دعم إستراتيجى من طهران إلى كرزاى
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world
فى إطار التنابذ بالألقاب على المستوى الرسمى بين الدوائر العليا فى كل من واشنطن وطهران أعلنت الأخيرة عن قائمة عقوبات تضم 26 إسما لأمريكين كبار متهمين بإنتهاك حقوق الإنسان وإرتكاب جرائم تعذيب وتهريب مخدرات . وذلك يهمنا كثيرا فى أفغانستان حيث أن قضية المخدرات هى السبب الأول لتلك الحرب الظالمة التى شنتها أمريكا لتحويل تلك البلاد إلى أكبر مزرعة للأفيون فى العالم وخلال التاريخ البشرى .
أهم الأسماء التى حوتها القائمة الإيرانية هما الجنرال ديفيد بترايوس القائد الحالى للقوات الأمريكية فى أفغانستان وتهمته هى قتل وتعذيب المدنيين فى أفغانستان والعراق ، والتورط فى تجارة وتهريب المخدرات . كما شملت القائمة أيضا إسم ستانلى ماكريستال القائد السابق للقوات الأمريكية فى أفغانستان ، وقد نال نفس الإتهامات .
وبعد أسبوعين من نشر القائمة زار كابل وزير الدفاع الإيرانى على رأس وفد رفيع المستوى تلبية لدعوة نظيرة الأفغانى عبد الرحيم وردك ، لبحث ” القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ” .
وبالتالى قد نستنتج أن هناك رابطا ما بين وضع إسم بترايوس وماكريستال فى قائمة العقوبات ، وتلك الزيارة العسكرية رفيعة المستوى . وربما ذهبت بعض التوقعات إلى الظن بأن إلقاء القبض على هذين الجنرالين الأمريكيين قد يكون من مهام الوفد العسكرى الزائر .
ومعروف أن الجمهورية الإسلامية قدمت دعما حاسما للحملة الأمريكيية على أفغانستان بتقديمها ” إستراتيجية” أدت إلى إنتصار أمريكا فى الحرب حسب قول خاتمى رئيس الجمهورية وقتها، والتى دعمتها أقوال رفسنجانى رئيس “تشخيص مصلحة النظام” .
وما زالت السياسة الرسمية والإعلام الرسمى فى طهران تعتبران كلا من الإحتلال الأمريكى لأفغانستان والمجاهدين الأفغان ” حركة طالبان ” عدوان أساسيان للجمهورية الإسلامية ، وإعتبار كرزاى ونظامه صديقان استراتيجيان لها . وتلك أحجية تستعصى على التفسير . فكيف يكون الإحتلال والمجاهدين على نفس الدرجة من السؤ بينما الحكومة العميلة للإحتلال صديقا استراتيجيا ؟. وهو تكرار حرفى لموقف الجمهورية الإسلاميه من العراق أيضا، فهل يستقيم القول : ” إننى أكره الإحتلال الأمريكى ولكننى أعشق ظله الذى يمشى على الأرض ؟؟” .
قد يدفع ذلك البعض إلى الإعتقاد بأن الثورة على نظام الشاه كانت عملا يستحق الإعتذار عنه.
على أى حال إنتهت الزيارة بسلام ، وأفلت بترايوس من العقاب ولم يتم جلبه للمحاكمة . وانتهت الزيارة العسكرية التاريخية التى كانت هى الأولى من نوعها منذ 92 عاما ، بتوقيع إتفافات أمنية وعسكرية ، أى جرعة من الدعم الإستراتيجى القوى لنظام كرزاى ، وتلويح بنوع آخر من الحروب الداخلية فى المنطقة خطط له البعض، ويسعى إليه البعض الآخرمسرعا وبأعين مفتوحة .
ويسهل فهم ذلك إذا تمكنا من فهم كيف أن كرزاى الذى جاء على ظهر مروحيات الإحتلال ، وعميل المخابرات الأمريكية، وأحد أكبر تجار المخدرات فى أفغانستان والمنطقة ، وأحد أكثر الرؤساء فسادا فى قارة آسيا والعالم ،هو صديق حميم ، بينما حركة طالبان المجاهدة هى العدو الإستراتيجى للجمهورية الإسلامية !!!.
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world