تهديد جديد في حرب قديمة
هدد رئيس الأركان الأمريكى بأن (بلاده سوف تهاجم أفغانستان، ولديها القدرة على ذلك إذا شاهدت أى خطر فى أفغانستان). بهذا التصريح تجدد أمريكا إلتزامها بسياستها العدوانية على أفغانستان. وهذه السياسة لم تتغير منذ أكثر من أربعة عقود. فالعدوان الأمريكى مستمر، رغم هزيمتها فى أفغانستان وهروبها المخزى من هناك فى شهر أغسطس (2021 ). لم يكن إنسحاباً لإحلال السلام، بل تطبيقاً لأسلوب حرب جديدة. وفيها تدير المخابرات الأمريكية والإسرائيلية حرباً على أفغانستان قوامها مجموعات المرتزقة على الأرض، مزودين بغطاء جوى دائم ومكثف من طائرات الدرونز .
هذا على الجانب العسكرى أما الجانب الإقتصادى فيشمل حربا إقتصاديا شاملة يعرف منها العالم فقط مسألة تجميد الأرصدة الأفغانية فى بنوك أمريكا (عشرة مليارات دولار). أما الذى لا يعرفه العالم أن هناك حرباً على إقتصاد أفغانستان،تطال التجارة الخارجية التى يأتى معظمها عن طريق الموانئ البحرية الإيرانية. فتداخل الحصار الإقتصادى على إيران مع الحصار الإقتصادى على أفغانستان فى محاولة لإثارة مشاكل داخلية وإضرابات تهدد النظامين معاً. ومن أهم أهداف الحرب الحالية على أفغانستان هو منع مشروع طريق الحرير من الإكتمال. وهو المشروع الذى يعنى نهضة إقتصادية شاملة لأفغانستان.
– ومع ذلك تمكنت الإمارة الإسلامية من التغلب على تلك العقبات، ومواجهتها فى نفس الوقت الذى تتابع فيه بناء الإقتصاد الداخلي والمشاريع الإستراتيجية فى للرى والتعدين والبنية التحتية .
– الإمارة الإسلامية تواصل جهادها العسكرى المسلح بحفظ أمنها الداخلى ومواجهة جيوش التخريب، بداية من الجيش السري الأمريكى وصولاً إلى عصابات داعش. وتفعل ذلك بجدارة وإقتدار فى نفس الوقت الذى تواصل فيه إعادة بناء أفغانستان كدولة إسلامية تمتلك أسباب القوة والإيمان الذى كان مفتاح نصر الشعب الأفغانى فى جميع معاركة .
إن الحرب التى يهدد بها رئيس الأركان الأمريكى هى حرب قائمة بالفعل ومستمرة وتخطى عمرها الآن أربعة عقود، وسوف تتوقف فى المستقبل القريب، عند إختفاء أمريكا كدولة عظمى عن الساحة الدولية.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )