من المقرر انعقاد مؤتمر للأمن من الـ 17 حتى 19 من الشهر الجاري في مدينة ميونيخ بألمانيا، حيث سيشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة، ورؤساء مختلف الدول خصوصا رؤساء ووزراء خارجية ودفاع الدول الغربية، وشخصيات مهمة أخرى. الهدف من المؤتمر بحث مسائل عالمية مهمة وسبل حلها.
مع أنه انعقدت مؤتمرات مماثلة في السابق أيضا لكن للأسف بدل حل المسائل العالمية ازدادت هذه المسائل وتعقدت أكثر. إحدى أسباب ذلك هو اهتمام المشاركين في مثل هذه المؤتمرات بالشعارات والتصريحات فقط بدل حل المسائل بشكل حقيقي. هم يرون حل المسائل في اضطهاد الشعوب اليقظة وتحريمها من حقوقهم بدل إعطاءها. من المعلوم بأن وسائل الإعلام اليوم في أيدي القوى الكبرى وبإمكانها تسمية الشعوب المظلومة بأي اسم لكن مع ذلك فإن أصحاب الضمائر الحية يدركون جيدا من هو الظالم ومن المظلوم. لا يمكن تبديل حقيقة الناس بمجرد تبليغات معادية. لذلك نقول للمشاركين في مؤتمر ميونيخ القادم بأن من أجل حل المسائل العالمية الحالية يجب على رؤساء العالم وخصوصا على رؤساء ومسئولي الدول الغربية تغيير فكرهم واستراتيجيتهم الحالية، والتوجه إلى حل المسائل بشكل واقعي.
نحن نتساءل من المشاركين في هذا المؤتمر بأنه هل يمكن تحكيم الأمن في ظل احتلال الدول المستقلة، وتحريم الناس من الحرية والسلام ومن العيش حسب عقائدهم في أوطانهم، وعدم تركهم لإدارة بلادهم، وإراقة دماء النساء والأطفال والرجال تحت مسميات الإرهاب والتشدد الكاذبة؟ هل يتوقع أحد السلام حينما تحكم القوة بدل الحق والعدل، ويتم استخدام القوة المفرطة في حل أية مسألة؟
يأتي السلام في العالم فقط إذا انسحب المحتلون من الدول التي احتلوها ويعيدوا لشعوبها الحرية التي سلبوها وجميع تلك الحقوق المشروعة التي يحبونها لأنفسهم. إن العالم بيت للجميع، وعلى الذين يملكون القدر الهائل من الأسلحة والمال أن يخرجوا من تخدير القوة. وتطبيق الحقوق والقيم البشرية على أنفسهم أولا قبل غيرهم والاعتراف بحقوق الآخرين. عليهم التعامل بالمساواة لأن الأمن والاستقرار والسلام مرتبط بذلك.