ضاعت المقدسات وبقيت الجماعات
مَرَّت الذكرى الحادية عشر لإستشهاد أسامة بن لادن، ولم يكد يلاحظها أحد . وذلك لأسباب كثيرة، منها مصادفتها لعيد الفطر، وملاحم المسجد الأقصى، وصراع المسلمين فى عدة بلدان إسلامية من أجل إثبات حقهم فى أداء صلاة التراويح فى شهر رمضان، واحتدام معركة الدعاء على الظالمين فى أرض الكنانة، وهى معركة تَدَخَّل فيها الأزهر الشريف لينصر الظالمين على المظلموين.
لهذا .. وغيره كثير.. لم يلحظ أحد ذكرى إغتيال أسامة بن لادن على يد الرئيس الأمريكى أوباما وإدارتة . ذلك لأن العرب إعتادوا على مثل تلك النكبات والإهانات، وألِفوها حتى صارت لا تحرك فيهم شعرة. ليس هذا فقط بل أن الأهداف العظمى التى رفعها القادة الإسلاميون الكبار قد تولى من بعدهم من نقضوها و ساروا بالأمة فى عكس الإتجاه المطلوب.
– أهم ما نادى به بن لادن كان بيانه الشهير الذى عنوانه ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) ولكننا فى حاجة الآن إلى زعيم يقول للمسلمين ( أخرجوا اليهود من مكة و المدينة ) .
ولكن حسناً أن إمتنعوا عن ذلك، و إلا لأخرجوا من تَبَقَّى فيها من مسلمين، كما يفعلون الآن فى اليمن بتطهيرها من الشعب اليمنى، حماية للإحتلال اليهودى لجزيرة العرب والشواطئ المحيطة بها .
فى النكبات تتوجه “الأمة” بدعوة الجماعات الإسلامية بكافة أطيافها: الجهادى، والدعوي،و البيريزى، والإنكشارى، ليعملوا على توحيد الأمة أو على الأقل توحيد من يرغب فى بقاء الإسلام فى جزيرة العرب، ولو بالحفاظ على القِلَّة المتبقية من المسلمين هناك. وإنقاذ ما تَبَقَّى من الشعب اليمنى المهدد بالزوال .
– ماذا لو إجتمع العاملون فى الميدان اليمنى معا بشكل مباشر، لتوحيد المسار المتضارب ؟؟. فالبعض يحملون السلاح للدفاع عن الشعب اليمنى . وآخرون يقفون إلى جانب جيوش العدوان، لأنهم إكتشفوا أن المقاومين فى اليمن هم عملاء لأمريكا. لذا هم فى نظر هؤلاء أسوأ من الأمريكيين أنفسهم.
– فهل يمكن أن يجلس أحد من المجاهدين الحقيقين مع أحد آخر من فصيل مختلف، لبحث الطرق الضرورية لإنقاذ اليمن وفك الحصار عنها والإلتفات إلى ما جاء فى بيان بن لادن قبل أكثر من ربع قرن : ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) ؟. وكان يُذَكِّرالمسلمين بحديث نبوى شريف ، سمعوه وعقلوه وعملوا بخلافه، إلى أن إستوطن اليهود مكة و المدينة، ويحاربون أهالى القدس من أجل الإستيلاء على المسجد الأقصي وإقامة هيكل سليمان.
– لقد خسر المسلمون مساجدهم المقدسة الثلاثة . ولكنهم كسبوا المئات من الجماعات الإسلامية ” المقدسة ” والمعصومة من الصواب … وهذا يكفي .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )