ذلك هو كرازاى الذي تم تسويقه أمريكيا في بداية غزو أفغانستان على أنه “مقاتل في سبيل الحرية ” نقلته المروحيات الأمريكية إلى ولاية قندهار ليقود القبائل، وهناك أصيب بجروح بواسطة قصف مروحيات أمريكية أيضا.
هكذا تحول عميل الإستخبارات الأمريكية ومستشار شركات النفط متعددة الجنسيات إلى بطل تحرير !!.
تلك المهارة الأمريكية في صناعة الأبطال وتسويقهم ونسج الأساطير الخيالية حولهم، وإسباغ الصفات المهولة حول قدراتهم وإنجازاتهم، ثم إستخدامهم إلى أن تنتهي الحاجة إليهم وينتهي الدرس أو المسرحية وتحل مسرحية أخرى وتجيء وجوه جديدة وممثلين جدد.
ولكن آلة الدعاية الأمريكية تحاول تسويق البضاعة الفاسدة مرتين, وذلك لإفلاسهم وعجزهم عن تصنيع ألعوبة أخرى للدور الجديد.
إنهم يبحثون عن زعيم بطل، يقود أفغانستان في مرحلة ما بعد الإنسحاب الحتمي من أفغانستان فلم يجدوا أحدا هذه المرة سوى نفس البطل الفاشل شكلا ومضمونا .. المدعو “كرزاى”.
منذ أكثر من عام وتهيئة كرزاى لهذا الدور ماضية على قدم وساق, فموظف الإستخبارات المركزية الأمريكية ومستشار إحتكارات النفط، تحول إلى معارض للإحتلال، ولكن معارضة مهذبة وفى إطار القانون والدستور الذي وضعه الإحتلال.
كرزاى ليس عميلا للإحتلال بدليل أنه يشكل لجان تحقيق في الضربات الجوية التي يقوم بها الطيران الأمريكي ضد المدنين، ويصل به الشعور الوطني إلى حد تشكيل لجان تحقيق في مجازر ينفذها جنود أمريكا والناتو في القرى، وهي خطوة جريئة جدا، رغم أنها لا تصل أبدا إلى نتيجة.
ومؤخرا زاد كرزاى من جرعة الوطنية الزائفة وهدد بإعتبار قوات أمريكا وحلف الناتو قوات إحتلال ( إذا واصلت ضرب منازل المواطنين ) وأصدر “قرارا” بوقف تلك الضربات معلنا أن مجزرة الأمريكين في هلمند ستكون الأخيرة.
ولم يعلن الرئيس الخشبي كيف سينفذ قراره هذا على تلك القوات, فإذا كانت قوات أمريكا والناتو خلال السنوات العشر الماضية وعشرات الآلاف من الشهداء وملايين المهجرين، كل ذلك لا يجعلها قوات إحتلال في نظر الرئيس، فمتى يتكرم ويعتبرها كذلك ؟؟. وهل يمكنه الإستمرار في الحكم لثانية واحدة بعد رحيلها ؟؟.
السفير الأمريكي في كابول دخل على خط المزايدة وشجب علنا تهديدات كرزاى وقال أن صبر بلاده قد نفذ من وصف كرزاى لقوات بلاده أنها قوات إحتلال.
وتحت دخان تلك المعركة الزائفة يمضى كرزاي عميل المخابرات الأمريكية في تمرير إتفاق استراتيجي مع الإحتلال الأمريكي يضمن له قواعد ثابتة للجيش والإستخبارات لمدة زمنية مفتوحة.
أى أنه في ظل معركة كلامية موهومة يمرر مع الأمريكيين مشروع إستعماري عسكري حقيقي وأبدي لأفغانستان في مقابل “جيش مجهز تماما ويمتلك طائرات “إف 16”!!.
ذلك مطلب كرزاى، وهو مطلب أمريكي أيضا لأن أمريكا تريد تفويض عمليات القتال للجيش المحلي الذي يريدونه متضخم عدديا ومجهز بالمعدات حتى أسنانه.
فيكون أداة قتل للشعب وأداة تهديد للجيران إلى جانب خمسة قواعد عسكرية / استخبارية عظمى تتيح لأمريكا تدخلا موسعا في كل المنطقة، وتكون قواعد عالمية لصناعة وتوزيع الهيروين.
ملف الصمود / بقلم: مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
copyright@mustafahamed.com
خاص : مجلة الصمود عدد 62 شعبان 1432 هـ يوليو – اغسطس 2011 م
المصدر : موقع الصمود – امارة افغانستان الاسلامية
http://alsomod-iea.com/index.php