من المسئول عن الهجوم على مبني الكونجرس الأمريكى ؟
من المسئول عن الهجوم على مبني الكونجرس الأمريكى ؟
ما هي العلاقة بين 11 سبتمبر 2001 ، 6 يناير 2021 ؟
– لماذا إكتفي بن لادن بمهاجمة مبني التجارة العالمية و لم يهاجم مبني الكونجرس؟
– غياب الإرهاب الإسلامي عن الساحة الأمريكية زاد العبء علي الإرهاب المحلي .
لهذا يبحث بومبيو عن تنظيم القاعدة، و زاد الدعم لإحياء داعش .
– ظهر بايدن قزما فى يوم التنصيب ، وظهر مأزق (حكم العسكر) الذى وقع فيه الشعب الأمريكى “العظيم” .
– الصراع الحالى فى أمريكا بين الوطنيين المسيحيين المتطرفين، وبين اليهود وكتلتهم الليبرالية وأجهزة الدولة المسلحة، هوالساحة الأساسية لحسم الصراع الدينى بين الطائفتين. هذا يعنى إلغاء قضية فلسطين ـ وتهويد جزيرة العرب ـ وإستكمال إبادة شعب اليمن، والسيطرة المُحْكَمَة على المقدسات الإسلامية، وتغيير أداء المناسك بتحويلها إلى نوع من السياحة الحديثة على النمط الغربى، الذى يجعل الدعارة والمخدرات جزءاً من السياحية.
لا تبحث السلطات الأمريكية عن “الفاعل الأصلي” وراء الهجوم على مبنى الكونجرس فى السادس من يناير الماضى . بل وكما هى العادة يحاولون التعتيم عليه ، وحرف الأنظار بعيدا عن الفاعل الحقيقى .
إختصارا .. من رتب الهجوم على الكونجرس فى يناير 2021 هى نفس الجهة التى رتبت لهجوم الحادى عشر من سبتمبر 2001 .
من هاجم الكونجرس فى السادس من يناير الماضى ليسوا هم مجموعة الرعاع الذين أظهرت بعضهم عدسات التلفزيون . ولا عناصر متعصبة مندسة فى الحرس الوطنى وحرس الكونجرس ، ولا بعض أعضاء من مجلس الشيوخ ، ولا حتى الرئيس المطرود أو (المنقلب عليه ) دونالد ترامب .
كما أن الفاعل الحقيقى لأحداث 11 سبتمبر، بالتأكيد لم يكونوا هؤلاء الضحايا من العرب الذين ظهروا أمام العدسات التى كانت تتابعهم منذ سنوات قبل شروعهم فى تنفيذ غزوة سهلة وبلا عوائق تمنع الوصول إلى جدران ناطحتى السحاب فى منهاتن.
فى الأصل كانت الصفقة واحدة، أى الهجوم على ناطحتى السحاب فى منهاتن ، والهجوم على مبنى الكونجرس فى “الكابيتول”. ولسبب ما إختار بن لادن الإنخراط فى العمل على أبراج منهاتن ، ربما للشهرة التى إكتسبها مركز التجارة العالمى منذ ذلك الهجوم بالشاحنة المفخخة التى نفذه الباكستانى رمزى يوسف .
إكشفوا عن الفاعل الحقيقى لإحداث سبتمبر . فهو نفسه الفاعل الحقيقى لأحداث يناير .
منهاتن أم الكابيتول ؟؟ .. طائرة واحدة وهدفان .
غزوة “منهاتن” عندما عُرِضَت على أسامه بن لادن عام1996 كان إستهداف مبنى الكونجرس فى “الكابيتول” أحد الخيارات .
فى جلسة سَمَر ضَمَّت عددا من سكان قرية “عرب خيل” فى ضاحية نجم العلوم فى جلال آباد ، عَرَض بن لادن على عدد من شباب القرية نبأ إقتراح وصل إليه بإستخدام طائرة ركاب فى ضرب برج التجارة العالمى أو مبنى الكونجرس فى الكابيتول. وأن من قدموا المشروع قالوا أن كلا الهدفين ممكن فنياً ، وأن الأفراد المؤهلين جاهزين ، ومن اليسير إستكمال مالديهم من نقص فى التدريب .
قال بن لادن أن الفكرة جاءت من الإخوة فى ألمانيا إلى جماعة رمزى يوسف فى باكستان . ورمزى هو صاحب المحاولة الشهيرة لنسف مبنى التجارة العالمى والتى أحدثت أضرارا بسيطة فى المبنى وعددا من الإصابات .
كان بن لادن يطرح خاطراً مدهشاً وليس مشروعاً . فشارك عدد من الحاضرين بخواطر مماثلة فقال أحدهم إذا كان لديك طائرة واحدة وأمامك هدفان أحدهما يمثل رمزاً وشعاراً مثل الكونجرس والآخر يمثل قدرة إقتصاديا عالمية ، مثل برج التجارة العالمى ، فإن الخيار المنطقى سيكون للهدف الثانى وليس الأول .
شرح بن لادن أن ذلك البرج لن يصمد أمام إصطدام طائرة ركاب وأنه سوف ينهار. وذلك بناء على خبرته فى مجال المقاولات . ثم توقف الحديث نهائيا عن الموضوع ، على الأقل علناً ـ إلى أن فاجأ الجميع فى 11سبتمبر 2001 بغزوة منهاتن “المباركة” ، بالشكل الذى تمت به.
– إسرائيل مع اليمين الأمريكى المتطرف (المحافظين الجدد) هم من خطط وتابع تنفيذ غزوة منهاتن . ولسبب مجهول تأجل القضاء على مبنى الكونجرس إلى أن أتيحت لهم فرصة الإستيلاء عليه ، معتزمين قتل عدد من النواب فى السادس من يناير2021 لمنع تأييد إنتخاب بايدن كرئيس جديد، بديلا عن ترامب الذى ظل يصرخ متهماً أعدائه بالتزوير والإستيلاء على السلطة.
يلاحظ تكامل المهام بين عملية تفجير مبنى التجارة بالطائرات ، ثم بعد عقدين من الزمان الهجوم على مبنى الكونجرس بقطعان البلطجية ـ المدعومين سراً بأجهزة “سيادية “.
تقول قاعدة البحث الجنائى (إبحث عن المستفيد) فمن هى الجهة التى إستفادت من حادث 11 سبتمبر؟؟ . لم تستفد “القاعدة” التى شتت الأمريكيون شملها وقتلوا قائدها ورموا بجثته فى بحر العرب(!!).
ولم تستفد أفغانستان وقد أسقطوا إمارتها الإسلامية وقتلوا عدة مئات الألوف من أهلها ، وملأوا أرضها خرابا بالمواد المشعة والجرثومية وفرق الموت والمرتزقة .
– قانون باتريوت (الوطنى) هو شعار المنتصرين فى غزوة سبتمبر، الذين إنقَضّوا على جزء كبير من هامش الحرية الذى كان متاحاً للمواطن الأمريكى . فأصبحت الدولة تتبنى الفاشية قانونيا، تحت ستار حماية المواطن بقانون”الوطنى”، الذى لا يمت للوطنية بشئ .
فى حكم أمريكا : تسقط الوطنية .. وتحيا العولمة.
عندما وصل إلى الحكم رئيس”وطنى” شعبوى ـ هو ترامب ـ رافعا شعار أمريكا أولا، على حساب العولمة التى تفرضها البنوك وشركاتها العظمى العابرة للقارات. سلَّطوا عليه جهنم الإعلام، فتضاعف جنونه الفطرى ، إلى أن رفسوه خارج الحكم . وقد يصبح ممنوعاً من العودة للرئاسة لينتهى بذلك مستقبله السياسى . وهناك إحتمال قوى بأن صراخه المبكر بوجود مؤامرة لإخراجه من الحكم بواسطة إنتخابات مزورة كان صحيحا . ولكن لم يصدقه أحد بسبب صورته كمجنون وطائش ونرجسى وكذاب ، إلى آخر قائمة طويلة جدا من الإتهامات ، وكأن ترامب جاء إلى الحكم عبر إنتخابات لم يصوت فيها غير مرضى مصحات الأمراض العقلية.
الصراع الحقيقى كان بين (وطنية ترامب) و(عولمه البنوك) . بوصول بايدن إنتصرت عولمة البنوك . وإكتشف ترامب وأعوانه كم كانوا مغفلين عندما صَدَّقوا أن فاشية قانون باتريوت تعنى الوطنية . بل هى كالعادة تسمية معكوسة للواقع . تحت راية ذلك القانون رحب الشعب بالفاشية نتيجة التخويف بالخطر الإسلامى . وهو الخطر الذى يجمع الأمة الأمريكية، كما يجمع الأمم الأوربية ، والأنظمة العربية على حد سواء .
من أجل إصدار قانون الوطنى كان لابد من 11سبتمبر . ذلك القانون مضى قُدُماً بسيطرة القوى البنكية على الولايات المتحدة وتحويلها من دولة إلى تحالف شركات عظمى ، فتديرها البنوك اليهودية العملاقة . وزحفت الشركات لتدير صميم سيادة الدولة ، وتقوم بأدوار كبيرة فى الجيش والمخابرات والأمن”الوطنى”. ولا نتكلم عن السياسة الخارجية التى تعتبر وزارتها تابعة لإسرائيل مباشرة . حتى البيت الأبيض زحفت الشركات لتدير قطاعات من أعماله الإدارية.
هذا مجرد نموذج لإنجازات البنوك اليهودية والشركات العظمى نتيجة لغزوة 11 سبتمبر . أما إنجازاتها فى غزوة الكابيول حيث الكونجرس ، فمداها أبعد ، وأعماقها تظهر تدريجيا مع الوقت. ولكن دلائلها تشير إلى توجهاتها .
فإحتلال العاصمة والكونجرس ، وإحتكار مراسم تنصيب الرئيس بواسطة الأمن والحرس الوطنى وحماية الجيش ، يشير إلى مركز القوة الحقيقى فى نظام ما بعد غزوة الكونجرس، فى تأكيد لسيطرة الأجهزة المسلحة وإستبعاد الشعب أو نوابه فى البرلمان من المشاركة حتى ولو فى مجرد مظاهرة إفتتاح (النظام الأمريكى الجديد).
ومن الآن فصاعدا من العبث البحث عن توجهات الولايات المتحدة فيما يثرثر به بايدن وطاقمه العجائبى الحاكم . فمصالح البنوك اليهودية وشركاتها العظمى هى البوصلة الحقيقية لدولة (الشركات والبنوك المتحدة الأمريكية) ـ المعروفة مجازا (بالولايات المتحدة الأمريكية) .
القزم “بايدن” .. بين أيدى العمالقة :
ترامب ، وبايدن رئيسيان مفصليان فى تاريخ الولايات المتحدة . الأول ، ترامب، راح ضحية خطأ فهمه لتوجه الدولة بعد 11 سبتمبر، وقانون الوطنى الذى ظن أنه قانون للوطن المتعصب ، وليس للبنوك اليهودية وشركاتها العظمى تحديدا… وفقط .
ـ والثانى “بايدن” وهو أول رئيس تأتى به ـ وبشكل مباشر ـ البنوك اليهودية التى أصبحت تدير الدولة والأجهزة السيادية ـ وظهر بايدن قزماً أمام آله القمع المسلح الجبارة التى جاءت به إلى الحكم ونصَّبته رئيسا منفرداً مستفرداً به. ونظرة واحدة على فيلم يوم التنصيب يوضح مدى ضئالة بايدن ، وخطورة مأزق (حكم العسكر) الذى وقع فيه الشعب الأمريكى”العظيم” .
أحد النتائج هى أن الكثير من الشخصيات التى إستلمت الحكم مع بايدن هم من اليهود، فهى الإدارة الأكثر يهودية فى تاريخ أمريكا، إضافة إلى نماذج أخلاقية ساقطة من “العابرين!!” جنسيا والمثليين . وعلى الفور فتح الجيش أبوابه ليدعم صفوفه بتلك الفصائل ذات الفضائل.
– المهاجرون فى أمريكا من أصول أخرى (من غير الأنجلوساكسون) شعروا بخطر العنف الذى يتجهز له “الوطنيون” بالمئات من الميليشيات المسلحة الجاهزة للقتال . وجد ذلك التيار “الآخر” مأوى سياسى فى الحزب الديموقراطى ومبادئه الليبرالية التى تقبلتهم كمواطنين بكافة حقوق المواطنة. وتبنى الحزب إقتصاديا إتجاه العولمة وسيادة البنوك. أما التيار الوطنى فمضى بعيدا فى تطرفه حتى لأبعد من الحزب الجمهورى الذى يعتنق نفس الرؤية . الحزب الجمهورى وجد فى جنون ترامب وتطرفه مرآة صادقة عن حالة الأغلبية فى المجتمع، فإضطر الحزب إلى قبول ترامب فى صفوفه ، ودخل به إنتخات الرئاسة التى فاز فيها ترامب بإسم الجمهوريين .
إنقسم المجتمع الأمريكى طوليا إلى قسمين متضادين وربما شبه متساويين عدديا:
القسم الأول : وطنى متطرف يطالب بإغلاق أمريكا على الصفوة من الجنس (أبيض/أنجلوساكسون/ بروتستانت) أو إختصاراً “واسب”. ويرى فى أمريكا (وطنا مقدساً خاصاً لعرق بعينه وديانة خاصة)ـ مثلما ترى إسرائيل فى نفسها ـ مع الإنكماش خارجيا فى حدود المستعمرات التى تُؤمِّن المواد الخام الإستراتيجية ، بدون ممارسة دور شرطى العالم ، وحروبه المتصلة وآثارها الجانبية المهلكة للمجتمع الأمريكى.
القسم الثانى : هم المهاجرون “الآخرون” ، الذين لا يرون فى أمريكا وطنا مقدساً خاصاً لعرق وديانة واحدة ، كما يراه الوطنيون، بل يرونها (فرصة العمر للمحظوظين ) للحصول على حياة أفضل مما هو متاح لهم فى أى مكان آخر.
وذلك هو جوهر الصراع الذى يضرب أمريكا فى العمق . صراع بين رؤيتين مختلفتين لنفس البلد . بين وطنيين يرونه (وطنا مقدسا خاصاً لعرق وديانة محددة)، ونظرة أخرى ليبرالية تراه مجرد (فرصة حياة أفضل للمحظوظين) . الفصيل الأول يريد أمريكا منغلقة على نفسها بشعار ترامب “أمريكا أولا” . والفصيل الثانى يراها إمبراطورية معولمة تجعل من العالم كرة قدم تلعب بها البنوك والشركات الكبرى ، طالما أن البنوك هى حليفهم الحالى داخليا والسند الحقيقى الذى يرجح الكفة فى أى صراع داخل الولايات المتحدة أو خارجها . وأن “الليبراليون” إكتسبوا مزايا، يمكنهم ـ بشئ من الحظ ـ الدفاع عنها ضد وحشية الوطنين وميليشياتهم المسلحة .
البنوك من جانبها ترى فى دهماء الكتلة الليبرالية المستضعفة ، سنداً لها وسلاحاً فى شارع الرعاع لمواجهة إنعزالية الوطنيين وكراهيتهم لليهود والعولمة.
عندما ينتهى التحالف بين المسيحيين واليهود :
{ من المفيد ملاحظة أن الإتحاد الدينى بين اليهود والمسيحية المتصهينة ينتهى مع هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء هيكل سليمان ، وهو أمر لا يمنعهم الآن عنه شئ عمليا. وقتها يرى اليهود أن العالم سيصبح مملكة جاهزة كى يحكمها من القدس ملك من نسل النبى داود . بينما ترى المسيحية المتهودة أن العالم وقتها يصبح مملكة جاهزة لحكم المسيح عليه السلام . أى أن الإتحاد الدينى بين الطائفتين اليهودية والمسيحية ينتهى مع بناء هيكل سليمان فى القدس . يعقب هذا الإنفصال ، وربما قبل تحقق إحدى النبوءتين ، مجازر إستئصال حتى تنهى أحدى الفئتين الفئة الأخرى . وذلك جانب هام جدا وغير معلن من جوانب الصراع العقائدى/ الذى يأخذ شكلا سياسيا مموها/ بين البنوك اليهودية والتيار الوطنى المتعصب دينيا وعرقيا فى الولايات المتحدة.
على صلة بنفس الموضوع يرى المسلمون أن إنقاذ العالم سيأتى على يد المهدى المنتظر.
أهل السنة يرون أنه سيولد بمشيئة الله فى الوقت المناسب ، وترى الشيعة أنه موجود بالفعل فى إنتظار أمر الله له بالظهور العلنى . لهذا يحظى الشيعة بدرجة عالية من العداء من جانب الطرفين المتصارعين على السلطة فى أمريكا، بإعتبار الشيعة خطر فوري وقريب جغرافيا من فلسطين. وذلك واضح فى الأحداث السياسية التى تعصف بالمسلمين السنة والشيعة معاً، وفى شتى بقاع الأرض .
والصراع الحالى على السلطة فى أمريكا بين الوطنيين المسيحيين المتطرفين وبين اليهود وكتلتهم الليبرالية وأجهزة الدولة المسلحة، هو الساحة الأساسية لحسم الصراع الدينى بين الطائفتين . ومن ينتصر فى الساحة الأمريكية يكون إنتصارة على إتساع العالم فى ذلك الصراع الدينى أسهل ، نظرا لعظم الوسائل التى تصبح بين يديه }.
الإرهاب الإسلامى المفقود :
نقطة الضعف الكبرى فى غزوة الكابيتول ضد الكونجرس كانت غياب “الإرهاب الإسلامى” فهو الذى يوحد الفئتين الكبيرتين المتناحرتين ضد عدو يرونه أشد خطراً على قيمهم المشتركة ويذهب بطريقتهم المثلى .
الطاقة الهائلة من الحقد والكراهية والعدوانية التى صاحبت الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، ومن وجهة نظر يهود البنوك ـ وإسرائيل ـ والمحافظين الجدد ـ وحتى معظم الملونين غير البرتستانت جميعهم كان يخدمهم وجود عنصر (الإرهاب الإسلامى) فى أحداث غزوة الكونجرس ، لتهدئة التوترات الداخلية وتجميعها ضد هدف خارجى يمثل عقبة مستقبلية كبرى أمام أى منهما عند توليه الحكم .
لعل إدارة ترامب إكتشفت مؤخراً سلبيات ممارستها العنف الشديد ضد تنظيم “القاعدة” بحيث لم يعد قادرا على شن هجمات عالمية ـ ولو تحت ملاحظة غربية .
فقد إغتالت إدارة أوباما زعيم القاعدة أسامة بن لادن لأهداف منها إفساح المجال أمام داعش لتقود العمل الجهادى “السنى!!”. ولكنها قضت عمليا على التنظيم الذى فقد القيادة والتمويل الذاتى وبدأ يتخبط ويذبل ، عاجزا عن الخروج من شرنقة العجز التى وقع فيها.
أما داعش فإنه تلقى ضربات قاصمة فى حروبه فى العراق والشام ، وبالذات بعد معركة الموصل بالعراق . وأيدلوجية التنظيم الوهابية إنحسرت بشدة فى بلاد العرب وخارجها ، فتضائل التجنيد إلى قريب من الصفر . وإعتمد التنظيم على مبدأ الإرتزاق وتجنيد المجرمين العاديين ـ وكان ليندثر، أو يخبو أكثر من القاعدة، لولا عمليات الإنعاش المالى من مشيخات النفط ، وإستخدامه كقوة إرتزاق “إنكشارية” فى صفوف الجيش التركى فى مسارح عملياته الخارجية.
حاولت أمريكا إحداث صدمة كهربائية فى تنظيم القاعدة حتى يُظْهِر قوته المخفية. فأعلنت عن إغتيال أحد قياداته فى طهران . تبعتها بسلسلة تأليفات عن (تعاونه الإرهابى) مع إيران . ولكن لا حياة لمن تنادى ـ لقد مات التنظيم فلا يتحرك منه غير خيالات هنا وهناك . إلى أن يتداركه بومبيو بغرفة إنعاش مثل تلك التى وفرها لداعش.
– فى أمريكا وأوروبا ، العصابات المسلحة من كل صنف بدءاً بالمخدرات وصولا إلى الجريمة المنظمة أصبحت تقود أو تشارك فى السلطة الحاكمة. وهناك إحتياج شديد للتغطية على نشاطها وسيطرتها السياسية والمجتمعية بالترويج لأكذوبة “الإرهاب الإسلامى” . لهذا يستميتون من أجل إحياء أسطورة القاعدة وتقوية داعش التى تهاوت أيدلوجيا، ولم يعد يرفدها غير عصابات الإجرام العادى من القتلة والنشالين.
إنحسار فكر داعش جعل التنظيم عاجزا عن تجنيد القوة البشرية التى تُغَطِّى تزايد الطلب على خدماته فى عدة ساحات ، فظهر عجزه فى المجالين الأوروبى والأمريكى . ولولا صحيفة “شارل إبدو” التى تستفز المسلمين حتى الموت، لوقعت فرنسا هى الأخرى فى ورطة غياب الإرهاب الإسلامى، لتظهر عندها السطوة الحقيقة (للإرهاب المحلي) كما ظهرت قوته فى أمريكا أو أشد.
– بومبيو يجهز نفسه كمرشح قادم للحزب الجمهورى لرئاسة الجمهورية . وقد وَثَّق علاقته مع “السيد” الإسرائيلى وقطيع أبقار الخليج . وداخليا هو جزء من التيار “الوطنى الإنعزالي” فى الولايات المتحدة .
لهذا كان بومبيو كوزير خارجية ـ ورئيس سابق للمخابرات ، أكثر عدوانية تجاه إيران بإغتيال رجلها الأقوى الجنرال سليمانى، وإغتيال عالمها النووى الأشهر فخرى زادة ، وترتيب عدة تفجيرات ضد أهداف هامة داخل إيران. أيضا فى محاولة لإستجلاب رد فعل “إرهابى” شيعى .
ثم إدعائه قتل أحد قيادات القاعدة فى إيران ، كتمهيد لإتهام إيران بدعم القاعدة ومشاركتها الإرهاب كما إتُهِمَت حركة طالبان من قبل . فى تلميح وتهديد بحرب ضد إيران أو على الأقل عدوان واسع عليها . فشلت سياسة بومبيو فى إيقاظ النشاط الخارجى للقاعدة ، وهى التى خسرت سوقها الجهادى فى بلاد العرب وأفريقيا لصالح منافسيها الدواعش .
غياب بن لادن ترك فراغاً هائلا تعانى منه الآن الإدارات الأمريكية ، جمهورية كانت أو ديموقراطية. فكلما قاموا بعمل ضد “الإرهاب الإسلامى” نتج عنه آثار جانبية لا تقل ضررا عن “المرض” الأصلي .
عالَم بايدن المدهش :
ما يعنى المسلمين هو خضوع إدارة الديموقراطين بقيادة بايدن لتوجهات البنوك اليهودية لغرض عولمة الكرة الأرضية . بحيث تضعف جميع الحكومات الوطنية، ويمحى أثر جميع الأيدلوجيات (ماعدا الصهيونية ) . وتُصادَر جميع ثروات الأرض لصالح البنوك الكبرى ، وتتفكك كيانات الدول الكبرى (خاصة روسيا والصين)، وترسيخ الإمبراطورية اليهودية الجديدة (الشرق الأوسط الجديد)، بحيث تُجَسِّد فى النهاية الإدارة السياسية الحاكمة للعالم، والتى تدير الدول كما تدير شركات الإنتاج ، وتدير إستخبارات وجيوش الدول كما تدير شركات المرتزقة.
هذا يعنى إلغاء قضية فلسطين ـ وتهويد جزيرة العرب ـ وإستكمال إبادة شعب اليمن، والسيطرة المُحْكَمَة على المقدسات الإسلامية، وتغيير طبيعة أداء المناسك بتحويلها إلى نوع من السياحة الحديثة على النمط الغربى الذى يجعل الدعارة والمخدرات جزءاً من طبيعة العمل السياحى.
ثم إستمرار حرب أفغانستان بأشكال أخرى بحيث يكون الثابت هو السيطرة على تجارة الهيروين فى العالم . وضمان(حقوق) إسرائيل فى مياه الأنهار الإسلامية فى آسيا الوسطى (سيحون وجيحون) وأنهار الهلال الخصيب (دجلة والفرات).
كان التيار الوطنى المتعصب أشد إحتياجا “للإرهاب الإسلامى” على الساحة الأمريكية لجذب الأضواء بعيدا عن القوة المسلحة لذلك التيار والتى ظهر جزء ضئيل للغاية منها فى أحداث الكونجرس . فاضْطُرَّت دوائر الأمن الأمريكية منحه لقب “إرهاب محلي” لإخفاء صفاته الحقيقية فى التعصب العرقى والدينى .
وبقى الإسلام وحيدا فى محبسه مع صفة “الإرهاب الإسلامى” ، ولم يتكرم الأمريكيون عليه بلقب مماثل لزميله الأمريكى فيطلقون عليه لقب (الإرهاب الأجنبى) مثلا.
فالجريمة الحقيقة فى نظرهم ليست الإرهاب ، بل الإسلام نفسه كدين.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )