ذات يوم (14)
( فى الذكرى 11 لإغتيال بن لادن ) :
“سعدوف” ومساعده “جولجولا” .. وانفجار الكهرباء.
المدير الإدارى للقرية ، الفلاح المصرى النشيط ذو الإسم الروسى ، (سَعْدوف)، ومساعده الأفغانى الذى هو سائق سيارته فى نفس الوقت (جولجولا)، إكتشفا وجود محول الكهرباء على بعد مئتى متر من أسوار القرية. وحيث أن (سعدوف) هو المدير الإدارى للقرية، والمسئول عن جميع الشئون الإدارية والخدمات، فقد كانت الكهرباء تدخل ضمن إختصاصته.
{ توضيح: “سعدوف” هو شاب مصرى سجنه الروس فى الشيشان لعدة أشهر ثم أطلقوا سراحه، ربما لأنه ضعيف النظر جداً، فكان تقديرهم أنه غير ضار وليس إرهابياً. وبعد عودته من الأسر أطلق عليه إخوانه العرب إسماً روسياً هو “سعدوف” }…
{ أما (جولجولا) الأفغاني فهو المساعد النشيط والذكى والقادر على فعل كل شئ وأى شئ. وكان هو الذراعان الأيمن والأيسر لرئيسه (سعدوف) الذى منحه، تَحَبُباً، ذلك الإسم الغريب “جولجولا” ، فإشتهر به حتى نسي العرب إسمه الأصلى}.
– “جولجولا” قاد السياره مع رئيسة سعدوف، نحو المُحَوِّل الكهربائى ذو الضغط العالى .
فتح : “جولجولا” باب المحول وهو يمسك بيده “مفك براغى” كبير. ثم عاين الأسلاك بنظرة ثاقبة من خبير فى أمور الكهرباء. ثم وضع “مفك البراغى” فوق أحد الأسلاك. وعلى الفور حدث إنفجار ضخم وخرجت كتلة من النيران فى وجه “جولجولا”، الذى تحول فى الحال إلى تمثال من الفحم. وسعدوف فقد نظارتة، واحترقت لحيته وتمزقت أجزاء كبيرة من ثيابه. ولكن حالتة كانت أفضل بكثير من “جولجولا” .
– صادف أن كان “بن لادن” و”سيف العدل” قادمان من جهة المطار فى سيارتهما، عندما سمعا صوت الإنفجار وشاهدا كتله النيران تنطلق من مُحَوِّل الكهرباء بالقرب من القرية. وصلا إلى “سعدوف” وسألاه بلهفة : ما الخبر؟.. ماذا حدث؟ــ فأجابهما بأن محول الكهرباء قد إنفحر. ـ فسألاه: عن هذا التمثال من الفحم؟ ـ فأجاب بأنه لمساعده (جولجولا) ـ سأله سيف العدل : هل مات؟ ـ فأجاب : إنه لم يَمُتْ بعد.
– لم يمت أحد فى ذلك الحادث ولكن “سعدوف” قتلته الطائرات الأمريكية فيما بعد. أما مساعده “جولجولا” فمصيره مجهول وكذلك لون بشرته .
– تطورت الأمور بشكل درامى بعد إنفجار مُحَوِّل الكهرباء. فقد أبلغ أسامة بن لادن الإمارة بأنه لا يريد كهرباء للقرية، فتوقفت التمديدات. وكنوع من الترضية لسكان القرية إشترى بن لادن مولد كهربائي لإمداد البيوت بالكهرباء لفترة ما بين المغرب والعشاء. أى حوالى ثلاث ساعات ليلياً.
– بعض العائلات أشترت غسالات كهربائية فإستفادوا من حالة الرفاهية الكهربائية غير المتوقعة. وبعض النساء حافظن على التقاليد القومية بغسل الملابس (يدويا) فى الطشت البلاستيكى .
– فى الليل تنخفض درجة الحرارة نسبياً. ولكن تبقى البيوت حارة وجدرانها ملتهبة إلى قرب الفجر .
كانت كل عائلة تخرج للنوم فى ساحة منزلها المحاط بسور طيني مرتفع. بعض الأعشاب نمت، كما إرتفعت عدة شتلات لشجيرات. ووضع البعض أسِرَّة خشبية للنوم فى ذلك الجو الساحر تحت للسماء والنجوم، رغماً عن البعوض الذى يتناوب مع الذباب فى برنامج يومى لرعاية السكان. وقد أشتهر ذباب القرية بالوفرة وقوة الإرادة. فلا يغادر مواقعه أبدا مهما كانت شدة الهجمات المضادة لوجوده . ليس هناك مُبيدات حشرية فى القرية، ورغما عن ذلك فالذباب يموت بكثرة هائلة، كما يتوالد بسرعة الصوت .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )
