شكوك حول ضلوع الـ’C.I.A’ في تفجير المترو في سان بطرسبرغ
مضت ايام قليلة على التفجير الارهابي في قطار الانفاق (المترو) في سان بطرسبرغ، العاصمة السابقة وثاني اكبر مدينة في روسيا بعد موسكو. وحتى الان لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن هذه العملية الارهابية. ولكن رشح من دوائر التحقيق الروسية انه تم التعرف إلى الارهابي الانتحاري الذي نفذ العملية. وقد تم اعتقال عدد من المشبوهين في الضلوع بالعملية، الا انه لم يُعلن عن اسم المنفذ ولا اسم اي من المعتقلين حتى الان لدواعي التحقيق. وقد احدث الانفجار هزة سياسية كبرى في البلاد، ويقدر المراقبون أن تكون له تبعات وخيمة على كل الاطراف التي يكشف التحقيق مشاركتها في الجريمة، الداخلية والخارجية. وكان قد اعلن الحداد العام في سان بطرسبرغ من 4 ـ 6 الشهر الجاري. ولا يزال المواطنون يتوافدون بالالاف الى مدخل المحطة التي وقع بقربها الانفجار لوضع الزهور واضاءة الشموع تكريما للمواطنين الذين سقطوا ضحية هذه العملية الارهابية وتعبيرا عن السخط على التنظيمات والقوى التي تقف خلف هذه الجريمة.
هذا وكان ممثلو الاتحاد الاوروبي، والناتو، والولايات المتحدة الاميركية، عبروا عن تعازيهم بمناسبة تفجير سان بطرسبرغ.
وتضع دوائر الامن كل الاحتمالات في مجرى التحقيق:
وبحسب تقدير المستشار الحكومي والكاتب، والمدير التنفيذي لوكالة الاستشارات للحكومة والمؤسسات Hörstel Networks (المانيا) كريستوفر هيورستيل ادلى بتعليق عن العملية الارهابية الى النشرة الالكترونية الروسية المعروفة “برافدا ـ رو”، يقول فيه انه لا يستبعد ان المخابرات المركزية الاميركية C.I.A مشاركة في هذه العملية.
وذكر هيورستيل انه منذ وقت قريب فإن وزير الدفاع الاميركي جايمس ماتيس ادلى بتصريح هاجم فيه ايران. وبذلك فهم قد تجاوزوا الخط المرسوم، ويحاولون التصعيد ضد موسكو، ويستخدمون القوة محاولين ان يجبروا الرئيس بوتين على تغيير وجهته. ويلاحظ خريستوف هيورستيل “ان الصداقة المعروضة على روسيا مع ترامب، لم تكن صادقة”.
ويضيف “انني اعتقد انه كان من الحكمة من جانب القيادة الروسية ان تحاول جر واشنطن الى المناقشة حول الكفاح المشترك ضد الارهاب. ولكنني اعتبر ان سياسة واشنطن لم تكن ابدا صادقة في الموقف من الارهاب. فهم ميالون دائما لاستخدام القوة. انهم حملوا هذا الارهاب واستخدموا بنجاح هذه السلطة. والان هم يقومون بمحاولة ضد موسكو. للاسف، هذا ليس مجرد مصادفة. انها لا تشبه جريمة ارتكبها احد الشيشانيين بشكل غير متوقع، دون ان تكون له اية صلة”.
“ان على الدولة الروسية ان تقوي اجهزتها الامنية. وهناك نقطة اخرى: من الواضح انه ينبغي عليكم كشف كيف حدث ذلك بالارتباط مع الـC.I.A”.
وقبل ذلك كان الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الاميركية جون كيربي قد تحدث عن امكانية وقوع العملية الارهابية في المدن الروسية بسبب العمليات في سوريا.
وقال كيربي ان العمليات الارهابية تبدو “مؤكدة”، وهي تتضمن ضربات ضد المصالح الروسية، وربما ضد المدن الروسية.
“وروسيا سوف تبقى ترسل الجنود الى بيوتهم في اكياس الجثث، وهي ستستمر في خسارة الموارد وربما الطائرات من جديد”. اضاف كيربي.
في عالمهم لا توجد فقط صدف تحدث فجأة. والمستوى العالي لتنفيذ هذه العملية الارهابية في مترو سان بطرسبرغ يدل بحد ذاته ان تحضيرها لم يكن بدون مشاركة الاجهزة الغربية. وفي كل الاحوال علينا ان لا ننسى الحقيقة القديمة التي تقول: انظر من هو المستفيد.
ومن جهتنا علينا ان نضيف:
اولا ـ ان فشل السياسة الاميركية في سوريا والعراق، بسبب العملية الروسية ضد الارهاب والتعاون الوثيق بين روسيا وايران وسوريا وحزب الله، يدفع اميركا الى الانتقام وطعن روسيا في ظهرها.
ثانيا: ان روسيا، قيادة وشعبا، ليست ذلك الخصم الضعيف الذي ينحني امام الصعوبات والتحديات والتضحيات.
ثالثا : ان روسيا سترد الصاع صاعين واكثر لكل من يعتدي عليها، من واشنطن الى الرقة ومن الشيشان الى تل ابيب وانقرة.
صوفيا ـ جورج حداد
المصدر:
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world