عدد المجلة : أحاديث المجاهدين : خذوا بضاعتكم الفاسدة.. وارحلوا
بقلم :مصطفي حامد ابو الوليد المصري
المصدر :موقع الصمود (امارة افغانستان الاسلامية) عدد 53
http://alsomod-iea.com/index.php
يوما بعد يوم تتكشف المزيد من فضائح مستعمري أفغانستان ـ أمريكا وحلفاؤها ـ ورغم الحصار الإعلامي الخانق والإظلام شبه التام على ما يحدث في ذلك البلد المسلم المجاهد، تظهر ومضات تشير إلى حقائق تحتاج إلى المزيد من التوضيح، وحتما سيأتي يوم تتكشف فيه كل الحقائق، ثم ويوم آخر للقصاص العادل من كل مجرم حسب ما جنت يداه.
المكابرة لن تجدي أمريكا وحلفائها ـ كما لن يفيدهم الكذب الكثيف مهما طال أمد انتشاره، فالظلام مهما كان مطبقا، تكفي شمعة واحدة لهزيمته.
وجيوش العدوان مهما بلغ عددها وعتادها، تكفي قلة من المؤمنين المخلصين لهزيمتها.
جربت الولايات المتحدة كل ما في جعبتها من خبرات استعمارية، ولكنها فشلت في أفغانستان في كل ما جربته ونجحت فيه في مناطق أخرى.
وفي الأخير اعترفوا أن أفغانستان “حالة خاصة جدا” وأنهم لم يقدروا الخصوصية الأفغانية بشكل صحيح قبل إقدامهم على تجربة الاحتلال المباشر لذلك البلد الفريد في خصائصه الدينية والبشرية والجغرافية والتاريخية.
فشلت أمريكا في استخدام القوة المفرطة لأنها وجدت نفسها أمام شعب مؤمن لا يخشى الكافرين المعتدين.
وفشلت في استخدام الخداع وقلب الحقائق رأسا على عقب لأن الشعب الأفغاني تجاوز منذ زمن بعيد قابلية الانخداع بحيل الأجانب المحتلين.
وجربت أمريكا سلاح الكذب، مستعينة بقوة الإعلام، ولكن عقود متتابعة من الصراع أكسبت الأفغان حساسية مرهفة تكتشف الأكاذيب.
وجربت وما زالت سلاح الفتنة وتفتيت القوى الأفغانية والمقاومة المسلحة والتماسك الشعبي، وهى تفشل باستمرار وتحاول باستمرار.
تحاول تفتيت المقاومة وتجزئتها وجعلها “مقاومات” وليس مقاومه واحدة.
وتحاول فصل المقاومة الجهادية عن شعبها المظلوم المجاهد وتحاول تفتيت الشعب نفسه إلى طوائف وأعراق متصارعة بالسلاح مستقوية على بعضها البعض بالاحتلال وقواته، كل ذلك فشل، ولكنه لم يتوقف.
وسوف يستمر الانتفاخ الأمريكي إلى أن ينفجر يوما من أساسه فوق الأرض الأمريكية وحتى فروعه الشيطانية في أرجاء المعمورة خاصة على أرض أفغانستان التي تدفعه دفعا نحو كارثة الانهيار الشامل.
# نجاح رئيسي حققه الأمريكيون وهو بدأ الآن في الانحلال، إنه فرض العزلة على أفغانستان ومقاومتها الجهادية.
فبعد أحداث 11سبتمبر دخلت الإدارة الأمريكية التي يقودها المحافظون الجدد ـ أو الفاشيون الجدد ـ حربا صليبيه ضد الإسلام وبشعارات دينية واضحة، وبنفسية
الرجل المجنون ـ وهو كذلك بالفــعل ـ أعلن جورج بوش أنه ” من ليس معنا فهو ضدنا “.
وانصاع له العالم بالفعل، وانتعشت نظرية “صراع الحضارات وأصبح “فوكوياما” نبيا للصليبية الغربية، وبدأت نظريته توضع موضع التنفيذ الدامي بواسطة أقوى جيوش الأرض في الولايات المتحدة، وأقوى تحالف في التاريخ وهو حلف الناتو، وبتحالف دولي لم يسبق لاتساعه مثيل شمل كل الأمم والحضارات، وحتى “الدول الإسلامية!!” في معظمها انحازت إلى تلك الحرب الصليبية ضد الإسلام.
وقالوا في البداية أنهم ضد إسلام معين متطرف، وما لبث أن اتضح بعد وقت قصير أن المستهدف هو الإسلام كله ومن أعماق جذوره.
والآن بعد تسع سنوات من الحرب الصليبية التي بدأت ضد أفغانستان وتبعتها حرب ضد العراق ثم أخرى ضد لبنان ثم أخرى ضد غزة، ناهيك عن حروب مزمنة ضد الإسلام في بقاع شتى من قارات الدنيا الخمس.
الآن بدأ ذلك النجاح الأمريكي بتفكك ويذوب تدريجيا.
إن إدانة منطلقات العدوان الأمريكي على أفغانستان ينبغي ترجمتها إلى إدانة سياسية لذلك العدوان، وإلى دعم عملي للمقاومة الجهادية في ذلك البلد.
إن دعم شعب مظلوم هو موقف أخلاقي وإيماني صحيح، ودعم جهاد شعب أفغانستان هو دعم لأمن المنطقة ضد العربدة العسكرية الأمريكية التي أخلت بالأمن وهددت جميع دول الجوار، وتهدد أمن وتوازن القوى الأساسية في المنطقة خاصة الصين وروسيا وإيران وباكستان وحتى الهند.
فأمريكا المسلحة بحلف الناتو لن تسمح بإنبعاث ثقافي وحضاري ناهيك عن الانطلاق الاقتصادي والعسكري لأي قوة من خارج الحضارة الغربية الصهيونية وعنصر الأنجلوساكسون.
كل هذه القوى في آسيا ينبغي عليها من أجل الدفاع عن نفسها ومستقبلها أن تدعم الشعب الأفغاني لنيل استقلاله وحريته بكافة السبل التي أهمها العمل العسكري.
إن دعم الجهاد الشعبي الأفغاني هو دفاع عن كل آسيا والعالم، وينبغي أن تساهم فيه القارة بأجمعها، والتي ينبغي أن تتعامل مع الإمارة الإسلامية على أنها طليعة الدفاع عن سلامة وأمن قارة آسيا ضد العدوان الأمريكي الأوروبي، وقائدا للشعب الأفغاني الذي يستحيل السيطرة الخارجية عليه بالقوة المسلحة، أو بأي وسائل أخرى.
لهذا فإن المعونات المقدمة في هذا المجال ينبغي أن تكون على أساس الندية والتكافؤ وتقسيم المهام الدفاعية والتحريرية، فالأفغان يحررون وطنهم، وعلى دول آسيا أن تدعم مقاومة الأفغان دفاعا عن آمن آسيا كلها وليس أفغانستان فقط.
وهكذا ينبغي أن يكون الحال إزاء دعم أي مقاومة لشعوب تتعرض للعدوان الأمريكي وعصابة الناتو النازية.
فمن الحكمة أن تبادر دول آسيا منذ الآن بتعديل موقفها إزاء القوة التي تباشر تحرير أفغانستان والتي هي نظام الدولة في المستقبل، ونظامها قبل الاحتلال، أي الإمارة الإسلامية التي هي قوة الاستقرار والتنمية لأفغانستان، وسلامة وأمن وازدهار قارة آسيا والعالم.
بقلم :مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :موقع الصمود (امارة افغانستان الاسلامية) عدد 53
http://alsomod-iea.com/index.php