بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
نقلا عن مجلة الصمود الإسلامية /السنة الثالثة عشرة – العدد (153) | ربيع الأول 1440 هـ / نوفمبر 2018 م.
20/11/2018
أزمة نووية تصنعها أمريكا
تهدد أفغانستان وجيرانها
لغز سقوط المقاتلة الأمريكية “F 35 B”
– بعد تسببها فى حرب تجارية ، أمريكا تسعى إلى الإبتزاز النووى ضد روسيا والصين .
– ماهى عواقب إلغاء أمريكا لإتفاقها السابق مع السوفيييت لحظر تطوير ونشر الصواريخ قصيرة والمتوسطة المدى ؟؟ .
– تسعى الولايات المتحدة إلى إشعال “فوضى عالمية خلاقة” تتيح لليهود جنى ثروات لم تخطر بعقل بشر .
– هل يبنى الإحتلال على أرض أفغانستان قواعد للصواريخ النووية القصيرة والمتوسطة المدى، لتهديد روسيا والصين وإيران ؟؟.
– على الدول التى يطالها التهديد النووى الأمريكى أن تعمل ضمن جبهة دولية، لإخراج المحتلين من أفغانستان ، ودعم حركة طالبان سياسيا وعسكريا .
– أين تنفق أمريكا 45 مليار دولار سنويا فى أفغانستان ، فى ظل الهزائم المتوالية وفرار الجنود من الجيش والشرطة بسبب خسائرهم الفادحة وإهمال الدولة لإحتياجاتهم ؟؟.
– الطائرة الشبح : هل سقطت فى شرق أفغانستان أم فى شرق الولايات المتحدة؟؟
– الطائرة الأمريكية المعجزةB 35F تفشل فى مقابل منظومة بنادق ” لى أنفيلد 303″ الإنجليزية ، كما فشلت السوخوى السوفيتية فوق جبال “تورابورا” عام 1982.
تحميل مجلة الصمود عدد 153 : اضغط هنا
يتزايد الخطر الأمريكى على أمن وإستقرار العالم ، وتعتبر الولايات المتحدة هى التهديد الأكبر لسكان الكوكب. فبعد الحرب التجارية التى شنتها على أهم دول العالم ـ من بينهم حلفائها أنفسهم ـ إذ إنسلخت من إتفاقات دولية ، وفرضت عقوبات تجارية على نصف العالم بإدعاءات كاذبة وبلا أى حياء أو إحترام لقواعد التعامل بين الدول . وهى على وشك التسبب فى كارثة إقتصادية لمعظم دول العالم ، بتلاعبها فى أسعار النفط ، بعد فرض عقوبات متعسفة على إيران ، لمنعها من تصدير مليونى برميل يوميا من نفطها ، بما يهدد بإنفلات جنونى فى أسعار النفط . ثم الضغط على منظمة أوبك لزيادة إنتاجها لتعويض النقص المتوقع فى المعروض فى سوق النفط رغم علمها أن ذلك مستحيل عمليا . وتعمل فى الوقت نفسه على تقويض المنظمة ، وتشكيل تجمع آخر لمنتجى النفط يكون تابع تماما لسياستها الإستعمارية فى نهب ثروات الشعوب.
ثلاثة مسارات للحرب الإقتصادية التى تشنها الولايات المتحدة :
ــ ضربت سوراً من الحماية الجمركية على أسواقها متخلية بذلك عن سياسة العولمة الإقتصادية والأسواق المفتوحة .
ــ فرضت عقوبات إقتصادية على أصدقائها قبل أعدائها .
ــ صراع متغطرس مع إيران ثم منظمة الأوبك بما يهدد بإرتفاع كبير فى أسعار النفط ـ خاصة إذا فرضت عقوبات نفطية صارمة على إيران لمنعها نهائيا من صدير نفطها ـ وقد يسبب ذلك أزمة إقتصادية كبرى للدول غير المنتجة للنفط ، تؤدى إلى إضطرابات سياسية واسعة داخل تلك الدول ، وربما حروب إقليمية أيضا . ويبدو أن ذلك هو الهدف الحقيقى الذى تسعى إليه الولايات المتحدة ، أى إشعال “فوضى دولية خلاقة” تتيح لليهود جنى ثروات لم تخطر بعقل بشر.
بالعناصر الثلاث السابقة تسعى أمريكا بكل قوتها وتحت مظلتها العسكرية لأن ترهب العالم ، وتعربد كما تشاء ضد كل المعاهدات والأعراف والقوانين الدولية ، التى رغم جورها إلا أنها كانت تحفظ شيئا ضئيلا من الإنتظام فى الشئون المتصلة بالسلم والعلاقات الدولية ــ أى أنها تحقق نوعا من الوحشية الدولية المنضبطة بتوازن الرعب والردع متبادل ــ وذلك أهون الكفر.
مزقت الولايات المتحدة إتفاقها النووى مع إيران ، رغم مشاركة كل الدول الكبرى فى ضمانته ، وذلك بدعوى خروج إيران على الإتفاق . وهو إدعاء متبجح لأن هناك الوكالة الدولية للطاقة النووية ، المخولة بالمراقبة والتفتيش وتحديد التجاوزات فى برنامج إيران النووى . وتلك الوكالة لم تقدم أى إعتراض ، رغم جولاتها التفتيشية المتصلة والمشددة فوق العادة ، على البرنامج والمنشآت النووية فى إيران .
وفى المجال النووى الدولى يكرر ترامب نفس الرعونه متهما روسيا وبعدم إحترام الإتفاق الذى وقعته بلاده عام 1987 مع الإتحاد السوفيتى والقاضى بوقف تطوير ونشر الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى (من 500كم إلى 2500كم) ، ومتهما الصين أيضا بتطوير ذات الأسلحة. وقالت وزارة الخارجية الصينية أن ربط الإنسحاب الأمريكى من المعاهدة بالصين هو خطأ تماما وأن ذلك الإنسحاب الأحادى من المعاهدة سيكون له أثار سلبية فى العديد من المجالات .
وقد نفت موسكو إتهامات ترامب بأنها طورت تلك الصواريخ ونشرتها بالفعل بما يهدد أوروبا ويعرضها لضربة نووية مع فترة إنذار ضئيلة.
إذا حسمت الولايات المتحدة أمرها بالإنسحاب من معاهدة القوى النووية (TNF) المبرمة مع الإتحاد السوفيتى . فستكون خطوتها التالية هى نشر شبكات صاروخية قصيرة ومتوسطة المدى موجهة للأراضى الروسية وشبكات أخرى موجهة إلى الأراضى الصينية . حيث أن التهديد الأمريكى شمل الصين أيضا. فأين ستنشر أمريكا تلك الشبكات الصاروخية ؟. وهل ستكون الأراضى الأفغانية مرشحة لنشر تلك الصواريخ النووية الموجهة إلى روسيا والصين؟ حيث الموقع الجغرافى لأفغانستان يتيح لتلك الصواريخ أن تتطال روسيا والصين معا وتهديد إيران أيضا ، فى إطار الضغط عليها لتفكيك برنامجها النووى السلمى ، أو التهديد بتدمير ذلك البرنامج .
فما هى نتائج ذلك التطور المأساوى لسياسة الجنون الأمريكى عندما يصل إلى السلاح النووى بعد أن تخطى الجنون الإقتصادى والعقوبات المالية والحماية الجمركية ، تحت الشعار العدوانى الدائم لترامب (أمريكا أولا) الذى يذكر العالم بشعار هتلر(ألمانيا فوق الجميع)؟؟.
فإذا نشرت أمريكا صواريخها النووية القصيرة والمتوسطة المدى فى أفغانستان لتهديد روسيا والصين . فإن الدولتان وبعد إلغاء الإتفاقية ، ستتقدمان بقواعدهما الأمامية لتطال القواعد الأمريكية الجديدة فى أوروبا وأفغانستان ، أو أى دولة أخرى فى آسيا إستقبلت قواعد صاروخية أمريكية .
هذا الإحتمال ، الذى سيشكل تهديدا نوويا لأفغانستان لأول مرة فى تاريخها ، سيشكل تحديا جذرياً للإمارة الإسلامية ، ويفرض عليها تحركا سياسيا وعسكريا جديدا لمواجهته .
كما يفرض تحديا مماثلا على الجيران الإقليميين فى كل من الصين وروسيا وإيران .
– أما حكومة كابول فلا تملك من أمرها شيئا . فهى العبد الذليل الذى لا يملك سوى أن يبصم موافقا على أى قرار يتخذه المحتل الأمريكى . موفرا بذلك ستارا من الشرعية الزائفة على العربدة الأمريكية وتجاوزها على دماء وثروات الشعب الأفغانى ، وأمنه ، وأمن المنطقة كلها إلى درجة التهديد بالدمار النووى .
– سيفرض التهديد النووى الجديد على دول المنطقة إجراءات سياسية غير مسبوقة لتحدى الإحتلال الأمريكى فى أفغانستان، وتشكيل ضغط عالمى لإخراجه ورفع يده عن ذلك البلد . وترك شئونه الداخلية ليقررها شعبه بحريه بلا تدخل خارجى مهما كان مصدره .
فيجب أن تغير دول الأقليم سياسة الحياد الظالم ، الذى تقفه إزاء مآسى الشعب الأفغانى . فإن ممالأة الوضع الرسمى فى كابل والتعامل معه كأمر واقع ، تلك السياسة ستكون خطرا على دولهم . فالأمر تخطى العواصف الأمنية التى صارت فى ظل الإحتلال الأمريكى عادية”!!” ، مثل خطر الإرهاب الداعشى وخطر عصابات الجريمة المنظمة من تهريب المخدرات إلى الإتجار بالبشر ، حتى وصلت الأخطار إلى الإبتزاز النووى ، وخطر الإبادة الشاملة لشعوب المنطقة والعالم .
يجب إعتبار حركة طالبان حركة دفاع عن حقوق شعبها والدفاع عن أمن المنطقة عموما . ويجب دعم هذه الحركة بشكل جماعى ومنظم من حكومات المنطقة ، وإمدادها بكل ما يلزم من دعم سياسى وإعلامى وتسليحى ، كى تمارس ذلك الحق المشروع ، الذى أصبح حقا دفاعيا مشتركا لجميع دول المنطقة وشعوبها . فقد تعدى الخطر الأمريكى كل الحدود المحتملة ، وأصبحت المنطقة والعالم على شفا كارثة نووية ، بعد أن كان إلى وقت قريب يواجه فقط كارثة إقتصادية عالمية تصنعها أمريكا .
هل تجهز أمريكا قاعدة صواريخ نووية فى أفغانستان ؟:
هذا سؤال يطرح نفسه بجدية على ضوء الأزمة النووية التى إحتدمت مؤخرا مع روسيا والصين ، نتيجة الإتهامات الأمريكية للدولتين بتطوير أسلحة نووية قصيرة ومتوسطة المدى وبالتالى إعتزامها نقض إتفاقية حظر تطوير ونشر تلك الأسلحة .
بالتأكيد سيترتب على ذلك نشر أمريكى لتلك الأسلحة على الأراضى الأوربية ، ثم تجميع الإتاوات المالية مقابل تلك الحماية التى لم يطلبها أو يرغب فيها أحد فى أوروبا !! .فالخطر تصنعه أمريكا ، ثم ترشح نفسها مدافعا أوحدا ، ثم تطالب الضحايا بدفع ثمن الحماية التى كلفت أمريكا الكثير . وهذا ما يسمى (البلطجة الدولية).
أفغانستان التى تمرح فيها قوات المحتل بلا حسيب أو رقيب ، لينهب الثروات ويصنع تشكيلات داعش ويوزعها حول العالم مهددا بها روسيا والصين وإيران ودول آسيا الوسطى ، والهيروين الذى ويوزعه على العالم بمئات المليارات من الدولارات سنويا . تماما كما سيفعل مع الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى .
يقول الأمريكيون أنهم ينفقون على إحتلالهم أفغانستان مبلغ 45 مليار دولار كل سنة . فأين يذهب هذا المبلغ الخيالى ، والذى يعادل تسعة أضعاف ما كان ينفقه السوفيت سنويا على إحتلالهم لأفغانستان خلال الثمانينات الماضية .
علما بأن جنود الجيش الأفغانى ـ حسب شكاويهم الموثقة ـ يعانون الجوع وغياب العناية الصحية ، والإفتقاد إلى الدعم الكافى أثناء المعارك . وفى حال الوفاة أو إنتهاء الخدمة يعانون الأمرِّين هم وعائلاتهم للحصول على مستحقاتهم . بل تتعرض نساؤهم للإغتصاب فى مقابل الحصول على الحقوق المالية !! . { فى تقرير شهر أغسطس الماضى والذى رفعته لجنة الدعوة والإرشاد جاء أن عدد الجنود الذين هربوا من الجيش وانضموا إلى الإمارة الإسلامية بلغ 877 جنديا ــ حسب مجلة الصمود العدد 152 ص 31 ــ قالت المجلة أيضا أن نسبة الهاربين من الخدمة العسكرية أثناء تواجدهم فى الولايات المتحدة بلغت 13% عام 2016 }. وقال أحد الخبراء فى مجلة “فورن بوليسى” أن ذلك يُذَكِّرْ بأجواء إنهيار جيش فيتنام الجنوبية الذى شكلته الولايات امتحدة ليقاتل إلى جوارها هناك.
يفر مئات الجنود شهريا ، وينضم بعضهم إلى صفوف طالبان . أما الشرطة فأحوالها أسوأ . وإشتكى أحد زعماء كابل المتحولون من أن معدل خسائر الشرطة عالٍ إلى درجة أنها مهددة بالزوال !! .
أين مبلغ 45 مليار دولار المخصص للإنفاق سنويا على الإحتلال ؟؟ .
وأين تذهب تلك الإعتمادات المالية الهائلة ؟؟ .
لا يمكن سرقة كل ذلك المبلغ ، كما لا يمكن إنفاقه على العمل العسكرى المنكمش بإستمرار فى مقابل إنتصارات دائمة لحركة طالبان وتوسع مضطرد فى مساحات الأرض المحررة .
يكون منطقيا إذن لو تساءلنا إذا كان ذلك المبلغ ينفق على بناء قواعد جديدة لصواريخ نووية تهدد الثلاثى الإقليمى الأهم : روسيا ـ الصين ـ إيران ؟؟ .
ويكون منطقيا أيضا لو تولت اللجنة العسكرية فى حركة طالبان تناول ذلك الموضوع الخطير مع دول الجوار سعيا إلى موقف ضمن جبهة عالمية وإقليمية لدعم جهاد الشعب الأفغانى سياسيا وعسكريا ، والضغط على الإحتلال الأمريكى للإنسحاب فورا بدون قيد أو شرط .
تحميل مجلة الصمود عدد 153 : اضغط هنا
لغز سقوط المقاتلة الأمريكيةF35 B :
أذاعت وكالات الأنباء العالمية أن طائرة أمريكية من طراز F35B سقطت يوم الجمعة (28سبتمبر الماضى) بعد أولى طلعاتها القتالية على موقع لحركة طالبان أفغانستان فى اليوم السابق أى “الخميس27 سبتمبر” .
الوكالات أسبغت صفات القوة والخطورة على الطائرة ، فقالت أنها أسطورة القوات الجوية الأمريكية . وأنها طائرة (شبح) لا ترصدها الردارات ويصل سعرها إلى 115 مليون دولار لتكون هى الطائرة الأغلى فى العالم .
وذكروا أن الطائرة سقطت يوم الجمعة أثناء مهمة تدريبية فى شرق الولايات المتحدة ، وأن التحقيق دائر لمعرفة سبب السقوط ، وأن “التفسيرات المحبطة” تلوح أمام المحقيقين ، وأن “خللا غامضا ” فى الطائرة أجبر قائدها على القفز منها .
ويقول الخبر أن تلك الطائرة نفذت يوم الخميس طلعتها القتالية الأولى على مواقع حركة طالبان فى(قندهار) ، بمشاركة أكثر من طائرة أقلعت من سفينة الهجوم البرمائية (يو إس إس أسيكس). معنى ذلك أن الطائرة التى شنت غارتها “القتالية” الأولى بنجاح (يوم الخميس)فى ولاية قندهار فشلت (يوم الجمعة) فى تنفيذ “مهمة تدريبية” فى شرق الولايات المتحدة !!! .
– عن نفس الغارة قالت مصادر حركة طالبان أن الطائرة B35F أغارت على مواقعهم فى ولاية ننجرهار فى يوم (الجمعة 28 سبتمبر)، وليس يوم (الخميس 27سبتمبر) فى ولاية قندهار كما يقول الأمريكيون . ومعنى بيان طالبان أن الغارة والسقوط كانا فى يوم واحد هو الجمعة ، أى فى نطاق عملية عسكرية واحدة فى أفغانستان وليس عطل فنى فى أراضى أمريكا . لم يتحدث بيان طالبان عن سقوط أو إصابة الطائرة ، ربما لأنها طائرة شبح يمكنها إخفاء إصابتها والسقوط بعيدا عن ميدان المعركة وعن أعين الشهود .
ملاحظة : دائما ما يتدخل الطيران الأمريكى فى ننجرهار لوقف زحف قوات طالبان على أوكار داعش فى جبال ولاية ننجرهار .
مرة أخرى : يوضح بلاغ حركة طالبان أن طائرة من طراز B35F أغارت على مواقعهم يوم الجمعة 28/9 أى فى نفس اليوم الذى أعلن الأمريكيون فيه عن سقوط طائرتهم B35F فى شرق الولايات المتحدة . وأن الغارة تمت فى ننجرهار وليس قندهار.
إذاً لا يمكن أن نستبعد أن الحديث يدور عن نفس الطائرة . أى أن نفس الطائره التى أغارت على ننجرهار يوم الجمعة قد سقطت فى أفغانستان يوم الجمعة . أما سبب السقوط فلا بد أن يكون (شئ ما) أطلقه المجاهدون على الطائرة !! .. قد يكون طلقة من بندقية إنجليزية قديمة . فأى طائرة أمريكية تسقط فى أفغانستان يدَّعى الأمريكيون فورا أنها سقطت نتيجة “خلل فنى” . وكأن ذلك “الخلل الفنى” أصبح سلاحاً سرياً تستخدمه حركة طالبان فى دفاعها الجوى ضد الطائرات .
– إذاً لن تكون الطائرة المعجزة B35F خارج نطاق أسطورة الخلل الفنى ، فهى أيضا سقطت لأسباب فنية .. ولكن أين سقطت ؟؟ .
هل فى شرق الولايات المتحدة حقا؟؟ أم فى إقليم ننجرهار شرق أفغانستان فوق أحد الجبال الشاهقة وهى فى الطريق لهبوط إضطرارى فى مطار بجرام مثلا . أم سقطت فى البحر قبل أن تستطيع الهبوط فوق {سفينة الهجوم البرمائية يو إس إس أسيكس} . أم سقطت فى مكان ما فوق صحارى وجبال طريق العودة ؟؟.
