ذات يوم (20)
من ليالى العرب فى قندهار (2من3)
وقتلوا النساء والأطفال عند الفجر
6 نساء ، 3 أطفال ، مزقتهم الطائرات الأمريكية
إستهدفت الطائرات الأمريكية بيتاً فى مدينة قندهار كان قد إختبأت فيه عدة أسر عربية قدموا من قرية “عرب خيل” التى توقَّع سكانها العرب أن تهاجمهم الطائرات الأمريكية بعد حادث 11 سبتمبر.
تهدم البيت وقتل فيه عربى واحد لأن باقى الشباب لم يحضروا فى تلك الليلة واستخدموا بيتا آخر.
كان هناك بيت صغير ملاصق، تكومت فيه ست نساء عربيات ومعهن ثلاث أطفال. خمسة منهن كن زوجات جدد تزوجن منذ أقل من شهر . أربعة منهن يمنيات والخامسة من مراكش.. وقد أبيد بالكامل ذلك التجمع البرئ من الأطفال والزوجات الشابات..وكان الإصرار الأمريكى كبيراً على استهدافهم من مكان إلى أخر إلى أن تمكنوا من ابادتهم تماما عند الفجر.
– توقفت الهجمة الجوية, وقبل الهجمة التالية بعد أقل من ربع الساعة (حسب النظام الأمريكي للذبح المتعمد)، أسرع الشباب العرب لنقل النساء والأطفال من مخبأهم المجاور للبيت المضروب, إلى مكان أكثر أمنا. كان سباقاً مخيفاً مع الزمن, فالمطلوب هو نقل النساء والأطفال من أقصى شرق المدينة إلى غربها عبر شوارع طويلة, غير ممهدة وسط أكداس من المرعوبين الذين يركضون فى كل مكان،,وأعداد من السيارات تنطلق بجنون صوب أماكن مجهولة, وأمامها دقائق معدودة قبل أن يعود الموت مرة أخري ممتطيا طائرات هليكوبتر “شينوك”, أو مقاتلات (إف 16).
وصل الركب العربى إلى البيت المقصود فى غرب المدينة, ونزلت النساء و الأطفال, وهم يبحثون فى الظلام عن غرفة تأويهم, ولكن الطائرات الأمريكية عادت، وبدأت إنفجارات الصواريخ تهز المدينة مرة أخرى.
أمام مدخل البيت, إحدى السيارتين التى نقلت الحمولة العربية كان محركها ما يزال يعمل، فضربها صاروخ موجه طحنها طحناً. ولحسن الحظ أن جميع من فيها كانوا داخل البيت, ولكنهم لم يكونوا أمنين تماماً فقد لحقتهم صاروخ آخر دخل من أحد النوافذ وانفجر فى أحد الردهات فانطبق نصف المبنى على بعضه البعض.. وهذه المرة أيضاً حالف الحظ الشحنة البشرية فخرجت النساء إلى الشارع يولولن والأطفال يصرخون والبيت قد إشتعلت فيه النيران .
– أحد العرب كان قادماً بسيارته لنجدة المصابين فى الغارة . وكان قريباً من البيت المستهدف فأنحرف بسيارته فى شارع جانبى متفادياً الصواريخ التى بدأت تنهال فجأه.
ولكنه نسى قدرة الصواريخ الإسرائيليه الموجهة وتصميم الطيار الأمريكى على القتل, فأدركه صاروخ دمر السيارة تماماً.. ولم يجد المنقذون فى صباح الغد سوى نصف جثته فقط ، ولم يعثروا على أى أثر للنصف الآخر.
– فى قندهار لم يكن الليل وقتاً للراحة أو النوم.. بل هو وقت للموت الهابط من السماء. فالطائرات ترى كل شئ ولايراها أحد, وتستطيع من الضربة الأولى أصابة أي هدف.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )