مصر .. بديلا عن الإنتخابات المربكة
مصر .. بديلا عن الإنتخابات المربكة
إستفتاء على تبادل الأراضى مع السودان والسعودية
– للسودان حلايب وشلاتين ، و لمصر أراضى على الحدود الأثيوبية . ومستقبلا { تبادل أراضى و منافع إستيطان }.
– للسودان : فى الإسكندرية والساحل الشمالى ، لمصر : حقوق مماثلة فى بور سودان وجزيرة سواكن .
– للسعودية : تيران وصنافير وأراضى من خليج العقبة ومن سيناء . ولمصر : أراضى حول مكة والمدينة وموانئ قرب ينبع وجدة .
بقلم: مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
لم تكن هناك أى جدوى من عملية إنتخابات الرئاسة المصرية ، غير تعميق حالة اليأس لدى الشعب نظرا إستحالة إحداث التغيير ، لفقدان وسائل صنعه ( ونتحدث عن مجرد تبديل الرئيس ، وليس عن إسقاط النظام ) . فالثقة مفقودة فى جميع المعارضات الهزلية فى الداخل ، ناهيك عن خيالات الظل فى الخارج .
معادلة التغيير لم يقصِّر زعيم النظام فى إيضاحها ، وهى : أنا ومعى الطوفان ، ومن بعدى الطوفان . طوفان دم وخراب حيث لم يعد هناك أى ماء يصلح لإحداث طوفان أو حتى لشرب الناس . فقد جف النيل أو كاد ، والأوساخ والملوثات التى تطفو فى مجرى النهر الخالد أضحت أكثر من الماء . والديموقراطية العسكرية تتيح للشعب طيفا واسعا من الخيارات ، فمن لا يريد الموت عطشا أمامه الموت بألف وباء ومرض .
فليتفق الشعب مع نظامه العسكرى الأبدى ، المستميت فوق كرسى الحكم ، المتنازل مثل الريح عن سيادة الوطن وسلامته وأرواح مواطنيه . فليتفق الشعب مع هذا النظام على حل مشاكله بدون أن يغضب أحد ، بالذات حتى لا يغضب الأشاوس ” المقاتلين !!” على خطوط الجنبرى والمكرونة . فلنتفق على “إعادة إنتشار” الشعب المصرى بهدوء قبل حلول الكارثة التى إن داهمت الشعب فلن تترك له أى خيار سوى إلقاء نفسه فى البحر ، أو الضرب فى عمق الصحارى متبرعا بلحمه للذئاب و وجوارح الطير .
كان مفترضا بدلا من مهزلة الإنتخابات الرئاسية المربكة ـ حيث الرئيس ينافس ظله ـ أن يجرى إستفتاء ، ليس على شخصية الزعيم ، لأن وجوده مسألة قدرية لا يحلها إلا الموت ، موت الشعب طبعا ، وكان من الأولى إجراء إستفتاء على حلول عملية لمستقبل هذا الشعب ، وليس حول حقوقه ، فتلك الحقوق تعدتها الظروف ولم تعد محل بحث طالما تواجدت المكرونة فى تلافيف مناجم سيناء ، وتواجد الجنبرى فى مياه البحر المتوسط حول آبار الغاز الإسرائيلية.
الإستفتاء المقترح إجراؤه بالتراضى مع دبابات الجيش ، يشمل على سبيل المثال لا الحصر :
1 ـ إقرار مبدأ تبادل الأراضى مع السودان الشقيق . فيأخذ السودان حلايب وشلاتين فى مقابل منح (الشعب المصرى) أراضى للهجرة إلى جوار الحدود الأثيوبية ، للزراعة ولإستنشاق عبير مياهنا المغتصبة خلف سد النكبة .
2ـ الإستفتاء على مبدأ الإتحاد الكونفدرالى مع السودان الشقيق . فطالما كنا دولة واحدة على مر التاريخ منذ الحضارة الفرعونية . فما المانع أن يكون للكونفدرالية رئيسا للدولة من السودان ، ورئيسا للوزراء من مصر . على أن تجرى إجراءات متتابعة للإندماج المتدرج على المدى المتوسط .
3 ـ ثم نناقش مٍسألة { تبادل أراضى ومنافع إستيطان } مع السودان الشقيق . بحيث يأخذ السودان أراضى فى الساحل الشمالى ، ومن ميناء الإسكندرية ، فى مقابل نفس الحقوق لمصر فى ميناء بور سودان وجزيرة سواكن .
{{ جزيرة سواكن قد تحولها تركيا إلى قاعدة عسكرية لتدافع منها عن سد النكبة وعن ميناء بورسودان الذى تعمل قطر على تطويرة بشكل كبير لتجعله منفذا رئيسيا لتسويق ماء مصر المحتجز خلف سد النكبة الأثيوبى . ثم بيع الماء بالناقلات فى السوق الدولية كواحد من أهم السلع الإستراتيجية فى العالم . ومن بورسودان قد يمتد تحت مياه البحر الأحمر ، أنبوب من ماء مصر المنهوب ليصل إلى الأشقاء فى السعودية ومنها إلى دول الخليج . ومن السعودية يذهب فرع ليروى مشرع نيوم الإسرائيلى/ السعودى ، ومنه إلى أراضى الأردن الجرداء ، فصحراء النقب فى إسرائيل للتتحول إلى جنان خضراء . ولا عزاء للمصريين العطشى والمشردين فى الصحارى ، تطاردهم فيها قوات بلادهم ، لمكافحة الإرهاب . ولا عزاء للغارقين منهم فى مياه المتوسط ، تطاردهم حاملات المستيرال المصرية “!!” وطائراتها المروحية ، التى تحمى قوانين الهجرة إلى جنان أوروبا الموعودة }}.
تركيا تحمى ميناء بورسودان ، كاحد اهم موانئ تجارة المياه المسروقة فى العالم ، وتتشارك مع إسرائيل فى الدفاع عن سد النهضة ، بإمداد الجيش الأثيوبي بأحدث الأسلحة وبالمستشارين العسكريين . قطر من أهم الممولين لسد النضة ، بحولى 4 مليارات دولار ، والسعودية بأكثر من 4 مليارات أخرى ، مضافا إليها مشاريع لخدمة السد ، فهى أكبر منتج للأسمنت المستخدم وشاحنات النقل والآليات عبر أعوانها من رجال الأعمال السعوديين . وهناك الممولين من باقى الفريق الخليجى خاصة الإمارات } .
4 ـ إقرار مبدأ تبادل الأراضى بين شعب مصر وبين جيش مصر العظيم . على أن يخلى الجيش أراضى سيناء ويتركها كأرض منفى للمعتقلين حاليا فى سجون مصر ، يقيمون فيها بدون أى تكاليف مالية على الحكومة. يعيش منهم من يعيش ويموت منهم من يموت بدون أى تبعات على الجيش . وفى ذلك توفير للنفقات وإخلاء للمسئولية . سيناء كأرض للمطاريد والمغضوب عليهم ستكون منطقة عازلة بين النظام فى مصر وبين مصائب سيناء التى ستكون منفى للفلسطينيين يتيهون فيها لأربعين قرنا قادمة ، ومعهم مطاريد مصر. إخلاء سجون مصر من المعتقلين سيتيح للنظام أن يملأها من جديد بالمعتقلين بدون أن يكلفه ذلك أى مصاريف جديدة .
5 ـ إقرار مبدأ تبادل الأراضى مع السعودية الشقيقة . فى مقابل الأراضى التى منحها الجيش للأشقاء السعوديين فى تيران وصنافير ، مضافا إليها الألف كيلومتر مربع على شاطئ خليج العقبة وسيناء ، إضافة إلى ممتلكات سعودية فى مصر يصعب حصرها ، حصل عليها الأشقاء إما كهدايا أو إكراميات عسكرية أو فى مقابل مبالغ رمزية .
مقابل تلك الأراضى تمنحنا المملكة الشقيقة مساحات مساوية فى أراضيها ،على البحار والصحارى وفى المدن . فطالما كنا جميعا بلدا واحدا وحكما واحدا فى الأيام الغابرة ، أيام كان الإسلام عندنا وعندهم واحد .
نطالب .. بعد إذن ملكهم وسلطاننا .. أن نحصل على أماكن نمتلكها للإقامة الدائمة فى مكة والمدينة المنورة ، وعلى شواطئ البحر الأحمر فى جدة وينبع . وذلك بدون عون أو تدخل من حكومة جلالته الرشيدة ، توفيرا للنفقات ، على أن يتولى المصريون أمر تدبير معاشهم وإدارة شئونهم الداخلية . وحماية أماكن تواجدهم ضد أى تهديد خارجى . هذا الوضع أقرب إلى التعادل ، مع أن الحقوق والإمتيازات التى حصل عليها السعوديون فى مصر هى أضعاف مضاعفة من ذلك . قال أحد العارفين أن (محمد دحلان) المدعوم من الإمارات وإسرائيل ، يمتلك من النفوذ الفعلى أكثر مما يتمتع به كبير جنرالات مصر . هذا دحلان ، فما بالك بالملوك وأولياء العهد فى السعودية والإمارات وغيرها .. وصولا إلى عملاق الخليج فى البحرين .
6 ـ بالحديث عن ممالك الخليج ، نبحث فى الإستفتاء المقترح إقرار مبدأ تبادل الأراضى مع الجميع على أساس المساحات المتكافئة ، ليس من حيث المساحة فقط ، بل أيضا من حيث قابليتها للنشاط الإقتصادى . فمن أخذ أراضى فى مصر على النيل وشواطئ البحر الأبيض ومدنه السياحية ومنتجعاته الساحرة ، لا يليق به كشقيق أن يعطينا بدلا عنها أراضى فى صحراء الربع الخالى .
ويكون البحث مع الأشقاء حول حق التمليك الدائم للأرض أو حق الإنتفاع لفترات تبدأ من خمسين عاما .
7 ـ إستفتاء المصريين على ردم قناة السويس ، التى فقدت معظم فوائدها الإقتصادية نتيجة التغيرات الحادثة فى التجارة الدولية ومساراتها البرية والبحرية . وذوبان الجليد الذى أتاح ممرا مائيا شمال الكرة الأرضية لأول مرة فى التاريخ . ثم مشروع إسرائيل الذى سيحول مسار التجارة الدولية فى البحر الأحمر إلى خليج العقبة ثم ميناء إيلات ( أو “أم الرشراش” أيام كان تابعا لمصر واحتلته إسرائيل رغم إتفاق الهدنة ) ثم بريا إلى البحر الأبيض . وهو مشروع عملاق ، وأحد جزئيات صفقة القرن ، ينخرط فيه الجميع تحت قيادة إسرائيل وعلى رأسهم السعودية وأشقائنا فى الخليج ، ومعهم بالطبع جنرالات مصر العظام ، أبطال تجارات “الألف صنف” للجملة والتجزئة .
قناة السويس كانت وبالا على مصر منذ حَفْرِها وحتى الآن . منافعها كلها إلى الخارج ومصائبها كلها فوق رأس شعب مصر . لقد تحولت قناة السويس واقعيا ومنذ زمن ، إلى حدود دولية لمصر من جهة الشرق . ولا سبيل للدفاع عسكريا عن مصر أو التصدى الفعال للتهديدات القادمة من الشرق بغير ردم تلك القناة والتخلص من لعنتها التى لحقت بمصر . فلم يتبق منها أى شبهة فائدة ، عدا الأضرار المؤكدة على مصر ودولتها المرشحة للزوال على أيدى أبطال الجمبرى والمكرونة. ( يقال أن الداهية ديليسبس أغرى الخديوى سعيد بأكلات المكرونة التى كان يعشقها الخديوى السمين الأبله ، حتى وافق على مشروع حفر قناة السويس). ردم قناة السويس أمر هام إذا كان مستقبل مصر ما زال يعنى أهلها الذين هم على وشك أن يطردوا منها ، بقوة القهر والفقر والمرض ، واليأس من أى مستقبل لهم فى بلد ساقط ، بلا إقتصاد ومديون إلى الأبد .
8 ـ إذا كان مستقبل مصر يعنى شعبها ، أو من المسموح لهم بالحديث فيه بدون جرح المشاعر المرهفة للعسكر أو تعريض أمن جيشهم للخطر ، فإن إحتمال هدم سد النكبة هو خطر قائم . وقد سمعنا عن الزلزال الذى ضرب شرق أفريقيا مؤخرا ، وتكلم علماء الجيولوجيا عن إحتمالات زلزالية خطيرة قادمة . ومعلوم أن سد النكبة مبنى فوق صدع زلزالى نشط . وعند إمتلاء السد إلى حده الأقصى ( وأربعة سدود أخرى خلفه مساندة له حتى يطول بقاؤه قرنا من الزمن). سيزيد ذلك من الثقل الواقع فوق الصدع ويصبح وقوع الزلزال أكثر إحتمالا . فماذا لو إنهار هذا السد نتيجة الكرم الإلهى على شعب مصر ، أو نتيجة جنون بعض شعب مصر ، فنطح الأرض برأسه حتى إنشقت فتصدع سد النكبة ؟؟ . الأمر سيان والنتيجة واحدة وهى أننا لابد أن نحطات لنتجنب تأثيرات إنهيار سد عملاق ، يقال أنه يهدد بإغراق مصر كلها . فلنأخذ حذرنا سواء كان فى ذلك تهويلا ومبالغة ، أو كان حقيقة مخففة ، لأنهم يقولون أن أجزاء كبيرة من السودان سوف تغرق فى تلك الحالة أيضا .
مازل لدينا محترمون خارج “المؤسسة!!” الحاكمة . علماء الجيولوجيا والرى ومهندسى السدود والإنشاءات قادرون على تقديم الحلول اللازمة لتلافى الكارثة أو التخفيف من تأثيراتها ، إنهم قادرون ولكن بعيدا عن تسلط عقلية “اللواء” عبد العاطى ، عبقرى علاج “الكفتة”. هناك جادون وعلماء أكفاء ولكن بعيدا عن “مؤسسة ” الخراب المستعجل . فمازال لدينا الوقت لحفر قناة لتوجيه السيل القادم نحو الصحراء الغربية ونحو البحر الأحمر أيضا . ورب ضارة نافعة فقد يتكون لدينا وادى جديد للنيل بديلا عن وادينا الهَرِمْ ، الذى أفناه الظلم وإدمان المهانة والخضوع لكل حقير يمتك بندقية أو حتى عصا .
سيذهب إلى الجحيم نظاما ربى شعبه على مقولة (عيش ندل تموت مستور) ، وسيذهب معه كل من أمن بها أو روجها .
أيها المصريون .. الطوفان قادم قادم ، فابنوا سفينة النجاة . فرعون مصر سيغرق مع جنوده ، ولن ينجوا أى فرعون آخر .
بقلم:
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي (ادب المطاريد)