12 سؤال من كابل
(الجزء الثاني)
السؤال ـ الثانى
يوجد بعض الناس يقولون أنك مأجور أو مرتبط بالنظام الإيرانى . أو أنك رابط بين القاعدة وايران،أو بين إيران وطالبان . حتى بعض المرتبطين بكم وكانوا فى نفس خندقك كان عندهم إتهامات مشابهة .
ـ فى كلامى مع صديق كنا نتكلم عن أنواع الإتهامات ونحللها ، لاحظت تشوش الأذهان . هو قال : كيف أبو الوليد قضى سنوات فى سجن إيران ، ثم نقلوه إلى الحبس المنزلي لسنوات. وبعد أن تحرر ورجع بلده مجددا إختار الرجوع إلى إيران .
وفى كلا الحالتين كان عنده إتصالات بالخارج وكان حرا وكان يتابع إتصالاته ومقالاته. والنقطة المبهمة أكثر هى كيف ترجم كتبه إلى فارسى وينشرها وهو فى الحبس؟. هل عندك تفسير لهذا التناقض.
إجابة السؤال 2
خطوط الطول والعرض كوسيلة للتمييز بين الحق والباطل .
نعود إلى الإتهامات مرة أخرى . وأبدأ بالإشارة إلى إستراتيجية الإتهام الشخصى والتى قد يلجأ إليها الخصم لتحويل مسار القضايا المثارة، والتَهَرُّب من المناقشة، وجذب الجمهور بعيدا عن الموضوع “الثقيل” إلى ترفيه “الإشاعة”وجمال غموضها، وإمكان التأرجح بها فى كل إتجاه . بينما (النقاش الموضوعى) له اتجاه واحد فقط هو الحقيقة ، مهما تعددت وجوهها. وذلك ثقيل على أعداء الحقيقة ـ وجمهورهم الباحث عن الترفيه والتسلية .
– (بدلا عن الموضوع المثار يجعلونك أنت الموضوع المستهدف). هكذا قال أحد الخبراء، فالإتهام الشخصي وسيلة للتخلص من النقاش الموضوعي، بالسباحة فى مستنقع المهاترات.
فإذا واجهت المفلس بما يحيط بعمله من أخطاء، ومسيرته من كوارث، فيكون الرد {بل أنت عميل ومرتزق وخائن .. وكان أصلك وفصلك..الخ } فإذا إنتقلت للحديث معه على نفس موجة السباب والإتهامات فقد أرحته وأسعدته وأخرجته من ورطة العجز التى تغرقه. فهو عاجز وخائف ويدرك أنه مُدَان، وأن ميدان التفاهة والسباب والإتهام هو طريق الخلاص الوحيد أمامه.
تلك كانت مقدمة “موجزة ” لما سيأتى من شرح لشبهات أثيرت حول قصتى فى إيران .
بدأت القصة من العلاقة بين الإمارة الإسلامية ، وجمهورية إيران الإسلامية الجاران الإسلاميان المحاطان بحقول ألغام ظاهرة وخفيفة ، تحمى حالة الخصام والتوتر، فلا تسمح بأى تحسن ، وتسمح فقط بالحركة فى إتجاه واحد فقط هو المزيد من القطيعة والتوتر وصولا إلى الصدام العسكرى إن أمكن .
كنت أجهل المخاطر المحيطة بتلك العلاقة والعقبات وحقول الألغام المبثوثة ـ على الجانبين ـ إلا بعد أن إندفعتُ مزوداً بما يسمونه “شجاعة الجهل بعواقب الأمور”.
فعرضت إقتراحاً على الملا عمر ـ رحمه الله ـ أثناء زيارته لمقر بن لادن بالقرب من مطار قندهار ـ فى غرفة متوسطة الحجم مزدحمة برفاق وحراس أمير المؤمنين ، وبالمثل حراس ومرافقى بن لادن ـ وكان الحديث قد وصل إلى نقطة شكوى مشتركة للطرفين من مضايقات باكستان للإمارة والأفغان عموما ، وحجبها مرور المواد الغذائية والنفط ، وسوء التعامل مع الناس على الحدود ، وإعتقال العديد من العرب حتى أصبح مرورهم من الحدود خطيراً للغاية. وكان للتجار الأفغان شكاياتهم من سلطات ميناء كراتشى ، وفساد الموظفين الباكستانين وإرتفاع الرشاوى المطلوبة فى كل خطوة لتجارتهم فى باكستان .
فإقترحت أن نفتح لنا طريقا عبر إيران . فمن الأفضل أن يكون لأفغانستان طريقان صوب البحر حتى لا تتعرض لضغوط من طرف واحد متحكم . ظهرت الدهشة على وجه الملا عمر، ربما من جرأة الإقتراح ، وما يشى به من سذاجة وجهل بالواقع وصعوباته ومخاطره (وهذا ما أعانى منه حتى الآن) ، حتى وصل الأمر إلى السجن والإعتقال المنزلي ، ثم إتهامات من الأمَّة السلفية.
– مع الوقت ـ وتعدد المهام بين قندهار وطهران ـ إكتشفت أن جداراً قويا غير مرئى يحفظ القيادة العليا فى البلدين من مجرد التفكير فى الإقتراب من أحدهما الآخر . إكتشفت جزء من ذلك الجدار غير المرئى فى قندهار فى شخصية أو أكثر من النافذين. وفى طهران إرتطمت بالجدار غير المرئى ، فسبب لى ألما ًولكننى لم إكتشف له جسماً محدداً، أو شخصاً بعينه.
كانت هناك مكابح قوية على الجانبين . ولكن ظللت متمسكا “بشجاعة الجهل” ومثالية فتيان الكشافة المدرسية . فصرت معروفا على الجانبين . ولم أعد غريباً على طهران ـ ولا ما أفعله مستهجناً لدى الإمارة فى قندهار .
لهذا عندما اُعتقلتُ فى طهران مع باقى العرب من أفراد وعائلات ، أصبت بشئ من الدهشة . صحيح أننى دخلت من الحدود متسللا . ولكن عذرى أن مدينة هيرات كانت تسقط من ورائى ، وفرق كلاب المطاردة تنطلق خلفى ، وخلف آخرين عبروا الحدود إلى إيران خشية على حياتهم من عدو مسعور تماما، ونَهِمْ لسفك الدماء كأفضل ما تكون وحشية البشر .
الفوضى العربية تنتقل إلى إيران :
فى تقييمى الخاص أن العرب كانوا سببا فى حرق أفغانستان . ثم بدأوا فى التوافد إلى إيران (التى يُحَرِّمون حتى النطق بإسمها). وما أن وصلوا حتى بدأوا على الفور برامجهم التخربية . كان يمكن التغاضى رسميا عن وجودهم لو أنه تم بطريقة مستترة . لكن المجاهدين العرب لهم طبيعة فضائحية . وسرعان ما تميز بعضهم بملابس شبه موحدة . وانشروا جغرافيا . والأخطر كان أجهزة “الموبايل” وما يدور عليها من أحاديث مطولة حافلة بكل ما لا ينبغى أن يقال من أسرار. حتى ضجت أمريكا وضجت معها حكومات العرب والأمم المتحدة، وقدموا تسجيلات وشهود وأدلة. فكان لابد من تحجيم الفوضى التى تهدد الأمن القومى لإيران.
فنفذت الأجهزة المختصة ضربة شاملة وسريعة جمعت الكل (أو معظمهم). وذات يوم وجدت نفسى فى سيارة رسمية تضعنى مباشرة فى سجن إيفين الشهير . وفى محكمة الثورة وجه القاضى لى إتهامين الأول هو أننى دخلت البلاد بطريقة غير مشروعة وبدون أوراق رسمية . وإعترفت بهذه الجريمة فورا. لكن لم أذكر أن الرصاص قد أطلق علينا قرب الحدود ـ وكان يرافقنى عدد من كوادر حزب النهضة الطاجيكى ـ وعند عبورنا الحدود كان جندياً شاباً فى العشرين يتحرق شوقا لقتلنا لولا “الشاويش” المرافق له ، الذى نهره ونهاه .
والإتهام الثانى من قاضي محكمة الثورة : هو أننى تلقيت أموالاً من حركة طالبان طبقاً لمعلومات قُدِّمَت إليه . كان ذلك مضحكاً ولكن تمالكت نفسى، وشرحت للقاضى أننى كنت أعمل مراسلا لقناة الجزيرة، وأن مرتبى كان أعلى بكثير جدا من راتب أمير المؤمنين فى إمارة لا يحصل وزراؤها على رواتب ثابتة ، أو لا يحصلون على شئ أصلا سوى إعانات غذائية ـ أحيانا ـ
– حصلت على حكم بالسجن ستة أشهر . ثم حوكمت مرة أخرى فحصلت على حكم لم أستطع أن أفهم كم هو . ولم أحاول، لأن لا فائدة من ذلك ، فليس عندى أى حل آخر . وأن “إيفين” أفضل بكثير من جوانتانامو أو سجن العقرب، فلا مال عندى ولا مكان .. كل ما أملكه هو أسرة كبيرة وأحفاد يتعلقون برقبتى .. ومطالبات أمنية كثيرة تتلهف على نفس الرقبة . بينما فقَدْتُ الوطن الأفغانى . فبعد الإنتصار على العدو السوفيتى صرنا مهزومين ومطاردين بوحشية أمام (الصديق) الأمريكى !! .
– وبعد زمن إكتشفت أن أعدائى كانوا غاضبين من وجودى فى إيران ، ومن عودتى إليها مرة أخرى بعد 5 سنوات قضيتها من مصر. فى ظروف هى إمتداد لظروف هزيمتنا فى أفغانستان وإنتصار الأمريكان علينا.
– كانت تجربة (إيفين) قاسية نفسيا لأنها بالنسبة لي غير مُبَرَّرَة ، فلست عدواً لإيران، وقد سعيت منذ أول لحظة إلى تقارب إسلامى بين البلدين إيران وأفغانستان . والجميع يعرف ذلك .
لأجل ذلك لم أصادف فى السجن أو الإقامة الجبرية أى نوع من الضغط أوالإهانة، بل العكس حاولوا تعويض ما لحقنى من ضرر وسؤ معاملة ، بأن أتاحوا لى قدراً من الحرية ـ والإحترام ـ فاستطعت من خلال إبنى عبد الله أن أنشر كتبى فى موقع (مافا) الذى إبتكره. وعبر مهاراته فى التعامل مع أرواح العالم السفلى للإنترنت ، إستطاع عبدالله أن يحصل على قدرات لموقعه أكثر بمراحل مما كان متاحاً له . وبواسطته إستطعت الإرتباط مع أسرتى فى مصر . ثم إرتبطت مع مجلة الصمود التابعة للإمارة واستأنفت الكتابة لهم من “مسكنى الإجبارى” فى طهران . ثم ورطنى عبد الله فى حوار غيرمتوقع مع الآنسة (ليا فارال) الباحثة الإسترالية. فدارت بيننا مناظرات كانت مدهشة لجمهور الإنترنت والمهتمين بتلك الموضوعات “الإرهابية” فى ذلك الوقت . وتطور الحوار إلى مشروع كتاب باللغة الإنجليزية ـ أتممناه وقمت بترجمته أثناء وجودى فى مصر .
فى أواخر إقامتى فى إيران ظهر كتاب بالفارسية يحتوى على بعضٍ من كتبى. لم أهتم بالأمر ولم أسأل ولم يخبرنى أحد عن كيفية ظهوره أو من ترجَمَه ، فأنا أعتبر كل كتبى وكل ما أكتبه مجانياً ومتاحاً لكل من يرغب فى كتابته أوطباعته ـ ويمكنكم فى كابل ترجمة وطباعة جميع كتبى ومقالاتى ـ مجانا ـ على شرط عدم تغيير محتواها.
– سمعت فيما بعد أن ذلك الكتاب باللغة الفارسية لاقى قدراً من الإهتمام فى إيران من أوساط أكاديمية وثقافية . بعكس الحال تماما فى مصر حيث حُظِر إستخدام كتبى فى الأبحاث الجامعية. ولم يُطبَع من كتبى ولو صفحة واحدة فى مصر أو فى أى بلد عربى ، ولم يناقشنى فيها أحد أويكتب عنها نقدا موضوعيا، سوى تصنيفها إجمالا كأعمال إرهابية أو شيعية أو تأريخاً للقاعدة فى أفغانستان!!.
والذين طالتهم إنتقاداتى لم يناقشنى منهم أحد لا شفويا ولا كتابيا ، ولكنهم عوضوا ذلك بالسباب وترويج الإتهامات عبر المواقع الإلكتروتية. حتى صرتُ أحفظ إتهاماتهم عن ظهر قلب.
وفى السعودية أفتى بعض الشيوخ بتحريم قراءة كتبى أو مقالاتى ، وكذلك فعلت جماعات سلفية. وأول تعليق سمعته على عتبة مطار القاهرة بعد وصولى من إيران ، وكان لشباب كان سابقاً على صلة مع بن لادن فى أفغانستان ، فقال لى بنبرة تحدى : “إن كتبك فيها نفَس شيعي”. ولم يشرح لى أحد حتى الآن ماهو ذلك النفس الشيعى الموجود فى 14 كتاباً. والأغلب أنهم إعتبروا النقد الذى وجهته إلى السلفية الجهادية هو أخطر أنواع التشيُّع . وهو إتهام لا يستلزم أى نقاش ، فهو فى حد ذاته كافٍ وزيادة.
– الأوساط العربية الأمنية والإعلامية ، لم تستخدم كتبى إلا لإصطياد ثغرات يمكن تحويلها إلى إتهامات وجرائم . مثل صلتى مع بن لادن وقيادات القاعدة ، وحضورى مجالسهم ، والتشاور المشترك، وذهابى إلى إيران (لدوافع إجرامية) لترتيب هجمات ضد أهداف أمريكية. طاف الإعلام الأمنى العربى بعدة إتهامات ليضعنى فى زاوية الإرهاب. فمرة وصفنى أحد جهابذتهم بأننى “مُنَظَّر الأفغان العرب”، وتَمَطَّى الآخر وقال، بل هو” مؤرخ تنظيم القاعدة”. ولم أستطع تفسير تلك التركيبات اللغوية الغريبة .
تسريبات أبوت آباد :
– تقول (أن بعض المرتبطين بكم وفى خندقكم كان عندهم إتهامات مشابهة ) . وأظنك تقصد ما نُشر من رسالتهم لي والتى فاضت بتفاصيل تلك الإتهامات والتى نشرها الأمريكان فيما إشتهر بإسم تسريبات (أبوت آباد) . والتى لم ينشروا معها ردى على تلك الإتهامات ، فنشرتُها فى موقع “مافا” وهى رسالة مفصلة كتبتها ردا على مذكرتهم. وفى الرسالتين ما يكفى لتغطية ذلك الموضوع . ولكن البعض يهمهم مواصلة إتهامى لعجزهم عن الرد على أى إعتراض لى على أعمالهم ـ خاصة منذ 11 سبتمبر وحتى كوارث العراق والشام . وعجزهم عمليا عن تحقيق أى تقدم ولو جزئى فى أى ساحة أو أى مجال. إنهم مجرد حالة فشل دائم ومتضخم. وإتهاماتى لهم واضحة وثابتة ولم تتغير ، وليس فيها أى طعن شخصي ، بل طعن فى حركتهم الجهادية وعدم كفاءتها ، وكارثيتها العملية ، ومنهجها الفكرى المُدَمِّر للأمة . وردهم الوحيد كان القفز من النقاش الموضوعى إلى السباب والإتهام “بالتشَيُّع “. وهو مجال لا أدخل فيه ولا جدوى منه.
تطبيقات جوجل للتمييز بين الحق والباطل :
ثم برروا جميع إتهاماتهم لي لمجرد تواجدى فى إيران. وكأنهم على صواب فى كل شئ لمجرد عدم وجودهم فى إيران . أو كأن الحق والباطل مسألة تتعلق بخطوط الطول والعرض ويمكن تعريفها جغرافيا .
وبعد أن كانوا يعرفون الحق بالرجال ـ وليس كما ينبغى، بأن يكون الحق معروفا بذاته ، وبه تكتشف معادن الرجال وتعرف مواقفهم، حقها من باطلها ـ صار الحق والباطل فى العصر السلفى الجهادى مسألة يحددها تطبيق موقع “جوجل” للخرائط ـ وبمعنى آخر : (قل لى مِنْ أين تتكلم أعرف مَنْ أنت، وهل أنت من أهل الحق أم من أهل الباطل ). فلو تَوقَفَتْ خدمات “جوجل” لألتبس عليهم الحق والباطل .
– فى رسالة إتهامات ” أبوت آباد ” كانت تحمل توقيع كاتبها (أبو الخير) وهو صديق قديم إلتحق بالقاعدة متأخرا جدا ، حوالى عام 2001 بعد إنقسام شهير فى تنظيم الجهاد فى قندهار والذى كان يحوى وقتها 11 عنصراً أنضم منهم 5 مع الدكتور الظواهرى إلى تنظيم القاعدة إندماجيا وليس إتحاداً كالسابق وانفصل نصف التنظيم الآخر ـ خمسة أفراد تحت قيادة أخرى .
– ورغم أن جوهر إعتراضاتى على القاعدة والتيارات السلفية الجهادية كان ثابتاً منذ أيام الجهاد الأول، وبعضهم سمعها منى مباشرة فى الأيام الخَوَالي ، أو قرأها مدونة فى أوراق ضمتها كتبى إلا أن وجودى فى الإعتقال فى إيران كان طوق نجاة لهم، وفرصة لإتهامى بالوقوع تحت تأثير إيران ( عميلا .. مأجورا .. مرتبط ..) الخ وإلا فأيام أفغانستان لم يكن لديهم ما يقولونه سوى الهمس سراً (إنه علمانى متأثر بالمنظمات الفلسطنية التى عمل معها) فى إشارة لعدة أسابيع قضيتها فى لبنان مع منظمة فتح وقت الإستنفار ضد الإجتياح اليهودى لجنوب لبنان عام1978 فكانت تلك نقطة “سوداء” تعلقوا بها ـ إضافة إلى طعنهم فى أسلوب كتاباتى(!!) كونه علمانيا وليس إسلاميا (أى خالي من السجع والإستشهاد بدون مناسبة غالبا بالنصوص الشرعية كدليل على حسن النية وسلامة الإنتماء السلفى، خاصة عند التعلق بفتاوى إبن تيمية وأبناء باز وعثيمين.
ولكن أرائى المنشورة والثابتة تدين السلفية الجهادية كلها بما فيها القاعدة. وهو موقف ثابت منذ ثمانينات القرن الماضى ، قبل إختراع تطبيق جوجل للخرائط ، أوموقع جوجل للتمييز بين الحق والباطل .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )