الرد المفقود من تسريبات أبوت آباد ( 2 من7)
الرد المفقود من تسريبات أبوت آباد ( 2من7)
موقع” مافا السياسي ” ينشر الرسالة الجوابية التى كتبها مصطفى حامد
ردا على رسالة “أبو الخير ومجلس شورى القاعدة” فى صيف عام 2009
الحلقة الثانية :
# السلفية النجدية المتاحة لم تكن مناسبة لتوجيه عمل جهادى حقيقى ، وتسببت فى إنتكاسات كبرى فى كل الميادين التى إقتحمها هؤلاء .
# صدام العقائد بين السلفيين العرب والمجاهدين الأفغان كان مرعبا ، وكاد أن يؤدى أحيانا إلى صدامات مسلحة .
# إذا تحدثنا عن السلفية ، سواء الجهادى منها أو الملكى ، فإننا نتحدث عن السعودية ، وفيها المدد المالى والمرجعيات الفقهية .
# فى السابق كانوا يربطون بين أعداء الفساد وبين موسكو ، والآن يربطون بينهم وبين طهران .
# إنها نظرية العدو البديل التى طرحتها إسرائيل، وعملتم بكل قوة لتثبيتها بالدم والنار، ونجحتم فى أجهاض الجهاد أينما حللتم .
# لقد أسقطنا الشيوعية لكى نستقبل فى بلادنا أمريكا وإسرائيل بالأحضان ، فهل هكذا نخدم الإسلام؟؟ أم أنها نظرية بغال التحميل مرة أخرى ؟؟ .
# على الجانب الشخصى فإن بن لادن رجل لا نظير له فى السمو الأخلاقى ، ولكن الجانب العملى يجعلنا نقول له : قف للحساب .
# لقد غاب عنكم أبو عبد الله ، واستشهد أبو حفص ، ومن قبله أبو عبيدة البنشيرى ، فلا عجب أن أصبحتم على هذا الحال المؤسف ، فإنتم بحق فرسان مرحلة الإنحدار العظيم .
تحميل الرد المفقود 2-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي (ادب المطاريد)
المنهج السلفى وقيادة الجهاد
هذه النقطة جوهرية فى معظم كتاباتى ونقاشاتى مع إخواننا فى ساحات الجهاد وغيرهم.
وحتى مع أبوعبد الله وجميع القدماء، وكتبت عنها والجهاد فى ذروته ضد السوفييت، ثم بعد نهاية الحرب مباشرة (1992) وبدء الحرب الأهلية فى أفغانستان وسأظل أكتب فى ذلك الموضوع نتيجة أهميته البالغة.
وقد أثبتت الأحداث وأكدت أهمية الموضوع، كما أكدت ماكنت أحذر منه منذ أكثر من عقدين من الزمان.
فمع تزايد الهجمة الصليبية على الأمة الإسلامية إتسعت بالتالى الحركة الجهادية، ولما كان التيار السلفى يمتلك قوة دفع مازالت تصاحبة منذ حقبة الحرب السوفيتية على أفغانستان، ومع إكتساب العديد من الكوادر العربية الشابة الثقة وشئ من المعرفة العسكرية والتمويل الكافى القادم إجمالا من دول النفط فى جزيرة العرب، إندفعوا فى العديد من المجالات الجهادية.
ولما كانت الأرضية السلفية “النجدية” المتاحة بين أيديهم غير مناسبة لتوجيه عمل جهادى حقيقى فإن الإنتكاسات الكبرى توالت فى كل الميادين التى إقتحمها هؤلاء. وذلك أمر مشهود ولا يحتاج إلى دليل. وعلى قمة الفشل والكوارث كانت تجربة الأخ أبوعبد الله فى أفغانستان حيث أدى عمله إلى ماهو معروف من إنهيار الإمارة الإسلامية وضياع أفغانستان.
ومن قبل كانت تجربة الأخ خطاب فى الشيشان التى أدت إلى سقوط الشيشان مرة أخرى تحت الإحتلال الروسى المباشر، بعد أن كانت فى شبه حكم ذاتى بعد الحرب الأولى بعد أنهيار السوفييت خاصة فى فترة حكم القائد الشيشانى الفذ “دوداييف”.
إذن الموضوع قديم، وما كتبته عنه كثير وبعضه منتشر منذ وقت طويل. والأمر يتعلق بتعديل المسار وتحديد الأخطاء وليس إلغاء الجهاد، فذلك مستحيل، كما أن مجرد المطالبة به يعتبر جريمة، خاصة فى ظروف المسلمين الحالية التى يجابهون فيها تحديا وجوديا وليس حضاريا فقط.
وكان صدام ” العقائد” بين السلفيين والمجاهدين الأفغان مرعبا، وأربك الساحتين العربية والأفغانية، وأدى الى تمزق الصف العربى وزرع الشكوك والتنافر بين العرب والأفغان، وكاد أن يؤدى إلى صدمات مسلحة أحيانا.
وأنت بنفسك عاصرت كل ذلك وتعرف من التفاصيل أكثر مما أعرف نتيجة عملك التنظيمى فى جماعة الجهاد ثم مؤخرا فى القاعدة، أى أنك بشكل أو بآخر كنت جزء من المشكلة التى أشرت إليها وحذرت منها. ومع ذلك بقينا أصدقاء طول تلك الفترة.
وكذلك هى علاقتى مع التيار السلفى الجهادى. علاقة صداقة ونصح وتحذير من العواقب وليس علاقة صدام. فكل صداقاتى تقريبا فى تلك المرحلة كانت من داخل ذلك التيار وكانوا خير أصدقاء وأعز الإخوة.
أما حديثى عن ” بغال التحميل” فهى صيحة تحذير وإن كانت لا تخلو من سخرية، وليست بالقطع إستهزاء. فهى تشملنى معهم كونى كنت ثالث ثلاثة كانوا أول من دخلوا جبهات القتال فى أفغانستان فى صيف 1979 قبل الغزو السوفيتى. فكنا أول من إرتاد ذلك الطريق. لذا أكون “بلا فخر”،أول من يشمله ذلك الوصف الساخر والمؤلم.
ولكنه وصف لا يشمل كل مجاهد على الإطلاق بل يشمل من يجاهدون بلا بصيرة وبلا إستراتيجية خاصة بهم من أجل تحقق مصالح المسلمين العليا. وهذا مالم يحدث حتى الآن فى الجهاد السلفى.
وقد حاولنا ذلك فى أفغانستان بأقصى طاقتنا وحققنا بالفعل نجاحات جزئية، ولكن المسار العام ظل فى يد العدو وخارج أيدى المسلمين. واستمر كذلك إلى أن إستعادت حركة طالبان زمام المبادرة فى أفغانستان وأقامت الامارة الاسلامية فى ” 1996 ” حتى تمكنا من تهديمها بقيادة بن لادن فى 2001.
# وفى إعتقادى أن احداث 11 سبتمبر كانت واحدة من التطبيقات التاريخية لنظرية “بغال التحميل”، أى العمل وفق استراتيجية العدو، وبذل الجهد والتضحية وإظهار البطولة الإستشهادية بلا بصيرة، بحيث يستفيد العدو من أعمالنا، وندفع نحن والمسلمون جميعا الثمن غاليا.
وإذا تحدثنا عن ” السلفية ” سواء كانت جهادية أو ملكية، فإننا نتحدث عن السعودية. وفيها المرجعيات الفقهية والمدد المالى لكافة السلفيات فى العالم. وذلك من عجائب الأمور، أن يكون الجهاديون الذين يكفرون الملك يتلقون الأسناد الفقهى والمالى من ” شيوخ” فى نفس المملكة وعلى علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالأسرة الحاكمة.
وكان ذلك صحيحا بالنسبة إلى “أبوعبدالله” فى أفغانستان، و” خطاب” فى الشيشان، وليس ذلك تشكيكا فى هذين الشخصين ولو كان لدى شك فيهما فليس هناك ما يمنعنى من التصريح بذلك. بل أعتقد أنهما من المجاهدين المخلصين ولكنها الأمية السياسية والإفتقار الى مؤهلات القيادة العليا فى كلا الرجلين.
فإن كنت ترى أن موقفى هذا لمصلحة إيران، كما تلمح لذلك متشفيا فى عدة فقرات، فأقول لك أن تلك هى سنة الأولين فيمن كانوا يحافظون على الأوضاع الفاسدة والمنحرفة والمستفيدين منها، وقد صادفت مثله سابقا :
# فى عام 1986 عندما كتبت مقالات صحفية فيها ذكر عن نفوذ أمريكى على حركة “الجهاد” فى أفغانستان، وأن الفساد السياسى ضاريا أطنابه فى الأحزاب “الجهادية” فى بيشاور ذهب سياف إلى إذاعة صوت الاسلام فى السعودية ” أو ذهبوا هم إليه ” وهاجمنى فيها بالإسم قائلا “إن ما يقوله ” فلان” فى صحيفة ” كذا” وما يقوله راديو موسكو يخرجان من مشكاة واحدة”. فماذا أثبت الأحداث فى عام 1996 عندما دخلت قوات طالبان إلى كابول؟؟.
لقد فر سياف وربانى وحكمتيار ومسعود وانضموا إلى قائد الميليشيات الشيوعية عبد الرشيد دوستم. وبعون إقليمى ودولى بدؤوا فى محاربة النظام الإسلامى الجديد. ثم فى عام 2001 عادوا جميعا إلى كابول “بإستثناء حكمتيار” ليعملوا تحت إمرة الإحتلال الأمريكى الجديد. تلك هى نتيجة التستر على الإنحراف والدفاع عنه، وإتهام وملاحقة وتشويه كل من يدعو إلى الإصلاح ويدق أجراس الإنذار محذرا من إنحرافات قائمة وأخطار قادمة.
فى السابق كان يربطون بين أعداء الفساد وبين موسكو والآن يربطون بينهم وبين طهران.
ثم إنها نظرية ” العدو البديل” التى طرحتها إسرائيل فى المنطقة بعد إتفاقات السلام مع “المعتدلين” العرب. فكان لابد من إيجاد بديل آخر عن إسرائيل تتوجه إليه طاقات العرب والمسلمين فكان إختراع “العدو الشيعى” و” إيران” و “الصوفية” ومؤخرا “النصارى العرب”. وقد عملتم بكل قوة لتثبيت تلك النظرية بالدم والنار، حتى نجحتم فى إجهاض الجهاد فى العراق والصومال واليمن، والباقى فى الطريق،حيثما حللتم.
وللأسف فإن قطاعا هاما من التيار السلفى وضع نفسه فى خدمة المخطط الجديد لتكريس مفهوم العدو البديل. واختاروا لأنفسهم عدوا / قررته لهم إسرائيل/ فكان إيران والشيعة. كما سبق وأن إختاروا ما طرح عليهم فى العقود الخمسة الماضية /ما قررت لهم أمريكا/ من محاربة “الشيوعية والإلحاد “. وليت الدافع وقتها كان إسلاميا وليس أمريكيا، إذن ما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
لقد أسقطنا الشيوعية كى نستقبل فى بلادنا أمريكا وإسرائيل بالأحضان، فهل هكذا نخدم الإسلام؟؟ أم أنها نظرية بغال التحميل فى كل مرة ؟؟.
تحميل الرد المفقود 2-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
الغرور والتعالى :
ما ذكرته سابقا كان صلب الموضوع والآن نعود سويا إلى بعض النقاط الثانوية التى جاءت فى رسالتك الغاضبة بصخب يغطى على كل ماهو أساسى.
ـ وقد عبرنا على إحدى النقاط الثانوية : وهى أننى ذكرت أن شخصا كان موجودا فى جلسة لم ينطق فيها بحرف بينما هو كان غير موجود / وقد إعتذرت لذلك / وقلت أنك شخصيا حضرت جانبا من تلك الجلسة فلماذا لم تعلق فى خطابك على ما جاء فيها؟؟.
لقد كانت جلسة فى صلب الكارثة التى حلت بأفغانستان فهل الحديث عن حضور شخص أو غيابه فى جلسة نقاش أهم من الحديث عن فقدان بلد إسلامى وذبح شعب مسلم ؟؟.
وبالمثل باقى النقاط التى قصد من إثارتها أن تكون زوبعة ترابية تخفى الحقيقة. بل تخفى جنايات وجرائم يجب محاسبة القائمين عليها. مثلا :
ـ ذكرت فى كتابى (صليب فى سماء قندهار ) أن هناك حالات إنتحار حدثت بين أسر عربية كانوا يسكنون فى جلال آباد، لتفادى الوقوع فى الأسر.
وأراك ثرت بعنف غير مفهوم بواعثة. ووصمت قولى هذا بالكذب والإفتراء وتساءلت لمصلحة من يتم ذلك ؟؟.
عجيب فعلا.. لمصلحة من ؟؟ هل يمكنك أنت القول ؟؟.
وبالمثل حوادث وقعت لبعض الأسر العربية أثناء عمليات مطاردة السلطات الباكستانية لهم. فوقعت حالات إجهاض لنساء حوامل وعملية سقوط لأطفال رضع من أيدى أمهاتهن وهن ذاهلات، حتى وجد أحد الناس رضيعا وسأل ركاب الحافلة عن أم الرضيع ولم يهتدى إليها أحد؟؟.
تقول أن هذا كله لم يحدث.. وتدعى أن كل أسر العرب كانوا تحت رعايتك أنت وأصحابك وتعرف كل ما حدث لهم. وتنفى كل ما لم يصل إلى علمك الذى تظن أنه وسع كل شئ.
ولو أننا إعتمدنا فقط على ما يحيط به علمك لأمكننا إختزال الكون كله من حجم عليه كبريت صغيرة. فهناك الكثير جدا يحدث خارج الذات المقدسة لفضيلتكم وخارج إدراك وإحاطة العقل الشامل لديكم.
ـ فأولا أحداث الإنتحار الجماعى لأسر فى جلال آباد تكلمت عنها حتى وكالات الأنباء نقلا عن سكان جلال آباد وعن ” صائدى الرؤوس ” الذين كانوا يبحثون عن “العرب الأحياء” لبيعهم للأمريكان حسب التسعيرة المعلنة والتى وزعتها الطائرات على سكان أفغانستان. وفيها حظى العرب بأعلى تسعيرة من بين الجنسيات الإسلامية الأخرى المهاجرة، تلاهم الأوزبك فالشيشان فالباكستانين.. الخ.
وهناك عرب،ليسوا من القاعدة،كانوا من جلال آباد لفترات طويلة ـ وآخرون كان لهم أصدقاء يسكنون هناك، وآخرون قابلوا عربا فارين من المدينة، وكانت تلك الأخبار متواترة بينهم ويتناقلونها. فهل يعتبر كل ذلك لاغيا لأن فضيلتكم وباقى إخوانكم فى القاعدة لم تعلموا بها ؟؟. ثم لماذا هذا الأهتمام الزائد والغضب المهول من أجل مناقشة موضوع يعتبر فرعيا إذا ما قيس بالكارثة الأعظم فى جبال “تورا بورا” فى جلال آباد أيضا؟؟. أم أنك / كالعادة/ تهرب من القضايا الكبرى بإثارة زوبعة ترابية حول ما هو أقل لأهمية ولا يرتبط بجوهر الكارثة؟؟.
فلماذا لم تناقش معى أصل البلاء، على الأقل فى جلال آباد، وهو معركة تورا بورا ومأساتها. وما هى نتائجها وماذا نستنتجه منها ؟؟.
ومن المسئول عن معركة حمقاء ضاع فيها عشرات الشباب العرب بين قتيل وجريح وأسير؟؟. وعلى أى شئ تدل إدارة معركة بتلك الطريقة؟؟.
هل لأن ذلك سيدين شخصا ما أو تنظيما معينا ؟؟. أم أن مأساة تورا بورا كانت هى الأخرى قضاء وقدرا، وتمحيصا للمؤمنين وليست خطأ فادحا ينبغى محاسبة من إرتكبه؟؟.
هل يمكنك أن تجيب لى على سؤال واحد أقوله لك بكل هدؤ وبلا غضب أو هستيريا كالتى فى رسالتك المتربة :
ـ لماذا أصر ابوعبدالله على مشروع “تورا بورا” رغم معارضة جميع ( وأصر على الكلمة جميع) العرب القدماء بما فيهم جميع قيادات القاعدة الكبار والقادة القدماء فى المنطقة من الأفغان؟؟.
يكفى هذا السؤال وإن شئت ملأت لك صفحات كاملة من الأسئلة.
وهل نحاسب مسئولينا الكبار كما كان يفعل السلف الصالح ؟. وهل عندنا من هو أكبر منزلة وقدراً من عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى كان يتلقى الأسئلة والأستفسارات بل والإعتراضات وهو فوق المنبر. ثم يخضع للحق ويعترف بالخطأ، ويقول (رحم الله من أهدى لى عيبا ) و(كل الناس أفقه منك ياعمر). ثم يجد من يقول له (لو وجدنا فيك إعوجاجاً لقومناه بسيوفنا ). هل كان هؤلاء يكرهون خليفتهم أو يتآمرون عليه؟؟ أم تراهم من الحاقدين ذوى الأغراض الخاصة والمشبوهة !!.أم كانوا عملاء كسرى وقيصر؟؟.
ألم يكن قادرا على قهرهم وقمعهم بقوة السلطان وقوة بيت المال، وسابقته فى الإسلام التى لا تبارى !!.
# لكن يبدو أن “سلفيتنا النجدية” غير سلفية “السلف الصالح”، فنحن قوم آخرون. فهل نعجب مما نحن عليه من ذلة وهوان وضياع وكوارث تتابع مثل قطع الليل المظلم ؟؟.
ـ نرجع إلى مآسى العائلات العربية عند عملية الفرار الكبير من أفغانستان بعد سقوط الإمارة الإسلامية.
لقد وجدت فى أوراقى قصصا لم ترد فى كتابى، فقد كتبت مجرد أمثلة تشير إلى حجم الكارثة وشكل المأساة. فوجدت أن هناك نساء حوصرن فى قرية من ضواحى قندهار / التى كانت من مسئوليتكم فى القاعدة / مع أطفالهن وليس معهن رجال، فتحصن بالبيوت ودافعن عن أنفسهم بالبنادق والقنابل اليدوية حتى ضد من أراد مساعدتهم من الأفغان المتعاطفين. فهل حقا أشرفت فضيلتك على ” كل” ما حدث لهم؟؟. أم أنك كنت ضمن صفوة شقت طريقا خاصا بعيدا عن العامة وصولا إلى كراتشى؟؟. ولو شئت لروينا لك تفاصيل شهود.
هل سمعت شيئا عن ذلك أم أنه مجرد إرجاف وأكاذيب لدوافع مشبوهة؟؟. على أى جال ليس هذا كلامى بل هى شهادات ميدانية لآخرين، سجلت بعضها كتابة، وبعضها على شرائط كاسيت تصل إلى حوالى عشر ساعات يقصها بعض أصحاب التجربة المريرة.
ـ وحتى يطمئن قلبك، وقد سمعت من بعض إخوانك اعتراضات مماثلة وكلهم من القاعدة، وقالوا أن ما ورد فى الكتاب عن مآسى للنساء والأطفال هو غير صحيح، فإليك شهودى على صحة ما أقول :
1 ـ السيدة الفاضلة والدة خالد الأسلامبولى، وكانت مرافقة لكل تلك الأحداث وسمعت ذلك منها مباشرة. نسأل الله لها الصحة والعافية وطول العمر. ويمكنها أن تدلى بشهادتها فى ذلك
2 ـ الأخ الفاضل مصطفى حمزة ـ أمير الجماعة الاسلامية المصرية فك الله أسره وقد سمع منها ما سمعت. ورغم أنه فى السجن، لكن عسى أن يستطيع هو أيضا أن يدلى بشهادته فى ذلك كما يدلى غيره بآراء وشهادات مختلفة من داخل السجون المصرية وغيرها.
3 ـ وقد سمعت ذلك منها مباشرة زوجتى أم الوليد، وهو محفور فى ذاكرتها وتستطيع روايته بحذافيره وقد سجلت ما سمعته على شريط كاسيت.
4 ـ السيدة أم محمد الاسترالية وأولادها، وقد عاصروا جانبا من المآساة أثناء فرارهم عن طريق آخر غير الذى سلكه جمهور القاعدة. وقد وصفت للصحف ما حدث لها ولأولأدها ولباقى العرب والمسلمين المنسحبين وقالت أنه كابوس مرعب.
5 ـ إبنى عبد الله وكان مرافقا للسيدة أم محمد وأسرتها , وقد شاهد جانبا هاما من المأساة غير ذلك الذى شاهدتموه أنتم.
6 ـ الأخ حاطب الليبى هو المصدر الأساسى لرواية الإنتحار الجماعى لجيران له فى جلال آباد، حيث أن جاره العربى قتل أسرته ثم إنتحر عندما علم أن حلفاء الأمريكان وصلوا إلى المدينة. وقد شاهد حاطب العملية بنفسه.
7 ـ زوجة حاطب وهى سودانية وشقيقة زوجة الشيخ سعيد وهما على قيد الحياة فى بلدها السودان. ولابد أن الشيخ سعيد نفسه، إن كان قد قابل زوجته بعد تلك الأحداث، أن يكون سمع منها المآسى التى عايشتها.
السؤال هنا : هل يمكنك الإعتراف بشهادة كل هؤلاء أو بعضهم أو بمعنى آخر : هل تعترف بوجود كائنات حية وبشر لهم الحق فى خوض تجاربهم والحديث عنها إذا كانوا من خارج تنظيم القاعدة وجماعتك الأقربين ؟؟.
أم أن كل ماهو خارج تلك الحلقة الضيقة هو فى حكم المنعدم ؟؟.
ذلك هو التعالى والغرور الذى وصمت به أفراد القاعدة ونفيته أنت وقلت بأنهم كانوا غيرذلك.
لابد للتوضيح هنا أن نعترف لأبوعبدالله بالفضل الكبير فى تقديم معونات من ماله الخاص ثم بعد ذلك من أموال التبرعات للعدد الكبير من المحتاجين من أفراد وجماعات، وفى وقت من الأوقات كانت أموال أبوعبد الله هى المورد الوحيد لمعظم العرب.
وإنفاقه كان سببا فى الحفاظ على الكثير من الكوارد القديمة والعائلات المنقطعة من كل شئ. واعتبر نفسى شخصيا من المدينين له بذلك الفضل ولا أنساه له أبدا عبر مراحل مختلفة من رحلة الجهاد. وكنا معرضين بالفعل للتشرد بل والمجاعة.
ـ فإذا كنا نتكلم عن الجانب الشخصى فإن ذلك الرجل لا نظير له فى السمو الأخلاقى، والواقع العملى يثبت ذلك بجدارة، ولكن إذا تكلمنا عن قيادة العمل الجهادى، فإن الواقع العملى يعطى نتائج مغايرة، تجعلنا بكل أسف نقول له: توقف للحساب.
على أى حال إذا كانت فقرة المآسى السوداء التى مرت بها العائلات فى باكستان ومطاردات الجيش لهم والشرطة ومليشيات الحدود وصائدى الرؤوس والباحثين عن المكافئات. نضرب صفحا عن كل ذلك ونعتذر عن تلك الفقرة. ونرد شهادات من شهدوا بها.
ونعود الى صلب الوضوع والنقاط الجوهرية التى نهرب منها دوما إلى أى شئ فرعى يصرف الأنظار عن أصل المشكلة.
لأن السؤال الحقيقى هنا :
ـ لماذا لم تقوم قيادات القاعدة بإخلاء النساء والأطفال من أفغانستان قبل أن تقوم القيامة وتنطبق السماء على الأرض؟؟.
ولماذا إنتظروا حتى وقعت الكارثة بالفعل،وقد كان لديهم فترة كافية لإتمام العمل بهدؤ وبلا مآسى وما بين 11 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 2001 كان يمكن إخلاء الأسر جميعها بهدوء وبنظام وبلا خسائر.
# وحتى قبل 11 سبتمبر ـ بما أن زعيم القاعدة يعرف أن الضربة قادمة، وأنها سواء نجحت أم لم تنجح فسوف تؤدى الى حرب، فلماذا لم يأمر بإخلاء هادئ للعائلات إلى خارج أفغانستان؟؟.
أكثر من ذلك فإننى ضمن ” مشاوراتى” للأخ أسامة بن لادن كنت قد حذرته منذ عام 1998 بأن الحرب قادمة لا محالة وبصورة كاملة / أى حرب شاملة/ وأننا والإمارة نعانى من عجز تسليحى كبير فى الأسلحة الحيوية خاصة الصواريخ المضادة للطيران.
ـ وكنت ذكرت منذ وصول أبوعبد الله وإخوانه قلت له أن الحرب الأمريكية العسكرية علينا قادمة وفى إنتظار تحديد الوقت.
ـ وذكرت للإخوة الكبار العاملين على خط الدفاع عن كابول بأن العروض المقدمة لهم من تحالف الشمال لبيع أسلحة روسية حديثة ينبغى إشراك الإمارة فيها والإستفادة من تلك العروض، لأن العجز فى الدفاع الجوى فادح، فصواريخ ستنجر لم يبتقى منها فى أفغانستان سوى أعداد محدودة جدا. وصواريخ ” سام 7″ قديمة وتالفة. وتكلمنا عن دور طائرات الهيلوكبتر فى أى هجوم أرضى قادم، وضرورة تجهيز سلاح مناسب لها لأن الطائرات النفاثة الحديثة لا سبيل تقريبا لمقاومتها نظرا لأمكاناتنا المتواضعة جدا. وأن العرض القادم من روسيا عبر تحالف الشمال يجب الإهتمام به والإستفادة منه إن كان جديا.
ولكن لا شئ حدث، وبدلا من ذلك شاهدت إندفاعا لشراء مخلفات الحرب القديمة من أسواق القبائل فى باكستان. والآن.. أنت ما هو إعتراضك على ذلك؟؟.
تقول أن العاقل لا يرفض ذلك العرض، فأقول لك صحيح ؟.
أما إذا كنت تنكر أن ذلك حدث فإن شهودى عليه شخصان، أحدهما لا سبيل إلى الحديث معه كونه أسير وهو صديقك أيضا وكان معظم وقته فى الخط الأول فى كابل، والثانى إلى جوارك الآن ويمكنك سؤاله. وكان يجب أن تفعل ذلك قبل أن تثير كل تلك الأتربة.
ونصيحتى هى : إن كنت لا تعرف شيئا فاسأل عنه أهل العلم .. ولكن لا تنكرة لأول وهلة، فليس كل ما كان وما هو كائن وما سوف يكون، تعلمه أنت بالضرورة.
تحميل الرد المفقود 2-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
التنظيمات غير العربية فى أفغانستان :
أهم الجماعات الجهادية التى استقرت فى أفغانستان هى
1 ـ مجموعة تركستان الشرقية ” الإيغور من الصين “.
2 ـ مجموعة حزب النهضة الطاجيكية.
3 ـ مجموعة الحركة الإسلامية الأوزبكية.
ـ والمجموعة الأولى تدربت فى معسكر خلدن ولها خطوط تمويل ممتده إلى السعودية حيث جالية قديمة من الإيغور مستقرة هناك، وهى مجموعة سلفية من الطراز السعودى تماما.
ـ والمجموعة الثانية منتمية الى الإخوان المسلمين. وطبيعى أن تكون خطوط تمويلها ممتدة إلى دول الخليج والسعودية أيضا.
ـ والمجموعة الثالثة غير منتمية الى تيار فكرى معين وإن كان العديد من أفرادها الشباب منتمين الى المدرسة السلفية السعودية، وتمويلها أيضا ممتد من دول الخليج والسعودية وتركيا حيث الأوزبك والأتراك المتعاطفين معهم.
# المجموعتان الطاجيكية والأوزبكية تدربتا فى معسكر الفاروق الذى كانت القاعدة تخليه بالفعل بعد أن إنتقلت إلى السودان ولكن مجموعة صغيرة من مدربى القاعدة بقوا فى معسكرات خوست حتى يتخذ أبوعبدالله قرارا بشأنها. وقد قمت بإستعارة المعسكر من ” سيف العدل” لصالح ما أسميتة وقتها “مشروع طاجيكستان”. فتركوا لنا المعسكر وتجهيزاته وسمحوا لنا بإستخدام الأسلحة والذخائر المتبقية من مرحلة جهاد السوفييت، بل وإرسال الفائض من الذخائر إلى مجاهدى طاجيكستان.
ولم تتبنى القاعدة مشروع طاجيكستان ولم تموله، ولكن سمحت لعناصرها المتواجدين فى معسكر “جهاد وال ” بالمشاركة فى التدريب فى “الفاروق” وذلك تحت ضغط الشباب أنفسهم وبالذات ” أبو العطاء التونسى ” رحمه الله.
“مشروع طاجيكستان” إستأجر مدربين تابعين لسياف وذلك لفترة محددة. والأخ “قتيبة” العراقى، ولم يكن من القاعدة وقتها، أشرف على إدارة المعسكر. واستعنا بعلماء أفغان لتدريس المواد الشرعية للمتدربين كونهم من الأحناف. ثم إنضم الى طاقم المدربين الأخ “أبو دجانة” من جماعتكم “الجهاد المصرية”.
أما التمويل فلم تساهم فيه القاعدة، بل إعتمدنا أساسا على مجاهدين سابقين كانوا يتبرعون فى الجهاد السابق لصالح جماعة أبوالحارث الأردنى.
وفى أثناء العمل التدريبى. وصلت إلى المعسكر مجموعة من عشر كوادر من الشيشان تلقوا تدريباتهم فى وقت واحد مع الطاجيك والأوزبك. ولم يكن المعسكر كله محسوبا على أى تيار تنظيمى أو أى مذهب فقهى سوى مذهب المتدربين أنفسهم.
والقصة كلها موجودة فى كتاب ” مشروع طاجيكستان، ورقمه الحادى عشر فى سلسلة أدب المطاريد “.
ولم أسمع يوما أن ” القاعدة” ساعدت ماليا أيا من تلك الجماعات. ولكن “أبوعبدالله” تبرع مشكورا بكميات الأسلحة والذخائر التى كانت مخزونة فى معسكر ” جهادوال ” – وكان أبو العطاء وباقى إخوانه فرحين بذلك القرار، كون الذخائر سوف تعبر نهر جيحون للجهاد. وكان فايز محمد ” أمير جهادوال /حكمتيار” وهو المعسكر الرئيسى المجاور كان سيأخذ هذه الذخائر بالقوة، بل كان يريد إغتصاب كل شئ لدى العرب من سيارات وتراكتور ومعدات لولا أن وصلت حركة طالبان إلى خوست، وفر فايز محمد حاملا معه كل ما فى معسكره من أسلحة وذخائر وباعها فى ميرانشاة. والقصة كلها عند اخوانكم الذين عاصروها معنا.
ما أعلمه هو أن التنظيمات الثلاث التى تدربت فى إطار “مشروع طاجيكستان” كانت على علاقة طيبة مع القاعدة ولكنها إحتفظت لنفسها بمسافة فاصلة.
لولا الحادث المؤسف الذى وقع فى أوخر الأيام وتسبب فى توتر العلاقة بين القاعدة والأوزبك. وسنتطرق إليه فيما بعد.
# بالنسبة للأوزبك فقد بدأت مشاكلهم أولا مع الأخ خطاب فى الشيشان ثم إنتقلت مشاكلهم إلى القاعدة بالتدريج حتى وصلت إلى الأزمة الشهيرة فى مضافة القاعدة فى كابول.
لقد أرسل محمد طاهر عددا من إخوانه إلى الشيشان للقتال إلى جانب خطاب. وهناك أظهروا ضروب الشجاعة الأوزبكية المشهورة ـ إلى جانب الشجاعة العربية الأشهر.
وكان “محمد طاهر” وجماعته منغمسين بالكامل فى بناء شبكة تنظيمة واسعة فى بلادهم. وكانت هناك عمليات شراء وتخزين أسلحة، لذا كان يعمل بصمت تام، واضعا الأضواء كلها على الشيشان ومساندة المجاهدين هناك.
ولكن الأخ خطاب كان له رأى آخر، وهو أن يبدأ الجهاد دفعة واحدة فى آسيا الوسطى والقوقاز. وكان يرى أنه من الممكن تحرير كل المنطقة إذا نشب جهاد متزامن ” بمعنى أصح مجموعة تفجيرات متزامنة ” فأرسل إلى أوزبكستان مجموعة من الأوزبك ومعهم خطة لتفجير عدد من السيارات المفخخة فى مناطق مختارة.
وقعت التفجيرات وكانت مفاجأة مذهلة للحكومة الأوزبكية التى بدأت حملة إعتقالات مسعورة طالت كل المشتبهين. جماعة طاهر فى أوزبكستان أرسلوا إليه قائلين أنهم سوف يعتقلون على أى حال، ولديهم أسلحة وذخائر ومتفجرات. وطلبوا الإذن بالعمل والدفاع عن أنفسهم على أقل تقدير. وهنا جن جنون طاهر وظهر أن عمله كله قد ضاع. وأثرت تلك العملية سلبيا على كل نشاط منظمته فيما بعد وفقد أهم كوادره العاملة بالداخل، خاصة فى العاصمة والمدن الكبرى والأقاليم الهامة.
ـ طبعا الأخ خطاب قام بنفسه بالجزء الخاص بالقوقاز وهاجم جمهورية داغستان المجاورة، طبعا بدون إذن القيادة الشيشانية / تماما كما فعل أبوعبدالله بعد ذلك فى أفغانستان/ ولم يسانده فى ذلك الهجوم غير مجموعة واحدة يقودها القائد الشهير شامل باسييف، والباقون إمتنعوا.
وبدأت العملية الكبيرة واحتل المجاهدون عدة قرى فى الجبال فكانت ذريعة أتاحت للروس إعادة إحتلال الشيشان، وشن حملة إبادة وتشريد، خفضت عدد سكان البلد من ثلاث أرباع المليون إلى حوالى نصف المليون فقط !!.. و”بوتين” بطل تلك المجزرة أصبح بطلا قوميا وورث زعامة البلاد إلى الآن.
لم تنته أزمة ” طاهر جان ” عند هذا الحد، بل واجه زحفا سلفيا على منظمته لتحويلها إلى منظمة سلفية جهادية. لكن طاهر رفض هذا التوجه رغم أن مساعداه الأول والثانى كلاهما سلفى، ولكن جسم الحركة الرئيسى هم من تربية مشايخ الصوفية الذين حفظوا الإسلام ونقلوه سرا إلى الأجيال التالية رغما عن الرقابة السوفيتية الشرسة.
وكانوا يقصون علينا كيف كانوا يحفظون القرآن ليلا فى المقابر. ويمارسون باقى تعاليم الدين والحياه الإسلامية بعيدا عن أعين أجهزة الأمن المترصدة والتى إخترقت كل مجال بشرى فى البلد.
والسلفية لأسباب ” عقائدية ” لا يمكنها قبول الصوفية ولا التعايش معها بإعتبارهم مشركين.
وهذا الأمر لن يقضى على الصوفية المتجذرة منذ العصور الإسلامية الأولى فى معظم أرجاء العالم الإسلامى، بل أن التيار السلفى يحكم على نفسه بالعزلة والإقصاء، ولن تكون السلفية الجهادية بقادرة على قيادة المسلمين. وهذا واحد فقط من مجموعة أسباب تعيقها عن أن تكون تيارا إسلاميا مقاوما يجمع الأمة تحت لوائه.
ـ حدثت عمليات غواية ورشوة مالية لأعمدة التنظيم لدى طاهر لتشجيع عملية إنشقاق سلفى، لكنهم أحبطوها ذاتيا، أى رفضوا ذلك الأسلوب، ولكن الأزمة إشتعلت وتعمقت.
قيادة التنظيم حظرت الإتصال مع التيار السلفى عموما، والعربى منه بشكل خاص، وحظرت عمليات قبول الهدايا الشخصية إلا من خلال التنظيم، خاصة إذا زادت عن القدر المقبول بين الأفراد العاديين فى مثل ظروفنا وقتها.
منذ البداية كان من قرارات التنظيم الأوزبكى عدم قبول أى منتسب جديد إلا بعد أن يأخذ فرصة كافية للتفكير قبل إتخاذ القرار، لأن الخروج من التنظيم محظور بعد ذلك، تفاديا لفوضى الإنشقاق أو التدخل الخارجى لشق الصفوف.
# نظرا لأن العنصر التركى هو الغالب فى تلك المناطق الشاسعة من آسيا، وكان طاهر وكبار مساعدية يمتلكون مؤهلات عالية مكنتهم من إقامة “شبكة معلومات كبيرة ” بحيث إستطاعوا الحصول على تقرير عن أى وافد إلى أفغانستان من العرق التركى خلال عدة أيام. وقد كشفوا عدة حالات تسلل إستخبارى نظمها الروس عبر عملاء لهم حاولوا الدخول فى التنظيم الأوزبكى فتم كشفهم، فاتجه الجواسيس إلى جهات أخرى منها التنظيمات العربية. وبعضهم تجول بين التجمعات الجهادية جميعها حتى الباكستانية.
أبلغ طاهر الإمارة فى قندهار، فكلفة أمير المؤمنين رسميا أن يكون مسئولا عن كل وافد من المناطق الروسية والتركية والقوقاز وغيرها، وأن لا يترك تلك العناصر تتوزع فى البلد أو بين التنظيمات، وأن يحتجزهم عنده وتحت ملاحظته الأمنية.
وتلك هى جذور مشكلة معكم فى القاعدة. فقد ألقى القبض على شابين من تاتار روسيا بعد أن ثبت لديه أنهم مرسلون من المخابرات الروسية.
فوضعهما فى السجن عنده إلى أن تقرر الإمارة فى قندهار بشأنهما. ولكنهما تمكنان من الفرار وذهبا مباشرة إلى مضافة القاعدة لكونهم سلفيون. فأرسلهم مسئول المضافة إلى الخط الأول حتى تهدأ الامور. وباقى القصة معروفة.
ولكنك تتحدث بعبارات مثل :
{{العباءة الإيرانية /والمخابرات الإيرانية / وإتهامات باطلة ليس لها أساس / والقاعدة هى التنظيم الجهادى العالمى الوحيد الذى أخذ على عاتقة مهمة دعم الحركات الجهادية فى مختلف أنحاء العالم وبغض النظر عن مذهبها الفقهى }}.
كلام كبير جدا.. وخطابى جدا.. ذكرنى بعنتريات “أحمد سعيد” الفارغة فى إذاعة صوت العرب فى العهد الناصرى.
سأترك الكلام الآن لواحد غيرى ـ طالما صرت غير موثوقا لديك بل ومتهما بأشياء منكرة جدا.والذى يتكلم الآن هو قيادى فى الجماعة الإسلامية المصرية وكان قريبا جدا من صورة وتفاصيل الأحداث الدقيقة فى ذلك الوقت. وهذا الكلام مسجل عندى ضمن مجموعة كبيرة من التسجيلات معه عن أحداث تلك الفترة. وأنا رهن إشارتك فى أن أرسل لك الشريط مسجلا أو حتى أن أضعه على شبكة الإنترنت.
وتلك هى الفقرة التى يعلق فيها عن ” حادث مضافه كابل ” فيقول ما نصه :
{ كانت نفوس الطرفين معبأة ضد بعضها منذ فترة، من القيادة حتى الأفراد. فلما حدثت المشكلة حول الشخصين التاتار واقتحمت جماعة طاهر مضافة العرب وأخذتهم عنوة، ظن أبو عبدالله وأفراده أنها الفرصة لإنهاء طاهر وقصم ظهره، فلم يتسامحوا أبدا لحل المشكلة وأصروا على تقديمة للمحاكمة لإذلاله وتحطيمه ورفضوا أى وساطه أو حل وسط }.
فما رأيك الآن؟؟.. أين هو دور المخابرات الإيرانية؟؟.. وأين هو ذلك التنظيم العملاق الذى يدعم الحركات الجهادية فى مختلف أنحاء العالم والذى يسمى القاعدة؟؟.
# ولا أريد أن أتشعب فى الموضوع، الذى طال على غير المتوقع، فأتطرق الى ما جاء فى شهادة ذلك الأخ الأسير الذى ذكر مالم أكن أعلمه عن دور لأحد زملائك الكبار فى تنظيم الجهاد المصرى فى إشعال الفتنة حين إصطجب صديقا له من حركة طالبان ” وكان كل تنظيم عربى يتكئ على مجموعة أصدقاء نافذين داخل حركة طالبان ” وذهب به إلى أحد أقارب الصديق فى إدارة الإستخبارات العسكرية وتمكن من تحريك قوة لمداهمة مكاتب الأوزبك فى كابول لتحرير “الأسرى التاتار”. وكادت أن تقع الطامة، لولا أن طاهر أخبر المهاجمين أن لديه تفويضا من أمير المؤمنين، فزالت حدتهم على الفور ودعوا الطرفين إلى المصالحة. وافق الطرفان على ذلك، ولكن الإخوه اليمنين فى المضافة إعترضوا فسحب مسئول القاعدة فى المضافة موافقته السابقة.
ويقول الأخ فى شهادته المسجله عندى :
{ أصر ” فلان” وهو أمير عرب القاعدة فى خط الدفاع عن كابول، وأصر والباقون معه على أن يذهب طاهر للأعتذار شخصيا لأبو عبد الله قبل مجرد الحديث عن طريقة لحل المشكلة “!!!” ثم شكوه إلى الامارة وطلبوه فى محكمة شرعية }.
ولعلك تعلم أخى العزيز: أن أبو عبد الله بنفسه أصر على تقديم طاهر للمحكمة الشرعية، ورفض كل وساطة للصلح. ومن قبل ذلك كان قد طالب أمير المؤمنين بالمثول معه أمام المحكمة الشرعية كونه لا يسمح له بالجهاد المتعين “!!”، والآن جاء دور أبوعبدالله ليتقدم إلى المحكمة الشرعية على دوره فى إشعال الحرب فى أفغانستان.
مثل هذا الموقف وأمثاله كان فى ذهنى وأنا أتكلم عن حاله الغرور والتعالى التى أصابت أفراد وكوادر كثيرين فى القاعدة عندما زاع صيتها وأصبح أبوعبدالله وقتها أهم وأخطر رجل فى العالم. فإذا لم ينصاع إليكم أحد وجهتم إليه مدفعية الإتهامات والتحطيم تطبيقا لقاعدة ” بوش” الشهيرة ” من ليس معنا فهو ضدنا” فجعلتم منها الآن “من ليس من القاعدة فهو مع إيران” وتحت عباءتها ويردد كلام أجهزة مخابراتها، أهكذا أصبحتم ؟؟ !!.
لقد غاب عنكم أبوعبدالله، واستشهد أبو حفص ومن قبله أبوعبيده فلا عجب أن أصبحتم على هذا الحال المؤسف. أنتم بحق فرسان مرحلة الإنحدار العظيم.
تحميل الرد المفقود 2-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
النسخة الأصلية من الرسالة الجوابية التى كتبها مصطفى حامد ردا على رسالة “أبو الخير ومجلس شورى القاعدة” فى صيف عام 2009 ميلادي
المصدر:
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مافا السياسي (ادب المطاريد) – نشر في 09/06/2017