33 استراتيجية للحرب -1- (استراتيجية التضاد)
سلسلة مقالات 33 استراتيجية للحرب -1- (استراتيجية التضاد)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول
الحرب على الذات
أعلن الحرب على أعدائك
1- استراتيجية التضاد
لا يمكنك القتال بفاعلية ما لم تحدد أعداءك .. تعلم كيف تخرج أعداءك من
مخابئهم .. أعلن الحرب عليهم سرا .. لا تكن ساذجا ..
بعض الأعداء التسوية معهم مستحيلة .. ولا حلول وسط ..
العوائق التي تواجهها ليست الطبيعة ولا البشر الآخرين العائق الوحيد
أمامك هو نفسك إذا ما شعرت بالضياع والإرباك إذا ما فقدت الحس بالاتجاه
الصحيح إذا لم تكن قادراً على التمييز بين الصديق والعدو ..
فلا تلوم إلا نفسك..
تمهيد:
عبقرية ( قاعدة الجهاد ) نبعت من هذه الاستراتيجية .. وحق لأسامة بن لادن أن يكون فارسها .. وأن يتسمى هذا الجيل باسمه .. في هذا الزمان .. العداء قائم بصورة خفية .. تغيرت قواعد الاشتباك الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية .. يديرها رجال المال والساسة وأجهزة المخابرات .. ومن خلال السينما والإعلام الذي بلغ فضاءً لا مثيل له وتعددت وتنوعت وسائله وأدواته بفعل التطور التقني .. انه صراع القوة الناعمة.
إعلان الجهاد على الأمريكيين .. إنذار للعدو وتمهيد لضرب السفارات .. لنسف المدمرة كول .. لدك رموز القوة داخل أمريكا .. لإنهاء العداء الخفي لتتكشف الوجوه .. وليفق الناس من تنويم القوة الناعمة على طبول الحرب للقوة الخشنة .. كانت صدمة مدوية إلا أنها أخرجت العدو من مكمنه .. ومن سياق صراع ناعم أفسد العقيدة .. وأضر بالإنسان وحوله لكائن باهت لا يدرك مراد ربه منه .. طريقة الإفاقة كانت صادمة لأن السبات كان عميقاً ..
– الحليف هو أفضل من يعرف كيف يؤذيك .. يتحالف معك وعليك .. يعرض عليك المساعدة يمنحك الدعم المالي والسياسي .. يرشدك لتكبر وتتضخم قبل الأوان .. يزين لك التواصل مع اتجاهات هي مطبات مستقبلية .. يحفر لك قبرك ومع كل خطوة يعمقه .. ثم .. يدعمك حيث مصلحته .. ويتوقف عن دعمك لتتبعه .. ليحقق هدفه بإبقائك ضعيفاً.. تابعاً .. ذليلاً ..
– مفهوم العدو استراتيجيا أوسع ممن يقاتلك .. فهناك المتربصون .. إذا سقطت الفريسة أو جرحت اجتمعت عليها الضواري وتبعها القمامون .. لفظ العدو يشمل كل من يعمل ضد مسيرة الإسلام ويضع امامها العوائق أو يحفر لها .. هناك من يكنون لك نوايا سيئة ويتحركون بطرق خفية .. كن حذرا لا مرتاباً .. لاحظ الإشارات فليس كل ما هو ظاهر حقيقي .. والطابور الخامس بحاجة أن يستفز ويستدرج ليظهر الذين يحركونه وتتكشف وجوههم ..
– ( لين بياو ) أحد أقرب أصدقاء ومستشاري الزعيم الصيني ( ماو تسي تونج )، مع بداية السبعينات لاحظ ( ماو ) تغيراً في ( لين )، لقد أصبح شديد الود ويكثر من المدح وبشكل محرج، كانت هذه إشارة ( لماو ) على أن وراء الأكمة ما وراءها، راقبه ( ماو ) عن كثب، كانت شكوكه في محلها، ( لين ) يخطط لانقلاب أو على الأقل يموضع نفسه لاستلام السلطة مكانه.
– اضرب العشب لكي تجفل الأفاعي ( مثل صيني ) .. ذلك الذي ليس معي هو ضدي ( نص توراتي ) .. كان الحادي عشر من سبتمبر .. أكثر من ضربة عسكرية .. كان زلزالاً ميز الاصطفافات .. وكانت توابعه فاضحة لما في العشب .. تمايزت الصفوف .. اجتمع الأعداء خلف رئيسهم في فسطاته وتحت رايته .. أدركت الأمة الإسلامية مكانتها وموقعها في العالم وأين تصطف .. وأدركت القاعدة دورها الريادي .. فهي طليعة أمة .. وبلورت الأحداث حقيقة أن لا صداقة للمجاهدين ولا تحالف إلا مع أمتهم .. إنه الدين الذي جمعهم .. وموروثاته العقدية والثقافيه والتاريخية والاجتماعية هي التي يدافعون عنها ..
– كانت هذه دوافع المسلمين ليرفعوا راية الجهاد دفاعا .. وللتعريف بهويتهم ودعوة لغيرهم لتوحيد الإله ونشر الدين رفعوا راية الجهاد طلباً .. أما العدو فيحركه الحسد لاغتصاب ما عند غيره .. تحركه أزماته الداخلية فيفتعل عدواً خارجياً ويضخم منه .. يستغل في تحركه وربما يستحضر من الماضي نبوءات ونصوص توراتية تدعمه ..
– هناك أعداء بارعون في الخداع يوحون لك بأن مساحة المناورة أكبر من ساحة الحرب .. يوفرون لديك قناعة ورغبة في التسامح والتصالح والوصول إلى تسوية .. لكن رغبتهم في الحقيقة لا حدود لها .. فهم بكل بساطة يعملون على تجريدك من السلاح ..
– البحث عن الحلول الودية مع العدو القوي يجلب الخراب ..لا تظن أنه سيفي بالتزاماته .. وأن الخطوط المرسومة لن يتجاوزها .. الأقوياء لا يعرفون خطوط حمراء .. ولا يقبلون بالانداد .. سوف يقتحم عليك الباب بقوته الناعمة أو الخشنة عند الحاجة .. وسيفتعل الازمات ولن يرضى منك لاحقا إلا بالتبعية المطلقة.. فلا تظن نفسك ذكيا في مواطن الغباء .. قال تعالى: { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {120}
بقلم : عابر سبيل
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )