من هم السبب في حرب أفغانستان؟
لقد أشعل المحتلون بزعامة أمريكا وعملاءهم الداخليين نار الحرب في أفغانستان لأكثر من 15 عاماً، وأجلسوا الشعب الأفغاني على بساط الهم والحزن، وسلبوا الحرية من الأفغان وحق إقامة نظام يوافق العقيدة الإسلامية؛ منتهكين في ذلك على جميع القوانين المعترف بها عالمياً، ورغم هذا العدوان السافر يتهمون الإمارة الإسلامية بأنها تصر على الحرب، ولا تريد حلاً سلمياً للأزمة. وبذلك تريد أن تحمل مسئولية الحرب المستمرة على عاتق الإمارة الإسلامية. لكن الحرب ليست خيار الإمارة الإسلامية لكننا مضطرون لذلك؛ لأننا سلبنا حقوقنا المشروعة، ولذلك فإن مجاهدي الإمارة الإسلامية ستتدافع عن هذه الحقوق في الثغور والجبهات، وكذلك على طاولات المفاوضات
إن زعيم إمارة أفغانستان الإسلامية الشيخ (هبة الله أخندزاده – حفظه الله-) يسير على خطة أسلافه، وقد أوضح في رسالته التي نشرت بمناسبة العيد الحل السلمي لأزمة أفغانستان، وفوض مسئولية الوصول إلى الحل السلمي إلى المكتب السياسي باعتباره المرجع البارز للتواصل.
لكن للأسف! فإن المحتلين وحلفاءهم يرون حل أزمة أفغانستان في زيادة عدد الجنود، والغارات الجوية، والمداهمات الليلية… ولو كانت الأزمة تحل بذلك لانتهت خلال العقد ونصف العقد الماضي، كما أن حل أزمة أفغانستان لا تعلق بتقييم الجنرالات الأمريكيين؛ لأنهم يرون امتيازهم في استمرار المعركة، ولا يتعلق بتحليلات المحللين المتعصبين الجالسين في الغرف المرفهة التي تبعد عن أفغانستان عشرة آلاف كيلو متراً ممن لا علم لهم ولا اطلاع على الحقائق الأرضية وبدل السعي لحل الأزمة يدللون لاستمرار الظلم والاحتلال. وحل الأزمة ينحصر في أن يتنازل المحتلون عن غرورهم الزائف وأن يخضعوا لمطالب الشعب الأفغاني.
إن إمارة أفغانستان الإسلامية إن حصلت على حقوقها المشروعة فإن لا تريد استمرار الحرب ولو للحظة، وليس لها أي مخطط للتدخل في شئون الدول الأخرى، ومتى ما سنحت للإمارة الإسلامية فرصة الفراغ من الحرب انشغلت في رفاهية شعبها، وحالياً تقوم الإمارة الإسلامية بإعادة بناء وعمارة المناطق التي تحت سيطرتها، كما يواصل آلاف من الطلاب تلقي العلوم الدينية والعصرية في تلك المناطق، وأصبحت المشاريع العامة ممكنة التنفيذ بسبب تعهد الإمارة الإسلامية لها. ولا يستطيع المحتلون أن يقولوا بأن الإمارة الإسلامية هي التي تقاتل وتريد الحرب.
على أمريكا وحلفائها أن يعلموا بأنهم يواجهون نفيراً عاماً من قبل الشعب الأفغاني تحت قيادة الإمارة الإسلامية وليست مجرد مقاومة جماعة معينة، وإن كان المحتلون حقاً يريدون الحل السلمي لأزمة أفغانستان فعليها أن تخضع للحقوق المشروعة للشعب الأفغاني المجاهد، وأن يفكروا في إزالة العوائق عن طريق السلام لا إيجاد موانع وعوائق جديدة، وعليهم أن يكفوا عن التضحية بالشعب الأفغاني وأمن بلادنا واستقلاله من أجل تحقيق مصالحهم الاستعمارية في المنطقة.