قمة (الشرم المتصدع)
ماذا كان يريد رئيس وزراء إسرائيل “بينيت” من ولى عهد أبوظبى ورئيس مصر، فى إجتماع شرم الشيخ ؟؟.
الإجتماع نفسه دعائى ، لأن مطالب رئيس الوزراء بينيت تنفذ حتى قبل أن يتلفظ بها .
والمطلب الأساسى هو إعلان إصطفاف “الصهيونية العربية” خلف إسرائيل فى أهم قضاياها الحالية وهي أوكرانيا، أو إسرائيل الجديدة ، و مملكة يهود الخزر المنبعثة من مقابر التاريخ .
“بينيت” يريد من تابعاه المصرى والإماراتى، حمل أقصى ما يمكن حملة من تبيعات تلك المعركة. ويريد تحديداً عنصرين هما : الطاقة (نفط وغاز ) والمرتزقة .
– مصر يمكنها المساهمة فى موضوع الطاقة بما لديها من غاز فى سيناء ومياه البحر المتوسط . وهى كميات كبيرة جداً ، معظمها يذهب بالفعل إلى إسرائيل، وما تبقى يذهب كعمولات لقادة النظام المصرى.
– يمكن لمصر أيضا أن تمد إسرائيل بالمقاتلين المرتزقة.
ويُعْتَقد أن هناك آلاف من المصريين يعملون مباشرة فى الجيش والجهات الأمنية فى إسرائيل. و أن مجموعات من الذين خدموا فى الجيش المصرى ، يعملون تحت إشراف إسرائيل فى عدة مناطق .
– أما مطالب “بينيت” من بن زايد فهي أيضا الطاقة والمرتزقة. ويريد أكبر قدر من النفط والغاز الإماراتى حتى يضخه إلى أروبا ، بواسطة إسرائيلية، متضامناً مع الغاز المصرى والقطرى ، لطرد روسيا من سوق الطاقة فى أوربا تحديدا، ومن السوق الدولى إن أمكن .
ويريد “بينيت” من بن زايد مجهودا أكبر فى ضخ المرتزقة إلى أوكرانيا ، نظرا إلى إمكاناته الكبيرة فى العمل الإرتزاقى ، وشركاته العالمية التى يحميها رسميا على أرض بلاده . ورغم أن أسرائيل شريكاً له فى الجزء الأساسى من تلك الشركات إلا أنها تريد منه أن يقدم أقصى ما لديه من إمكانيات إلى أوكرانيا،. والإستفادة من تاريخ تعاونهما فى حرب أفغانستان ، التى كان لشركاتهما الإرتزاقية دورا أساسياً فيها .
– تأتى بعد ذلك فقرات للتموية على الأغراض الحقيقية لذلك المؤةمر . مثل القول بتأمين مصر غذائيا ، نظراً لتأثرها بالحرب فى أوكرانيا، التى كانت الموَّرِّد الأساسى للقمح إليها. فمصر هى أكبر مستورد للقمح فى العالم.
الإهتمام الإسرائيلى /اذا كان حقيقيا /فليس من أجل سواد عيون شعب مصر الذى تجتهد إسرائيل لإجلائه عن أرضه ،طوعا أو كرها.، لتصبح مصر أرضاً بلا شعب، كما فعلوا فى فلسطين قبلها ويفعلون فى أوكرانيا الآن.
إهتمام إسرائيل هو بمافيا القمح المصرية ، التى تستفيد من الإتجار به داخل وخارج مصر.
– وللتمويه أيضا يدعو مؤتمر شرم الشيخ إلى حماية المنطقة العربية من أخطار التوقيع على إتفاق نووى جديد بين إيران والولايات المتحدة .
فإسرائيل التى ولدت عام (1948) تخشى على المنطقة من إيران التى هي مكوِّن أساسي للمنطقة منذ ما قبل التاريخ .
وتخشى إسرائيل على العرب من إحتمال توصل إيران إلى صناعة سلاح نووى . ولا تذكر شئا عن عدة مئات من الرؤوس النووية الى تمتلكها . إضافة إلى ترسانة حرثومية وكيماوية مترامية الأطراف. تلك أسلحة إذا إمتلكتها إسرائيل الشقيقة فإنها حتما أسلحة لرش البخور و”الكولونيا” على المدن العربية.
– إسرائيل لا تنقصها الثقة فى قدرتها على تحقيق أى شئ تريده فى المنطقة العربية.، بما فى ذلك إستخدام زعماء (الصهيونية العربية ) . وقد تمت لها السيطرة على “المارد الإسلامى”بإستخدامها أردوغان الزعيم الحالى للصهيونية الإسلامية، والذى تمكن بدوره من تحويل العمل الإسلامى الشعبى ، بجماعاته المشهورة والتاريخية، الى مجرد “إنكشارية” قتالية، أو”طبل خانه” دعائسة ، تقف بخشوع على “الأعتاب العَليَّة” للسلطان التركى .
وتتوالى قمم الوديان السحيقة التى تجمع قادة إسرائيل مع صهاينة عرب ومسلمين.
ليبيا فى شرم الشيخ :
– تريد إسرائيل من الإمارات ومصر تركيز جهودهما فى ليبيا ضمن إتجاه يخدم القضية اليهودية فى أوكرانيا.وإستخدام النفط الليبى فى تلك المعركة ، وتحرير إنتاجه إلى حدوده القصوى وإخراج الأطراف غير المرغوب فيها من ساحة الصراع فى لبيا، وفى مقدمتهم روسيا ومعها أى تيارات محلية ذات إتجاه وطنى.
– توزيع الأدوار على الإمارات ومصر للعمل فى ليبيا واضح .
فمصر عليها إستخدام (ركامها العسكرى ) من أجل العمل الميدانى داخل ليبيا ، بتمويل من الإمارات ، ودعمها الجوى وإستئجار طيارين مرتزقة لإستخدام الطائرات المصرية فى القصف داخل ليبيا.
– الحرب فى ليبيا والصراع السياسي والعسكرى بين الأطراف المحلية الغرض منه توجيه النفط الليبى إلى أسواق أوربا كبديل عن النفط الروسى ، خدمة لهدف تحطيم روسيا إقتصاديا وإنتزاع اوكرانيا وشرق روسيا لإقامة مملكة ليهود الخزر ، صفوة يهود العالم .
– الحرب فى ليبا الآن ومن قبلها الحرب فى سوريا ، هما ملحقات هامة تابعة للحرب الأساسية فى أوكرانيا … حرب يهود الخزر.
– ولكن هل تطرَّق “بينيت” فى حديثه مع مواليه فى شرم الشيخ عن إغتصاب المسجد الأقصى، وتهويد القدس، وقمع بوادر الثورة فى فلسطين ؟؟.
لابد أنه فعل ، وبفعل كلما أجتمع سراً أو حهراً مع “أنطاع” التطبيع و”التصهين”. ولابد أنه سمع نفس الإجابة ، بأنهم معه حتى ولو إستخدم الأفيال فى هدم الأقصى والكعبة ، وأنهم سيشترون له الأفيال من حسابهم الخاص.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )