ذات يوم (4).. سراج الدين حقانى: معالم على طريق الجهاد
ذات يوم (4)
سراج الدين حقانى:
معالم على طريق الجهاد
صورتان يفصل بينهما أكثر من خمسة وثلاثين عاماً . إنهما للقائد الجهادى الكبير سراج الدين حقانى. وكان والده مولوى جلال الدين حقانى أشهرالقادة المجاهدين فى مرحلة الإحتلال السوفيتى والحكم الشيوعى فى أفغانستان.
– الصورة الأولى يعود تاريخها إلى شهر يوليو من عام (1986).وفيها الشاب الناشئ سراج الدين وهو فى قاعدة جاور يجلس منتظراً التحرك مع قافلة متجهة إلى مناطق قبائل زدران، لينضم إلى والده الذى سيذهب إلى هناك على رأس مجموعته الخاصة من المساعدين والحراس و القادة الميدانييٍن .
وهناك فريق ثالث يضم الأخوين إبراهيم وخليل شقيقا حقانى، وكانا قد ذهبا الى ولاية أورجون المجاورة لإحضار صواريخ ونقلها إلى أطراف جرديز، ليستخدمها شقيقهم الشهيد أسماعيل فى الهجوم على أهداف عسكرية حكومية .
البرنامج كان خطيراً ومعقداً ويشمل جولات بين القبائل يقوم بها حقانى لتجديد بيعتهم على الجهاد، خاصة بعد الأرهاق الذى أصاب الجميع من معركة جاور فى إبريل الماضى . وكانت القوات الحكومية تحتشد فى جرديز. وكبار قادة النظام فى كابول يهددون باجتياح مناطق زدران، ومنهم وزير الدخلية القوى “جولاب زين” وهو من نفس القبيلة
ومن المفارقات أن منصب وزير الداخلية حاليا يشغله المجاهد الكبير سراج الدين حقانى، الذى كان فى ذلك الوقت شابا صغيراً يرافق والده فى جولاته على قبائل زدران ويرافق أعمامه الثلاثه فى مجهودهم العسكرى ضد قوات الحكومه فى جرديز.
– رافقتُ مولوى حقانى فى جولته التى كانت حدثاً تاريخياً . وأكدت إلتفاف القبائل حول زعامة مولوى حقانى، وعزيمتهم على إكمال طريق الجهاد حتى النصر. كانت الإجتماعات القبلية حاشدة، وإكرام القبائل لحقانى يفوق الوصف . وقد أستفدت (بدون قصد طبعا) من ذلك الكرم الهائل أنا وصديقى الشهيد عبد الرحمن المصرى. وأشد ما أدهشنا لم يكن لحوم الذبائح الوفيرة بقدر ما كان (البصل الأخضر المدهش) لمنطقة “فخرى”.
– كنت طوال الوقت أضع يدى على قلبى خوفاً من غارات الطيران على التجمعات المدنية الحاشدة والمتحمسة .
وبعد إنتهاء الجولة صارحت مولوي حقانى بمخاوفى، فقال لى [ إن تلك الجولة أثبتت خلو مناطقنا من الجواسيس، وإلا لهاجمنا الطيران وقتل المئات من السكان] .
– الصورة الثانية، وهى بتاريخ الخامس من مارس 2022 يظهر فيها القائد سراج الدين حقانى، الذى يشغل منصب وزير الداخلية . فى حكومة الإمارة الإسلامية بعد طرد الغزاه الأمريكيين وهزيمتهم المدوية. و كان سراج الدين يشكل كابوسا على الإحتلال ، حتى وضعوه على رأس قائمة الأعداء الذين يجب التخلص منهم .
– فى الصورة يظهر الوزير سراج الدين وهو يشرف على تخريج دفعة من ضباط وزارة الداخلية وقواتها الضاربة التى أحرزت إنتصارات هائلة على جيوش سرية تركتها أمريكا فى أفغانستان لتخريب الأمن الداخلى ومنع بناء الإقتصاد وأجهزة الإمارة .
حقانى مرة أخرى يتصدر قائمة أعداء الإحتلال.
– لم تتوقف مسيرة القائد سراج الدين التى تابع فيها خطى والده العظيم لأكثر من خمسة وثلاثين عاما. وفيها قدمت العائلة عشرات الشهداء من إخوة سراج الدين، وأبناء عمومته وأقاربه.
– لن تهزم أفغانستان وفيها مثل هؤلاء الرجال .
ولن تسقط راية الإسلام وفى المسلمين شعب مثل شعب أفغانستان .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )