عام 2017 هو عام الحسم بالنسبة لمصير ذلك البلد. فهو عام العطش الحقيقى والأبدى بإكتمال سد النهضة ، وبالتدريج لن يكون شرب ماء النيل للجميع ، بل للقادرين فقط على دفع الثمن ، كما هو حال كل شئ آخر فى مصر / حتى الحياة نفسها/ فى ظل نظام يخدم حصريا مصالح الرأسمالية العالمية المتوحشة التى تجلس إسرائيل على قمتها.
يتوفر للشعب فى حياة العطش مياة الفضلات والنفايات .فالبيادة التى قبضت الملايين من إسرائيل كعمولة مقابل بيع غاز مصر فى سيناء والبحر المتوسط ، قبضت منهاعمولة مضاعفة مقابل بيع مياه النيل .
# فى هذا العام يكمل النظام العسكرى إحكام حبلا لمشنقة حول رقاب الشعب بإشعال الأسعار والأزمات المعيشية والإرهاب الحكومى وكتم الأنفاس ،فلا صوت يعلو فوق صوت البيادة والدبابة . فهذا هو عام الجوع والمجاعة المصحوبة بالقهرالذى لن يترك متاحا للشعب سوى طريق الفرار إلى زوارق الموت فى البحر الأبيض للنجاة من الحياة السوداء. أو الهروب إلى متاهات صحارى مصر الشاسعة ــ هذا إن لم تكن قد بيعت سرا وبالأمر المباشر لجهات غربية أو خليجية أو إسرائيلية ، لافرق ــ فمصر لم تعد على الإطلاق ملكا لشعبها ، الذى أصبح ضيفا ثقيلا غير مرغوب فيه ، ومطلوب ” تطفيشه” أو القضاء عليه .
# بعد عام العطش والمجاعة (2017) ،يكفى للحياة فى مصر مليون أو مليونان من أبنائها ” الشرفاء” القادرين بثرواتهم على الحياة كشركاء للبيادة الحاكمة ، ومجاراة حقبة السيطرة الإسرائيلية القادمة . ويمكن إضافة مليون مصرى أو مليونين لممارسة أعمال الخدمات الشاقة والحقيرة فى مجتمع جديد تنشئه إسرائيل وتمده بالعناصر البشرية “الراقية” المستوردة من أى مكان آخر سوى مصر.
# ذلك هو طريق الذهاب بلا عودة الذى يدفع النظام شعب مصر إليه بكل جبروت السلطة العسكرية البوليسية . بينما الناس تتخبط كالسكارى وما هم بسكارى ، من هول الصدمات وثقل الحياة التى لاتطاق ، مع إنعدام الأمل وفقدان الثقة بكل ما يقوله دعاة الثورة والتغيير . فقد أدرك بفطرته أن الجميع سواسية فى رغبة السيطرة عليه وسرقة مقدراته والتلاعب بمصيره ، بصرف النظرعن الشعارات المرفوعة أيا كان بريقها .
ليس هناك طريق سهل للخروج من تلك التهلكة . ولكن معضلات الصراع من أجل البقاء تظل أهون بكثير من الهلاك قهرا مع فقدان الوطن ، بما يمثله من إستقلال وكرامة ومستقبل أفضل لآجيال ممتدة إلى الأبد .
الثورة هى الحل :
قد يبدو طريق الثورة ظاهريا على أنه طريق الهلاك ، بينما هو طريق الخلاص الوحيد . والثورة تعنى إقتلاع النظام الحالى من جذوره وتطهير البلاد من أدرانه ، وإستخلاص ما فى يد عناصره وأجهزتة من مسروقات سواء الموجود منها على أرض الوطن أو المهربة إلى خارجة .
#كما تعنى الثورة عدم الوقوع ــ مرة أخرى ــ فى أيدى الإنتهازيين وتجار الدين والشعارات بأنواعها ، فقد ثبت كذب وإنتهازية الجميع واعتمادهم على دول وقوى خارجية لا تساعد ثورة ولا شعبا بل تساعد مصالحها أو بمعنى أصح أطماعها . فهى جهات معادية لشعب مصر وليست صديقة له بأى حال . ونظرة إلى من قدمواالمال والخبرة لبرنامج إهلاك مصر،وحجب ماء النيل عنها بواسطة السد الكارثى فى أثيوبيا ” سد النهضة”.
نظرة واحد إلى أسماء تلك الدول كافية لأن يعرف شعب مصر من هم أعداؤه الحقيقيون ومن هم أصدقاؤه . القائمة السوداء لأعداء مصر وشعبها وثورتها ومستقبلها تحوى أسماء الأنظمة الحاكمة فى السعودية والإمارات وقطر وتركيا ،( وهم بالمصادفة حلفاء التيار الإسلامى السياسي والداعشى) . وتحتوى أيضا حكومة السودان والبنك الدولى إضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة والصين وإيطاليا وعدد من دول أوروبا.
# فلا سبيل للثورة الناجحة إلا أن يختار الشعب قياداتها بنفسه ، وبعد نجاحها يتولى السلطة بنفسه ، ويختار مباشرة من يمثلوه فى إدارة الدولة وأجهزتها ، مع الإحفاظ بإرادته الواعية مع قدرة كاملةعلى المحاسبة ،فيعاقب أو يكافئ أى شخص أو أى جهاز . فلا تعطى صفة السيادة لأى أحد أو أى جهاز إلا بموافقة الشعب وتحت “سيادته” الدائمة والقادرةعلى الفعل والمزود بقوة مادية مسلحة تحت يده مباشرة ، ولايسمح بقيام مراكز قوى أو كيانات منفصلة داخل الكيان المصرى الواحد ، الذى يرفض التبعية بأنواعها ، السياسية والإقتصادية أوالأمنية و الثقافية ، ويحدد مصالحه العاجلة والمستقبلية بشكل دقيق ويسعى نحوها بكل ما يمتلكة من إرادة معنوية وقوة مادية، مدافعا عن وجوده ضد أخطار واقعة داخل حدوده أو خارجها .
# إنه طريق غاية الصعوبة وشائك ، ولكنه طريق السلامة الوحيد . ولا بديل عنه سوى الإستمرار فى طريق الذهاب بلا عودة ، طريق الضياع الذى نسير فيه الآن .
بقلم: مصطفي حامد ابو الوليد المصري
المصدر: موقع مافا السياسي