ذات يوم (13)..فى الذكرى 11 لإغتيال بن لادن: الشورى بالإجماع: الكهرباء “ملهاش لازمة”
ذات يوم (13)
( فى الذكرى 11 لإغتيال بن لادن ) :
الشورى بالإجماع: الكهرباء “ملهاش لازمة”
مشكلة الكهرباء أحْيَت مشكلة الشورى. لأن بن لادن شخصياً قرر أن الكهرباء (ملهاش لازمة) مثل الشورى تماما. بينما أصَرَّ باقى القادة على أن الكهرباء ضرورية للعائلات التى تعيش فى القرية، مثل ضرورة الشورى بالنسبة للتنظيم.
قرر بن لادن تحت الضغط إحالة الأمر إلى الشورى العامة بعد صلاة الفجر . وفى الموعد المقرر إلتفت بن لادن إلى المصلين خلفه. وبعد المقدمات الشرعية، أوضح لهم أن الكهرباء ضارة جدا بالقرية لأنها ستجر مجتمعنا إلى الرفاهية وربما الإنزلاق إلى محرمات مثل مشاهدة التلفاز والأفلام والأغانى إلى آخره. لهذا فمن الأفضل إغلاق الباب فى وجه تلك الشرور. وطلب منهم إبداء الرأى الآن فى تلك المسألة التى يقف هو فيها ضد الكهرباء .
ثم قال: ( الآن وقت الإستفتاء ولا داعى لأن يتكلم أحد أو يطيل فى الشرح لأن كل شئ واضح). وكان بذلك يغلق الباب فى وجه مساعداه أبوحفص المصرى “نائبه الأول” وسيف العدل “مدير الأمن والتدريب”. وكلاهما كان يدافع عن ضرورة تزويد القرية بالكهرباء. ولكن بدأ الإستفتاء بدون أن تتاح لهما فرصة لشرح وجه نظرهما لجمهور المستفتين من كوادر التنظيم داخل المسجد .
– كانت نتيجة التصويت إجماعاً بالموافقة على رأى “بن لادن” بمنع دخول الكهرباء إلى القرية.
وكان بن لادن فى غاية السعادة بنتيجة الإستفتاء . وأثناء ركوبه مع صديقاه أبو حفص وسيف العدل، هلل مستبشراً وهو يضحك. ويضرب بكلتا يديه على كتفهما : (لقد فازت وجهت نظرى فى الإستفتاء فوزا ساحقا رغم أن هناك من كانوا يعارضونني ). وكان يقصدهما تحديداً.
قال له الصديقان: (أنت لم تسمح لنا بشرح وجه نظرنا قبل الإستفتاء. وأن الشباب كانوا فى خجل منك وصوتوا لصالح رأيك مجاملة لك) .
أصر بن لادن بسعادة أنه فاز فى الإستفتاء فوزا مطلقاً.
وهكذا أغلق باب قرية عرب خيل فى وجه ذلك الكائن المسمى كهرباء .
– ولكن من أين كانت ستأتى تلك الكهرباء؟؟. ولماذا بحث سكان القرية وقيادة القاعدة هذا الأمر بجدية ؟؟ .
– بدأت القصة عندما قال أمير المؤمنين “الملا محمد عمر” لمساعديه بأنه متألم جداً لوجود العرب فى تلك البيوت الأسمنتيه جنوب المطار فى ذلك الجو القائظ. وأمر بتمديد خط كهرباء من المطار إلى قرية عرب خيل على نفقة الإمارة .
بدأ فوراً غرس الأعمدة وتمديد الأسلاك . فوصل الخبر إلى بن لادن بأن الكهرباء فى طريقها إلى القرية. فعادت عاصفة النقاش حول أهمية الكهرباء أو أضرارها حتى إنتهى أمر الشورى على ما رأيناه ، من أن الكهرباء ضارة و”ملهاش لازمة”.
– وصلت أعمدة الكهرباء قريبا من سور القرية. وثبَّت المهندسون مُحَوِّل كهربائى لتخفيض ضغط الكهرباء العالى. ثم إنصرفوا منتظرين الأوامر بتمديد الأسلاك إلى داخل القرية وهو الشئ الذى لم يحدث أبداً.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )