إستعدوا .. فالقادم أصعب :
الإمارة سوف تحبط سياسة البلطجة الأمريكية
– أمريكا ستتعامل مع طالبان من منطلق المصالح الوطنية الأمريكية. وأبسط الإجراءات هى أن تتعامل حكومة الإمارة بنفس المنطق مع أمريكا.
– تقاسم السلطة بين العرقيات والمذاهب، يهدف إلى تأصيل الصراع الداخلي وجعله نظاما للحكم بديلا عن الإسلام ، وغايته تقاسم الغنائم والتسابق على الإستقواء بالعدو الأجنبى .
– يريدون إعادة مطار كابل إلى العمل ـ من أجل تسهيل هروب آلاف الجواسيس الذين إفتضح أمرهم مع غنائم (البيومترى) التى وقعت فى أيدى المجاهدين .
– مطار كابل هو مطار عمالقة الفساد فى العالم، وتهريب المخدرات وصناديق الأموال والمعادن النفيسة . ويمكن لشعب أفغانستان أن يستمر فى الحياة ، وبناء دولة قوية بدون مطار كابل.
– ( ربما كان من الأفضل إبقاء مطار كابل مغلقا لفترة من الزمن، خشية أن يحاول العدو إحتلاله بعملية عسكرية خاطفة ، لإجلاء جواسيسه المحاصرين بالقوة ).
– الإمارة ستبدأ على الفور فى إستخراج ثروات أراضيها ، وبناء بلد قوي وشعب غني . وتلبى بشكل عاجل مطالبه المعيشية، بلا إنتظار لهؤلاء الهمج الرعاع الذين يصنعون لنا المجاعة بعد أن سرقوا من بلادنا مئات مليارات الدولارات.
تحديات كبرى تنتظر الإمارة الإسلامية وحكومتها الجديدة .التحدى السياسى سيكون فى الصدارة إعلاميا . رغم أن التحديات ـ المستترة خلفه ـ هى الأخطر تأثيرا. فالتحدى السياسى الذى يفرضه العدو على الإمارة ، سيكون مترافقا مع حروب تخريبية وإقتصادية ونفسية.
فالإنسحاب الأمريكى عسكريا من أفغانستان ـ وحسب تصريحاتهم ـ ليس معناه وقف تدخلهم فى شئون أفغانستان تحت دعاوى شتى، أشهرها الحرب على الإرهاب، الذى صنعوه وجلبوه من الشام إلى أفغانستان مستخدمين طائرات حلفائهم ، وأداروا إرهاب داعش بواسطة لجنة خاصة من نظام كابول .
– لن تتوقف الحرب النفسية حتى يسيطر العدو على قرارات الإمارة ، ليجعلها تسير وفق مصالحة . فالإمارة ـ منذ مفاوضات الدوحة وحتى إنسحاب العدو من كابل ـ إلتزمت إستراتيجية دفاعية فى سياساتها، ونشاطها الإعلامي قَبِلَ بأن يكون معظم الوقت فى موقف المعتذر أو المدافع عن نفسه إزاء أخطاء لم يرتكبها، وليس مسئولا عنها .
الآن وقد شكلت الإمارة حكومتها ، فقد جاء الوقت لأن تفرض على الجميع التعامل مع سياسة الإمارة التى تعبر فقط عن قوانين الإسلام والمصالح العليا لشعب أفغانستان. بدون إعتبار لضوضاء العدو ، ورجع صدى حملاته التى يرددها العملاء من الحكومات وذباب الإعلام.
تقول أمريكا أنها ستتعامل مع طالبان من منطلق المصالح الوطنية الأمريكية. وأبسط الإجراءات هى أن تتعامل حكومة الإمارة بنفس المنطق مع أمريكا.
ولأن أفغانستان ـ وإمارتها الاسلامية ـ هى الطرف المنتصر فى أطول الحروب، وهى التى هزمت أمريكا والناتو ، مع حوالى خمسين دولة من الحثالة الدولية، وطرتهم من بلادها . فهى الطرف الأقوى ـ بقيمها الدينية ـ وبتماسك الكتلة الأعظم من الشعب خلفها ـ بصرف النظر عن التنوع العرقى أو المذهبى الذى يحاول العدو الأمريكى أن يجعله مادة للصراع الداخلى. فنظام الإمارة قوى لأن منهجه الاسلام . والحكومة قوية لأنها تمثل المصالح الحقيقية لكل الشعب.
فالمسئول الحكومى فى الإمارة يمثل مبادئ الإسلام ومصالح كل الشعب، وليس ممثلا لعرقية بعينها أو أتباع مذهب محدد.
أما حرص الأعداء ـ وأتباعهم ـ على تقسيم السلطة بين العرقيات والمذاهب، فالهدف منه تأصيل الفُرْقَه والصراع الداخلي، وجعلها نظاما للحكم بديلا عن الإسلام ، فى نظام هزيل غايته تقاسم الغنائم والتسابق على الإستقواء بالعدو الأجنبى .
وأمامنا أمثلة ـ فى العراق ـ وكيف أن الأمريكى صنع من التَفرِقَة المذهبية والعرقية نظاما سياسيا فاسدا وضعيفا، لا يهدد العدو ، ولايفيد الشعب. ومن العراق إنطلق العدو لتخريب ما جاورها ، واستنبت “داعش” وإستخدمها فى تحركه الدولي والإقليمى، كمبرر لبقاء إستعماره .
– يحاول العدو الأمريكى أن يصنع لنا أولوياتنا ، حسب مصالحة . لهذا ينبغى عدم مجاراة الأولويات المفروضة من الخارج، مهما صاحبها من ضجيج عالمي يجيد العدو صناعته وتحريكه فى أى وقت ، مستخدما الرشاوى الاقتصادية والسياسية. على حكومة الإمارة الإلتزام بالحق وإغلاق أذنيها عن ضجيج الباطل الأمريكى مهما بدأ عالياً ومخيفاً. فقد رأينا أقوى ما لديهم فى حرب طالت 20 عاما وإنتهت بهزيمتهم، وبإنتصار ساحق لشعب أفغانستان وإمارته الإسلامية.
مطار كابل أولوية أمريكية ، وليست أفغانية :
أمريكا تفرض علينا أولويتها الخاصة بفتح مطار كابول للملاحة الدولية . تابعتها فى ذلك باقى دول الناتو والعملاء العرب والمسلمين . أما حقوق شعب أفغانستان فقد تناسوها وقفزوا فوقها رغم الظروف المأساوية لذلك الشعب ، والتى يتباكون عليها ويقذفون بمسئوليها على (طالبان ) حتى من قبل أن يستلموا الحكم . ويهددون الحركة بالضغط عليها ـ مستغلين مواجع الأفغان . ذلك الشعب الشجاع الكريم يعاملونه كشعب من المتسولين ، رغم الثروات الهائلة التى تحتويها أراضيه ـ والتى واصل الإحتلال الأمريكى وكلاب حراسته نهبها وتقاسمها طوال 20 عاما. تاركين الشعب فى فقره ومرضه. ثم يَمُنُّونَ عليه بفتات (إنسانيتهم ومعوناتها ) بعد أن سرقوا من ثرواته مئات مليارات الدولارات سنويا .
يريدون إعادة مطار كابل إلى العمل ليس بدواعى إنسانية ـ فهم أبعد الناس عنها وأكبر أعدائها ـ بل من أجل تسهيل هروب آلاف الجواسيس الذين إفتضح أمرهم مع غنائم (البيومترى) التى وقعت فى أيدى المجاهدين .
وأيضا لتسهيل دخول آلاف الجواسيس غيرهم ـ وإخراج الهيروين والأموال والمعدات السرية المخفية فى أفغانستان . ومراقبة حركة الدخول والخروج ، ورصد جميع التحركات بين الإمارة والعالم الخارجى .
لهذا يريدون التحكم فى إدارة مطار كابل عبر كلاب حراستهم . واستعانوا حتى بمجلس الأمن الدولى لتخويف الإمارة “بالشرعية الدولية” ولتهديدها بالعقوبات.
فبعد الحرب العالمية التى قادتها أمريكا مع حوالى خمسين دولة بالسلاح ، لم يعد لديهم أكثر من ذلك كى يستخدموه . ولن يكسبوا شيئا من حربهم القادمة {حرب التخريب والحصار والعقوبات}. وقد خسروا عناصر جوهرية للغاية من تلك الحرب ـ حتى من قبل أن تبدأ ـ وستكون تجربتهم فيها أكثر فشلا من عدوانهم الصليبى فى 2001 .
– مطار كابل هو مطار عمالقة الفساد فى العالم، وتهريب المخدرات وحقائب الأموال والمعادن النفيسة . ويمكن لشعب أفغانستان أن يستمر فى الحياة ، بل وبناء دولة قوية وغنية بدون مطار كابل ـ فلديه بدائل بلا حصر .
– يقول قرار مجلس الإرهاب الدولي (الشهير بمجلس الأمن الدولي) الخاص بمطار كابل(!!)
انه يأمل بأن تفى الحركة بإلتزامها السماح للأفغان والرعايا الأجانب{المَعْني فى الحقيقة هم الجواسيس من الأفغان والأجانب} بأن يغادروا أفغانستان عبر أى معبر حدودى بما فى ذلك مطار كابل .
إن “مجلس الإرهاب الدولي” وضع بديلا آخر إلى جانب مطار كابل، وهو المنافذ البرية. وهذا يناسب الوضع الحالي إلى أن يصبح مطار كابل جاهزا للرحلات الدولية من ناحية فنية / وناحية أمنية / وناحية قانونية .
الناحية الفنية : أن تكتمل معدات الرادار لإدارة حركة الطائرات فى الجو . ويتوافر لها الفنيين.
الناحية الأمنية : أن تتوفر أجهزة الكمبيوتر المزودة بمعدات الفحص الأمنى ، مع قوائم الجواسيس الواردة فى أدوات التجسس الأمريكية (البيومترى).
الناحية القانونية : أن يتم تجهيز قوائم الممنوعين من السفر بسبب جرائم إرتكبوها . فليس فى كل الدنيا دولة تمنح حقاً مطلقاً بالمغادرة لكل من يطلب ذلك، حتى وإن إمتلك وثائق وتأشيرات سفر . فذلك غير موجود حتى فى أمريكا نفسها ولا فى أى دولة أوروبية.
الناحية الأخلاقية: دعوى فتح مطار كابول تفتقر إلى الأخلاق . فهى تراعى المصاح الأمريكية فقط ، وأهداف حربها على أفغانستان ، ومن أجل تسهيل إخراج الجواسيس المفضوحين ، وإدخال جواسيس جدد ، وتسهيل عمليات تهريب المخدرات وغسيل الأموال.
فأمريكا تريد السيطرة على حركة الطيران الدولى لأفغانستان . ولا يهمها شئ آخر . فإذا كان يهمهم مصلحة شعب أفغانستان فلماذا دمروا محتويات المطار قبل أن يغادروة؟ ، وسرقوا مكونات حساسة من المطار لعرقلة تشغيله بدون عونهم الفنى والمالى؟ . ثم لا يقدمون إعتذارا ولا تعويضات ولا إصلاح . و”مجلس البغي الدولي” لن يتحدث عن ذلك أيضا ، إذ لا يهمه سوى مصالح المجرمين الكبار ودعم عدوانهم على الشعوب الضعيفة.
– من المفروض أن يكون للإمارة الإسلامية أولويات مختلفة . فالرحلات الدولية من مطار كابل ليس لها تلك الأهمية الكبيرة ، فأكثر من 35 مليون أفغانى لا يحلمون حتى بدخول ذلك المطار . فهذا مطار المجرمين الكبار ـ من الإحتلال إلى العملاء وكبارالمهربين والجواسيس ـ إنه مطار إجرام دولي فى الأساس. وذلك يضر الإمارة كثيرا.
حتى رحلات الحج لم تعد موجودة فى برنامج المطار، بعد أن ألغى الحج الأمير منشار الدين بذريعة الكورونا، التى لم تؤثر على مجهوداته فى نشر الفسق والفجور والدعارة والقمار فى بلاد الحرمين الشريفين.
( ربما كان من الأفضل إبقاء مطار كابل مغلقا لفترة من الزمن، خشية أن يحاول العدو إحتلاله بعملية عسكرية خاطفة ، لإجلاء جواسيسه المحاصرين بالقوة ).
– على الأمريكان إعادة إصلاح ما دمروه من إنشاءات ومعدات . والتعويض عن ما دمروه من طائرات ومعدات وآلات وأسلحة .. فالمطار أرض أفغانية ، وكل ما كان فيه هو من ممتلكات الشعب الأفغانى ، ويجب إعادته إلى “بيت المال” .
تلك خطوة أولى قبل بحث ـ مجرد بحث ـ أى خطوة أخرى تتعلق بمطار كابول .
علموهم الأدب فى ميدان الدبلوماسية :
تفتقرأمريكا وحلفاؤها إلى دروس فى أدب التعامل الدبلوماسي، من الإمارة الإسلامية، بعد أن تعلموا منها دروس فى ميدان القتال، فإنسحبوا مُحَطَّمين نفسيا وماديا.
إنكسارهم العسكرى يحاولون تغطيته بالوقاحة والعدوانية فى المجال الدبلوماسي، الذى هو مجال العقل والهدؤ والتهذيب. لذا يحتاجون إلى دروس فى التهذيب تلقنهم إياها الإمارة ليتخلوا عن سلوكهم الهمجي . وكما قابلهم شعب أفغانستان بصراحة قتالية ، فسوف يقابلوهم بصراحة سياسية تعيدهم إلى صوابهم .لقد إتخذ المعتدون موقفا هجوميا وقحاً، ليتفادوا أى حديث عن الحقوق المترتبة لشعب أفغانستان فى رقاب من إعتدوا عليه ودمروا بلاده. وتعويضات عن حرب إستغرقت 20 عاما وكلفت الميزانية الأمريكية حولى 2 ترليون دولار.
– لقد أخجل الصينيون العالم حين قال مندوبهم فى مجلس الأمن: يجب أن نحقق فى ممارسات القوات الأجنبية فى أفغانستان خلال 20 عاما. وهو تعبير دبلوماسى عن حقيقة وقوع جرائم حرب يجب محاسبة المحتلين عليها .المندوب الصينى أكد حقيقة أن تجميد الأصول الأفغانية فى الخارج يتناقض مع الدعوات إلى تحقيق السلم والأمن.
– حتى أن روسيا وبعد مسيرة طويلة من المواقف الخاطئة والتصريحات المستفزة ، إستفاق مندوبها فى مجلس الأمن وقال شيئا إيجابياً، وهو أن بلاده ترفض تجميد الأصول المالية الأفغانية (وتؤكد خطورة ذلك على السلم والأمن). وقال أيضاً (هناك محاولة أمريكية لإلقاء اللوم على طالبان بعد فشل واشنطن الذى دام أعواما).
– حكومة الإمارة الإسلامية يجب أن تجهز ملفاً عن حقوق شعبها تطالب به وبصوت عال ونبرة هجومية تخرس الهمج، ليتأكدوا أن حقوق الأفغان لن تضيع هباءً، وسيحصلون عليها بالتأكيد.
فالإمارة الإسلامية تقود شعبا عظيم البأس موفور الكرامة، ويرفض قبول لهجة التهديد ، وحديث المَنْ بالمساعدات الإنسانية . الإمارة ستبدأ على الفور فى إستخراج ثروات أراضيها ، وبناء بلد قوي وشعب غني . وتلبى بشكل عاجل مطالبه المعيشية، بلا إنتظار لهؤلاء الهمج الرعاع الذين يصنعون لنا المجاعة بعد أن سرقوا من بلادنا مئات مليارات الدولارات .
– فلا وقت كى نضيعه فى الإستماع إلى ضجيج فارغ . فأى جهة أو دولة مستعدة للتعاون مع الإمارة فى عمل إستثمارى منتج وفورى . فلن ننتظر حتى تأخذ إذنا من أحد، أو نخشى عقوبات لصوص سرقوا أموال الأفغان لمدة عشرين سنة ، وبعد هزيمتهم وفرار جيوشهم سرقوا الأموال المودعة فى بنوكهم.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )