بين يدي رسالة القاعدة إلى موقع ” مافا السياسى “
بقلم / عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة) الجزء الثاني
الفهرس
في الجزء الثاني :
– المقدمة
– تعريف بالكاتب
4- الرسالة الرابعة/ لأبناء الأمة: من الدعاة .. أو من ظنوا أننا ننافسهم ..
5- الرسالة الخامسة / بغال التحميل .. الحقيقة والوهم ..
في الجزء الاول :
– المقدمة
– تعريف بالكاتب
1- الرسالة الاولي / نـصـاعـة الـرايـة
2- الرسالة الثانية / الشعب الأفغاني المسلم
3- الرسالة الثالثة / بين فكي الهزيمة
مـقـدمـة:
خمس مقالات لاينقصها الصدق أو حرارة العاطفة أرسلها أحد أخوة الجهاد ورفقة السلاح القديمة فى أفغانستان . أطلق على نفسه هنا كنية جديدة هى (عابر سبيل) وهى صفة تجمع جيل كامل طحنته أحداث أكثر من عقدين من الزمان حفلت بصراع تاريخى ثقيل الوطأة خاضه ذلك الجيل بلا قيادة حقيقية وبلا خبرة مسبقة.
سلاحة الوحيد كان إخلاص شديد وفدائية كاملة ، أو “روح الإستشهادية” بمعنى أوضح.
تعرض ذلك الجيل للخذلان والمتاجرة والتواطؤ والعدوان الوحشى، بل والخيانة المكشوفة بعد أن تغير إسمها فى معجم النفاق المعاصر فأصبحت تدعى “واقعية سياسية فى عالم متغير ونظام دولى جديد” .
ذلك التعريف الجديد للخيانة فى ثوبها الحديث كانت ترجمته التطبيقية على ذلك الجيل المجاهد والإستشهادى يعنى الملاحقة والقتل والإغتيال الجسدى والسجون ثم التشويه والإغتيال المعنوى.
تتميز المقالات التى بين يدى القارئ الآن بالنفس الهادئ البعيد عن توتر التشنجات التى صارت صفة غالبة لمن ينتسبون أو ينسون أنفسهم إلى ذلك التيار الجهادى ، حتى جعلوا رؤية الناس ملتبسة ، إذ أختلط فى نظرهم الجهاد بالهستيريا العنيفة ، وإيذاء النفس والغير، والقتال على غير هدى أو بصيرة ، وقتل كل ما يمكن قتله من بنى البشر .
بهذا التواضع الواضح عند “عابر سبيل” والرغبة فى الحوار الهادئ والبحث عن الحقيقة ، يمكن أن تكون تلك المقالات الخمس مدخلا لحوار إسلامى داخلى ، ليس بهدف “جلد الذات” أو ” التبرئة من ماضى” أو ” تبييض وجه” من أخطاء ومشاركات مضت / حسب تعبيرات عابر سبيل/ بل بهدف فحص الماضى لأخذ العبر منه ، والتدقيق فى الحاضر وتعقيداته ثم التهيئة لمواجهة المستقبل.
يفتقر المسلمون بشدة إلى حوار داخلى صحى وصحيح ، كما يفتقد “الجهاديون ” بشكل أكبر إلى القدرة على مخاطبة بعضهم البعض لتوحيد البنادق المجاهدة فى بندقية واحدة، أو على الأقل ممارسة العمل الجهادى المقاوم طبقا لرؤية ودستور عملى موحد ، مع الإقدام على محاورة باقى المسلمين بروح إسلامية حقيقية لإعادة أمتنا الممزقة لتكون مرة أخرى أمة واحدة فى يقظتها وجهادها ومقاومتها لجيوش الغزاة فوق أراضيها جميعا ، ثم مخاطبة العالم كله بالعقل وبروح إنسانية مخلصة ، من أجل حياة عادلة وكريمة لجميع البشر على ظهر كوكب منهك ومهدد فى وجوده.
دون أن يعنى أيا من ذلك إسقاط السلاح فى مواضع الدفاع التى داهمنا فيها العدو فى أكثر من مكان من عقر ديار المسلمين ، ولا يعنى مهادنة الطغاة أو إقرارهم على ظلمهم وعدوانهم على شعوبهم وعلى جميع البشر .
ربما أعود مرة أخرى لمناقشة بعض ما ورد فى كلمات عابر سبيل ، وأظن أن كثيرين غيرى سيفعلون نفس الشئ، ولكننى أعتقد أنها بداية تستحق التقدير من جانب قيادات هامة فى تنظيم القاعدة لفتح نوافذ القلوب والعقول. وربما تصبح تلك الخطوة الأولية مدخلا إلى حوار إسلامى/ إسلامى ـ وحوار إسلامى / إنسانى ـ هادف ومثمر … وهذا ما أرجوه.
بقلم :
مصطفى حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
تعريف بالكاتب :
ـ “عابر سبيل” هو عضو قديم فى تنظيم القاعدة . إنضم إلى التنظيم فى أواخر عام 1989 وكان السوفيتت قد رحلوا من أفغانستان ، ومعركة جلال أباد الشهيرة دخلت مرحلة الإستنزاف البطئ.
ـ ليس من مؤسسى التنظيم ولكنه يعتبر أهم من تولى مسئوليات تنفيذية فى مجالات التدريب وإدارة المعسكرات والأمن والعمل العسكرى بشكل عام.
ـ فى عام 1995 قام بدور بارز فى الصومال ، وهناك أشرف على تدريب مجموعات صومالية ، وعمل على تفعيلها ميدانيا.
ـ كان له دور بارز أيضا فى معركة قندهار الأخيرة عام 2001 ضد القوات الزاحفة عليها والمدعومة من الجيش والطيرن الأمريكى.
ـ بعد إستشهاد كل من أبو عبيدة البنشيرى ” 1996″ ثم أبو حفص المصرى “2001” وهما مؤسسا تنظيم القاعدة مع أسامة بن لادن ، أصبح “عابر سبيل” أقدم وأهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى ذلك التنظيم.
معدن نفيس .. غير قابل للكسر ..
ومشتروه هم المجاهدون .. فقط ..
راية إسلامية .. لا شائبة فيها ..
( آمل من المشرفين على موقع مافا نشر هذا الإعلان .. وتوزيعه إن أمكن .. )
4 /5
لأبناء الأمة
من الدعاة .. أو من ظنوا أننا ننافسهم ..
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
هل نحن فعلاً نظهر ما نعتقد؟! .. هل كل هؤلاء الدعاة والعلماء الذين يظهرون على الفضائيات خاصة في البرامج الحوارية التي تناقش الفكر والمنهج والاستراتيجيات .. وتستشرف المستقبل .. وتحاور مختلف الأديان .. وتناقش المذاهب الفكرية على كافة توجهاتها .. متبنين في ذلك منهج الحوار بين طرفين .. مستضيفين منظرين ومفكرين يمثلون وجهات النظر المختلفة .. فهل كل هؤلاء فعلا منصفون أو يعتقدون ما يتحركون به؟. ..
هل فعلاً عندما يتعرضون لقضية يناقشون كل جوانبها حسنها وسيئها وما بينهما؟ .. أم أنهم يعقدون برامجهم لإظهار وجهة نظر تم ترتيبها مسبقا وأعد البرنامج من أجلها؟ .. هل نحن نعتقد وكذلك هم أنهم على الحياد؟. .. وأنهم يبتغون وجه الله بذلك؟. ..
فإن كانت الإجابة بنعم .. فمعنى ذلك أنهم صادقون مخلصون فكيف وهناك من يقول أنهم متناقضون مع ما يعتقدون .. وإن كان الجواب لا فبذلك نصمهم بعدم المصداقية وقد نحرمهم حقاً هم به جديرون .. وعليه فإن الإجابة العامة سوف تحرمهم أو تمنحهم ..
وللإنصاف فالجواب على هذه التساؤلات وغيرها يحتاج إلى تفصيل ..
بداية فهؤلاء وفضائياتهم لا يعملون في مناخ فارغ من أي معوقات .. بل الضغوط عليهم أكثر من غيرهم .. لأن المناخ العام العالمي والإقليمي والمحلي في هذه القرية المعولمة له شروطه وقراراته .. وهي كلها ضد الإسلام كدين والمسلمين كأمة .. أي أن الأمة بمفهومها الصحيح تحت راية الإسلام مرفوضة على المستويات السياسية الثلاث .. فكيف يعمل هؤلاء إذن؟. .. أولاً نحن نظن أن أغلبهم مخلصون .. وأنهم عندما دخلوا إلى هذا الميدان دخلوه في إطار موازنة شديدة الحساسية .. السير فيها أشبه بالسير على حد السيف .. تختلط فيها الإستراتيجية بالتكتيك وقد يغلب التكتيك الإستراتيجية .. وساعتها يكونوا قد سقطوا في حلقة لا نهاية لها ولا بداية .. فإستراتيجيتهم خدمة الدين وتكتيكهم وفق مبدأ أن ما لا يدرك كله لا يترك جله .. وأن المرحلية يلزمها التدرج ..
مع أنهم يعلمون أن مقتضى لا إله إلا الله لا يقبل بهذا .. وهناك فرق بين التدرج والتنازل .. فالتدرج صعود لدرجات الإسلام خطوة خطوة ومرحلة إثر أخرى .. لمجتمعات لا تدين بالإسلام .. لكن ما يقدم يعد في باب التنازلات لا في باب التدرج .. فالتنازل هبوط ما صعدوه من أجل وجه الحكومات دركة دركة .. فكيف نجمع بين الصعود والهبوط في معنى التدرج!! ..
وهنا يحوم سؤال في سماء الفكر بلا جواب .. لأن السؤال نفسه قد يكون صحيح عند البعض .. وخطأ عند البعض الأخر .. أما السؤال فهو .. ما هو التدرج الصحيح والمقبول عند الله من الدعاة والعلماء مع المسلمين؟!!!. .. وما هي موضوعات هذا التدرج؟!! .. وعلى من يدخل للرد في هذا الباب عليه أن يحتاط لنفسه .. حتى لا يصف عموم الأمة المسلمة بغربة الإسلام عنهم فهذا غير مقبول عندي .. فالأمة والحمد لله مسلمة مؤمنة بربها متمسكة بدينها والخير فيها إلى يوم القيامة .. وهل سيوصف الأنظمة التي يعمل تحت سلطانها بما فيها ..
إن الهامش الذي سُمح لهم به يمنعهم من توجيه الطعنات للأنظمة الحاكمة التي يعملون تحتها .. والنقد في حدود المسموح به .. له سقف يعجزون عن تجاوزه .. وأعداء الأنظمة بالتالي يجب أن يكونوا أعداء لهم .. يمنعونهم من الظهور أو التعبير عن آرائهم وفكرهم .. وإن أقاموا حلقة عنهم فيتم استضافة كل من يثبت وجهة نظر النظام الحاكم .. على الرغم من زعمهم أنهم في البرامج الحوارية المرتبطة بقضية لها طرفان أو أكثر فإنهم يستضيفوا كل الأطراف لكي يعرض كل بضاعته .. لكنهم هنا يناقضون أنفسهم .. ويصبح أغلب هذه الحوارات معدة من أجل تشويه الخصوم وإظهار نقائصهم والباطل عندهم .. فإن كان عندهم حق لا يمكن نقده تجاهلوا وجوده .. فإن قيل لهم لماذا لم تستضيفوا من يمثل التيار المعارض ادعوا العجز عن الوصول إليه لأسباب أمنية .. فإن قلت لهم إن حواركم ناقص ردوا بعدم ترك الوقت يمر في قضية قد تسبب أضرار للمجتمع ولا بد من تغطيتها على الرغم من النقص الحاصل .. فإن تصالح النظام الحاكم مع أعدائه وخصومه فساعتها فقط يمكنهم أن يطلوا من شاشاتهم .. ويسهل الوصول إليهم .. وتنتفي كل الحجج التي سيقت من قبل لإخفاء صوتهم .. فإن عاد العداء والخصومة عادت معه القطيعة .. وهكذا دوليك ..
وهي بهذه التبعية تمارس طمساً تخفي به التوجه الفكري والسياسي المناوئ .. وتناقض حرية التعبير وحق الرد .. بل قد يذهب البعض أبعد من ذلك فيشن حربا ضد المناوئين للنظام تلبية وطاعة لأمر ولي الأمر .. وبعضهم يحاربه ظنا أن من يحاربهم تعجلوا أمرا كان التريث فيه أفضل .. وكثيرون منهم يحاربونه كل بحسب مشاربه .. وبعضهم يتوقف عن ذلك ولا يظهر في أي الصفين يقف .. وبعضهم يدعوا للمجاهدين في الجملة .. فمتى يعرف الناس الحق ..
ومن أهم هؤلاء المحجوبين عن حق الرد .. المجاهدون .. فمن باب طاعة ولي الأمر ومعصية البارئ سبحانه .. ومن باب ظن المنافسة على التوجهات .. ومن باب رضا الغرب وعدم إيذاء مشاعره .. ومن باب أن المحيط الإقليمي لا يسمح بذلك .. ومن باب الوسطية الجديدة .. سرقوا حق المناوئين في الرد .. ومُنع المجاهدون عن التعبير عن فكرهم .. وأوصدت في وجوههم الأبواب إلا فيما ندر .. فما استضافوا إلا من أعياه الصبر على الطريق واضطرته الظروف للعودة لدياره .. أو ضاقت به السبل فركن في الغرب وفق شروطه .. وما تكلموا إلا عمن وقع في الأسر واضطره السجان إلى أن يؤلف ما يكفر به عما سبق في حق النظام الحاكم وأسموها مراجعات .. فهل يتوقع أحد من أي من الأصناف السالفة أن يحكي غير ما يملى عليه .. أليس كلهم تحت وطأة إكراه النظام وكغيرهم من أفراد الشعب سلبت إرادتهم .. وتبقى لقلوبهم المطمئنة ما ادخروه فيها .. هل سمعتم يوما أن فضائية إسلامية اجتازت حدود أفغانستان لتلتقي بمن يمثل المجاهدين ويعبر عن فكرهم .. هل سمعتم أنها فكرت بهذا فقط مجرد فكره .. ولأنهم واقعيون يعلمون أن الأنظمة الحاكمة لن تسمح لهم بذلك .. ليستمر الحجب .. وهم بهذا الحجب قد منعوا جمهورهم من القيام بأهم مبادئهم وهو حق الاختيار بين المعروض .. فلم يكن هناك إنصاف في العرض .. كما لم تترك فرصة للمشاهدين للاختيار ..
وأحب أن أؤكد أننا لا ننكر أيضا أن الفضائيات الإسلامية تعالج الكثير من قضايا تزكية النفس وترقيق القلوب .. وعلاج المشكلات الاجتماعية .. والخوض في العديد من القضايا الفقهية والخلافات المذهبية .. ومناقشة منتسبي الأديان الأخرى في حدود المسموح به .. ولا ننكر أن في ذلك الكثير من الخير .. كما لا ننكر أنها تدعم وتحرض على وجوه الإنفاق للمحتاجين من أبناء الأمة .. كما أنها أيضا تعرض قضايا وبرامج أقل أهمية نتفق في بعضها ونختلف في البعض الأخر منها معهم ..
وحتى لا أنسى فالكثير من القنوات الفضائية العالمية تتعرض لنفس القضايا .. قضايا إصلاح المجتمع كلا وفق ثقافته .. بل كثير من برامج هذه الفضائيات مترجم للعربية .. بل إن بعض القنوات الإسلامية قلدت عدد من برامجها الخدمية أو المتعلقة بالمسابقات وما شابه .. كما لا يمكن لأحد أن ينكر أن كثير من كفار النصارى يقومون بأعمال ظاهرها الخير البين وينفقون مليارات النقود عليها .. بل إن البعض يهب نصف ماله لأعمال الخير .. ولكنها يوم القيامة تصبح هباءً منثوراً .. لا قيمة لها لأنها لم تأتي مع شهادة التوحيد ..
وتعاودني التساؤلات مرة أخرى فيما يقدمونه !! .. هل هم حقا اجتهدوا فخلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً؟ .. وهذا الخلط يصب في مصلحة من؟ .. وهل يصل هذا الخلط إلى حد تلبيس الحق بالباطل؟ .. وهل يترك عوام الأمة في تيه عاجزين عن التمييز بين الحق والباطل؟ .. والسؤال الأهم هل الفكر أهم أم تزكية النفس أهم؟ .. هل صفاء العقيدة أهم أم أن المعاملات أهم؟ ..
إن كانت الأنظمة الحاكمة توجه سهامها لصدور المجاهدين العارية فإن الفضائيات التي تمارس العمل الإسلامي طعنت بخناجرها وألهبت بسياطها ظهور المجاهدين .. فألقوا عليهم تهم بالضلال .. وأمطروهم بكافة الأوصاف .. وذهبوا يشوهون المجاهدين حتى ليشعر السامع أنهم بلا مشاعر أو أحاسيس .. أنهم جهلة لا يفهمون السياسة .. ولا يعرفون قوانين نشأة الأمم والحضارات .. ولا يفهمون في الحرب ولا فنونها .. خطابهم الإعلامي جاف .. وإستراتيجيتهم غير واضحة .. أو ليس لديهم رؤية مستقبلية .. وما هي نظرتهم لغير المسلمين .. وما مدى قبولهم للأخر .. وماذا يفعلون مع المعارضين .. وكأن المجاهدين سوف يأتون بدين جديد .. وكأن الإسلام لم يرد على هذه التساؤلات قبل أربعة عشر قرنا من الزمان .. واستمر يجيب خلالها كلما ظهر جديد .. ونسوا أن الإسلام دين فيه مناصحة لا معارضة .. سقطوا في هذا لأنهم استخدموا في ذلك نفس العبارات التي يطلقها الغرب والأنظمة الحاكمة على المجاهدين .. ويزعموا أن المجاهدين يكفرون المجتمع والمجاهدون من ذلك براء .. ولكنها الحرب النفسية .. على الشعوب حتى لا يقفوا مع أبنائهم وينصرونهم .. والعجب أنه مع إنفاقهم وجهدهم وكل ما يفعلوه فالأمة تقف بثبات مع أبنائها .. لماذا؟ .. الجواب بعد هذا التمهيد ..
ونقول لكل من يجلدنا أن عزاؤنا في ذلك أننا نشأنا في بيئات تم تجهيلها .. تآمر العالم عليها لعلة الدين .. فأدخلت شعوبنا الإسلامية في غياهب الجب .. وأوصدت في وجوهنا المسلمة أبواب المعرفة .. فلم نجد من يعلمنا .. ومن تعلم وجرب قبلنا كان أنانيا فاحتفظ بأسرار تجربته لنفسه .. ومن هم على شاكلتنا من إخواننا من أبناء الأمة لم يجدوا ما يفعلوه فادعوا لأنفسهم فقط الحكمة .. وحولوا مجالسهم ومنتدياتهم وإعلامهم إلى التندر والتفكه بأخطائنا .. وكأننا لم نقدم أو نضحي .. وكأننا كنا نتنافس – مع من يغضون هم الطرف عنهم – على سرقة مقدرات الأمة والتقرب بها إلى الغزاة .. وكأنهم بما أسموه معارك دخول البرلمانات لم يصبغوا النظم الحاكمة بالشرعية .. وأن من نجح في الدخول منهم تمكن من تحقيق انجازات تذكر .. وكأن هامش الحرية والاحترام التي تحققت في العالم الإسلامي بسبب مناوراتهم السياسية لا بسبب السلاح الذي حمله المجاهدون .. وحالهم كحال الدول التي رزحت تحت نير الشيوعية ثم حظيت بالتحرر منها ويظنون أن السبب هو تفرد الولايات المتحدة بالعالم لا هزيمة الروس أمام المجاهدين .. وما أشبه حالهم بدعاة الحكومات الذين يرون اعتناق الكثيرين من أهل الغرب للإسلام بسبب مراكزهم الثقافية لا بسبب الحادي عشر من سبتمبر .. مع أنهم في الغرب يقرون بذلك .. فهل نعصب أعيننا وندعي العمى .. هل نستسلم للهزيمة واليأس أم ننزع ثوب الخزي عنا .. هناك أشياء لا تشترى والموت في عز خير من حياة الذل .. لقد ماتت الغيرة في قلوب الكثيرين لكنها لم تمت في قلوبنا .. لم تسمح لنا غيرتنا بالتقاعس فاجتهدنا لنتعلم ما هو متاح رغم التضييق والمنع .. ورغم شدة ما يمارس علينا من تغريب وإقصاء للدين .. وبقدر ما حصلنا من علم وبضغط من ظروفنا وأعدائنا تحركنا نحو التغيير .. هل درسنا أعدائنا .. نعم .. لكننا لم نبذل الجهد الكافي لمعرفة قدرة المحيطين بنا على تحمل الضغوط .. وكانت هذه من ثغراتنا .. ولم يعد أمامنا لاكتساب الخبرة إلا التعلم من التجربة حلوها ومرها .. خطأها وصوابها .. بذلنا الكثير من التضحيات .. وبذلت الأمة معنا ووقفت معنا وتشبثت بنا .. لأنها لم تجد غيرنا على ما فينا من قلة تجربة .. ولأنها تعلم صدقنا وأمانتنا وإشفاقنا عليها .. وأن إستراتيجيتنا هي أن تحيى أمتنا وفق منهج الله .. لا يذلها أحد ولا يسرق مقدراتها أحد .. وأن تعاود ممارسة دورها الذي قدره الله لها في عمارة الأرض .. وأن محركنا الرئيسي هو إرضاء ربنا ..
يا دعاة المسلمين علماء ووعاظ وطلبة علم .. ويا كل من ينتسب إلى تيار إسلامي .. لستم أعداءنا بل أنتم شركاؤنا في التغيير وفي الأرض .. رد فعلنا تجاهكم هو دعوتكم والنصح لكم والأخذ بأيديكم .. أيدينا بالخير لكم ممدودة .. صدورنا لا تحمل لكم غل أو ضغينة .. نفوسنا تتوق لأن تكونون في الصف معنا .. لقد قدمتم الكثير من الأعمال منها الصواب ومنها الخطأ .. ورغم ذلك صبرنا على محاولاتكم الكثيرة وما فيها من أخطاء .. لم نحتقركم .. ما يسر الله لنا الرد عليه تكلمنا فيه بأدب .. ولم نمنعكم حق الرد فجبهاتنا مفتوحة لكم .. ومنتدياتكم وإعلامكم مغلق أمامنا .. فتحتم بابكم لكل المناهج والأديان وأوصدتموه في وجه إخوانكم .. تكلمتم علينا وكلتم لنا الاتهامات .. ولم تسمحوا لنا بحق الرد .. أما نحن بينا ما أخطئتم فيه ولم نحتكر الحكمة فسلبنا حقكم فيها .. لم ندعي أحادية الطريق بل قلنا إن له حارتان الدعوة والجهاد .. كما لم ننافسكم .. ولكنا أدركنا أن الجهاد مهمته تمهيد الأرض وإزالة ما يعيق تقدم الدعوة .. حينما حملنا السلاح استرجعتم الكثير من العزة التي سلبت مع الأيام .. والخلاصة التي يجب أن تعلموها جميعا سواء من كان معنا وتاه أو من يظن أننا ننافسه على مكتسبات أرضية أن عدونا واضح وسيوفنا له وحده لتحرير الأمة منه .. وأن الإسلام قادم فكونوا معنا ننتصر سويا .. ونحقق خلافة الله في الأرض .. معاً دعوة وجهاد .. هذه هي إستراتيجيتنا .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
5 /5
بغال التحميل .. الحقيقة والوهم ..
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
عندما تتبدى الحقائق القديمة أمام أعيننا .. نذهل .. وكأنها اليوم فقط اكتشفت .. وأول ما نبادر به أن نَصمَ بها أنفسنا .. ولا نصرفها إلى من يستحقها .. والسبب في ذلك أننا نعشق جلد أنفسنا .. ونلقي عليها دائما باللوم .. ونحول أخطاءنا إلى كبائر .. وكبائر خصومنا إلى صغائر .. وبدلا من العمل على إصلاح ما أخطانا فيه نأسر أنفسنا في أخطاءنا ونواصل جلدها .. وننظّر لأعدائنا بأننا لا يمكننا النجاح أبداً .. فنضيع في هذه المتاهة حتى نتحول إلى فلاسفة في الضياع .. فنظل نراوح مكاننا .. وحداؤنا فيه أخطاؤنا .. فلسفتنا أن نبيض وجوهنا ونهرب من إثم المشاركة وإلقاء العبء والوزر كله على شركاء الأمس .. رؤية أو فلسفة يصعب الفكاك منها .. نخدر بها أنفسنا ونعيش في ظلال أحلام اليقظة …
لماذا كل هذا والله سبحانه لم يغلق باب التوبة .. لماذا كل هذا الجلد ومن الممكن إصلاح الأخطاء .. لماذا هذا ونحن يمكننا أن نسمع لبعض ونعفو ونغفر .. لماذا ونحن نقر بأخطائنا فلا يزعم أحد أن الحركة الجهادية لا ترتكب أخطاء وتسقط أحيانا في عثرات .. لا ينكر أحد هذا .. نعم نحن نخطأ كما يخطأ كل بني آدم .. وهناك أخطاء كبيرة وأخرى كثيرة صغيرة .. ولا توجد مسيرة بدون أخطاء .. فهل نعمل على تصحيحها أم نجلس للتباكي عليها .. هل نجلس لنجلد أنفسنا أم نعمل على تحسين وإحسان مسيرتنا ..
نحن نخطئ!! .. نعم نحن نخطئ .. ومازلنا نخطئ .. ومن أخطاءنا أيضا أننا نستخدم المصطلحات الصحيحة على الجهات الخطأ .. وعلى هذا جرت العادة .. قدرتنا على تشخيص الداء أصبحت جيدة .. ولكننا لازلنا نجهل أو نختلف في الأسباب والمناخ الذي ولده .. أما الدواء فالخلاف فيه أعمق .. ولهذا نتأخر كثيراً حتى نختار الدواء السليم .. وحتى بعد أن نعرف الدواء نستمر في مناخ من المد والجزر .. فالأسوأ أننا لا نحب أن نتناول الدواء .. لمرارته .. وقسوته .. بل إن البعض يفضل تحمل الألم حتى الموت على أن يتحمل طعم الدواء .. أو يخشى جراحة تبتر عضو مقابل حياة أعضاء ..
أعتقد بكلماتنا السابقة أكون قد قدمت إيضاحا لكل من نصحنا .. وأرضينا من غضب علينا ظنا منه أننا لا نستمع له .. ولا يعني هذا أن الخلاف قد ارتفع بل هو موجود ومستمر بحكم التنوع البشري .. فتارة يكون الحق لهم وتارة يكون الحق لنا ..
عبارة “بغال التحميل” أطلقها واحد من أكبر رموز الجهاد في أفغانستان .. الشيخ أبو وليد أو المهندس مصطفى حامد .. ولكنني والكثيرين نختلف معه قديما وحديثا .. وإلى أن يشاء الله حول هذه العبارة .. ومع هذا فيجمعنا به الكثير من الهموم المشتركة التي لا يمكن بحال من الأحوال أن يفسدها رأي أو لفظ .. كما أننا نتفق معه في كثير من القضايا .. فكلانا أبناء تيار واحد ومسيرة واحدة لا تراجع فيها أو استسلام .. فالشيخ أبو وليد له تاريخه الحافل الذي لا ينكره أحد .. فنقش التاريخ غير قابل للتزوير أو الطمس ..
إن مفهوم بغال التحميل مفهوم قديم .. تبين لبعضنا في الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي .. فأطلقه بعضنا على المجاهدين لقلة خبرتهم في فهم الخبث السياسي للإمبراطوريات .. أما الحقيقة فهو أهم الأدوات التي تلعب بها القوى الكبرى .. وهو النتيجة التي يُثمرها مبدأ قديم عرف باسم فرق تسد الذي يعني الإيقاع بين الأطرف الأخرى .. ومن ثم تحميل هذه الأطراف تنفيذ أهداف القوة العظمى .. في إطار أن هدف كل طرف هو جزء من أهداف الإمبراطورية .. وعادة ما تدعم القوة العظمى كل الأطراف لكي لا تُحسم القضية أو الصراع .. وتستمر الحالة التي لا يربح فيها إلا الإمبراطوريات .. هذا التوصيف ليس اختراع جديد فهو معروف .. رغم معرفته فكثيرين أسرى له يعملون فيه لاعتباراتهم ومصلحتهم الخاصة دون مصلحة شعوبهم ..
وللتوضيح .. للقوى الكبرى مؤسساتها السياسية والأمنية والعسكرية .. والتي بنت إستراتيجيتها على أساس تحقيق المصلحة لا على المبادئ والشعارات .. وهذه المصلحة تصب فائدتها بفوارق على من يسكنون أرضها .. وعندما يُنظر لمؤسساتهم يرى البعض وجود تيارات متنافسة لكل منها رؤية في علاج القضايا .. ويُظن أن هذه التيارات تعمل ضد بعضها وأنها متناقضة في حين أنها متكاملة تسير إلى نفس النتيجة ولكن بتكتيك مغاير ..
وفي ضوء ما يُظن يرى البعض أن هناك فريق من العناصر الهامة في القوى الكبرى يناصرنهم ويتبنى قضيتهم .. في نفس الوقت هناك فريق أخر يناصر أعدائهم ويتبنى قضيتهم .. قد يرى البعض هذا فيظن أنها ازدواجية من الممكن الاستفادة منها .. ولكنها في الحقيقة انسجام لدى القوة العظمى توفر به الغطاء المناسب لكل طرف ليظن أنه صاحب الحظوة أو أن لديه لوبي داخل القوة العظمى يدعمه .. وما يُظن أنه تضاد يكتشف مع الوقت أنهم عملة واحدة لها وجهان كلاهما يعمل لمصلحته ولمصلحة بلادها ولكن بتكتيكات مختلفة لإضعاف من هم دونها وإبقائهم دائما في صراع لتظل هي الحكم العدل والمسيطر القوي .. والمستفيد الأكبر ..
ولمزيد من التوضيح أقدم نموذجا مثاليا لذلك .. ألم يكن فليبي مع عبد العزيز آل سعود ولورنس مع الشريف حسين .. وكلا من فليبي ولورنس عميل إنجليزي وكلاهما ذهب في اتجاه الأهداف الإمبراطورية للقضاء على الخلافة العثمانية وتدمير الجيش التركي .. فماذا كانت أهداف كلا من ( عبد العزيز وحسين ) …. كلاهما عاش في وهم أنه المختار وسيكون سيد الجزيرة والشام .. فهل كلاهما حمل على ظهره ما ظنه تقاطع مصالح .. أم كان لديهما علم بأنهما مجرد بغلين يحملان باتفاق واضح هم تحقيق الأهداف الإمبراطورية الحالية والمستقبلية .. ويساندهما في ذلك مستشارين .. والمتفاني منهما في خدمة هذه الأهداف سيبقى سيدا للجزيرة .. والأخر سوف يستمر بالخدمة لكن تحت درجة أهمية أدنى .. ومن علل أهمية بقاءه أن يظل يشكل بديل حتى لا يتمرد الفائز على سيده .. ويدركا أنه لولا وجود سيدهما لما كانا .. وبالتالي يعرفا دائما حجمها الحقيقي ..
تشكل الجملة التالية ملخص فلسفة الإمبراطوريات في باب بغال التحميل .. ” الإمبراطورية دائماً تختار البغل الأكثر انصياعا للأوامر وفي نفس الوقت لا تنسى البغل الأكثر غباء فتمن عليه .. وفي كلا الحالتين فهي لا تنزل أبدا عن صهوة أحدهما إلا لتسلمه لقوى أكبر وأقوي أو إلى وريث جديد للإمبراطورية .. وهذا الوريث لن يكون إسلاميا” ..
مما سبق تبين لنا أن هذه البغال كان لها أطماع وليس رسالة حياة .. كانت تعرف أنها تخدم قوة كبرى لتساندها في تحقيق هذه الأطماع .. كانت تدرك أن حقيقة المكاسب القادمة سيتم توزيعها حسب ما تراه القوى العظمى .. وأيضا حسب حسن خدمتها .. كانت تدرك أو أدركت بعد ذلك أنها ستظل عنصراً يدعم أهداف القوة الكبرى عندما يكون الدين مهما لتغطية أهدافها .. كانت تدرك أنها في سبيل المحافظة على مكتسباتها لا بد أن تغض الطرف على القضايا المصيرية من تقسيم للأراضي الإسلامية وتحويلها إلى دويلات .. كانت تدرك أنها لن تلعب أي دور ينفر منها القوة العظمى خاصة إذا كان الأمر متعلق باليهود .. كان لديها المستشارين الذين يجعلونها تدرك ذلك وأكثر .. والعجيب أنها منحت هؤلاء المستشارين لقب مسلم لتدلس على شعوبها .. وكأن الإسلام وسام أو وشاح يعلق على الصدر وليس دين ..
وهؤلاء البغال ذهبوا في غيهم ” أسموه فن السياسة” بعيداً .. فقد أسسوا مدارس تدرس كيف تعد ظهرك ليكون مركب رحب لعدوك .. كيف تكون لاعبا ماهراً في جذب الأقوياء وكسب ثقتهم أكثر من منافسيك .. ولا يوجد حالة شبيهة بهذا إلا حرص الزوجة على جذب اهتمام زوجها عن ضرتها .. ولها كل الحق في ذلك .. أم هم ( أي الحكام ومن كان في ركابهم ) فهم أسوء حالاً من أي أنثى تجتهد في الحفاظ أو لفت انتباه زوجها ..
إذن التاريخ يؤكد لنا قدم المعلومة وصحتها .. والسرد التاريخي السابق والحالي لمنطقتنا بينها .. وكلهم يدعي وصلا بليلى .. وليلى همها الذهب ..
ومن المخزي أن هؤلاء الحكام العرب والمسلمون أيضا لديهم ما يركبون .. فهذا الوصف ( بغال التحميل ) جعلوه يتعدي الصحفيين والعسكريين وغيرهم .. يتعداهم إلى نموذجه الأخطر العلماء “علماء السلطان” الذين يشترون دنياهم بدينهم .. يبررون كل أفعال الحاكم .. وأسرته .. ومن المذهل في زماننا هذا حالة لم تسبق في التاريخ .. وهي أن بعض “علماء السلطان” أدرك حقيقة حاكمه “البغل الأول” فتركه وذهب إلى سيدة الأعظم .. فتوجهوا نحوا اللاعب الحقيقي .. وذهبوا يبررون له وينصرونه ويؤكدون شرعيته يوم قالوا مقولتهم الخطيرة .. أن المرجعية للأمم المتحدة!!! ..
وعود على بدأ .. فيا شيخي الحبيب أعتقد أنك متفق معي أن هذه هي بغال التحميل .. وليس المجاهدين .. فأنا أعرف حبك للمجاهدين وحرصك عليهم ورغبتك الشديدة في العيش في أكنافهم .. وأتفق معك على توعيتهم وتعليمهم ورفع همتهم ولا أتفق معك على جلدهم .. فنقاء نفوسهم لا ينسجم مع خبث السياسة .. فأصحاب الوجوه المتوضئة هم عباد الرحمن المخلصون الذين باعوا أنفسهم لبارئهم لقاء ما عنده .. وشتان بين من باع ومن أجر وشتان بين المشتري والمستأجر .. فإن كان ينقصهم الوعي الكافي فهذا لا يمنحنا الحق لحشرهم مع العملاء .. كان يمكن أن تطلق على المجاهدين الكثير من الأوصاف إلا هذا وما كان على شاكلته .. فالمجاهدين لم يكونوا عملاء لأحد وإن شاء الله لن يكونوا عملاء لأحد .. كان لدى المجاهدين قلة وعي وعدم نضج .. ممكن .. لم يجدوا من يعلمهم ويكسبهم الخبرة .. ممكن .. خبرتهم السياسية ضعيفة .. ممكن .. نقائهم وحسن ظنهم يمنعهم من فهم ما يحاك في أنفاق السياسة .. ممكن .. كثير من الأوصاف يمكن أن تناسب المرحلة التي كان يعيشها المجاهدون .. أما خلق دور لهم في إطار الخبث السياسي والتي أظهرت وثائق موقع ويكيلكس المدى الأبعد لخبثها .. فمستحيل .. فعلى الرغم من قلة وعيهم إلا أنهم مخلصون لم يقدموا خدماتهم مقابل فتات ما يلقى إليهم .. فالبغال الحقيقية هي تلك التي أجرت ظهورها بطيب خاطر مقابل ما يلقى إليها من أعشاب .. أو تلك التي تعد الفتاوى مقابل المكانة الاجتماعية والإعلامية والعيش الرغيد .. وهذه فوارق جوهرية ..
وليفهم أهلنا في العالم الإسلامي كله .. أن بغال التحميل ( عملاء اليهود والأمريكان ) قد ربطت مصيرها ومستقبلها بمصير ومستقبل من يمتطيها .. وبالتالي فهي تجعل من كل هجوم على فارسها وكأنه عليها .. وليس لتحررها وتحرر شعوبها .. وبالتالي فسواء تحركت الحركة الجهادية لضربها أو ضرب سيدها فهي التي سوف تتولى المواجهة حتى تعجز .. ومن ثم سوف يتدخل السيد المهاب لإنقاذ نفسه متعللا بإنقاذ بغله ..
ولكن أؤكد لشباب الأمة أن يظل عملهم الجهادي على راكب البغل .. لأنه هو المفتاح الذي تفهم منه أمتنا المخدوعة حقيقة البغل وراكبه ..
إن وصف ( بغال التحميل ) هو وصف جامع مانع لكل من أعد ظهره ليركبه الغزاة .. ولله در القاعدة يوم تركت هذه البغال وذهبت تضرب من يمتطيها ..
وليفهم أيضا أهلنا في العالم الإسلامي كله .. أن راية المجاهدين اليوم في أفغانستان عرب وأفغان لا تقاطع مصالح فيها .. ولا هم بغال تحميل .. ولا يديرون حرب بالوكالة .. ولا هم عملاء لباكستان .. ولا هم أدوات المخابرات العربية .. بل حالة إسلامية نقية لا شائبة فيها ..
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد