بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مجلة الصمود الإسلامية / السنة الخامسة عشر – العدد ( 175) | محرم ١٤٤2ھ – سبتمبر٢٠٢٠م .
04-09-2020
خارج السيطرة (1)
أفغانستان..حرب خارج سيطرة الإدارة الأمريكية
“الجيش السري الأمريكي“ يهدد أفغانستان وأمريكا نفسها
– تشبعت أفغانستان بالأسلحة، فانخفض دعم شركات السلاح لتلك الحرب.
– القوات الأمريكية تحترف مهنة “الدليفرى السريع” للمخدرات والأسلحة.
أين الصواريخ النووية التي كانت فى قاعدة بجرام؟؟
– حرب أفغانستان كشفت أن الجيش الأمريكى هو الجيش الأكثر فسادا فى العالم. ودمرت هويته كجيش، وحولته إلى كيان فاسد وخطيىر.
– لا تستطيع الإدارة الأمريكية إيقاف الحرب فى أفغانستان، لأن المتحكم فى تلك الحرب هم جنرالات مارقون، بلا قيادة سياسية، ولا إستراتيجية ولا هدف غير الربح بلا حدود ولا قيود.
– التحالف الإستخبارى المارق فى أفغانستان، أصبح أقل إعتمادا على الجيش الأمريكى، وأوجد وسائله الخاصة لنقل المخدرات وأموالها. وبالتالى قلَّ كثيرا نصيب الجيش / كممثل عن الدولة الأمريكية / من أرباح حرب الأفيون فى أفغانستان.
– (الجيش السرى الأمريكى): تواجه الولايات المتحدة حركة تمرد عسكرى إستخبارى فى أفغانستان، يهدد الدولة الأمريكية نفسها، ويشبه ما واجهته فرنسا قبل الإنسحاب من الجزائر.
تحميل مجلة الصمود عدد 175 : اضغط هنا
أطلقت الولايات المتحدة حربها الصليبية على أفغانستان عام 2001 بهدف السيطرة على أفيون أفغانستان كهدف أول، ثم السيطرة على باقى ثروات أفغانستان الطبيعية ـ وهى هائلة القيمة ـ ثم ثروات النفط والغاز فى آسيا الوسطى.
وبدأت فى تحويل أفيون أفغانستان ـ جيد النوعية ـ إلى هيروين تام النقاء. ودعمت شبكة لنقله وتوزيعه هى الأكبر والأقوى والأكثر حصانة فى العالم، يوفرها الجيش الأمريكى جواً وبحراً، ليصب شلال الأموال فى شبكة البنوك اليهودية العظمى التي تدير أموال وتجارة العالم، وتوفر الملاذات الأمنة والغسيل المضمون لدولارات المخدرات القذرة التي قد تعادل نصف حجم التجارة العالمية الشرعية (أى فى حدود 3 ترليون دولار). لذا لا يمكن أن تتنازل تلك البنوك عن غنيمة بهذا الحجم ذات تأثير جوهرى على كيانها المسيطر على الإقتصاد العالمى.
بالنسبة للولايات المتحدة فإن للإدارة والأجهزة المسلحة (جيش ومخابرات) نصيب مجز من العملية، إضافة إلى أن الغطاء الحقيقى للدولار الأمريكى الآن هو تجارة الهيروين / أى فى الأصل أفيون أفغانستان / وليس دولار النفط. وقيمة دول النفط وإماراته إنتقلت مضاعفة إلى أفغانستان، التي تتمتع بأهمية مطلقة فى ظل التطورات الدولية الأخيرة ـ خاصة بعد تصاعد مكانة قارة آسيا والصين فى إقتصاد العالم، وتأثيرات إيران على إجمالى غرب آسيا، وانبعاث روسيا من جديد صوب مكانة المركز الثانى عالميا، عسكريا وسياسيا، والهند التي يقترب إقتصادها من المركز الثالث أو الرابع عالميا.
– سريعا ما اكتشف الجيش الأمريكى ما سبق واكتشفه الجيش الأحمر السوفيتى من قبل من أن تلك الحرب ليست للجيوش. فأعطت الإدارة الأمريكية مكانة بارزة للإستخبارت الأمريكية CIA فى إدارتها. وفى البداية كان لمكتب التحقيقات الفيدرالى دور بارز في عمليات المطاردة والتعذيب والسجون السرية، بالتكامل مع المخابرات المركزية.
– قفز ترامب قفزة ثورية فى إدارة الحرب الأفغانية حين إستوحى من صديقة ” إريك برنس” فكرة أن يكون المرتزقة هم عماد الحرب لصالح الولايات المتحدة، على غرار تجربة شركة الهند الشرقية البريطانية فى القرن الثامن عشر.
” أريك برنس” مع شركاء إسرائيليين أحيا مآثر شركته السابقة ” بلاك ووتر”، وتوسع فيها. ونشاط المرتزقة أصبح يديره إتحاد مؤسسى يجمع بين جهازى CIA والموساد الإسرائيلى أما دور الجيش الأمريكى فقد تحدد فى حماية المنشئات الحساسة والقواعد العسكرية وتخليص قوات المرتزقة من مآزقهم العسكرية مع طالبان.
– شركات الصناعة العسكرية دعمت فى البداية بقاء الجيش الأمريكى فى أفغانستان، رغم رغبته المبكرة فى الإنسحاب نتيجة عدم التخصص، مع خطورة أمثال تلك الحروب على تماسك الهياكل التنظيمية والروح المعنوية للجيوش، وناهيك عن التردى الأخلاقى الناتج من توافر الهيروين الجيد والرخيص، وكافة المخدرات الأخرى.
شركات السلاح الأمريكية شحنت أفغانستان بمعدات جنونية، لا حاجة لها فى حقيقة الأمر. الكميات مبالغ فيها كثيرا، وكذلك النوعيات التي لا مبرر لوجودها، وصولا إلى الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى، وهى لا تهدد مقاومة الشعب الأفغانى والامارة الاسلامية، بل تهدد روسيا والصين وإيران.
– السلاح الأمريكى التقليدى المختزن فى أفغانستان يكفى لحرب تقليدية عظمى فى المنطقة، والصواريخ النووية تكفى لإشعال حرب نووية تحرق العالم كله.
إنخفض طلب المزيد من الأسلحة لأفغانستان من شركات صناعة السلاح، فإنخفض حماسها لتلك الحرب. وبالتالى لم تعد تضغط على الجيش من أجل البقاء هناك. فأتم الجيش الأمريكى إنسحابه القتالى من أفغانستان مبقياً على حراسات للقواعد العسكرية الأساسية، خاصة قاعدة بجرام الجوية، التي هى القلب النابض للمشروع الأمريكى فى أفغانستان، بل فى المنطقة كلها، بداية من مصانع الهيروين وصولا إلى مخازن الصواريخ النووية.
الجيش الأمريكى فى أفغانستان هو قوة من “خفَرْ القرى” المعروفين فى المشرق العربى. ولكنها قوة لديها، قطع مدفعية وطيران لمجرد تذكير الجنود بأنهم جزء من جيش (الدولة الأعظم)الذى كشفت حرب أفغانستان، بل وساهمت بشدة فى تحويله إلى الجيش الأكثر فسادا فى العالم.
تحميل مجلة الصمود عدد 175 : اضغط هنا
قوات “الدليفرى السريع“ : أين صواريخ بجرام النووية؟؟
ما تبقى من قوة أمريكية فى أفغانستان تحولت إلى قوة (دليفرى) أى توصل الطلبات إلى منازل الزبائن. والطلبات هى مادة الهيروين، والأموال بأنواعها القذرة المغسولة، وفى النهاية تبيع أسلحتها فى المزاد، وتوصلها للزبائن فى بيوتهم.أو تؤجرها للمقتدرين داخل أفغانستان.
إلى جانب مهام أخرى مهينة للجيش وكرامته العسكرية، مثل تحوله إلى مجرد حارس لقواعد عسكرية تدير مصانع الهيروين. وتحرس مخزونات السلاح التي تفوق الخيال فى قاعدة “بجرام” والتى أصبحت تفكك وتعبأ فى صناديق لتباع كقطع غيار ـ أو إلى أسلحة يعاد تجميعها مرة أخرى خارج افغانستان ـ لأى دولة ولأعلى سعر. فى تجارة عظمى تعتبر من غرائب العالم الأمريكى. والمشترى يمكن أن يكون أى أحد. فليس من السهل ـ ولا يتكرر ذلك كل يوم ـ أن يبيع جيش معداته وهو مازال ـ رسميا على الأقل ـ يباشر تلك الحرب أو أنها تدار بإسمه، بينما يقاتل نيابة عنه فى ميادينها تشكيلة واسعة من المرتزقة، يقودها تحالف إستخبارى يجمع بين دولة عظمى (أمريكا) ودولة متطفلة عليها (إسرائيل).
من الطبيعى أن يضغط قادة الجيش على ترامب كى ينهى حرب أفغانستان، حتى لا يظل الجيش وسمعته مرهونتان بحرب لا يقودها، ولم يعد له فيها ناقه ولا جمل. بل ودمرت هويته كجيش، وحولته إلى شئ آخر فاسد وخطير، ينشر فساده فى العالم، ويعبث بأسلحة تهدد الجميع. حتى صار الجيش الأمريكى هو الخطر الأكبر على العالم بما فيه أمريكا نفسها.
– (التحالف الإستخبارى المتمرد فى أفغانستان) أصبح أقل إعتمادا على الجيش الأمريكى، وأوجد وسائله الخاصة لنقل المخدرات وأموالها. وبالتالى قلَّ كثيرا نصيب الجيش كممثل عن الدولة الأمريكية ـ من أرباح حرب الأفيون فى أفغانستان.
حرب يديرها جنرالات مارقون بلا قيادة موحدة :
يمكن القول أن قاعدة بجرام الجوية قد أضيفت إليها ميزة جديدة وعجيبة، كونها أكبر سوق فى العالم للسلاح المستخدم ـ أو الجديد ـ وربما للصواريخ النووية التي تشكل لغزا يشكل تهديدا خطيرا لأمن العالم.
فهل مازالت الصواريخ فى بجرام؟؟ ـ أم أنها نقلت إلى منطقة جبلية وعرة أقرب إلى حدود الصين كما يشاع بين العاملين فى بجرام؟؟ وهل ذلك السلاح النووى مازال تحت سيطرة الجيش الأمريكى أم أنه تحت سيطرة التحالف الإستخبارى، الذى يزيد من خطورته كون الذين يديرونه هم جنرالات مارقون، وليسوا خاضعين بشكل كامل لأى حكومة على الإطلاق، لا خارج أفغانستان ولا داخلها. كما أنه تحالف مجهول غامض القيادة. كل ما فيه محاط بالسرية، كطبيعة العمل الإستخبارى.
– فإذا خضع السلاح النووى لقوانين العرض والطلب فى السوق الدولى، فان المخاطر ستكون غير محدودة. والتحالف الإستخبارى المارق فى أفغانستان يمكن أن يدعى ـ حقا أو كذبا ـ أنه فقد شيئا من تلك الأسلحة ـ خاصة وأن قاعدة بجرام تحت ضغط عسكرى وإختراقات أمنية خطيرة، وتعانى من تسرب إلى الخارج فى كل شئ، ويمكن أن يكون هذا الشئ نوويا.
فماذا لو تسربت الصوايخ النووية إلى أعداء الولايات المتحدة؟؟ ـ والأخطرهو: ماذا لو تسربت إلى أعداء إسرائيل؟؟ ألن يشكل ذلك تهديدا لها، وقد تمتد خطورته إلى مشاريعها الإستثمارية العظمى، مثل سد النهضة فى الحبشة؟؟
– يزيد المشكلة تعقدا أن من يتقدم لشراء الأسلحة الأمريكية فى أفغانستان هى شركات دولية عابرة للقارات ومتعددة الجنسيات. وهذا يجعل المحطة النهائية لمسيرة السلاح غير محددة، وقابلة للتبديل.
ويتميز “بازار” قاعدة بجرام بنزعة ليبرالية، فالكلمة للمال، فمن يمتلكه يشترى أى شئ. حتى تمكنت حركة طالبان من الحصول على تسليح إستثنائى من قاعدة بجرام وغيرها ـ شمل الطلقة والقنبلة والصاروخ والشحنة المتفجرة. ولا قيمة لدى إدارة “بازار” بجرام الدولى لأرواح الجنود المقاتلين من المرتزقة، فتلك بضاعة رخيصة يسهل إستبدالها.
– التحالف الإستخبارى (CIA / موساد) الذى يحكم أفغانستان ويتحكم فى إدارة الحرب هناك من أخطاره الكثيرة أنه لا يمتلك قيادة موحدة، لا على المستوى السياسى ولا على المستوى العملياتى، ولا على المستوى التجارى. ولكل واحد من عناصر الضياع القيادى فى تلك المستويات القيادية العليا مخاطر كثيرة. بعضها يهدد ذلك التحالف الإستخبارى وينزلق به صوب هزيمة تاريخية. وذلك ما تعمل عليه الإمارة الإسلامية.
فالتحالف المارق يفتقد إلى إستراتيجية للحرب، كما أنه عشوائى فى العمل التكتيكى، وتوقفت حاسة الإبداع عنده بعد ما إستنزفت التكنولوجيا نفسها ولم تصل إلى النتيجة المرجوة. مثل توقف تأثير الطائرات بدون طيار (درون) على معنويات الشعب والمجاهدين. وبالمثل هجمات الرعب الليلية ضد القرى، والتى زادت من إقبال الشعب على التطوع فى صفوف طالبان.
إفتضاح دور الهيروين كدافع وحافز على إستمرار الحرب، دفع الشعب إلى توسيع عمليات مقاطعة عملاء أمريكا وحجب وصولهم إلى محصول الأفيون. فلم يتمكن الأمريكيون من إصدار تقريرهم السنوى عن وضع الأفيون فى أفغانستان، متعللين بفيروس كورونا “!!”.
المساهمة الشعبية فى قطع اليد الأمريكية عن أفيون أفغانستان قلص أيضا من حصة التحالف الإستخبارى المارق من الأفيون، وبالتالى تقلصت قدرته على إنتاج الهيروين. وتقول نشرة الأخبار القادمة من قاعدة بجرام أن هناك إنتاج مكثف للمخدرات الكيماوية، وبكميات خرافية، لتوزيعها حول العالم لتعويض خسائرالأمريكيين فى مجال الهيروين.
– فى السباق نحو المليارات ظهرت التناقضات بين مصالح أركان التحالف الإستخبارى الذى عانى من التشرزم. فمكوناته تسابقت نحو جذب أكبر قدر من أجهزة النظام الحاكم واستغلاها. فأصيب النظام بشروخ خطيرة تطورت إلى صدامات مستترة، وصدامات أخرى صريحة تتكلم عن نفسها. وبما أن الخلاف هو حول المليارات فإنه سريعاً ما يصبح مسلحاً. وإذا لم تكن العصبيات العائلية والقبيلة كافية، فإن المرتزقة يقدمون خدماتهم للسعرالأعلى. والقاتل المأجور قد يقتل من إستأجره فى المرة التالية. وشركات القتل ترى فى إزدياد نهر الدماء دليلا على الرواج وزيادة الأرصدة والأرباح، تحت غطاء الحرب غير المنتهية والتى توفر لهم أرضية لإتهام أطراف أخرى.
– لا تستطيع الإدارة الأمريكية إيقاف الحرب فى أفغانستان، لأن المتحكم فى تلك الحرب هم جنرالات مارقون، بلا قيادة سياسية، ولا إستراتيجية ولا هدف غير الربح بلا حدود ولا قيود ولا نهاية. والإتفاق السياسى مع هؤلاء المارقين مؤقت ومرتبط بالمصالح المالية، فهى الهدف والوسيلة إليها هى القتل بإستخدام الوسائل المتاحة.
قد يخضع الجنرالات المارقون للضغط ـ ولو بشكل مؤقت ـ لو توفرت الأدوات اللازمة. والإدارة الأمريكية فقدت القدرة على الضغط المؤثر لأن جيشها لم يعد هناك كجيش. وقادة المخابرات المتبقين فى الميدان وضعوا قوانينهم الخاصة، وليسوا مقيدين بغير الأهداف التي يحددونها لأنفسهم.
قوات الحثالة لحفظ ماء وجه ترامب :
يسعى ترامب إلى إمتلاك قوة ضاربة فى أفغانستان تمكنه من التأثير والضغط. ورغم ذلك فإنها لا تضعه فى موقع المتحكم أو حتى فى صدارة متخذى قرار الحرب والسلام فى أفغانستان. ولا تمكنه من إقرار إستراتيجية لإدارة وإستغلال كنوز الأفيون.
فى يد ترامب القوات العسكرية التالية :
ـ قوات من أزربيجان وأرمينيا، ورومانيا، ومن على هذه الشاكلة من الغثاء، من دول هامشية تتسول الدولارات والدعم السياسى الأمريكى.
ـ قوات استراليا ما زالت رغم قلة عددها تحتفظ بسمعتها كأكثر وحدات الإحتلال وحشية فى معاملة الأفغان. وهناك قوات ألمانية وبريطانية وكندية قليلة العدد.
قوات الحثالة تلك تتيح لترامب حصة من الأفيون ومادة الهيروين، مع المخدرات الكيماوية التي يشير تقرير UNODC إلى أنها إنتشرت كثيرا فى العالم بثمن رخيص وضرر صحى فادح.
ولكن تلك القوات لا تتيح له التحكم فى الحرب أو تمنحه القدرة على وقفها. ومن هنا يأتى الإحراج الدبلوماسى، إذ ربط ترامب نفسه بموعد للإنسحاب النهائى فى أبريل القادم.
ولكن الحرب لن تقف بأى حال، لأن ضباط الإستخبارات المارقين سوف يستمرون فى القتال. وساعتها ستكون أمريكا فى حرج إزاء تبرير ذلك، سوى إلقاء اللوم على أى طرف آخر.
إنقلاب (الجيش السرى) الأمريكى :
تواجه الولايات المتحدة حركة تمرد عسكرى إستخبارى فى أفغانستان، يشبه ما واجهته فرنسا فى بداية ستينات القرن الماضى، عندما تمرد جنرالات الإحتلال للإبقاء على الجزائر أرضاً فرنسية. رافضين ما وعد به الجنرال ديجول رئيس فرنسا بالإنسحاب من الجزائر. شكَّل الجنرالات المارقون منظمة عسكرية سرية تعمل على إبقاء الجزائر مستعمرة فرنسية وأسموها (الجيش السرى). وحاولوا ترتيب إنقلاب مسلح داخل فرنسا نفسها والإستيلاء على السلطة من أجل منع إستقلال الجزائر. وقام (الجيش السرى) بمجازر ضد سكان الجزائر المسلمين.
– جنرالات الإستخبارات الأمريكيون فى تمرد فعلي للإستقلال بأمر أفغاستان، رافضين تماما الإنسحاب منها، مستخدمين القوة المسلحة المتاحة لديهم للإبقاء على الوضع الحالى. فى عمل يهدد بوقوع إنقلاب عسكرى إستخبارى داخل الولايات المتحدة، سواء قام به الرئيس نفسه مستبقا جنرالات أفغانستان المارقين، أو إنقلاب يقوم به هؤلاء المارقون بدعم من مؤيديهم فى الوطن. وكل من الرئيس والمارقين مستند على قوة أساسية تقف عليها أمريكا (وفى ذلك إنقسام خطير يهدد الدولة حتى وإن لم يحدث الإنقلاب). فالمارقون تدعمهم البنوك اليهودية الكبرى التي تشكل لها أموال مخدرات فغانستان شريان الحياة. والرئيس تدعمه جبهة غير متناسقة تفتقر إلى الترابط، مكونة من بعض قيادات الجيش العليا، وقطاع من الإستخبارات والأمن الداخلى، ومن صناعات السلاح، وإحتكارات النفط التي ترى فى حرب أفغانستان عائقا أساسيا لمرور نفط وغاز آسيا الوسطى عبر أفغانسان إلى العالم.
ومن الواضح أن إحتمال الإنقلاب العسكرى غير مستبعد داخل الولايات المتحدة حاليا حتى أن الرئيس الأمريكى يُهدِّد به فى حال عدم فوزه بالإنتخابات.
وفى أكثر من مناسبة أظهر البنتاجون ـ وزارة الحرب الأمريكية ـ إحتقاره للرئيس وتجاهل أوامره، حتى كشف ترامب عن قوات عسكرية سرية خاصة به، ولا تحمل شارات مميزة، وقام بإستخدامها لقمع المتظاهرين فى أكثر من مدينة أمريكية. وهو أسلوب مقتبس من الأساليب النازية فى ثلاثينات القرن الماضى.
– من الملاحظ تقارب فوق العادة بين الرئيس الفرنسى والرئيس الأمريكى، خاصة فى المعضلة اللبنانية، ولكن لا يستبعد أن هناك خبرة فرنسية تنتقل الآن إلى الولايات المتحدة حول تجربة الجيش السرى الفرنسى فى حرب الجزائر.
فأفغانستان الآن يسيطر عليها ويديرها جنرالات منشقون عن الإستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، ولا يسيطر عليهم أحد. وسيقاتلون لآخر جندى مرتزق حتى تبقى أفغانستان مستعمرة للمرتزقة تنتج الهيروين، وتغسل أموال المخدرات. وتتاجر بأحدث الأسلحة الأمريكية التقليدية وربما النووية وصواريخها قصيرة ومتوسطة المدى.
تحميل مجلة الصمود عدد 175 : اضغط هنا
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )