هولوكوست 11 سبتمبر .
مطلوب لجنة إستماع دولية لشهادة عبد السلام ضعيف .
أول مايو .. إلتزام مؤكد بالإنسحاب ، و11 سبتمبر موعد مخادع .
متى يتكلم الدكتور أيمن الظواهرى ؟؟ ـــ أليس الصبح بقريب ؟؟
صنعت أمريكا من حادث 11 سبتمبر ، مأساة هولوكوست تريد تعليقها فى رقبة شعب أفغانستان، لإذلاله إلى الأبد، وإستنزافه ماليا، وتحقيرة سياسيا، كما تفعل إسرائيل مع ألمانيا بإستخدام أكذوبة الهوكولوست وإدعاء أن اليهود خسروا 4 مليون شخص فى محارق أقامها لهم الألمان النازيون.
ثم فرض اليهود حظرا قانونيا على التطرق إلى الحادث بما يخالف الرواية اليهودية. لدرجة وصلت إلى عقوبات بالسجن على شخصيات علمية كبرى فى أوروبا، حتى خرست ألسنة الأوروبيين ، إلا من الإساءة للمسلمين ونبى الإسلام .
– إدعت أمريكا كذباً أنها هاجمت أفغانستان واحتلتها وأسقطت نظامها الاسلامى ثأراً من القاعدة وزعيمها ، وانتقاماً من الإمارة لحمايتها لهم .
لم تذكر أمريكا أن سبب حربها على أفغانستان هو الأفيون أولا، ثم لتمرير خطوط نفط وغاز آسيا الوسطى عبر أفغانستان ، إلى أى إتجاه تريده أمريكا ـ سواء الهند أو غيرها .
– كما لم تذكر أمريكا أنها هى التى طلبت من السودان ـ حكومة البشير ـ أو على الأقل وافقت على ما ذهبت إليه تلك الحكومة من إبعاد بن لادن من الخرطوم إلى جلال آباد فى أفغانستان .
وحسب ما ورد فى كتابات مدير الاستخبارات السودانية وقتها فإن أمريكا أخبرت السودان أن فى ترحيل بن لادن إلى أفغانستان ، خيراً له وللسودان ولأمريكا وللجميع .
– لم تعلق أمريكا على ماقاله “قطبى المهدى” مدير إستخبارات السودان وقتها. كما أنها لم تذكر ولن تعلق على حادث شبيه تماما ـ ولكن فى الإتجاه المعاكس ـ وهو طلبها من الإمارة الإسلامية ـ بألا تسمح لأسامة بن لادن بمغادرة أفغانستان (فى يناير 2001) .
وكان ينوى مغادرتها بعد حفل تزويج نجله محمد ـ وكنتُ إستعد لمرافقته إلى خارج أفغانستان ـ وتحديدا إلى مناطق القبائل الحدودية ـ كمراسل لقناة الجزيرة التى سمحت بإستخدام معدات التصوير التابعة لها فى تسجيل الرحلة .
لكن أمريكا أرسلت إلى الإمارة فى قندهار ـ بواسطة عبدالسلام ضعيف سفيرالإمارة فى باكستان، بأن لا تسمح لأسامة بن لادن بمغادرة أفغانستان . لأن فى مغادرته تلك ضررا له ولأفغانستان ولمصالح الولايات المتحدة وأصدقائها . وصادف أن قرأت بنفسى تلك الرسالة المكتوبة على ورق عادى ـ غير رسمى ـ وبكل أساليب الغطرسة والوقاحة الأمريكية .
وحيث أن أمريكا تريد تحويل 11 سبتمبر إلى هلوكوست خاصا بها ، لحرق مستقبل أفغانستان وإمارتها الإسلامية . فإن المطلوب بشكل عاجل هو:
– تشكيل لجنة دولية للإستماع إلى شهادة عبد السلام ضعيف حول المذكرة الأمريكية المذكورة.
وتأمينه على حياته ـ وإستضافته تحت حماية دولية ـ ليقيم فى مكان آخر غير كابول .
– فإذا كان حادث 11سبتمبر من تنفيذ تنظيم القاعدة ـ وهذا ما لم تستطع أمريكا إثباته حتى الآن وبإعتراف شخصيات أمريكية لها وزنها:
فلماذا عملت أمريكا على إبعاد بن لادن من السودان إلى أفغانستان عام 1996 ؟؟
ثم لماذا أصرت على عدم مغادرته أفغانستان فى يناير 2001 ؟؟ .
{ بالتأكيد لتحميل الإمارة مسئولية الكارثة الكبرى القادمة فى نيويورك ــ التى كانت معلومة لديها منذ فترة كافية، ومتوقعة منذ إخراجه من السودان }.
والخلاصة : ليس للإمارة الإسلامية دخل من قريب أو بعيد بحادث 11 سبتمبر . وترفض تعليق تلك الأكذوبة فى رقبتها ورقبة شعب أفغانستان. ومن الخطوات الهامة المفترضة سيكون الخروج من إتفاق الدوحة وما يحتوية من تلميح لمسئولية الإمارة عن الحادث ، وتكليفها بضمان أمن أمريكا وحلفائها بدعوى عدم السماح بإستخدام أرض افغانستان ضد أمنهم.
إن ذلك التهديد الأمنى لم يحدث أبدا فى الماضى، ولن يحدث مستقبلا . والإمارة لن تكون حارساً لأمن أمريكا وإسرائيل والناتو. لأن فى ذلك تسلط على أفغانستان وتكليفها بما لا تطيق، وتحميلها ذنوبا لم ترتكبها بل إرتكبها الأمريكيون أنفسهم.
أهم إلتزامات إتفاق الدوحة هو إنسحاب القوات الأمريكية وحلفائها من أفغانستان بعد مرور 14 شهرا من توقيع الإتفاق ـ أى فى أول مايو 2021 .
رفضت الإمارة الإسلامية خديعة تجاهل أمريكا لموعد إنسحابها، وإشغال الإمارة الإسلامية والعالم بمؤتمرات متتابعة لا تنتهى ، وكان المفروض أن يكون آخرها فى إسطنبول. وقد رفضت الإمارة حضور أى مؤتمر قبل إتمام إنسحاب القوات الأمريكية وحلفائها.
إتفاق الدوحة ملزم ، وليس من حق أمريكا والناتو تغيير الموعد المتفق عليه للإنسحاب . فأول مايو هو موعد إنسحاب آخر جندى محتل ، وإلا فإن الشعب الأفغانى سيكون مضطراً إلى طردهم بقوة السلاح.
وليس فى مقدور أمريكا أو الناتو، أو أى أحد، أن يقرر مستقبل أفغانستان. ولكن الإحتلال وأعوانه يتصنعون الغباء لأنهم لن يكونوا مشمولين فى ذلك المستقبل. إذ لا فرق بين جيش الإحتلال وبين حكومة أعوان الإحتلال الذين جلبهم بالطائرات. فإنهم أعداء الشعب وليسوا جزءاً منه بأى حال.
لاحظ البعض أن أول مايو كان ذكرى إغتيال بن لادن. وربما أرادت أمريكا التأكيد على تاريخ 11 سبتمبر، فأجلت إنسحابها إلى موعد كارثة صنعتها لنفسها كما صنعت مأساة بيرل هاربر حتى تدخل الحرب العالمية الثانية ضد اليابان . تأجيل الإنسحاب هو لإعطاء فرصة لتثبيت حكومة أمريكية على رقاب الأفغان بقوة السلاح . ولكن ما فشلت فيه أمريكا خلال عشرين عاما لن تنجح فيه لا فى عدة أشهر ، ولا فى ما تبقى لها من حياة.
متى يتكلم الدكتور أيمن الظواهرى ؟؟
يتناقص عدد شهود العِيان على بعض الأحداث المفصلة فى تاريخنا. حتى أوشكوا على الانقراض . والقليل منهم مستعد لأن يشهد بما يخالف مصالحه الشخصية أوالحزبية.
تكلمنا عن ضرورة حديث ملا عبد السلام ضعيف أمام لجنة إستماع دولية فيما يخص الطلب الأمريكى بعدم السماح لأسامة بن لادن بمغادرة أفغانستان فى يناير 2001 .
لا يقل أهمية ـ بل غالبا يزيد عليها ـ شهادة مطلوبة من الدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة . شهادة بخصوص إجتماع أمير المؤمنين الملا محمد عمر بقادة المجموعات والتنظيمات العربية فى أفغانستان . إجتماع عقد فى قندهار وكان الدكتور الظواهرى يمثل تنظيم القاعدة .
أهم ما جاء فى الإجتماع حدود رسمها الملا عمر لعمل تلك المجموعات خارج أفغانستان. وتحذيره لهم من توجيه أى ضربة لأمريكا ، خشية من رد فعل باكستان(!!). ولكنه قال لو أن الضربات ضد إسرائيل فلن تستطيع باكستان أو غيرها الإعتراض على الإمارة (وكانت فلسطين تغلى بسبب تعديات يهودية على المسجد الأقصى).
– و يمكن للدكتور الظواهرى الشهادة على مناقشتى مع بن لادن بخصوص تهديده لأمريكا بعملية كبرى ضحاياها سيكونون بالآلاف . وتحذيرى له من أن ذلك يعنى إعلان حرب أمريكية على أفغانستان ، بدون علم أمير المؤمنين ورغم تحذيراته. وكان الدكتور الظواهرى مشاركاً نشطاً فى ذلك النقاش . وهو النقاش الذى حضر”أبوالخير” آخر ثلث ساعة منه ، ولكنه أنكر بعد ذلك حدوث اللقاء أصلا !! .على الدكتور أيمن أن يتكلم قبل أن يندثر شهود وقائع كان حاضرا وفاعلا فيها، وبعضها يتعلق بمصير شعب أفغانستان، الذى تَحَمَّل وزر (حرب 11 سبتمبر) التى لا ناقة له فيها ولا جمل . وتريد أمريكا تحميله وزرها إلى الأبد ، بدعوى مسؤوليته عن إستخدام أرض أفغانستان ضد أمن أمريكا وحلفائها !! .
– يمكن لحركة طالبان أن تحصل على تلك الشهادات بطرقها الخاصة ، حفاظاً على الحقيقة.
وصاية على أفغانستان .. وعقوبات أبدية
لا تنوى أمريكا الإنسحاب من أفغانستان إلا بشرط بقاء النظام العميل فى كابول بدون أن يواجه مقاومة جهادية مسلحة ، و ذلك بدمج الإمارة الإسلامية فى حكومة مشتركة مع عملاء كابل .
أمريكا أجلت إنسحابها من أول مايو إلى 11 سبتمبر 2021 .على أمل إكتساب وقت كاف لوضع الإمارة تحت ضغط سياسى أقليمى ودولى يرغمها على الأنصياع للإرادة الأمريكية .
وفوائد أخرى للتأجيل ..هى :
– خداع العالم عن الطبيعة الإستعمارية لحربها فى أفغانستان، كحرب أفيون ـ لإعادة زراعته وتصنيعه إلى هيروين وتوزيعة إلى العالم، وتصويرها حرب إنتقام من حادث إرهابى.
– من أهداف الحرب .. إلى جانب الأفيون .. كان العبور بخطوط نفط وغاز آسيا الوسطى (تابى) من أفغانستان إلى باكستان ومنها إلى الهند وميناء جوادرعلى بحر العرب .
– فتصبح حرب أفغانستان هى {حرب 11 سبتمبر} ــ بدأت بحادث منهاتن ، وإنتهت فى ذكراه العشرين . بدأت الحرب وانتهت ولكن تبقى “مظلومية أمريكا” التى ستطالب أفغانستان بدفع تكاليف(سبتمبر) إلى الأبد. فتتعهد بحماية الأراضى أمريكا وحلفائها، من أى عدوان يطالهم من أرهابيين قادمين/ مستقبلا/ من أفغانستان . فى شرط متعسف غير محدد بمكان أو زمان، أو جهة مسئولة تتحكم فى الشطط الأمريكى . بمعنى أن تبقى أفغانستان إلى الأبد تحت وصاية أمنية وسياسية ، وعرضة للعدوان ، وتلَقِّى عقوبات ـ تقدرها أمريكا كما تشاء، بمقدار ما تشاء.
أليس الصبح بقريب ؟؟
أعلنت أمريكا أنها لن تنسحب من أفغانستان فى أول مايو القادم حسب إتفاق الدوحة . فجر ذلك اليوم سيكون فجر الحقيقة . ستدق ساعة الجهاد لتصفية بقايا الحملة الصليبية التى شنتها أمريكا على أفغانستان ظلماً وعدوانا منذ عشرين عاماً. سيكون أول مايو هو يوم إفتضاح الغدر والعدوان الأمريكى، بإمتناع تلك الدولة الصليبية المعتدية عن سحب قواتها من أفغانستان تطبيقا لإتفاق وقعته على مرأى ومشهد من العالم أجمع.
– وبذلك أسقطت أمريكا إتفاق الدوحة ، فلم يعد ملزماً للإمارة الإسلامية. بل يلزمها الآن الإعلان رسميا عن سقوط الإتفاق ، وتحررها من شروطه الجائرة، خاصة تكليفها بحماية أمريكا وحلفائها من إرهاب مفترض ينطلق من الأراضى الأفغانية.
– بسقوط إتفاق الدوحة يلزم سحب المكتب السياسى من هناك. ولذلك أسباب عديدة معروفة .
– أما الإعلان عن المواقف السياسية للإمارة ، فهى نفسها آرائها الجهادية التى تعلنها فوق كل شبر من أفغانستان. وهى متاحة لمن أراد الإطلاع عليها.
– سقوط إتفاق الدوحة هو سقوط للحملة الصليبية على أفغانستان . ولا مكان فى أفغانستان بعد اليوم سوى لعلم واحد ، هو علم الإمارة الإسلامية .
إن موعدهم صباح أول مايو .. أليس الصبح بقريب ؟؟.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )