أهلا وسهلا بكم فى إتفاق الدوحة (3)
زوبعة كابل مسرحية أمنية/ ومغامرة إنتخابية/ وكارثة إستراتيجية.
الصحفى الأمريكى “جونان جولدبرج” قال يوما: ( إن الولايات المتحدة فى كل عشر سنوات أو نحوها، تحتاج إلى الإمساك ببلد صغير ومتداع، وتقذفه إزاء الحائط ، فقط لكى تظهر للعالم أنها تعى وتفعل ما تقول. ومن هنا حاربت الولايات المتحدة العراق لأنها بحاجة إلى جهة ما تحاربها فى المنطقة، والعراق كان هو الخيار الأمثل) .
نضيف إلى ما قاله الصحفى الأمريكى: أنه بعد حوالى عشرين عاماً من كلمته تلك تريد الولايات المتحدة أن تثبت مصداقيتها، ويريد الحزب الديمقراطى أن يثبت أنه أكثر من مجرد جثة لفظت أنفاسها. وأنه “زومبى” عالمى، يمكنه أن يقذف إلى الحائط هذه المرة ليس بدولة ضعيفة، بل بشخص ضعيف هَرِم، يدَّعون إنهم قتلوه فى كابل فى هجوم جوى مستخدمين أحدث وأقوى أسلحتهم، وهى الطائرات بدون طيار، وصواريخ جو أرض هى الأكثر تطوراً .
يقولون أنهم قتلوا الدكتور أيمن الظواهرى ــ وهو ما لم تؤكده الإمارة الإسلامية ــ مجرد هذا الإدعاء يمثل ضعفاً أكثر مما يمثل قوة، لأن الدكتور الظواهرى هو حالة إنسانية تستدعى المساعدة. فقد تخطى السبعين، وقضى معظم العشرين عاما الأخيرة من حياته تحت مطاردة لا ترحم من طائرات الدرونز الأمريكية، التى قتلت من حوله آلاف العرب والأفغان والباكستانين . فى عملية إباده وتطهير عرقى فى منطقة وزيرستان. والحجة الأمريكية السمجة والمكررة دائما هى محاربة الإرهاب.
الدكتور أيمن الظواهرى الذى كان مريضا ً وفى حالة تستدعى العلاج المكثف، لم يكن بقادر على خوض مغامرة كبيرة بالإنتقال من جحيم وزيرستان إلى كابل التى هى قلعة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية بمجرد الإعتماد على قوته الجسمانية، أو أفراد قلائل ممن يمكنه الوثوق بهم.
إذا صدقت الولايات المتحدة فعليها تفسير وصول الدكتور الظواهرى من مخبئه إلى الحى الدبلوماسى فى كابل حيث المخابرات الأمريكية ما زالت هناك.
أمريكا فى حاجة إلى إستعادة هيبتها والحزب الديموقراطى وزعيمة بايدن الذى يمثل جثة متحركة، لم يستطع خلال زيارته إلى الشرق الأوسط أن ينتزع مكسباً بترولياً من أبقار النفط ، أو من أشقائه الصهاينة فى تل أبيب. وفى تايوان لم ينجح سوى فى إستفزاز التنين الصينى، الذى أرعب السيدة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكى، مستعرضاً قوته العسكرية هناك. فزاد موقف الديموقراطيين الأمريكيين ضعفاً ، وعادت السيدة بيلوسى ممتقعة الوجه مرتجفة الساقين.
– بعد مغامرات بايدن الفاشلة فى هذين الميدانين(الشرق الأوسط ، وتايوان) بات مضموناً فشل الديموقراطيين فى الإنتخابات النصفية الوشيكة. ويلزمهم الإستعانة بمغامرة سهلة، عبارة عن الإدعاء بإغتيال “زعيم إرهابى” مريض ومُسِن فى عقر المنطقة الخضراء فى كابل .
فكانت العملية إشارة لصراع على وشك أن يتجدد بينهم وبين الأفغان. وبحكم السوابق التاريخية سينتهى الصراع بكارثة على أمريكا ، سواء فى الإنتخابات الأمريكية، أو فى موقف أمريكا الجيوسياسي فى آسيا والعالم .
حادث كابل يبدأ صراعاً بين الإمارة الإسلامية والغطرسة الأمريكية وإستهتارها بسيادة الأفغان وكرامتهم .
وهذا سيجعل أمريكا تدفع ثمناً غالياً جداً فى مقابل هذا العدوان الإنتخابى الرخيص .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )
