رؤى شعرية
للشاعر مظفر النواب
ــ من أعماله الشعرية الكاملة ــ
هذا شعر عمرة ثلاثة عقود أو يزيد . فماذا تغير عندنا ؟؟ . يسير الزمن قدما ونحن نسير إلى الخلف . فما زالت الأمور كما وصفها الشاعر بقلب يقطر دما . شارك مع المقاومة الفلسطينية ، ومعها هُزِمَ فى بيروت ، فتهاوت أحلام عظيمة راودت الأمة يوما . وما زالت أحلامنا العظيمة تتهاوى . فمازال “خليج الخنازير” يبيعنا . ونحن نباع مع الأرض أو حتى قبلها . وإسرائيل تتمدد فوقنا وتبتلع كل شئ بعد أن إبتلعت ديننا وكرامتنا ، وركبت على ظهور البغال من حكامنا أصحاب العروش والكروش والجيوش ، بينما تضحك على جهلنا وجهلهم الأمم . حيث عرب الإسلام يذبحهم الثالوث الكافر : الأمن .. النفط .. إسرائيل .
الفقرات التالية مأخوذة بلا ترتيب من المجموعة الشعرية الكاملة لشاعر العراق والمقاومة المنهزمة “مظفر النواب” . وعلى من يريد أن يقرأ قصائده كاملة فعليه أن يرجع إلى مجموعة أعماله الكاملة . هذا إن وجدها ، أو كانت لديه القدرة على متابعة الشاعر وطريقته الخاصة جدا فى التعبير الشعرى ، ناهيك عن مواقفه الفلسفية من الحياة فى ظل الهزيمة. قد نختلف معه فى الكثر من الأشياء ولكن إخلاصه لموقفه لا شك فيه ، وهذا يكفى الشاعر .. أن يكون صادقا مع نفسه مهما كان المختلفون معه .
( 1 )
– خليج الخنازير –
أرى الأرضَ تُـنْـقَـلُ أيضا مع النفطِ فى الباخرة .
خنازير هذا الخليج يبيعوننا ،
والذين هنا يمسحون قذاراتهم بالقروض .
لقد تمت الدائرة .
***
( 2 )
ــ تمتصك إسرائيل ــ
أيهما إسرائيل ؟.
الخبز عليه علامة إسرائيل ،
حبات الرز عليها إسرائيل ،
المسجد والخمارة والصندوق القومى لتحرير القدس
بداخله إسرائيل !! .
وأنت إذا لم تفهم .. لم تتعلم ياعبد الله
تمتصك إسرائيل .
***
( 3 )
– الأمن .. والنفط –
سيدَتى ..
كيف يكون الإنسان شريفاً ،
وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان ؟؟.
والقادم أخطر :
نوضع فى العصارة كى يخرج منا النفط !! .
***
( 4 )
– الهروب الجهادى –
فالبعض يبيع اليابس والأخضر ،
ويدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته .
***
( 5 )
– الوطن الأكبر .. والأضيق –
أصغر شئ يسكرنى فى الخلق .. فكيف الإنسان ؟.
سبحانك .. كلَ الأشياءِ رضيتُ سوى الذل .
وأن يوضع قلبى فى قفص فى بيتِ السلطان .
وقنعت أن يكون نصيبى من الدنيا كنصيب الطير .
ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان ،
تعود إليها وأنا مازالت أطير .
فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر
سجون متلاصقة .. سجان يمسك سجان .
***
( 6 )
– جذور الداعشية –
هذا إضطرابٌ وليس صراعاً
وهذا دخولٌ على الطائفية والجاهلية والبربرية .
ياجيفاً.. يانتانات !!
إن البهائم ما نهبت بعضها .
ولماذا تركتم على الجسد الغض
خرقة ثوب مبللة بالحشاء ؟ .
إنهبوها .. إنهبوها لتكتمل أخلاقنا .
إنزعوا قرطها الطفل ،
فالسندات القديمة تفتح فينا رصيداً جيداً .
***
( 7 )
– المواطن العربى الأخير –
من باع فلسطين وأثرى بالله
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
ومائدة الدول الكبرى ؟؟.
فإذا أجنَ الليلُ
تُطقُ الأكوابُ بأن القدسُ عروسُ عروبتنا !! .
أهلا أهلا .
من باع فلسطين سوى الثوارُ الكَتَبَة ؟؟.
أقسمت بأعناقِ أباريقِ الخمرِ وما فى الكأسِ من السُمِ ،
وهذا الثوريُ المتخمُ بالصدفِ البحري ببيروت ،
تَكَرَّشَ حتى عاد بلا رقبة ،
أقسمتُ بتاريخِ الجوعِ ويومِ السُغْـبَة ،
لن يبقى عربىٌ واحد إن بقيت حالتنا هذى الحالة ،
بين حكومات الكَسَبَة .
القدسُ عروسُ عروبتكم ؟؟،
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ،
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
لصراخ بكارتها ،
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا ؟؟.
أولاد (ال ق ح ..) ..
هل تسكت مغتصبة ؟؟ .
أولاد (ال ق ح ..)..
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم .
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم .
تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
لا تهتز لكم قصبة .
– – –
موقع مافا السياسي