سياسة إزدياد عدد الجنود الفاشلة
للأسف!! فأمريكا لم تتعظ من احتلالها الغاشم ولا من حربها الفاشل في أفغانستان طيلة السنوات الـ 16 الماضية، فهي مازالت مصرة على إزدياد عدد جنودها، وتحميل احتلالها ونظامها الحربي على الأفغان، وواضح أن إزدياد عدد الجنود لا يضمن فوز الاحتلال البتة، بل سيكون سبباً في استمرار الحرب وسفك الدماء.
إن تواجد المحتلين في أفغانستان خلال العقد ونصف العقد الماضي لم يجلب للأفغان سوى الفقر، وانعدام الأمن، والقتل، والدمار. وفي ظل تواجدهم تحول الظلم والفساد الإداري إلى ثقافة خبيثة يمارسها المسئولون، وزادت المخدرات، وتشعل نيران العداوات اللغوية والعرقية، وباختصار فإننا نتسائل هل خلال السنوات الماضية زادت مشاكل الشعب الأفغاني أو قلت؟ وإن التطور والرقي والرفاهية ليست بالقنوات وما يذاع فيها من الفحشاء والمنكرات والأغاني والمسلسلات.
على أمريكا أن تعي أن السلطة لا تكون بالقوة، وعليها أن تنهي احتلالها، وأن الشخصيات التي فرضتها على الشعب الأفغاني هي شخصيات أجنبية عن عقائد الأفغان وأعرافهم، وبعضها تشكل جزءً من الوضع الغاشم الحالي، وجل ما فعلتها أنها أغرت بمليارات الدولارات بعض الأفغان واستغلت أوضاعهم السيئة وجندتهم باسم الجيش والشرطة، وجعلت منهم قتلة مستأجرين تقتل بهم شعباً يعشق الحرية والإباء.
إن استقلال البلد وإقامة نظام يوافق العقيدة الإسلامية والأعراف الوطنية حق مشروع للأفغان، كفى للعبتكم المخادعة، إذ تعدون احتلالكم لأفغانستان أمراً قانونياً، ومقاومت الشعب الأفغاني لأجل الحرية أمراً غير قانوني!! وهذا أيضا ليس حلاً للقضية أن تطلبوا من الأفغان الغيورين أن يكفوا عن معركة الحرية، وأنكم بعد ذلك ستفكرون في الخروج، بل إن الأفغان يقولون لكم بأن كفوا عن الاحتلال، واذعنوا للحقوق المشروعة للشعب الأفغاني.
إن كنتم تظنون بأنه سيتوجه إليكم خطر أمني من أفغانستان، ولديكم خوف تجاه ذلك، فهذا أمر يمكن بحثه ومناقشته، تعالوا واجلسوا معنا، كي نتحدث عن انهاء الاحتلال ورفع مخاوفكم، أما إن كان هدفكم استمرار احتلال أفغانستان، وحرمان الشعب الأفغاني من إقامة نظام إسلامي، فإن هذا أمر لا يتحمل ولن نرضى به، وعليكم إدراك هذه الحقيقة.