قبل 37 سنة في السادس من شهر جدي عام 1358 هـ ش، احتلت القوات السوفيتية وطننا الحبيب أفغانستان.
واجه المواطنون المؤمنون مع اختبار صعب نتيجة احتلال الطاغوت الشيوعي العالمي لشعبنا الفقير الأعزل. فإن اختاروا الاستسلام مقابل الكفر الشيوعي نظرا لضعف إمكانياتهم وقوة العدو؛ فسيخسرون عقيدتهم وقيمهم الإسلامية وثقافتهم الأفغانية، وسيواجه أجيالهم القادمة خطر الضلال المطلق وعيش الذل والضعف والهوان كباقي الشعوب المسلمة التي تعيش تحت الاحتلال الشيوعي، وإن اختاروا مبارزة المحتل القوي بأيدي خالية؛ فعليهم تحمل خسائر ومصائب كبيرة وهجر ديارهم وأراضيهم. لكن شعبنا المؤمن البطل حفاظا على دينه وعقيدته بدأ الجهاد المسلح ضد القوات السوفيتية المحتلة وبعد 14 سنة من الجهاد والتضحيات بنصر الله عز وجل تم دحر وانهزام الكفر الشيوعي، ونجاة بلادهم والعالم أجمع من هذا الطاعون المهلك.
في هذه الأيام يعتبر بعض الناس المنحرفين والظاهريين جهاد الأفغان ضد السوفييت معركة ذات خسائر وبلا فائدة؛ لكنهم لا يفكرون بحالهم لو استسلم الشعب الأفغاني أمام الاحتلال الشيوعي وقبول أفكارهم الكفرية وعقائدهم المزيفة ! لا شك بأن هذا الشعب كان سيخسر عقيدته الإسلامية وكان سيواجه الانحراف من الإسلام في العقيدة، والسياسة، والتعليم، والثقافة، والاقتصاد وفي جميع أمور حياته كباقي الشعوب المسلمة المضطهدة من قبل الشيوعيين، ولتم تجريدهم من تاريخهم وماضيهم المليء بالبطولات والافتخارات.
لكن حمدا لله بأن شعبنا تقبل متاعب ومشاكل الدنيا وأضحى بالغالي والنفيس لحفاظ نفسه وأجياله القادمة من التهلكة والخزي الدائم.
إننا بمناسبة وصول السادس من شهر جدي حيث يصادف يوم بداية احتلال القوات السوفيتية لبلادنا، ندين احتلالهم الظالم الغاشم لأفغانستان ونذكر المحتلين الأمريكيين الحاليين ومتحديهم نذكرهم بالعبرة من مصير القوات السوفيتية، فمثلما ركعت القوات السوفيتية مع كامل قوتها وأسلحتها المتطورة، سينال الأمريكيون نفس المصير، وبدلا من اختبار مزيد من القوة وتمديد الاحتلال عليهم التفكر في إنهاء احتلالهم الغاشم لبلادنا عاجلا وترك الشعب الأفغاني ضماد جروحه التي أصاب بها في الحرب التي امتدت لأكثر من 30 عاما، بالعيش في أمن وسلام .
إمارة أفغانستان الإسلامية
26/3/1438 هـ ق
6/10/1395 هـ ش 26/12/2016 م