عوارض حول كتاب : روح الثورات والثورة الفرنسية “غوستاف لوبون”
يعتبر كتاب “روح الثورات” من المراجع المهمة التي غطت أحداث الثورة الفرنسية، منذ عام (1789حتى 1871) لفهم ما يعتري مساراتها من تقلبات اجتماعية وسياسية، كما يعكس رؤية عميقة لأسبابها وسبل التعامل مع معطياتها.
ونظرا لما تمر به المنطقة من حوادث ترتبط بأجواء الثورات، ارتأت “جمعية مغاربة سوريا” أن تقدم أهم ما جاء في الكتاب:
– أوضح:” غوستاف لوبون” وجه الشبه بين السنن النفسية للحوادث الكبيرة التي حولت مصير الأمم، كثورة الاصلاح الديني التي قام بها”مارتن لوثر” حيث تمخض المذهب البروتستانتي والثورة الفرنسية… والتأثير الكبير للعاطفة والدين في سير ابطالها.
– اعتبرت الأكثرية في فرنسا الثورة الفرنسية حادثا ميمونا ولولاها لكانوا أجراء عند الاقطاعيين..
– اختلاف مواقف الناس وأحكامهم حول الثورة من مؤيد لها وممن يرى غموضها.
– أثبت التاريخ ما للمعتقد القوي من القوة التي لا تقاوم…ضرب مثال” الفتح الاسلامي”…
– يرى أن الأفكار والمعتقدات هي الحاكمة لسير الإنسان، وذكر أن عناصر العقل والمشاعر والتدين هي المٌشَكِّلة للأفكار..
– تحريك الجماعات يتم بإفعام قلوبها بالآمال، والاستعانة بعنصر العاطفة والتدين للاستمرار ف السير..
– لا تصبح الثورة ذات نتائج إلا بعد هبوطها الى روح الجماعة، فالجماعة تُتِم الثورة، كما أنها بحاجة إلى المحركين.
– الثورات العلمية هي سر تقدم الحضارة وترتكز على العقل،بينما المشاعر والعواطف هي دعائم الثورات السياسية والدينية وليس للعقل إلا شيء ضئيل فيها.
– كون المعتقد عند معتنقيه يمثل حقيقة مطلقة يجعلهم غير متسامحين، وهذا يوضح سر قسوتهم وظلمهم أيام الثورات السياسية والدينية …
– يرى “لوبون” أن الثورات لا يكون للعقل تأثير في نضجها، وأن شأنها شأن المعتقدات السياسية والدينية تستند على المشاعر وخلق التدين..
– تستمد الثورات قوتها من الشعب عند هيجانه، وقد لا تتم إلا إذا دعمها فريق كبير من الجيش، فلم تأفل الملكية الفرنسية يوم قطع رأس لويس السادس عشر، بل يوم امتنع جنده عن الدفاع عنه.
– لا تكون الثورات ذات نتائج مهمة إلا إذا صدرت عن استياء عام وآمال كبيرة…
– (خلق التوازن): إن استمرار الحكم لا يكون بتفضيل طبقة على أخرى، بل باستمالة الطبقات كلها إليك، ولابد لذلك من موازنة مانعة من تغلب إحداها عليه، فمساعدة تفوق طبقة على أخرى لن تلبث أن تكون السيادة لها… وهذه سنة سياسية.
– من الشواهد في ثورتي الاصلاح الديني والثورة الفرنسية أن تسامح المعتقدات المتباينة ضئيل، (فالمذابح بين الكاثوليك والبروتستانت نموذجا وبين الخوارج والمذاهب الأخرى)، حيث ذكر” لوبون” أن أصحاب المعتقدات القريبة أبعد عن التسامح عكس أصحاب المعتقدات البعيدة…
– مركزية مبدأ المنفعة ف السلوك الانساني ،فعند شيوع معتقد جديد بين الناس يلتف حوله رجال لا يهمهم من أمره سوى أنهم يرون فيه وسيلة لأطماعهم وأغراضهم…
– قام الاضطهاد الذي مارسته الكنيسة بتسهيل انتشار الاصلاح الديني، واتبعه الناس…ولم تنتشر فكرة الاصلاح الديني ولا الثورة الفرنسية عن طريق البراهين والعقل، بل بالتوكيد والتكرار والعدوى النفسية، ثم زاد الاظطهاد في التحاق الجدد…
– يعتبر سلطان المعتقدات كبير على الناس، وهو الذي يقود سير التاريخ رغم ضعف جوانبه العقلية. رغم أنه يقيم الروابط بين الاشخاص لحمايتهم من الضعف…
– أهمية طرق النشر والإذاعة في إحداث الثورات واتساعها عبر العدوى النفسية..
– عدم الغفلة عن العوارض الصغيرة في سير الأحداث وقراءتها على أنها مقدمات لأحداث كبرى..
– لا يفنى تأثيرالماضي في حياة الأمم، ولكن الأمم تحتاج إلى شيء من الثبات مع المرونة لتلائم تقلبات البيئه الناتجة عن سير الحضارة.
– شأن الشعوب في الثورات أنها لا تدرك مغزاها ولا تدبر أمرها، وإنما يحركها الزعماء. ولا تدخل مبادئ الثورة في قلوب الشعب الا بالتدريج.
– خطورة انحسار ظل العقل وتغلب الغرائز وانتصارها .
– يرى “لوبون” أن أصحاب الحرف والمهن لا يقومون بالثورات أبدا بل يعيشون حياة عناء وسكوت.
– تتأثر شخصية الانسان بالبيئة وتنعكس عليه، (وتختلف بحسب الوضع: الاضطرابات والاستقرار).
كما أن عنصر الخوف والحقد والحسد والزهو مؤثر في تقلبات التاريخ.
– صاحب الايمان الديني او العاطفي يميل دوما إلى حمل الناس على إيمانه ، وهو لا يتأخر عن القتل في سبيله ما استطاع، كما ظهر بوضوح على الاتجاهات الثورية في الثورة الفرنسية..
– إذا كان العقل هو مصدر الأحقاد عند هؤلاء الثوريين لما دام طويلا، ولكنه لما كان نابعا عن خلق التدين والعاطفة عجز أصحابه عن الصفح… ولاسلام للمغلوب في المنازعات الدينية والسياسية…التصفية ما ينتظره…
– الدور الكبير الذي لعبه الحقد ف التاريخ، وحسمه للكثير من الحروب رغم قلة العدد، وتعزى قوة الحركات العسكرية إلى امتلاكها البغض والنفور.. وحقد اليابان على الروس مكنهم من الانتصار. وينشا تمام الحقد بسبب الإحاطة معرفيا بالآخر.. ولما كان الروس لايعلمون الكثير عن اليابانيين لم يحملوا ضدهم الكثير من الحقد فزاد بذلك ضعفهم.
– لا يقل الخوف أهمية عن الحقد في الثورات فترى الشجاع لا يبالي بمايترتب على موقفه، ولكنه يجبن أمام مثيري الفتن…
– تتسم أيام الثورات بامكانية صعود الشخص إلى أعلى المراتب، فيهيج بذلك خُلق الحرص لديه فيظن أحقرهم أنه|أهل لها، فيبلغ به الزهو مبلغه..
– للحسد شأن عظيم في الأدوار الثورية، فقد كان حسد الناس للأشراف سبب في الثورة الفرنسية. كذلك دور الحماسة في التحولات التاريخية كبير …
-المنطق الديني مشبع بالعواطف والمشاعر، والأحداث الشعبية الكبيرة تنال قوتها منه.
– كل المعتقدات الدينية والسياسية التي أقعدت العالم وأقامته، تسير على سنة واحدة أنها لا تَتِم بالعقل.
– كثير ممن يدعي التعقل في الحقيقة هو يسكب العقل في قالب معتقده، والسبب في عدم تأثير العقل هو أن ما فيه من قصور النظر لا يسمح له بمقاومة اندفاعاته العاطفية المسيرة له.
– تشتمل المجتمعات عددا من الأنفس المتأهبة للتمرد والراغبة في الفتنة للفتنة، ومنشأ هذه النفوس عدم الامتزاج بالبيئة والغلو ف الدين والمرض..
– يختلف الشخص وهو منفرد عن كونه داخل جماعة، حيث تذوب شخصيته داخل شخصية الجماعة، كما يتميز منطق الجماعات بالغلو في سرعة التصديق وسرعة الانفعال وعدم التبصر وعجزها عن التأثر بالمعقول.
– تتلاشى أخلاق الفرد ضمن الجماعة لما لها من التاثير في أفرادها، فيصبح البخيل منفقا والملحد معتقدا والصالح مجرما والنذل بطلا. كما ينشأ من تأثير الجماعة توحيد المشاعر والعزائم، والباعث على تكوين الوحدة النفسية هو العدوى… إلا أن تكوين هذه العدوى يتطلب مصدرا وهو الزعيم الذي ويؤثر في الجماعة عن طريق التلقين خصوصا …
– حياة الانسان الظاهرة عنوان حياة خفية تنشأ عن التقاليد والمشاعر، وإذا أصاب هذه المبادئ وهن فإن مبادئ أخرى تنبت مكانها..ما تأتي به الثورات هو نتيجة نشوء خفي…كما يلعب النقد دورا كبيرا في إحداث التغيرات المجتمعية…
– الإنسان مرتبط بماضيه كثيرا، وومن أراد هدمه فانه سيهدم نفسه..يعتبر عنصر التدين دعامة المعتقدات ولا يلبث أن ينضم إليه ما ينشأ عن عنصر العاطفة من مشاعر وأهواء ومنافع، ثم يأتي العقل فيكتنف ذلك ليسوغ حوادث لم تنشأ عنه قط…
– في عالم السياسة يجب كشف عواقب الأمور ومنح المطالب طوعا قبل أن يحل الوقت الذي تمنح فيه كرها….فلو تنازل الأشراف عن امتيازاتهم لاجتنبت الثورة الفرنسية…
– أهمية الخيال لدى الأمم في السير نحو النصر والتغلب على التحديات: والمقصود المعتقدات التي لا دخل للعقل فيها…
– من الأخطاء التي يقع فيها أذكياء العالم وهي النظر إلى الحوادث من خلال عقائدهم، حيث غالبا ما تأتي أحكامهم غير صحيحة لذات السبب…وإن الانسان لا يقدر أن ينفصل عن ماضيه إلا إذا تم تخريب مجرى تاريخه تخريبا تاما…
– نشأ حول تفسير الألفاظ والاختلاف فيها الكثير من الحروب.
– ذكر الصراع الذي يدور بين المشاعر والعقل حيث قلما يخرج العقل فيه ظافرا.
– ذكر”لوبون” أن مبادئ الديمقراطية (المساواة) اصطدمت بما نشأ عن الطبيعة من تفاوت فقد توزع الذكاء والحسن والقوة توزيعا مختلفا بين الناس، فلا تقدر النظريات(الديمقراطية) على تحويل هذا الاختلاف… كما ذكر أن ميزة هذا التفاوت تكمن في إيجاده أناس غيرت اكتشافاتهم وجه الأرض.
– إن الذي يجعل الأمم المتمدنة أعلى من الأمم المتأخرة هو ماعند الأمم المتمدنة من صفوة لا نظير لها عند الأخرى…نقض لمبدأ المساواة بين الناس الذي دعت إليه الديمقراطية.
– ينتقد الاشتراكية في حقدها على صفوة الناس، وتنسى(الاشتراكية) أن سر قوة البلاد وسعادة من فيها من العمال مدينون إلى أصحاب العقول السامية، الذين أتوا بمبتكرات العلم والصناعة. ويرى ان الباعث على القول بالمساواة في البؤس هو ما يغلي في صدورهم من الحسد والشهوة.
– إن المجادلة في القيمة العقلية للمعتقد والبحث عن تأثيره في النفوس يعين على تفسير المعتقدات التي ذكرها التاريخ.
– يثبت السلطان الذي نالته الكنيسة قدرة بعض الأوهام على إيجاد مشاعر مخالفة لمنافع الفرد والمجتمعات كالرهبانية والحروب الصليبية..
بقلم:
جمعية مغاربة سوريا
تيليجرام: @jam3iyat
المصدر :
مافا السياسي ( ادب المطاريد )