يعد يوم الرابع عشر من شهر فبراير يوم هام وقابل للتذكير في تاريخ أفغانستان والمنطقة، ففي مثل هذا اليوم في عام 1989م اكتمل فرار القوات السوفيتية الاحتلالية من أفغانستان، بعبور آخر جندي لهم نهر آمو. فبمناسبة قدوم هذا اليوم التاريخي الميمون نزف التهاني لشعبنا المجاهد، وخاصة أولئك المجاهدين المقاتلون ضد الاحتلال الأمريكي الحالي والمبارزون في سبيل الحق والاستقلال.
كان الاتحاد السوفيتي قبل الهجوم على أفغانستان يعد بلداً قوياً على المستوى العالم، حيث كان العالم كله بمن فيه حلف الناتو وأمريكا يرتعش منه؛ لكن بهجومه على أفغانستان وعلى أثر المقاومة الجهادية لشعبنا انهارت هذه القوة العاتية في فترة وجيزة، إلى درجة بأن الرئيس الأخير لهذا الاتحاد ميخايل غورباتشوف اعتبر أفغانستان جرحاً ناسوراً للإتحاد السوفيتي بحيث لم يجد حلاً لعلاجه سوى خروج قواته الغازية منها.
لو ندقق نرى بأن الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحاضر تورطت في نفس الوضعية تماماً، مثلما كان السوفيت في السنوات الأخيرة لإحتلالهم. لو نقيم الاعترافات الأخيرة لرئيس الأركان الأمريكي الجنرال نكولسن أثناء جلسة مجلس الشيوخ فننتهي إلى هذه النتيجة بأن الأمريكيين على يقين أيضاً بأن القوات الأمريكية لن تكسب الحرب في أفغانستان؛ بل كل ما تقدر أن تفعله هو استمرار المهمة المتعبة السائرة إلى طريق مسدود مع مزيد من الخسائر المادية والبشرية للأمريكيين وتفتيت مكانة أمريكا أكثر.
الحكمة تقول من لم يعتبر من السابقين؛ فيكون هو نفسه عبرة للاحقين، يجب للأمريكيين أن يتعلموا من طريقة السوفيت في مداواة الجرح الناسور لحرب أفغانستان، وأن يفكروا في الخروج الآمن والمشرف من هذا البلد، لو أنهم لازالوا يصرون على الحرب والقتال؛ فإن تجارب السنوات الخمس عشرة الماضية تحكم بأن هذه الحرب ستكون لهم بقيمة خسائر بشرية ومادية وخسارة المكانة الدولية فقط.
إمارة أفغانستان الإسلامية
۱۴۳۸/۵/۱۷هـ ق
۱۳۹۵/۱۱/۲۶هـ ش ــ 2017/2/14م