العشق السودانى فى أشعار صلاح جاهين
ما أغلى السودان على قلوب المصريين . وما أغلى السودان على قلوب أبنائه الفرسان .
لا يستكثرون عليه عزابات ولا جراحات ، فينهضون لمواجهة المحن بصدور يكشفونها للمقسوم لهم من ألم مغموس بالصبر . فمن أحب عبلة لا يسكثر عليها أغلى المهور حتى لوكانت عقدا من النجوم .
يقدِّم إبن شداد السودانى مهر حبه لبلاده تحت لسعات السياط ، وبدون أن يقترف عيبا بقول كلمة “آه” .. وإلا كان غير جدير بعروسه الغالية .
ستكون عبلة من نصيب إبن شداد ، مهما ولغت ضباع المجلس العسكرى فى دماء عشاق السودان . ويكفى أن تحتضن مياه النيل أجساد الشهداء وهم فى طريقهم إلى الجنة ، إذ يتطهرون بمياه أحد أقدس أنهارها .
من الصعب على أى شعر قد يقال الآن فى السودان ، أن يكون أجمل مما قاله منذ سنين طويلة خلت ، شاعر العامية المصرية صلاح جاهين .
دماء فى نيل السودان
النيل رجع زاد، وعاد، من غير معاد مرسـوم،
كيف ابن شداد، ما طـب ف يـوم يحوم ويزوم،
مطـهوم، ينـادى: يا عبـلة، ومـهرك المعلوم
حاضـر، وفوق مـنه عُقد من النجوم ملضوم ..
***
يـامْ الضـفاير ألـوف، ملهوف أنـا ومحروم،
يا تـمره سـمرا، يا جـمره حمرا، خلف غيوم،
لجـلك يـا حـلوة شـربـت المُـر والزقـوم،
وصبرت، وكـبرت، وانحـفرت فى وشى هموم،
العـرس دقـت طبـوله يقـولوا: هـب وقـوم!
هبّـيت ولبـيت، وعـريت صـدرى للمـقسوم،
أخو البنات .. هات . وهات جروحات ودم يعوم،
وان قلت: آه، تحـت كربـاجك، يا عيب الشوم،
ما يقولها فـارس وحارس ع الديـار، وكـتوم،
***
والنـيل شَلَبْ دم، كيـف عنتر فى حرب الروم؟
وفـاض وخاض فى البرارى، كالقضا المحتوم ..
فايت علينا، وصـامت، صـمت مـاله لـزوم،
زايـد سـمار، والشـرار يـقدح فى أمواجـه،
سألـته: مـالك يا نيل؟.. قال جاى م “الخرطوم .
– – –
موقع مافا السياسي