أنقذينا يا غزة العزة!!! بقلم أبو حفص الموريتاني
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة كتبت تحية لصمود غزة الباسلة في وجه العدوان الصهيوني الرهيب، والتواطؤ الدولي والعربي المريب!
ولم يكتب لها أن ترى النور عند كتابتها أيام العدوان الأولى، ولعلها تراه في ذكراه الثانية، والعدوان لازال مستمرا.
بقلم : أبو حفص الموريتاني
محفوظ بن الوالد
عضو مجلس شوري جماعة القاعدة
المصدر:
موقع مافا السياسي
www.mafa.world
*********************
أنقذينا يا غزة العزة!!!
فؤادي مصـــابٌ كلَّ يوم مفــــــجَّعُ
فما عاد في القلب المفجَّع موضع!
ففي كل صبحٍ نَـستــــجدُّ مصيبـــةً
وكلَّ مساء بالــنوائب نُـــــــــــقرَعُ
إذا ما انجـــلى كربٌ توقعــتُ غيرَه
أظـلُّ لكــربٍ دائما أتوقَّـــــــــــــــعُ
لقــد كنـتُ مسـكونا بآلام أمَّـتــــــي
وما زلت، حتــى أحرفي تتوجَّــعُ!!
وقد كنـــت صبَّارًا على ما يصيبني
ولكن نَكْءَ الـقـرح يا غَــزَّ أوجــــع
لقـــد فجَّعْت قلبي مصــائبُ أمَّـــتي
وأنكأه هـولُ الـمـصـابِ المـــروِّعُ
فلا الشِّــعْرُ يـــدري ما يقول ولا أنا
من الهول أدري كيف يا غَزَّ أصنع!
يـفرُّ يــراعِــي من بنانـي وأحرفـي
وقرطاسُ شِـعري حســرةً يتمزَّع!
ومن ذا الذي يقـوى لهولِ مصيبةٍ
لديها الرواسي الشامخاتُ تصدَّعُ؟!
جمــاجمُ ملـقاةٌ، وأشـــلا تطايــرتْ
وأيدٍ توارت في الركـــام وأكْـرُع!!
فكــم من رضيـــع بيـــتُه هُدَّ فوقـَــه
ينــادي بصــوتٍ مثقـــــلٍ يتــــقطّـعُ!!
وكــم من يتـــيم تكسرُ الـــقلبَ حـــالُه
لــــه دمـــــعــــــةٌ منـــــهلةٌ وتوجُّع!!
يـــذيب قلـــوبَ الســامعين أنــــــــينُه
لــــه كـبدٌ حـــرَّى وقــلبٌ مـــروَّع!!
وكــــم من مســنٍّ مُقـــــعدٍ ومـــسِنَّـةٍ
وأرمــــلةٍ ولْــــهى وثكـــلاءُ تدمع!!
يــروح زُؤامُ المـوت فيـهم وَيغْتــدِي
له موطنٌ فـي كُــلِّ بـــيتٍ ومرتـــعُ!
فــفي كُــلِّ بَـيْــتٍ مـــــأتمٌ ومصيـبةٌ
وفي كلِّ حيـن ذاهــــبٌ ومُــــــوَدِّع!
وأنْفُـسُ أهـلٍ ذائباتٌ مـن الأســــى
بعيْن الرجا نحـوَ السما تتطلــــع!
* * *
لـئن كـان ذا يُدمي القلـوبَ فـظـاعةً
فـــإن خياناتِ القـراباتِ أفــظــعُ!!
فظلمُ ذوي القربى أشــدُّ مضــاضةً
وأمـضى و أنكى في النفوس وأوجع
ألا أبــعـــد اللهُ الــقـرابــاتِ كـــلـَّـها
إذا لـم تــــكــن عنــد النــوائبِ تدْفعُ!!
***
ألا لا تنادي.. من تناديـن؟ لم يَـعُــــدْ
لـديــهم ضـمــيرٌ يســـــتجاشُفيَسْمَعُ
دعـيهـم.. دعيــهم.. لا تلومي وتعتبي
(فــلومُ العـدى فـيمَا جنوا ليـــسَ ينفع)
لهم كلُّ هــــمٍّ دون همِّـــك شــاغـــل!
فيأسك أولى حيـن لم يبق مَطْــمَــــع
فذا هــادمٌ للـدين في ثــــوب خـادمٍ) !!
مظاهرُ جَــوْفـى والـمـــــظاهرتَـخدع
وذا عاكفٌ فــي معبد اللــهْو والخنــا
فـلِلَّهو يعطي حين يعــطـــي ويَمْـنَعُ!!
صـريعٌ بأحــــضــانِ الـغـــواني فهَمُّه
بطـــونٌ وأردافٌ تُــــــهــــزٌّ وأذرع!!
وذا متـخمٌ بـالنَّــــفط – والنــفط نعمة –
وكـم نعـمةٍ يشـقى بها الشـرقُ أجمع!!
ألــيــس حـراماً أن تمـــوتي من الظما
وتـسـبحُ في النفـط البـغايا وتَكْـرع؟!!
وذا ثَــمِلٌ بــالمـلــك تشقى بـِمُـلـكــه
ملايـين من هول الـذي تتــجـــرَّع!!
عبــيد بطـــون يـرفُـــضُ الذلُّ ذلَّهـم
يهون عليهــم أن يهـونوا ويخنعوا!!
مراكبهم ترْسُـــو وتبحرُ في الخــنا
مدثرة بالعارِ تمضـي وترْجــــــع!!
لهــــم كـلُّ ســـــبق في الميادين كلِّها
وفي حلبــات المـجد حسْرى وظُلَّــع!!
قُشُـــــــــورُهُمُ عُـــرْبٌ ولكــنَّ لبَّــهـم
يـهــــود! وبالقشر المزيَّف نُخـــدع!!
حـــملنا عـــلى أكــتافنا عسفَ حُكْمِهم
قــرونـا، ولا زلـنـا نُـداسُ ونُـصْـفــعُ!
فنـــصرخ في صمت! نمصُّ نزيفَــنا!
ونــــــقــتـل (حدَّا) حيـــنما نتــــوجَّع!
* * *
أغزةُ عذرا أنـــت أسمــــى مكــــانـــةً
وشـأنُك من كل القصــــــــائد أرفـــعُ
فمــــا الشعر إلا مــا كتبــــتِ بأحـرفٍ
تشع ضــــياءً كالضـــحى حين يطـلُع
فشـعـرك بركــانٌ من الرفــض ثــائـرٌ
وصـوتٌ مـدوٍّ بالــــكرامة يـــصــدع
ونـارٌ وإعصــارٌ تقـــض مضــاجعَ الـ
ــطـغــاة وريـــحٌ لا تقــاوَمُ زَعْــــزَع
فمنك تعلـــمـنا القصــــيدَ ونظمَــــــــه
وكيف الإبا والـنصرُ(بالفعل) يصـــنع
لقد صــادروا (أفعالَنا) فتحـــــــكَّــمت
بنا أحرفٌ صـارت (تَجـــرُّ وتَــــرفع)
فنقتات (أفيـونَ) الكـــلام وننتــــشي
وبالوهمِ والأحــــلامِ نرضى ونَقنع!
* * *
ألا عــلميـــنا كيـــف نحــــيا أعـــــزَّةً
وكيف جبــــاهُ الحــــق بالحق تُـرفع
ألا وامـنحــــينا للــــحيــــاة (وثيــــقةً)
نعــود بـــها نحـــَو الحـــياة ونَــرجــع
فنحــــن (بِدونٌ) دون معنى وجودنا
نذاد كــما ذيـد الطريدُ ونُـــدفــــــــــع
فلـيس لنا فــي ذا الوجود مكـــانة
وليس لنا بيـــن الخــــلائق موقِـــع
قبــائل شتــــى عنـــد كــــل قـبيلــــــة
أميرٌ، وسـياف يمــــنُّ ويقْـــطــــع !!
وعـرش، وبعران، وتــــاج، وخـيــمة
وعالم ســــوء يــستبيـــــح ويمــــنع!!
* * *
علـى أيِّ دين نحن أو أيِّ مـــلةٍ؟!
وهل أمة ترضـى بهــذا وتـقـنـــع؟
هـبـوا أنــــنا لا ديــــن يجــــــمع بيننا
أليــس المآسي والمصـــائب تجْمع؟!!
* * *
أغـزةُ عــذرا إن جمــــــحتُ ففي فمي
حــــريقٌ، وطعمُ النار ياغز موجــــع
وما قلت إلا بعضَ فيضِ مشــــاعري
فحالي لمثلي عند مثلك يشفـــــــــــــع.
بقلم : أبو حفص الموريتاني
محفوظ بن الوالد
عضو مجلس شوري جماعة القاعدة
المصدر:
موقع مافا السياسي
www.mafa.world