حوار الموقع الأفغاني نن تكى آسيا مع مصطفي حامد (الجزء الاول)
نقلا عن موقع نن تكي اسيا (6/8/2017) :
رابط الحوار باللغة البشتو:
مصطفي حامد:
أشكر لكم إستضافتكم ، وأعتز بالثقة التى دعتكم إلى توجيه تلك الأسئلة . قمت بتقسيم أسئلتكم الكريمة إلى عدة محاور سأتناولها حسب الترتيب ، وأولها المحور الشخصى الذى هو أقرب إلى التعريف . والأسئلة كانت هى :
1 # الإعلام الأمریکي یصفکم بمؤرخ القاعدة ، و نحن نعرفكم بمستشار بن لادن وأقرب المقربين له ؟. أنتم كيف تعرفون نفسكم لقراء نن تكي أسيا؟. و ما هو إنتماءكم التنظيمي؟.
2 # قبل مدة نشرنا مقالكم (من تورا بورا إلي إيبوت آباد …) إنتقده كثير من الأفراد التابعين لحكمتيار، وكثير منهم شكوا في صحة بعض ما نشر فيه على لسان نجل بن لادن حول حكمتيار و تعامله مع أسامة بن لادن، ما هو تعليقكم على هذا؟.
3 # كم عشت في أفغانستان وما هي أحلى ذكرياتك فيها؟
4 # كم عدد مؤلفاتكم حول أفغانستان و هل ترجم شيئ منها إلي اللغات الأجنبية ؟
وللإجابة أقول :
بالنسبة لى كانت تجربة الجهاد فى أفغانستان هى أخطر تجارب حياتى وأكثرها غنى وإثارة . كيف لا وهى أخطر تجارب الأمة الإسلامية فى القرن العشرين ، وآثارها سوف تتابع إلى ماشاء الله .
لقد كتبت عن تلك التجربة ، من نواحيها التى شاركت فى شئ منها . كما كتبت عن الجهات والشخصيات التى شاركت فى التجربة ، وقد تعرفت إلى عدد منهم خلال تلك السنوات .
فى البداية لم أقصد أن أكتب تاريخا ، ولا مذكرات شخصية ، وإن إحتوت كتاباتى على شئ من ذلك . كما لم أقصد أن تكون كتاباتى مجرد تسجيل لوقائع عسكرية أو تحليلا لأحداث سياسية ، أو أن تكون بحثا فى الاستراتيجية . ولكن كل ذلك جاء ضمن سياق الكتابات بدون أن يكون مقصودا لذاته . وفى النهاية كان ما كتبته كان قبسا من صراع إنسانى خطير الأبعاد ، ومجهود فردى لم يستطع تغطية إلا القليل .
بالتالى لم أكن مؤرخا لأى تنظيم أو جماعة . ولا حتى مؤرخا لجهاد تلك الفترة ، فذلك فوق طاقتى وقدراتى . ولكننى سجلت ما تمكنت من تسجيله من أحداث وعمن شارك فيها من أفراد وجماعات . وسجلت أحيانا أفكارى الخاصة وأخرى كانت شائعة فى ذلك الوقت ، وقدمت ما استطعت من تحليل لكل ما قابلنى وعلى قدر إستطاعتى .
ــ أما قول الأعداء بأننى (مؤرخ القاعدة ) فهو محاولة ” تجريم” لكتاباتى ، وتقزيمها فى أضيق إطار ، وأضيق نظرة حزبية وأخطر توصيف أمنى من وجهة نظرهم .
فمؤسسو القاعدة كانوا من أقرب أصدقائى وأحبهم إلى نفسى ، رغم إختلافنا فى الكثير جدا من وجهات النظر وفى مسائل شتى . ولكن ذلك لم يفسد ما بيننا من ود ومحبة فى الله ، فتعاونا فيما أمكننا التعاون فيه من أمور الجهاد فى أفغانستان .
– كما لم يكن لى أى إنتماء تنظيمى لجماعة أو حزب طوال حياتى . ولكننى تعرفت إلى الكثير جدا من الشباب المنتمين الى تيارات مختلفة ومتناقضة أحيانا . وكانوا يتناقشون معى ويتباحثون ويسألون فى مواضيع كثيرة تتعلق بالجهاد بشكل عام وبأفغانستان بشكل خاص .
– أما الأخ أسامه بن لادن ـ رحمه الله ـ فكان من أفضل من عرفت من الرجال المجاهدين المخلصين ، وأكثرهم تضحية وأمانة وشجاعة . كنا أصدقاء مقربين ـ وذلك شئ أفخر به دوما ـ رغم خلافاتنا الكثيرة فى أشياء كان بعضها خطير التأثير على الناس والأحداث .
كان يشاورنى دوما ، بدون أن يعنى ذلك وجود أى تأثير لمشورتى فى قرارته ، إلا فيما ندر . ولم تكن المشورة عملا أو وظيفة ، بل جزء من الثقة والصداقة ، ورفقة الدرب وصداقات كثيرة مشتركة ، خاصة من وسط المؤسسين الأوائل للقاعدة .
# بالنسبة لمقال ( من تورابوا إلى أيبوت آباد ..) فللأسف فإن نجل بن لادن الذى أدلى بالحديث لا يمكننى التصريح بإسمه .. على الأقل فى الظروف الحالية ، نتيجة الأخطار الجسيمة التى تحيط به وبأسرته وإخوانه من بطش الأمريكان وكلابهم الشرسة .
ولكن كل ما أدلى به صاحب الحديث وتناول فيه حكمتيار فإن شاهده فى ذلك هو الدكتور أيمن الظواهرى ، الذى يعرف ما هو أكثر من ذلك بمراحل ، لأنه كان طرفاً مباشراً فى الأحاديث مع حكمتيار والتى لم يستطع نجل بن لادن المشاركه فيها . ويمكن بطريقة ما الإتصال مع الدكتور الظواهرى ، لتصحيح ما جاء فى حديثنا أو أن يتكرم هو بالإضافة إليه ، ومن المؤكد تماما أنه يمتلك إضافات أكثر وأوفى وأخطر مما ورد فى المقال المذكور. والشخص الآخر الذى لديه مثل مالدى الدكتور الظواهرى من تفاصيل هو سليمان أبو الغيث فك الله أسره . وربما يخرج إلينا يوما ليزيد معارفنا حول نفس الموضوع ، وغيره من أحداث شاهدها أو شارك فيها .
– منذ أن رأيت أفغانستان لأول مرة عام 1979 لم أستطع أن أنتزعها من مخيلتى لحظه واحدة . فمن ذلك الوقت وحتى هذه اللحظة وأنا مقيم فيها بشكل دائم مهما تنقلت فى الأماكن أو مر بى من زمان .
ــ ومازالت أؤمن بشكل لا يتزعزع بأن هذه الأرض وهذا الشعب هما موطن عظمة الإسلام ، بل وإنقاذ الإنسانية من أخطر الطواغيت الذين يهددونها .
فإن كان للإسلام وطن فهو أفغانستان ، وإن كان للحرية مدافعين فهم الأفغان ، وإن كان للإسلام عودة بعد غياب فمن أفغانستان سوف يبعث من جديد .. وهكذا أعتقد .
وكل لحظة عشتها فى أفغانستان ــ وما زلت أعيش فى أفغانستان حتى الآن مهما كان المكان الذى أتواجد فيه ــ هى أحلى ذكرياتى وأجمل لحظات عمرى رغم ما كان فى بعضها من شدائد وأهوال .
# وكل ما كتبته منذ عام 1979 وحتى الآن يتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بأفغانستان . ومنها 14 كتابا وعدد لا يحصى من المقالات معظمها موجود على موقعى فى الإنترنت . ولى كتاب واحد مترجم إلى الإنجليزية وهو الوحيد المطبوع . وليس لى أى كتاب مطبوع بالعربية . وأثناء تواجدى فى مصر لمدة خمس سنوات لم أتمكن من طباعة أى كتاب ، والتغول الأمنى كان هو المانع الأول .
وفى إيران وجدت كتابا يحتوى على الكتب الخمسة الأولى من سلسلة كتبى عن أفغانستان . وبهذا تكون اللغة الفارسية هى ثانى لغة إنتشرت فيها كتبى .
(2) أفغانستان بين إعصارين : آسيا والشرق الأوسط .
1 # مع مرور ما يقارب 7 أشهر على الحكومة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب إلا أنها لم تعلن إستراتيجيتها الجديدة حول أفغانستان ، بماذا تفسرون هذا التأخير في إعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة حول أفغانستان؟ .
