ذات يوم (15)..فى الذكرى 11 لإغتيال بن لادن: ضيوف لمرة واحدة فقط
ذات يوم (15)
( فى الذكرى 11 لإغتيال بن لادن ) :
ضيوف لمرة واحدة فقط
تعلَمَت القرية عدم نشر الملابس نهاراً خوفاً من الذباب الذى يتجمع فوقها تاركاً فضلاته السوداء عليها. كانت حبال الغسيل والملابس هى دورات مياه قانونية يمتلكها الذباب. فكان سكان القرية ينشرون ملابسهم ليلا لأن البعوض لايمتلك تلك الحقوق.
عدم معرفة تلك الإحتياطات “الأمنية” تسببت فى مأزق لأحد إخوة بن لادن الذين زاروه. إذ غسل ثوبه العربى الأبيض “الدشداشة”، وعَلَّقَه على حبل الغسيل. ثم أخذه عند الضحى ليكويه ويسافر به عائدا إلى الوطن.
– المفاجأة كما يرويها شاهد عيان هى أن الثوب الأبيض تحول إلى ثوب مُرَقَّط بفضلات الذباب، حتى بات لا يُعرَف إن كان لونه الأصلى أبيض تلوث بالبقع السوداء، أو أنه أسود لطخته بقع بيضاء .
– الضيف المُرَفَّه واجه صدمة أخرى عندما أراد أن يَكْوِي ثوبه المُرَقَّط . فطبقا لأوامر أخيه أسامه فإن كَيِّ الملابس ممنوع فى القرية، لأنه من الرفاهية غير المستحبه. وقال أسامة : ( إننا نلبس ملابس نظيفة ، ولكن كَيِّ الملابس نوع من البَذَخْ غير المستحب).
فكان أسامة بن لادن ومساعدوه وباقى سكان القرية لا يَكّْوون ثيابهم . فهمس أحد الظرفاء قائلاً: (نحن حزب المِكَرْمِش). وكان حريصاً على أن لا يسمعه بن لادن .
– الأخ القادم من السعودية كان عليه تحمل نتائج سياسات أخيه أسامة، ويسافر إلى المملكة بثوب أبيض مرقط بمخرجات الذباب السوداء . ثم أنه فوق ذلك ثوب (مِكَرْمِش).
ولا أدرى إن كانت سلطات السعودية قد سمحت له بدخول البلاد بهذه الصورة .أو أنه وجد حلاً وثياباً أخرى ، أو أنه طلب لجوءً سياسياً إلى بلد ديموقراطى يؤمن بحق الإنسان فى إرتداء ثياب “مِكَرْمِشَة”،.خاصة إذا فعل ذلك بأمر مباشر من أسامة بن لادن شخصياً.
– والدة أسامة بن لادن زارته فى القرية. ومكثت عنده يومان. أعتقد إنهما أطول يومين مرا بأى مواطن جاء من السعودية. ورافقها أخواه اللذان عانيا الأمَرَّين خلال فترة الزيارة ، وغادرا قندهار غير آسفين، وبدون أي نية للتفكير فى العودة مرة أخرى .
– بإنتهاء الزيارة العائلية “السعيدة”، ومغادرة الضيوف عائدين إلى المملكة، ودَّعَتْهُم قرية “عرب خيل” بمثل ما إستقبلتهم به من حفاوة وتكريم. إذ “لعلع” مدفع (الزيكويك) من فوق سور القرية وجوار البوابة الرئيسية بصَلْيات طويلة من الطلقات المضادة للطائرات، إرتجت لها القرية وسمعها من فى المطار .
ولا شك أنها زادت من تصميم الضيوف على ألا يعودوا مرة أخرى إلى “عرب خيل” أو قندهار أو أفغانستان كلها. وأن يعوضهم الله خيراً عن إبنهم أسامة.
{ علماء “ثوريون” كتبوا لأسامة بن لادن من داخل سجنهم فى المملكة ، بأنهم يفضلون السجن عن الحضور إلى أفغانستان ، التى وصفها لهم بن لادن بأنها دولة إسلامية ودعاهم للحضور للعيش فيها }.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )