المقدسات الإسلامية : تحرير .. لا تدويل
المقدسات الإسلامية : تحرير .. لا تدويل
– المقدسات قضية إسلامية من الدرجة الأولى ، وهى فى حاجة إلى تحرير وليس إلى تدويل.
– لو كان للمسلمين دولة جامعة لأعلنت الجهاد والنفير العام ، لمواجهة هذه الظروف المصيرية .
– أوشكت مشيخات النفط أن تصبح قطعة من أوروبا . و رسميا تعدت مرحلة الإنفتاح إلى مرحلة التفسخ الأخلاقى الذى يمهد لإستقبال اليهود .
– ما حدث فى فلسطين يحدث الآن فى اليمن وسيناء ، وسيحدث فى جزيرة العرب .
– فى مصر وجزيرة العرب شعوب ” تنهزم بلا حرب” أمام إسرائيل . والدولة المصرية إلى زوال وكذلك مشيخات النفط .
– داعش هى أحد تجليات الوهابية الحديثة ، أى مرحلة ما بعد الوهابية السعودية التقليدية ، التى لم يعد لديها ما تفعله داخل السعودية أو خارجها .
– “الأمير الأحمق” يجهز قاعدة إجتماعية متفسخة تكون فى إستقبال الغزو اليهودى القادم ، تطبيقا لشعار (أخرجوا المسلمين من جزيرة العرب ). والأندلس نموذج مثالي قابل دوما للتكرار .
– دعوة “الأحمق” فى السعودية كانت أسرع فى خطواتها ـ بفعل توافر المال ، مع الإطمئنان إلى دعم القوة الدولية الأولى (أمريكا) ودعم القوة الإقليمية الوحيدة (إسرائيل) .
– السعوديين والفرنسيين أثبتوا “علميا” أن اليمن وجزيرة العرب يهوديتان !! . وإسرائيل تسعى الى حلف يهودى مسيحى لإستعادة حقوقهم فى تلك الأراضى التى يرونها أرض الميعاد الحقيقية .
– تحرير المقدسات يبدأ بالتخلى عن التمويل الخليجى وعن الأيدلوجية الوهابية .
– يجب أن يجتمع “أهل السنة” حول راية واحدة ، والبدء فى حوار يوصلنا إلى وحدة إسلامية حقيقية ، وإنهاء التمزق والإقتتال بين مذاهب الأمة وشعوبها .
– ليس ممكنا الآن تحريك جيوش إسلامية لتحرير المقدسات ، ولكن من الممكن دعم حركة جهاد شعبية تمتد من اليمن إلى فلسطين ، مرورا بجزيرة العرب .
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مافا السياسي (ادب المطاريد): www.mafa.world
الأطماع اليهودية فى مكة والمدينة تزحف بشكل ثابت من أجل الإستيلاء عليهما ، بل أيضا للسيطرة على كل جزيرة العرب من اليمن وحتى فلسطين .
وهذا أكثر بكثير من حدود صفقة القرن التى فى أقصى مدى تنبأ به المستبصرون هى (مجرد) تصفية نهائية لقضية فلسطين ـ فلا قدس ولا عودة لاجئين ، ولا تعويضات .. ولا فلسطين .
على (هامش) صفقة القرن سوف تنتقل إلى إسرائيل الولاية على الدول العربية من المحيط إلى الخليج . وسيكون هناك إستثناء يمتد من لبنان وسوريا ليصل إلى العراق ثم يقفز عابرا إلى اليمن . وهى مناطق صراع لم يحسم حتى الآن ، نتيجة مقاومة محلية وتزاحم دولى مكشوف على النفط والغاز ، مع المياه والأراضى الخصبة والمواقع الإستراتيجية .