2 # الأمريكان و حلفاؤهم أعلنوا أن نهاية عام 2014 ستكون نهاية لتواجدهم العسكري من أفغانستان. و بالفعل قد تم سحب أكثر القوات الأجنبية منها. برأيكم لماذا تراجعت واشنطون و حلف النيتو عن سحب قواتهم ويطالبون مرة أخرى بإرسال القوات العسكرية الجديدة إلى أفغانستان ؟.
لن تكون هناك استراتيجية أمريكية لأفغانستان ، حتى ولو أعلنوا عن شئ ما وأسموه استراتيجية ، وأسباب ذلك هى :
أولا : إدارة ترامب غير متجانسة وفيها توجهات متناقضة . فالرئيس وجماعته يميلون إلى إستغلال القوة العسكرية لأمريكا لجمع الإتاوات من مستعمراتهم وأتباعهم الضعفاء فى مقابل (حمايتهم) وإبقائهم على كراسى الحكم . وقدم لهم أشرف غنى وجماعته عرضا سخيا فى هذا الصدد ، كما جاء فى مصادر أفغانية .
الجزء الآخر فى الإدارة هم ممثلو “الدولة العميقة” أى المخابرات والجيش والصناعات العسكرية ، ثم عتاة الرأسمالية الجديدة من أصحاب المؤسسات المالية الضخمة والشركات الكبرى عابرة القارات .
وهؤلاء يميلون إلى فرض التطبيق العالمى للمنهج الإقتصادى للرأسمالية المنفلتة التى تسخر الدولة لخدمتها وحمايتها من الشعب ، بينما تنسحب الدولة من مجال تقديم الخدمات، خاصة فى مجالات التعليم والصحة .
ويرى مؤسس تلك النظرية ( ميلتون فريدمان) أن الصدمة والترويع هما أفضل السبل لفرض ذلك النظام على الشعوب (بما فيها الشعب الأمريكى). والصدمة قد تأتى من كوارث من صنع الإنسان مثل الحروب ، وتلك مهمة الجيش الأمريكى ، أو تأتى من العمليات الإرهابية ـ وتلك مهمة الإستخبارات الأمريكيةــ أو من الفتن الداخلية، العرقى منها والطائفى والدينى والمذهبى ، أو تأتى عبر الإنقلابات العسكرية والثورات الملونة أو ثورات الربيع ، وكل ما سبق هو من وظيفة المخابرات الأمريكية فى الأساس .
ثانيا : أوضاع أفغانستان مرتبطة إرتباطا وثيقا بما يحدث فى المنطقة العربية (الشرق الأوسط) . وبالفعل كان الأمريكيون ـ ومازالوا ـ يودون ترك أفغانستان فى أقرب فرصة ، لأنهم خسروا المواجهة العسكرية مع الشعب الأفغانى وحركة طالبان . ولكنهم أجلوا الإنسحاب حتى يتحقق لهم (الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ) الذى كانوا يعملون على تشكيله منذ إحتلالهم للعراق عام 2003 وهو تفتيت المنطقة العربية إلى دويلات متصارعة وإشعال الفتن بأنواعها بين المكونات الجديدة ، التى يجب أن تعترف جميعها بسيادة إسرائيل عليها لتصبح المنطقة العربية ، من المحيط إلى الخليج ، منطقة تحت السيادة والإدارة الإسرائيلية، بمباركة وحماية الولايات المتحدة وحلف الناتو .
ولكن البرنامج تعثر فى كل من العراق وسوريا فلم يحقق كل ما كان مطلوبا . وفى اليمن تعثر بشدة فتحولت اليمن إلى ورطة لبرنامج الشرق والأوسط الجديد وللقائمين على تنفيذه . فى تونس كان الإنجاز لا يكاد يذكر لذلك البرنامج . أما فى مصر فالنجاح فاق كل التوقعات وبيعت مصر تماما لإسرائيل على يد جنرالات الجيش . ولكن التعثر فى سوريا والعراق جعلا الوضع فى المنطقة غير محسوم . وبالتالى لم يحسم قرار الإنسحاب من أفغانستان ، لأنه لو تم فى هذه الظروف فقد ينهار كل ما تحقق من إنجازات فى المنطقة العربية ، فربما إنتفضت الشعوب فى إتجاهات ضارة بمصالح إسرائيل وأمريكا والغرب عموما . ولنتذكر دوما أن المنطقة العربية بالنسبة لأمريكا لها نفس أهمية أوروبا الشرقية للإتحاد السوفيتى أو حتى أكثر . فهى المنطقة التى تعنى خسارتها سقوط الإمبراطورية . فهزيمة السوفييت فى أفغانستان وانسحابهم منها شجعت أوروبا الشرقية على التمرد والإنعتاق، فسقطت الإمبراطورية السوفيتية .
ثالثا : من ناحية الجغرافيا : تقع افغانستان فى قلب آسيا ، وتعتبر حلقة وصل غاية الأهمية بين إتجاهات القارة الأربعة .
وسياسيا : كانت أفغانستان (دولة عازلة) بين إمبراطورية روسية زاحفة من الشمال، وإحتلال بريطانى مسيطرعلى الهند وصولا إلى حدود أفغانستان الجنوبية . فأصبحت أفغانستان مثل الفطيرة المهددة بأسنان وحشين مفترسين . فاقتضدت مصلحة الوحشين إعتبار أفغانستان منطقة عازلة محايدة تمنع الإحتكاك بدلا من أن تكون ساحة صراع مفتوح وحروب بين الإمبراطوريتين .
أخل السوفييت بمعادلة التوازن هذه ، فحطم شعب أفغانستان أسنان السوفييت وأسقط إمبراطوريتهم . وما لبث الأمريكيون أن كرروا نفس خطأ السوفييت فى عهد رئيسهم الأحمق جورج بوش ( أسوأ رئيس أمريكى فى التاريخ بشهادته هو!! ). الرئيس أوباما كان قد قرر الإنسحاب بعد مهلة منحها لقواته التى أمدها بثلاثين ألف جندى ، وحدد موعد الإنسحاب بنهاية عام 2014.
رابعا: تطورات قارة آسيا لم تكن مطابقة للتقديرات الأمريكية . وبدأت ملامح كتلة دولية تتشكل فى آسيا ، قادرة على لم شمل القارة العملاقة حول تكتل متعدد الأقطاب. وفى المستقبل غير البعيد يمكن أن تظهر كتلة أسيوية قادرة على قيادة العالم أو على أقل تقدير المشاركة فى إدارة شئونه ومنع الإستفراد الغربى بشئون البشرية والذى إستمر منذ ظهور الحركة الإستعمارية والكشوف الجغرافية فى أوائل القرن السادس عشر . وعلى رأس آسيا وحول أفغانستان مباشرة يقف عمالقة آسيا : الصين والهند وروسيا وإيران .
زرعت الولايات المتحدة الكثير من الألغام فى وجه ذلك المستقبل (التهديد) الأسيوى . ومع ذلك ظهرت مشاريع إقتصادية عملاقة سوف تغير جميع المعادلات داخل آسيا ، وبين آسيا وأوروبا تحديدا ، ثم آسيا وأفريقيا .
أهم تلك المشاريع كان مشروع (طريق الحرير) وهو عبارة عن مشروع عملاق يعتمد على شبكة من السكك الحديدية والطرق البرية لربط الدول وتنشيط الحركة التجارية فيما بينها، إضافة إلى مشاريع إقتصادية كبري يمولها الصينيون . وفى إيران يأتى ميناء “تشبهار” ليخلق واقعا جديدا فى مجال التواصل بين جنوب آسيا وشمالها ، ومع روسيا والقوقاز وصولا إلى شرق أوروبا وهذا مشروع حيوى للهند بشكل خاص تتفادى به عقبة باكستان التى تعرقل تواصلها البرى وتجارتها مع أفغانستان وآىسيا الوسطى وروسيا.
ــ ولأن أفغانستان تقع بحكم جغرافيتها فى موقع الحلقة الحاكمة وعقدة المواصلات الحيوية داخل كل تلك المشروعات العملاقة ، فإن غيابها عن المشاركة سيشكل ثغرة كبيرة فى جسد المشروع الأسيوى .
ومنذ الآن تحتل أفغانستان موقعا بارزا فى مشاريع نقل الطاقة من وسط آسيا إلى العالم الخارجى عبر ميناء جوادر فى باكستان .
ــ ولدى أمريكا وإسرائيل مشاريع مائية لنهب ونقل ماء نهر جيحون من أفغانستان (وأيضا نهر سيحون من الجمهوريات الإسلامية) نحو الأسواق العالمية على غرار ما يجرى فى نهر النيل ومشروع “سد النهضة” الأثيوبى الذى بنته إسرائيل بتمويل سعودى قطرى تركى صينى .
ومعلوم أن الولايات المتحدة إحتلت أفغانستان وصادرت ثرواتها لصالح شركاتها الدوليه متعددة الجنسيات . وحكومة أشرف غنى سارت على خطى ملوك السعودية فقدمت كافة ثروات البلد ـ رسميا ـ كثمن للحماية والجلوس على كرسى الحكم .
فنظام كابول تتوفر فيه كافة شرائط التى تفرضها الرأسمالية الدولية المنفلتة والمتوحشة، مثل الفساد الكامل والظلم المبرح للشعب ، وتوحش أجهزة الجيش والأمن والتبعية الكاملة للمستعمر وتدمير التعليم وإخضاعه لمتطلبات المستعمرين، ومقاومة الإسلام والعمل على إقتلاعه من الجذور .
من بين ثروات أفغانستان الهائلة تأتى زراعة الأفيون فى الصدارة ، وتحوله قوات الإحتلال إلى هيروين عالى الجوده فى قواعدها الجوية(خاصة فى قاعدة بجرام الجوية) وتوزعه حول العالم ، وتجنى من ذلك عدة مئات من مليارات الدولارات . وتشرف المخابرات الأمريكية على ذلك النشاط بالتعاون مع مافيات دولية تابعة أو صديقة . وتمتلك المخابرات الأمريكية جيشا قتاليا خاصا بها فى أفغانستان، يمتد نشاطه إلى دول الجوار خاصة باكستان ، ومزود بطائرات بدون طيار للقتال والإستطلاع .
الآن على شعب أفغانستان أن يقرر فى أى إتجاه سوف يسير . فإن توقف عن المقاومة وجهاد المحتلين فسوف يبقى الإحتلال إلى الأبد حتى يصبح عادة إجتماعية وتراثا ثقافيا ومذهبا دينيا ، كما هو الحال فى معظم بلاد العرب. وعلى أفضل الأحوال سوف يرحل الإسلام من أفغانستان وتبقى الوهابية ، ويزول الجهاد وتبقى الداعشية وإجرامها المنفلت، المتجانس مع دولة تحكمها الرأسمالية الدولية المنفلتة .
– واذا إستمر شعب أفغانستان فى المقاومة ، فعلى قيادة حركة طالبان أن تقدم علنا وبصوت واضح لا لبس فيه تصورا متكاملا للشعب وللعالم عن خياراتها السياسية والإقتصادية والثقافية ، وموقفها مما يحدث فى ضفتى الأحداث المتلاطمة من حولها فى آسيا والعالم العربى ، وأن تعمل سياسيا بنشاط لتوضيح تلك المواقف للجميع ، عبر إعلامها وعبر نشاطها الدبلوماسى الحر المنطلق من تصورها الخاص لمستقبل أفغانستان .
– ولابد من الإعتراف من أن التحرك السياسى لحركة طالبان هو دون المستوى بكثير ، وغير متناسب مع قوة وضعها العسكرى الذى حقق إنجازا تاريخيا فى وجه القوة العسكرية الأولى فى العالم والحلف العدوانى الأكبر فى التاريخ وهو حلف الناتو ، وفى وجه قوات عسكرية من المرتزقة العرب والمسلمين”!!” ، كل ذلك بالإيمان فقط ، وبلا حليف أو نصير خارجى . ومع ذلك فإنه من الخطورة الإستمرار فى الجهاد وتصعيده بينما العمل السياسى للمجاهدين ضعيف إلى درجة التهافت .
( قال أحد الخبراء : إن أى إنجاز عسكرى عظيم يتحول إلى مجرد إستعراض بطولى بالدم والنار مالم تستطيع السياسة الكفؤه أن توظف نتائجه لمصلحتها ) .
وأخشى أن يتكرر مره أخرى خطأ المسلمين التاريخى ، بأن يقاتلوا ويبذلوا الدم كى يحصد أعداؤهم ثمار الإنتصار .
نقلا عن موقع نن تكي اسيا (6/8/2017) :
رابط الحوار باللغة البشتو:
بقلم:
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world