ملاحظة : شهد إقليم ننجرهار عام 1982 سقوط أول طائرة سوخوى سوفيتية فوق جبال (تورابورا) تحديدا . و قتل أحد طياريها وأسر الآخر. وقد سلمته باكستان إلى حكومة بلاده بعد فترة وجيزة . والسلاح المستخدم كان بندقية إنجليزية قديمة من طراز” لى أنفيلد”.
لا ننتظر أن يتمتع الجيش الأمريكى بشئ من الشجاعة فيعترف أن طائرته المعجزة B35F (110 مليون دولار)،قد سقطت بطلقة ثمنها (10 سنت أمريكى) أثناء أداء مهمتها القتالية الأولى شرق أفغانستان . فتسقط بالتالى فى صراع المبيعات المستعر بينهم وبين الروس فى سوق السلاح الدولى .
السقوط .. قضاء وقدر
يتوالى سقوط الطائرات الأمريكية فى أفغانستان ، بفعل القضاء والقدر و”الأعطال الفنية ” .
– فى (24 أكتوبر) أسقط المجاهدون طائرة كبيرة بدون طيار فى ولاية قندهار .
– فى (22 أكتوبر) أسقطوا مروحية أمريكية ضخمة فى ولاية لوجر جنوب كابل، بإستهداف مباشر بالنيران أثناء محاولة هبوطها بقوات خاصة أمريكية ومحلية .
وقد وصلت طائرات الهيلوكبتر الأمريكية لنقل الأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى …
ومازال سقوط الطائرات يتوالى .
الطائرة الأمريكية المعجزةB 35F فى مقابل
منظومة بنادق ” لى أنفيلد 303″ الإنجليزية .
– تمتلك إسرائيل طائرات 35ــF الأمريكية . وهى تتحسب كثيرا لمنظومة 300S الروسية المضادة للطائرات ، والتى زود بها الروس الجيش السورى . لهذا يتدرب الطيارون الإسرائيليون فى أوكرانيا التى تمتلك نفس المنظومة الروسية ، و تقدم أوكرانيا لليهود خبراتها وتكشف لهم نقاط الضعف فى المنظومة الروسية .
شئ مماثل فعله الإسرائيليون مع اليونان ، التى تمتلك أيضا منظومة صواريخ 300S . ولكن بعد ما نرجح أنه حدث فى أفغانستان لطائرتهم المعجزة B35F ، فإن الجيش السورى أو حزب الله أو أى دولة تهددها الطائرات الأمريكية أو الإسرائيلية من طراز 35F ما عليهم إلا عقد صفقة مع المجاهدين الأفغان لشراء (منظومة) بنادق ” لى أنفيلد 303 ” الإنجليزية من طراز عام 1914 مُعَدَّل ، والتى أثبتت كفاءة تامة فى إسقاط B35F من الغارة الأولى، وربما من الطلقة الأولى .
تقول المعلومات الصحفية: أن الطائرة F 35 Bأسرع من الصوت ، ولا يرصدها الرادار، وتتميز “برشاقة” فى التحليق (وفى السقوط أيضا)، بدأ العمل عليها فى تسعينات القرن الماضى فى مشروع تكلفته 400 مليار دولار . وسقوط “طائرة أفغانستان” هو الحادث الأول التى يقفز فيه بالمظلة طيار لهذا النوع من الطائرات .
ولن يكون ذلك هو السقوط الأخير لهذا الصنف من الطائرات الشبح الذى تستطيع إلتقاطه بنادق “لى أنفيلد” ، التى يمكن الحصول عليها من أفغانستان بسعر عشرة دولارات للبندقية الواحدة . أى أن منظومة مكونة من عشرة بنادق مضادة لطائرات F 35 B ستكلف فى حدود مئة دولار فقط !! … فمن يشترى تلك الطائرات؟؟.
تحميل مجلة الصمود عدد 153 : اضغط هنا
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )
20/11/2018