إدارة كابل تهرب من الحقائق
نظام كابل يتهرب من الحقائق، وتستند وتحاسب على التقديرات والافواهات، ولذلك تواجه تراجعا حادا في الميادين العسكرية، والسياسية، والاقتصادية مع مرور كل يوم. هذا النظام عاجز من تشخيص سبب ضعفه، تحركاته وتصريحاته متضادة فيما بينها، يظن بأن الإستراتيجية التي انتخبه ربما تسانده بالوقوف؛ لكن الحقيقة هي أن سبب الفشل الشامل لهذا النظام هو الاستراتيجية الحالية لهذا النظام وعمالته.
ينسب هذا النظام العميل جهاد الشعب الأفغاني ضده وسادته المحتلين للأجانب؛ وعلى العكس يعبر عمالته بالدفاع عن الوطن؟! إن الشعب ليس أعمى كي لا يفرق بين العميل والحر، تعبير النظام ومسانديهم هذا خير دليل على جهلهم ومدى ابتعادهم عن الشعب، لأن الشعب يعرف جيدا مسلحي النظام ومجاهدي الإمارة الإسلامية.
هجوم يوم الجمعة الماضي الناجح على مقر فيلق شاهين في ولاية بلخ أوضح للجميع أكثر بأن المجاهدين قاموا من أوساط الشعب، ويستهدفون هدفهم بمساندة الشعب، ويبيدون أعداء الدين والبلاد من العملاء الداخليين والمحتلين الأجانب، ويستمرون في مبارزتهم المقدسة بمساندة شاملة من قبل الشعب.
فليقبل النظام بأن الشعب أثار ضده، ولا يمكن هزيمة القيام الشعبي بقوة دبابات وسلاح الأجانب. لقد تم تجربة كل وسيلة وخديعة وكل أنواع القوة ضد الشعب الأفغاني خلال السنوات الـ 16 الأخيرة لكي يجبر الشعب بترك مبارزته الشرعية؛ لكن لم ينحني الشعب المجاهد عن عزيمته فقط، بل امتد القيام الجهادي وأصبح يتقوى يوما بعد يوم حتى شمل جميع أرجاء البلاد.
إن التستر على الحقائق وغض النظر عنها لا تحل المشاكل، أثبتت التجارب بأن الهروب من الواقع يعقد المعضلة أكثر. على النظام أن ينظر في ماضيه وليعتبر بأن وجود قوات عسكرية احتلالية هائلة إلى جانب المساعدات الغير محدودة خلال العقد والنصف الماضي لم تأتي بأي ثمار ونتيجة، وهل تمكن الاحتلاليون من الوصول إلى أهدافهم أم فضحوا، وبدءوا يتكئون على النظام العميل والمسلحين المرتزقة!
الحقيقة هي بأن المحتلين لم يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم، كما لم يتمكنوا من نصب نظام يتمكن بالبقاء ليوم واحد بعد خروجهم. يقر منسوبي النظام والمسئولون الاحتلاليون بأن يوم انسحاب القوات الأجنبية ستكون يوم الموت لهذا النظام؛ فمحاولة المبارزة ضد الإمارة الإسلامية في مثل هذه الحالة ليست سوى تهلكة النفس وذر الرماد في عيون العالميين.
على نظام كابل الكف عن اضطهاد الشعب، واستشهاد أبنائه وتدمير الوطن، وعدم تبديل أفغانستان لحقل تجارب أسلحة الاحتلاليين. لقد ساند الاحتلال لـ 16 سنة متواصلة بكل إخلاص؛ لكن لم ينفعه شيء من سوء حظه. فليترك كابل لمجاهدي الإمارة الإسلامية، ليقيموا نظاما إسلاميا متقدما وفق آمال الشعب الأفغاني.