– يتأكد يوما بعد يوم زحف إسرائيل على جزيرة العرب ، والمقدسات الإسلامية فيها . وما يحدث فى مهد الإسلام أكبر بكثير من مجرد (تطبيع) للعلاقات بين مشيخات النفط وبين إسرائيل . فبينما الدعوات إلى ذلك التطبيع أصبحت موضع فخر من “أشباه ملوك!!” ومسئولين صغار مستكبرين ، فإن الخطوات العملية للتطبيع الإقتصادى والعسكرى تلتزم بالسرية أو بالعلنية المنقوصة . أما التطبيع الثقافى فإنه يسير فى العلن بكل فخر وتباهى . حتى أوشك الخليج “العربى!!” أن يصبح قطعة من أوروبا . وتعدى مرحلة الإنفتاح إلى مرحلة التفسخ الأخلاقى بكل ما فى الكلمة من معنى .
وتلك خطوة أساسية فى عملية إستقبال التواجد اليهودى المكشوف والمعلن ، سواء فى جزيرة العرب إجمالا أو فى مناطق المقدسات تحديدا . ومعلوم أن التواجد اليهودى (البرئ) سريعا ما يتحول إلى سيطرة وإمتلاك ، ثم نفى لأصحاب الأرض الأصليين ، أو قتلهم والتخلص منهم نهائيا ـ وهو الخيار اليهودى المفضل ـ وما حدث فى فلسطين فيه الكفاية للإتعاظ وأخذ العبر، رغم أنه يتكرر الآن حرفيا فى اليمن وشبه جزيرة سيناء.
– وعن الإنفتاح ودروسه وما يجلبه من “خيرات وتقدم” ، يكفى (الدرس المصرى) . فما حدث فى ذلك البلد المنكوب فى أعقاب (إتفاق السلام) فى كامب ديفيد وحتى الآن ، هو خير مثال لشعب عرمرم يُهْزَمْ ويموت بلا حرب !! ، فى تطبيق عكسى لقاعدة نيكسون الشهيرة (نصر بلا حرب) لتصبح القاعدة فى حالة مصر (هزيمة بلا حرب). وعلى نفس الخطى يسير شعب جزيرة العرب الذى يَفْتَح المطبعون فيه أذرعهم ـ فرحا ونشوة ـ لإستقبال هزيمة ماحقة ومخزية فى الدارين .. ولكن أيضا بلا حرب .
فى مصر لم يقف الحال عند مجرد هزيمة بلا حرب ، لأن زوال الدولة المصرية هو مسألة وقت بعد فقدانها كل مؤهلات الإستمرار فى الحياة . وزوال ما هو القائم يتلوه تشكيل ما هو القادم ، وهى دويلات عديدة هزلية فوق ساحة خربة كانت تدعى قديما أرض الكنانة . فالدولة المصرية إلى زوال ، وكذلك مشيخات النفط .
(الدرس المصرى) فيه إشارات لما هو قادم فى جزيرة العرب . وإن كانت أمجاد مصر تتلخص فى الأهرامات وأبوالهول ، التى يدعى اليهود أنهم من شيدوا تلك الأوتاد ، فجزيرة العرب التى بها (مكة والمدينة) شئ آخر . والآن يقول اليهود أنهم أصحاب (حق تاريخى) فيها ، وأنهم قادمون لأخذ “حقهم” فى أرض تمتد حدودها من اليمن إلى الشام . ويدعون إلى وحدة يهودية مسيحية لطرد المسلمين وإسترداد جزيرة العرب التى هى (أرض الميعاد الحقيقية) وليست فلسطين!!!.
حرب اليمن التى يقودها بن سلمان حاليا ، كما الحرب التى يقودها السيسى فى سيناء وباقى مصر ، ليست إلا خطوات تنفيذية للحصول على (حقوق اليهود) فى مصر وجزيرة العرب .
منذ بداية عهد السلام بين اليهود والسادات ، سيطروا على كل الحياة المصرية إقتصاديا وسياسيا وثقافيا . وبعد إستيلائهم على ماء النيل ، هم على وشك إزالة الدولة المصرية وتفتيت بقاياها إلى كيانات دينية وعرقية ، وجعل سيناء (جيتو) فلسطينى تحت الحراسة اليهودية أمنيا وعسكريا.
أما جزيرة العرب فيقول المؤرخ الإسرائيلى (آفي ليبكن) فى كتابه “العودة إلى مكة” أن اليهود والمسيحيين يجب أن يتحدوا من أجل إستعادة مكة التى تعتبر أرضا مقدسة للديانتين معا. وهناك أبحاث أثرية قامت بها فرنسا والسعودية ـ التى تمول مثل تلك النشاطات “العلمية” المشبوهة ـ والتى تحددت نتائجها قبل أن تبدأ ، وهى إثبات الجذور اليهودية للمنطقة فى الحضارات القديمة قبل الإسلام ، وذلك كمدخل لإثبات أحقية اليهود فى تلك البلاد ، وهو ما يقول اليهود والسعوديون أنه قد ثبت بالفعل ، بعد أن أكدت لهم ” الأبحاث العلمية” الملفقة ، صحة أسطورة أن اليهود حكموا البلاد التى تقام عليها حاليا اليمن والسعودية .
وها هو”بن سلمان” يبيد شعب اليمن لصالح الشعب اليهودى ، ويقتلع الإسلام من بلاد الحرمين فى خطوة ستقود فى نهايتها إلى ما وصلت اليه فلسطين سابقا ـ أى إبادة ماهو ممكن من سكان جزيرة العرب وطرد من تبقى منهم إلى صحراء الربع الخالى .
بناء قاعدة إجتماعية تستقبل الإحتلال اليهودى :
هذا هو التلخيص الإجمالى لسياسات (أحمق آل سلمان) فى السعودية . إنه يزيح الركيزة الوهابية القديمة التى إستنفذت المطلوب منها ، فسلمت إلى داعش ونظائرها راية الوهابية المشبعة بالدماء ، لتطير بها وتنشر مواهبها حول العالم وعبر القارات بإمكانات المستفيدين الدوليين . إن داعش هى أحد تجليات الوهابية الحديثة ، أو جهاد مرحلة ما بعد الوهابية السعودية التقليدية .
والمطلوب الآن بناء قاعدة إجتماعية جديدة تناسب سياسة جديدة للمملكة ، وتواجد يهودى علنى ونشط فى كافة المجالات . تلك القاعدة الإجتماعية تتكون بهدؤ منذ نهاية حرب أفغانستان ، ودور السعودية فى الحرب ضد السوفييت ، التى بعدها حولت السعودية الجهاد الوهابى من دعوة عامة فى المجتمع إلى توكيل تقوم به “شركات جهادية” تكتفى بالتمويل متعدد المصادر، وبالفتوى المصنوعة داخل التنظيم فى (اللجنة الشرعية) . فدخل الجهاد الوهابى إلى مرحلة جديدة مناسبة للنظام الدولى القائم ، ويخدم مصالحه ، ويتشابه معه فى العولمة وفى عبور الحدود ، وأولوية الحصول على الأرباح ، وتحويل المبادئ إلى مجرد شعارات للتمويه ، فى عمل تجارى حربى ، بالوكالة عن ممولين ومساندين دوليين . فلم يعد للركيزة الفقهية الوهابية ، المتمثلة فى علماء السعودية ، الكثير كى تفعله للحالة الجهادية الجديدة ، ولا حتى داخل موطنها السعودى.
– القاعدة الإجتماعية الجديدة تظهر الآن علنا على سطح المملكة ـ بتمويل من الدولة التى هيأت لها كافة إمكانات الفساد والإفساد ـ من شواطئ على البحر الأحمر لمعدومى الثياب ، إلى حفلات فى مدن المملكة لأشباه الرجال وأنصاف العرايا من النساء . ولمدينة جدة أهميتها الخاصة ، التى قال عنها أحد كتاب إسرائيل أنها مهد “الثورة الإجتماعية والثقافية” القادمة إلى السعودية .
المئات من دور السينما الفخمة تقام على عجل بالتعاون مع خبراء دوليين . و”الهيئة العامة للترفيه” برجالها المترهلون ، تقود الآن المجتمع إلى “الإنفتاح” على أنقاض (هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) برجالها الحجريون الذين تحولوا إلى مجرد ملفات تحيط بها خيوط العناكب فى أرشيف وزارة الأوقاف . فالمجتمع ينتقل برعونة الأمير الأحمق ، من أقصى التحجر الدينى إلى أقصى التحلل الأخلاقى . فالأمير يريد أن يختصر ثلاثين عاما من مجهودات التحول البطئ ، بتغيير لحظى ـ الآن وإلى الأبد ـ كما قال فى تصريح مشهور .
وذلك مطابق لما قاله السيسى من أن بناء الأمة يستغرق 20 عاما ولكنه سيفعلها فى ثمان سنوات فقط ـ أى أنه يطلب إنتخابه لمرة أخرى ـ ولكن السيسى بالفعل أنجز ما كان يستغرق عقودا كثيرة فى مجال التدمير الممنهج للمجتمع والدولة .
دعوة الأحمق كانت أسرع فى خطواتها ـ بفعل توافر المال مع الإطمئنان إلى دعم القوة الدولية الأولى (أمريكا) ودعم القوة الإقليمية الوحيدة (إسرائيل) .
فكثير من إنجازاته فى مجال فرض الإنحلال (الترفيه) على المجتمع السعودى ، هى خارج تصور أكثر التخيلات جموحا . والذى يهم ـ غير السعوديين ـ من تلك الإنجازات هو الإهانة التى تلحق بكلمة التوحيد الموضوعة (تزويرا) على علم المملكة الأخضر، و بالأسفل منها سيف سعودى ، لقطع رقاب المسلمين ، وليس دفاعا عن التوحيد .
بسبب الرمزية الدينية التى يحملها ذلك العلم ، يشعر المسلمون بالإهانة الجارحة عندما يرون الداعرات يجلسن فوقه ، أو تلتف به خصورهن فى حفلات الرقص الجماعى المختلط ، أو أن ترتفع كلمة التوحيد فوق تجمعات الشواذ الصاخبين .
– لا شك أن أحمق آل سلمان يتعمد إهانة الإسلام وتحقير المسلمين ـ ليس فقط بتحقير كلمة التوحيد ـ ولكن أيضا باستدعائه اليهود إلى جزيرة العرب ، وإلى المقدسات تحديدا ، وتحقيق أمانيهم (الأكاديمية) والتعاون معهم عسكريا وأمنيا واقتصاديا ، والإرتباط معهم بمشاريع استراتيجية فى مجال المواصلات التى تربط بلاد الحرمين بدولة اليهود برا وبحرا وجوا .
كل ذلك أبعد من أن يكون شأنا (سعوديا) . فلا وجود هنا لشئ إسمه (سياده سعودية)، فالمقدسات الإسلامية فى مكة والمدينة تجعل تلك البلاد شأنا إسلاميا بحتاً . فلا هو سعودى (بالمعنى الإقطاعى العائلى) ولا هو عربى (بالمعنى القبلى المتعصب) . بل هو شأن إسلامى يهم كل فرد فى نطاق أمة تعدت المليار إنسان على إمتداد الكرة الأرضية .
– وأخيرا .. تحول العرب من عبء على الإسلام إلى خطر عليه . منذ أن تعاونوا مع الإنجليز لهدم (إمبراطورية إسلامية) ، ولم يقدموا حلاً إسلاميا بديلا ، بل إتبعوا الحل البريطانى الذى أسفر عن ولادة إسرئيل كدولة يهودية ، و تفتيت العرب إلى شظايا لا يرجى تجميعها مرة أخرى . لقد إبتعد العرب عن أمة الإسلام ، فأضعفوها وضعفوا معها. وبعد أن أضاعوا فلسطين ومسجدها الأقصى نراهم الآن يبيعون لليهود مجانا جزيرة العرب بمقدساتها فى مكة والمدينة .
وبعد الخلاف حول الحديث الشريف (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) وصلنا إلى إتفاق ـ رسمى على الأقل ـ حول شعار المرحلة الذى يطبقه “بن سلمان” ، عملا و إعتقادا ، والقائل (أخرجوا المسلمين من جزيرة العرب) ــ والأندلس نموذج قابل دوما للتكرار . الأمير الأحمق وجيشه ، مع جيش شقيقه بالتبنى “بن زايد” ، يفرغون اليمن من المسلمين لصالح إسرائيل ومشروعها اليهودى العالمى ـ وليس فقط مشروعها المحدود ـ من النيل إلى الفرات ـ فقد ظهر أن حدود إسرائيل هى من البحر المتوسط إلى بحرعدن ـ ومن المحيط الأطلنطى إلى الخليج (العبرى). وتلك أيضا مجرد مقدمة لإمبراطورية تحكم العالم حكما يهوديا مركزيا من عاصمة العالم .. القدس .
– القضية إذن إسلامية من الدرجة الأولى . والمقدسات الثلاث ـ جميعا ـ تحتاج إلى تحرير وليس إلى (تدويل) ، كما تريد بعض مشيخات النفط أن تأخذنا إليه ، لطمس حقيقه المآساة التى شاركوا فيها جميعا . إن طريق (التدويل) يعادل عمليا مشروع التهويد ، كما حدث لنا فى فلسطين حين شرعنت الأمم المتحدة ميلاد إسرائيل فى ظل تواطؤ دولى وعربى كاملين، حين خاض اليهود فى فلسطين (حرب تحرير) مزعومة ، وخاضت جيوش العرب حرب (تسليم وإستلام) فى إحتفال بالنيران بغرض إحكام الإخراج المسرحى .
تدويل مكة والمدينة هو عملية (تهويد) بطيئة ، ولكن بن سلمان تعهد بتهويد سريع للمملكة بما فيها من أراضى ومقدسات ، ونفط .. وسكان .
– لا سبيل إلى جمع الأمة بشكل كاف لتحقيق الحد الأدنى من أى مطلب . ولا فى الإمكان تحريك (جيوش تحرير) إسلامية تطرد اليهود وحلفائهم من الصهاينة العرب وجيوش غربية وأمريكية . ولكن يظل من الممكن تقديم الدعم لحركة تحرير شامله : من اليمن إلى الشام لتطهير الجزيرة والمقدسات الإسلامية جميعاً من مكة إلى المدينة إلى الأقصى وفلسطين .
لن يكون ذلك سهلاً ولكنه ليس مستحيلا . فالمسلمون منقسمون ، والوهابية نخرت عظام الإسلام والحركة الإسلامية . أما الصحوة الإسلامية فظهر أنها كانت (نهضة وهابية صوب الفتنة)، أدت إلى تسارع عملية التآكل الذاتى للعرب والمسلمين .
الآن وقد ظهرت الوهابية بشكلها الحقيقى فى مهدها السعودى ، فلا حجة لمن يدعى صلاحيتها فى شأن عام من شئون المسلمين . والسلفية لا تقل قصورا وإن كانت أقل ميلا الى سفك الدماء ، مع ميل تلقائى للتحول صوب الوهابية . ولدى الأمة ما يكفى من التجارب المريرة التى خاضتها فى تلك المتاهة لما يقارب قرن من الزمان .
– المسلمون فى حاجة إلى نهضة دينية حقيقية قائمة على المذاهب الأصلية المعتمدة لديهم . وفى حاجه إلى تحرك إسلامى شامل ، يرى فى الدين دليلا لحركة دنيوية عميقة وشاملة لتغيير ركام الفساد المتعاظم .
ذلك ضمن رؤية من مستلزماتها ما يلى :
أولاً : التحرر من التمويل الخليجى ومن الأيدلوجية السعودية الوهابية .
فالشعوب هى التى ستمول حركة التحرر الإسلامى (ثورة شعبية جهادية ، يقظة علمية ، تجديد فقهى) ولن يمول ذلك دول الخليج أو الغرب . ولهذا شرعت الزكاة فى الإسلام ، وكان الإنفاق فى سبيل الله أكثر ذكرا فى القرآن الكريم من القتال فى سبيل الله .
ثانياً : يجب أن يتجمع أهل السنة حول راية سنية واحدة لينتهى ذلك التمزق الذى أذهب ريحهم وحولهم إلى (خطر وهابى) يهدد الأمة الإسلامية ويخدم أعدائها .
ثالثاً : فتح حوار حول مشكلة الطائفية والإقتتال المذهبى الذى أشعلته الوهابية والصهيونية بين المسلمين . والحوار المذهبى المستنير بين المسلمين ليس جديدا ويمكن البناء عليه . ولكن الجديد هو الحوار (السياسى / الإقتصادى) لتفكيك الأزمات التى زرعتها سنوات الفتنة والقتال الداخلى فى الأمة .
رابعاً : الإتفاق على هيئة قيادية عليا ، ومجلس شورى عام .
خامساً : تكوين آلية عمل إسلامية تناسب تلك المهمة العظيمة ومراحلها المتدرجة .
تشمل تلك الآلية مجالات العمل المطلوب فى (التنوير الدينى ـ والفتوى ـ التثقيف العام ـ التوجيه السياسى ـ التمويل ـ الأمر بالجهاد ودعم المجاهدين ـ الإعلام ـ الأبحاث ـ التطوير العلمى والتكنولوجى ـ العلاقات العامة والدولية ) .
لقد إعتبر وزير خارجية بن سلمان (أن المطالبة بتدويل المقدسات الإسلامية بمثابة إعلان حرب على بلاده ، ومن حقها الرد على أى طرف يعمل فى هذا المجال). أى أنه يعتبر أن المقدسات عبارة عن ممتلكات سعودية تخص بلاده وتخضع (لسيادتها) فقط ، وأنها سوف تقاتل للإحتفاظ بذلك “الحق”. إنه يتكلم بلسان إسرائيلى وليس سعودى فقط .
إن تدويل المقدسات مرفوض إسلاميا لأن معناه الحقيقى هو التهويد . ولكن المطلب الإسلامى الحقيقى هو تحرير كامل المقدسات والأراضى الإسلامية من الصهاينة بكافة أطيافهم : السعودى واليهودى والأمريكى . وتلك حرب حقيقية ، يجب أن تستنفر لها طاقات الأمة الإسلامية جميعا .
فلو كان للمسلمين دولة جامعة لأعلنت الجهاد والنفير العام لمواجهة هذه المخاطر المصيرية.
“الأحمق”.. هادم المقدسات الإسلامية :
تقول بعض الأنباء أن” بن سلمان” يسعى إلى أن تمنحه إسرائيل حق الرعاية الشكلية على المسجد الأقصى . ولعله بذلك يبحث عن مبرر “شرعى” لإفتتاح سفارة لمملكته فى القدس . فى المقابل فإنه قد منح إسرائيل بالفعل ولاية كاملة على المملكة بأرضها وبحرها وجوها ونفطها.
وبفضل جيوش السعودية والإمارات يصبح اليمن شبه خال ، بشعب منهك ما بين قتيل وجائع وعليل ، فى عملية إعداد لتتولى إسرائيل أمره عبر حكومة منتقاة بعناية. وتصبح لليهود مملكة عربية مترامية ما بين البحار الأربعة : من المحيط الأطلنطى إلى الخليج (العربى؟؟) ، ومن البحر الأبيض إلى المحيط الهندى .
إن أحمق (آل سلمان) ، خائن الدين والملة ، سيصبح ليس (خادم الحرمين الشريفين) فقط كما كان يدعى أسلافه زورا وبهتانا ، بل سيصبح (خادم المقدسات الإسلامية )!! .
فيا لضيعة الإسلام .. وهوان المسلمين !! .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مافا السياسي (ادب المطاريد)