أضحك من مزاحه الإسكندراني.
– المجموعة في صباح أحد الأيام إجتمعت خارج المغارة التي كنا نستخدمها مركزاً لنا. وبقيت أنا وعبد الرحمن ونرمى الذى شعر أن المجموعة تجري مشورة حول مستقبله بينهم . فاقترب منا قائلاً: هل تعرفان لماذا يجتمعون بعيداً عنا؟ .. إنهم لا يريدونني أن أتركهم وأرحل. هل تعرفون لماذا؟. وأجاب على سؤاله بنفسه: لأنني إنسان جيد جداً(خيلى خوب آدمى).
ولكن تم استبعاد نرمي ولم تعد الكوابيس تداهم عبدالرحمن في نومة.
القناص وكيل
في أحد الأيام جاءنا “والي خان” متهلل الوجه وهو يقول لقد وجدت بندقية قناصة أمريكية . وهي موجودة عند صديق يدعى”وكيل” يسكن في مرانشاه. وهو مجاهد وطالب علم أيضاً .
قررنا الذهاب في الغد إلي مرانشاه ومقابلة “وكيل” من أجل شراء القناصة الأمريكية.
وبعد ظهر اليوم التالي كنا أمام بيت الطالب المجاهد (وكيل). كان البيت قديماً وفي غاية التواضع. ويطل على ساحة واسعة تحيط بها بيوت المهاجرين الأفغان الذين هاجروا من أفغانستان بعد إطاحة محمد داوود بحكم ابن عمه الملك ظاهرشاه وإعلان البلاد جمهورية لأول مرة في تاريخها،(فى عام 1973).
كانت بيوت المهاجرين تحيط بساحة مستطيلة واسعة جداً .على طرفها الشمالي بيوت مولوي جلال الدين حقاني وأقاربة. والطرف الجنوبي يوجد مسجد، وهو أيضاً مدرسة لتحفيظ القرآن. وفى مُقابِلَهُ بركة راكدة يأتيها الماء من ترعة بعيدة. كانت البركة واسعة ومليئة بالضفادع. وعند الوضوء لصلاة الفجر كان أكثر ما يخرج في يد المتوضئ هو الضفادع وليس الماء.
على الضلع الغربي للمجمع وهو الأصغر توجد عدة بيوت لها نفس الطابع المتواضع وذات أبواب خشبية رقيقة. كان من بينها بيت الطالب “وكيل” . كنت مع عبد الرحمن ومعنا “والي خان”الذي طرق الباب بلطف حتى لا ينخلع تحت يديه. فخرجت إلينا سيدة عجوز تخطت الثمانين من العمر نحيفة وضعيفة ، وتكد تكون عمياء تقريباً. سألها صديقنا عن إبنها “وكيل”. دَخَلَت إلي البيت تنادية، فخرج إلينا وكان يعرف بغرض الزيارة. لذا جاء حاملاً معه القناصة الأمريكية ذات المنظار. وتبادلنا التحية والأسئلة المعتادة. وأعطانا البندقية لنتفحصها. نظرت إليها فأعطتني الرجاء وخيبة الأمل دفعة واحدة.أما الأمل فهو وجود المنظار على بندقية فكنت أحدث نفسي سعيدا :ً{ أصبح عندي الآن بندقية} ــ وهو مقطع من شعر لنزار قباني غنته أم كلثوم في أعقاب نكسة 5 يونيو(1967). ــ
أما خيبة الأمل فهو ذكرياتي السيئة الى درجة الضحك من ذلك الطراز من البنادق تحديداً. وهى أيضا مستمدة من ذكريات نكسة يونيو(1967) .
– تحدثنا مع وكيل عن شراء البندقية. فقال أنه متردد جداً في بيعها لأنها ميراث جهاد العائلة. وكانت سابقاً بدون منظار، ولكنه تمكن من تثبيت منظار لها بمساعدة صديق له من تجار السلاح فى منطقة القبائل الباكستانية. ثم وعدنا بأنه سيفكر في موضوع البيع ويستشير أمه ثم يبلغنا بالنتيجة بعد أسبوع من الآن ، عندما تنتهي إجازة عيد الأضحى.
– كانت المجموعة كلها على وشك ترك الجبهة حتى يقضي الشباب إجازة العيد مع عائلاتهم. خاصة أن”والي خان” تعتمد عليه العائلة كثيراً في موضوع الزراعة وتخزين المؤن والحبوب لباقي العام.
– ذهبت لقضاء العيد مع أسرتي في العاصمة إسلام أباد. وأنا أجهز فى ذهني برنامج القنص القادم. وتدريبات القناص. وتجنيد المزيد من القناصة. كانت إشارة البدء في ذلك المشروع الطموح هو شراء القناصة الأمريكية من “وكيل”.
نكسة يونيو : تدريب بلا تدريب.
– لم تكن ذكرياتي مع البندقية الأمريكية التي يمتلكها “وكيل” ذكريات حسنة. فجميعها مرتبطة بذكريات كارثة وطنية عظمى هي هزيمة(1967). وحتى تمتص حكومة الثورة غضب الشعب وبالذات شباب الجامعات من أمثالنا، فتحوا لنا باب التدريب العسكري لتضييع الوقت وإطفاء نار الغضب، شرط ألا نحصل على أي فائدة حقيقية.
دفعونا الي معسكر تدريب في منطقة(أبو قير) شرق الإسكندرية . وإندفع آلاف الطلاب بلا تنظيم ولا برنامج سوى شكليات أتقنت حكومة الضباط صناعتها بمساعدة الحزب الحكومي المدعو(الإتحاد الإشتراكي العربي). كان المعسكر نموذجاً فريداً في الفوضى والإرتجال. وحتى طلاب الجامعة كانوا يفتقدون في معظمهم الي أبسط درجات الجدية. بل كانوا في الحقيقة فاقدين الثقة في الحكومة وتنظيم(إتحاد إشتراكي) وكل ما هو جَدِّي في هذا العالم.
– في الصباح كنا المجموعة الثانية التي ستطلق النار للتدريب، وهى نقطة الذروة في برنامج تدريبنا العسكري .
تقدمت المجموعة الأولى نحو ميدان الرماية، وجلسنا على الطريق ننتظرهم. كانت الساعة التاسعة صباحاً. لكنهم تأخروا حتى موعد الظهر. شرح لنا (الشاويش) أن سبب التأخير هو أن البنادق لم يتم تنظيفها من الشحم منذ سنين طويلة. وقد إستهلك العساكر كميات كبيرة من البترول في تنظيفها، ولم تأخذ وقتأً كافياً في لتجف. والنتيجه شاهدناها عندما وصلت المجموعة الأولى وهم يسيرون بخطوة عسكرية منكسرة. وجميعهم قد ربطوا أعينهم اليمنى بضمادات طبية. فكان مظهرهم غريباً .
شباب مجموعتنا لم يفلتوا اللحظة الفكاهية. فصاحوا مشيرين بأصابعهم إلى إخوانهم المصابين: (موشي دايان .. موشي دايان). مشبهين إياهم بوزير الدفاع الإسرائيلي الأعور الذي هزم جيشنا وجيوش العرب في معركة يونيو، التي إنتهت منذ فترة وجيزة.
ضحكنا وغضب إخواننا المصابون. وأرسلوا إلينا بعض الشتائم التي جادت بها قرائحهم.
أمرنا(الشاويش) أن نتجهز للذهاب إلي ميدان الرماية. فساد بيننا الوجوم والتوجس . فقد خشينا أن يحدث لنا ما حدث لإخواننا(موشي دايان) الذين شَمِتْنا بهم منذ قليل. صارحنا الشاويش بالمخاوف فطمأننا بأن ما كان فى البنادق من زيت وشحم وبترول، قد نفثته البنادق في أعين إخواننا ، والآن اصبخت البنادق نظيفة وآمنة.
– في ميدان الرماية إنبطحنا خلف البنادق. وكانت عتيقة الطراز ومكتوب عليها أنها صنعت في الولايات المتحدة عام(1915) .وهي نفسها البندقية التي شاهدتها عند المجاهد القناص”وكيل”.
كان من المفروض أن نصوب على قطعة من الحديد مستطيلة الشكل موضوعة على بعد حوالي مئة متر. وقد حددوا لكل منا خمس طلقات. جاء الأمر بالتصويب والرماية. فنظرت من الفتحة الخلفية فإذا هي على شكل دائرة ،وعند النظر منها رأيت تقريباً معظم الجبل الذي أمامى. ولم نكن قد تدربنا عليها، ولم يذكر لنا أحد أى شئ عنها وعن كيفية إستخدامها. وكان علينا أن نصيب الهدف بهذا الأُسلوب العجيب. معظم المجموعة لم تصب أي هدف. وكنت بارعاً حقاً عندما نجحت بالصدفة في إصابة الهدف لمرة واحدة فقط . لكن جاري فى طلقته الأخيرة أصاب عشوائياً اللوح الحديدي المخصص لي. فصار عندي هدفان من خمسة، وكنت بطل التصويب في تلك الدورة البائسة.
– الأن بعد ما يقرب من حوالي عشرين عاماً على تلك الذكريات في معسكر (أبوقير) كان علىَّ أن أعود إلى ميرانشاه لنشتري تلك البندقية التعيسة حتى نفتتح بها عصراً جديداً لسلاح القناصة في جبهة خوست.
– في ميرانشاه إجتمعت أنا وعبد الرحمن المصري مع ”والي خان” واتفقنا على الذهاب في صباح الغد لمقابلة”وكيل”ومفاوضته على شراء البندقية. وقلت لهما أننا سندفع أي ثمن يحدده وسنحاول إجتذابه للعمل معنا في المجموعة لتدريب القناصين، ونتركه يحدد أي شروط يريدها بالنسبة للعمل ومواقيته. بإختصار لم أكن أريد البندقية فقط ، كنت أريد “وكيل” أيضاً كقناص في مجموعتنا .
– في وقت الضحى كنا أمام بيت “وكيل”. وطرق”والي خان” الباب بلطف. وبعد تكرار الطَرْق فُتِحَ الباب وخرجت إلينا الأم العجوز. فسألها”والي خان” عن “وكيل”. فقالت بهدؤ وبلا أي إنفعال: لقد إستشهد يوم الجمعة في المعركة التي دارت في (ليجاه).
جَمَّدَتنا الصدمة تماماً. فلم ندر ماذا نقول أو ما ينبغى علينا فعله. وانتقل ذهني في الحال من إلى مصير هذه الأم العجوز الضعيفة التي تعيش وحيدة ولا تكاد ترى شيئاً من حولها. قدم”والي خان” التعازي لها مُذَكِّراً بفضل الشهادة. فهو أيضاً طالب علم مثل”وكيل”.
– وفي النهاية كان علينا أن نودعها وننصرف واجمين . فلم يكن لدينا أي شئ يمكن أن نفعله لأجلها بعد أن مضى إبنها الوحيد شهيداً .
[وكما يموت الناس مات].
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )