– السيول والحرائق أفشلت مشاريع أقلمة الحرب فى أفغانستان
ـ الإمارة الإسلامية تقف فى الخط الأول دفاعا عن دول المنطقة ضد مشاريع التقسيم ودول المنطقة مشغولة بعقد صفقات مع واشنطن على حساب حرية ومصالح الشعب الأفغانى.
ـ إخراج أمريكا من أفغانستان ليس قرارا أمريكيا، بل هو قرار جهادى، تدعمه حالة التفكك والإنهيار فى أمريكا والغرب .
:::::::::::
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
المصدر :
موقع الصمود (امارة افغانستان الاسلامية) عدد 52
http://alsomod-iea.com/index.php
تظهر فى القرى أحيانا شخصية “كذاب القرية ” الذى من حوله يتحلق الرجال فيستمعون بمرح إلى روايات وقصص لا أصل لها فى عالم الواقع . ولكنها مسلية على أى حال ، وتدفع رتابة الحياة وتساعد الحزانى والمتعبين على إنتزاع الضحكات .
الكذاب قد يكون مجرد معتوه ، أو مجرد شخص يحتاج إلى لفت الأنظار وتعويض نقاط ضعف فى شخصيته، أو التعويض بالأكاذيب عن واقع محبط لم يتمكن فيه من تحقيق طموحاته .
كان ذلك أيام زمان ، أو فى مجتمعات معاصرة بعيدة عن تيار الحضارة الدافق . ولكن الجنرال بترايوس تقمص شخصيه ذلك الكذاب ، ولكنه كذاب عالمى . فالعالم الآن قرية كبيرة كما يقول بعض المتفلسفين . فيكون بترايوس هو كذاب القريه العالمية، وأكاذيبه ذائعة الصيت عبر إعلام دولتة، وهو إعلام صهيونى على أى حال كما هو إقتصاد بلاده وسياستها وضميرها.
لكن لماذا يكذب الجنرال ؟ هل هو محبط من مصير الحرب التى يقودها فى أفغانستان ؟ أم أنه مرعوب من مصيره المهنى المظلم ؟. أم أنه شخص وطنى / كما يشاع فى بعض الإعلام/ لذا فهو خائف من مصير مظلم يوشك أن يبتلع بلاده ويسعى بها إلى مزبلة إمبراطوريات الجريمة والعار على مر التاريخ ؟.
الجنرال يكذب ، ولكن لا أحد فى أفغانستان يصدقه ـ إلا الذين يعملون لديه بالأجر ـ سواء كانوا سياسيين او عسكريين أو إعلاميين . وكلهم جزء من شريحة ضئيلة فى المجتمع الأفغانى تأكل وتسمن على طاولة الإحتلال وتحت مظلتة.
وربما يكون الجنرال أصغر من ذلك بكثير، فهو يكذب فقط لمصلحة الحزب الحاكم الذى يراه مقبلا على هزيمة فى إنتخابات الكونجرس القريبة، والتى تظهر خسارته فيها مؤكدة فى تمهيد لعودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض مرة أخرى متوعدين العالم كله بصفحة جديده سوداء تجعل من حروب بوش الصغير مجرد لهو أطفال أو كما قال الكاتب الأمريكى فرانك ريتشى : ” إن بوش وسياساته قد تبدو مقارنة بهم ( أى الجمهوريين الجدد القادمون ) وكأنه نيلسون مانديلا “.
# الإدارة الأمريكية الحالية تسخر كل قضايا العالم من كوريا الشمالية إلى إيران والعراق واليمن وفلسطين ولبنان ، وقبل ذلك كله أفغانستان من أجل تنافس إنتخابى حزبى ضيق الأفق ينذر بالشؤم لأمريكا والعالم .
الجنرال يكذب لأنه مجرد جنرال مصنوع من الأكاذيب . فقد سوقه الأمريكيون على أنه الجنرال المنتصر فى العراق . ذلك أنه صاحب الفكرة العبقريه بزيادة عدد القوات هناك بمقدار 30 ألف جندى إضافى ، فتمت له السيطرة على الموقف، إلى أن تمكن الأمريكان الأن من تنفيذ إنسحاب صورى من العراق .
تلك مواضيع يطول جدا نقاشها ، وهى “فقاعه” أمريكيه من مجالات السياسة والحرب كما هى ” فقاعتهم ” الإقتصاديه” التى “فقعت العالم ” وتهدد بكارثة رهيبة ربما تنقض على رأس البشر فى أى لحظه على شكل إنهيار إقتصادى شامل قد تصحبه حروب ذات “دمار شامل” مختزن ومستعد للإنطلاق برا وبحرا وجوا وحتى من الفضاء الخارجى .
الجنرال “الفقاعه ” يريد أن ينفخ فقاعته فى أفغانستان ونسى أو تناسى أن أفغانستان قصه أخرى , وفيها شعب حقيقى وقيادة حقيقيه وجهاد حقيقى . وكل ذلك لايعرف الفقاعات ولا يعترف بها ولا يتعامل معها، بل يفجرها فور ظهورها فى أجواء بلاده .
وحتى ننصف الجنرال الكذاب بترايوس، فإنه بممارسة الكذب إنما يطبق سياسة ثابتة للبنتاجون الذى أنشأ إدارة كاملة للأكاذيب وجعلها جزء أساسى من ماكينته الحربية . وذلك واضح للغاية فى أفغانستان منذ أول لحظه لعملياتهم العسكرية ضد ذلك البلد ، وحتى قبل تلك العمليات ، بل أن بصمات البنتاجون هى واحدة من أوضح البصمات فى حوادث 11سبتمبر . وقد ناقش ذلك كتاب غربيين كبار فى كتب متميزة .
والعراق شهد فصلا آخر من حرب الأكاذيب العاملة فى ميدان المعركه كجزء من الحرب النفسية للتأثير على العدو والصديق والحلفاء فى آن واحد . والآن تركز ماكينة الأكاذيب الأمريكية معظم طاقتها على أفغانستان لأن الآلة العسكريه وصلت إلى طريق مسدود تماما ، ولم يصبح هناك أى حل آخر أمام الجيش
الأمريكى سوى مغادرة الساحة الأفغانية تماما، وليس بشكل مخادع كما حدث فى العراق . فالأفغان لا يعترفون بالفقاعات فكل ما هناك هو حقيقى وجاد . فتلك طبيعة أفغانية صارمة لا تعرف المزاح لا فى أوقات الحرب ولا فى أوقات السلم .
البنتاجون الآن يسير دفعة واحدة على عدة محاور للأكاذيب :
ـ محور سياسى للكذب : مهمته الإدعاء بوجود محاولات تفاوض بين نظام كرزاى وحركة طالبان .
وهدف ذلك المحور هو تصوير المشكلة فى أفغانستان على أنها منحصرة فى التفاوض حول تقسيم كراسى الحكومة. وبهذا يصبح الإحتلال خارج النقاش وجاهز لبقاء أبدى لقواته فى أفغانستان والمنطقة .
أى بمعنى آخر الوصول إلى حل سياسى يشبه ما هو حادث فى العراق وفلسطين ، أى إحتلال أبدى ترافقه مفاوضات ومناورات سياسية لا نهاية لها، يدير دفتها الإحتلال مع تلامذته المخلصين وعملائه البررة .
ـ يرافق ذلك بل جزء أساسى منه حملة تشويه لصورة حركة طالبان بهدف الإضرار بعلاقتها مع الشعب الأفغانى، ومن أجل خلق مناخ دولى معادى لها ومؤيد للإحتلال الأمريكى /الأوروبى لذلك البلد .
ـ يرافق كل ذلك حملة أكاذيب حول مسيرة العمليات القتالية ، وتصوير قوات الإحتلال وكأنها تحزر تقدما فى ظل استراتيجيه عبقرية عثر عليها بترايوس وأوباما .
ولكن جوبهت حملات الأكاذيب تلك بفشل منقطع النظير ، وتصاعد العمل الجهادى بنجاح وتوسع مضطرد وذلك لا يمكن له ان يتم بغير تأييد شعبى كاسح يوفر الدعم بشتى أنواعه للحركه الجهادية بالمال والسلاح والأفراد والمعلومات .
فشل مشاريع أفغنة الحرب وفشل أقلمتها
ـ كما أن عملية ” أفغنة الحرب” فشلت هى الأخرى ، وتفادت الإمارة الإسلامية مطبات الإنجرار إلى أى منزلق طائفى أو عرقى ، وظلت محافظة على الهدف الاستراتيجى للحرب، وهو طرد الإحتلال.
فظل العدو الأساسى هو نفسه طوال الوقت ، وهو قوات الإحتلال الأجنبى .
كما أن تشكيل الميليشيات وشركات الأمن المحلية لم تزد موقف العدو إلا تدهورا مع زيادة نفقات الحرب وتصاعد النقمة الشعبية / وأحيانا الحكومية/ من تكتلات المرتزقة التى نفر منها الشعب وأدت إلى تصاعد التأييد للمجاهدين والإمارة الإسلامية كأمل وحيد للخلاص الوطنى.
لذا حاولت الولايات المتحدة ـ وما زالت ـ “أقلمة ” الحرب فى أفغانستان أى توكيل أطراف أقليمية بمحاربة الإمارة الإسلامية وتدمير جهازها الإدارى القتالى العسكرى الدعوى /أى “حركة طالبان”.
# منذ البداية تكفلت باكستان بمقاتلة حركة طالبان التى فوق أراضيها ولم تخترق الحدود من أجل الإشتباك مع مجاهدى الإمارة الإسلامية سوى فى الفترة الأولى من الحرب الأمريكية على أفغانستان.
وإيران إكتفت فى بداية الحرب بتقديم المشورة وخطة العمل الإستراتيجى للإمريكيين ، وقال رئيسها خاتمى أن ذلك كان مفتاح النصر للأمريكين . وإكتفت إيران بعد ذلك بدعم نظام كرزاى ماليا وسياسيا وإعلاميا، وتصوير حركة طالبان بأنها حركة “متطرفة” وأحيانا تصفها بالإرهابية .
# ومؤخرا حاولت أمريكا تسويق صفقه مع إيران من أجل تمرير البرنامج النووى الإيرانى (أو حتى مجرد رفع العقوبات الإقتصادية وربما تخفيفها فقط) مقابل توكيل إيران بمحاربة المجاهدين الأفغان على رأس تحالف إقليمى يشمل طاجيكستان ، الحليف الأقرب لطهران فى المنطقة المحيطة بأفغانستان . على أمل ان تنضم موسكو وإسلام آباد فى وقت لاحق إلى التحالف .
ولا يبدو أن ذلك العرض لاقى نجاحاً ظاهرا حتى الآن ، وإن كان له أنصار معتبرون. ويأمل الأمريكيون وحكومة كرزاى أن تنضم قريبا ” إسلام آباد ” التى هى فى حالة ” تفاهم استراتيجى” مع واشنطن فى الحرب ضد الإسلام فى شبه القارة الهندية وأواسط آسيا. ولولا الشكوك التاريخية فى باكستان ضد الهند لمضى ذلك التحالف إلى غايته ، ولانضمت إليه “نيودلهى” أيضا. لكن رغم نفسية التبعية المتأصلة إلا أن عقولا فى الحكومة والجهاز العسكرى فى باكستان يعلمون أن مسار الأحداث يرمى إلى تصفية باكستان نفسها وشطبها من خارطة الإقليم لصالح الهند ، وتجزئتها إلى عدة بيوتات كرتونيه بإسم دول عرقية بعدد أقاليم باكستان .
ثم جاءت الكوارث الطبيعية كى تعرقل المشروع كله وتأخذ إهتمام المنطقة إلى إتجاهات أخرى ، خاصة إهتمام باكستان الغارقة فى السيول، وروسيا المحترقة بنيران الغابات والتى تعول أمريكا آمالا كبيرة على إعادة توريطها فى أفغانستان ضمن التحالف إقليمى لأقلمة الحرب فى ذلك البلد.
ـ أفغانستان هى الآخرى مهددة بنفس المصير أى التجزئة، أو على الأقل تغيير صفتها الجيوسياسية السابقة من عازل بين الغول الروسى ، والمتحضرين الأنجلوساكسون الزاحفين صوب موسكو بلا مواربة .
أى أن مصير كابول ومصير إسلام اباد مرتبط بشكل وثيق. وحتى طهران هى الأخرى مهددة بنفس المصير ولكن القيادات فى باكستان وإيران تفضل دوما أسلوب المساومة والصفقة مع الولايات المتحدة على أسلوب المواجهة . ورغم أن حركة طالبان تقف فى خط المواجهه الأول والأخطر دفاعا عن دينها ووطنها ، وفى نفس الوقت وبالضرورة دفاعا عن جيرانها جميعا خاصة فى باكستان وإيران ضد كارثة التقسيم العرقى للدولة، فإن هؤلاء الجيران جعلوا من مصير أفغانستان موضوع مساومة ومقايضة مع الولايات المتحدة .
وكلاهما يصف حركة طالبان الأفغانية التى هى أنجح وأصلب حركة جهادية فى العالم الإسلامى بأنها حركة (متطرفة / متشددة / إرهابية) وذلك حتى لا ينكشف موقفهم السياسى بمواصفاته الحقيقية .
# فى الواقع فإن تفريط دول الجوار الأفغانى ودول الإقليم فى جهاد الإمارة الاسلامية وحركة طالبان هو تفريط فى أمنهم الوطنى ، وبيع لمصالح شعوبهم على المدى القريب، فى مقابل مكاسب آنيه سريعا ما تسحبها أمريكا من بين أيديهم فى أقرب فرصة .
ولعل ما نشاهدة الآن من مأساة الفيضانات فى باكستان والتى إبتلعت خمس أراضى الدوله وتضرر منها عشرون مليونا من سكانها، يبرهن على مدى عدم إكتراث أمريكا بمصائر الشعوب الإسلامية بشكل عام وشعوب حلفائها الأقربين بشكل خاص .
فبينما الملايين يضربهم الجوع وتهددهم الأوبئة إذ بالطائرات الأمريكية تواصل قصفهم من الجو ” لتدمير أوكار الارهابين ” الذيى هم سكان القرى والأطفال من طلاب المدارس الدينية .
ثم تطالب بمنع “المتطرفين ” من المشاركة فى جهود إغاثة المنكوبين . لأنها هى التى تقرر لأبناء الشعب من منهم يسمح له أمريكيا بمساعدة عائلته ومن منهم محرم عليه أميريكيا فعل ذلك .
# فى فترة حكم الإمارة الإسلامية كانت حدود أفغانستان تنتهك وإستقلالها يستباح وتتدفق آلاف الاطنان من الأسلحه لمعارضى الإمارة، مع مستشارين عسكريين يديرون المعارك ضدها . والآن عندما تولت الولايات المتحدة إحتلال افغانستان بمساعدة من حلف الناتو ، فإن دول الجوار إحترمت إستقلال أفغانستان ودعمت نظام الإحتلال فى كابول وساهمت بنشاط فى كل جهد يضعف المجاهدين وساهم فى حصارهم وتشويه سمعتهم وترويج شتى أنواع الإفتراء ضدهم .
فذلك هو الجوار الاسلامى الذى يجد الشجاعة الكافية لإتهام أمريكا بأنها تخلق التطرف وتشجعه من أجل مواجهة “الثورة الإسلامية ” !!. هناك إذن خلط شديد فى فهم الكثير من المصطلحات الرنانة التى كانت فى وقت ما مصدرا للتزود بالشرعية، وبنفس الشعارات اليوم يتم الخروج عن تلك الشرعية .
ورغم كل ذلك تجد أمريكا ما يكفى من الصفاقه كى تتهم تلك الدول نفسها بمساعدة المجاهدين الأفغان . وأقصى تهمه إستطاعت تلفيقها هو تزويد باكستان لهؤلاء المجاهدين بألف دراجة نارية “موتورسيكل” !! . وكان من المفروض أن يكون الحديث عن ألف صاروخ مضاد الطائرات ومثلها مضاد للمدرعات. ولكن ذلك الزمن قد ولى مع ذهاب السوفييت ، يوم كانت تتسابق أجهزة إستخبارات كبرى فى المنطقة إلى العمل كسمسار أسلحه ومقاول مجاهدين لمصلحة الولايات المتحدة ضد السوفيت على أرض أفغانستان . وإبتلعت تلك الدوامه معونات تصل ثلاثه مليارات دولار حسب المصادر الأمريكية ، وعشرة مليارات حسب تقديرات أكثر مصداقية، إحتجزت معظمها أحزاب بيشاور الجهادية وقادتها الفاسدين .
يخرجون .. أم لا يخرجون ؟؟
تتفق أمريكا وحلفاؤها على أبداء الصلابه والعزم على إستمرار الحرب حتى رضوخ الإمارة الاسلامية وقبولها التفاوض والمشاركه فى حكم ذليل تحت سيطرة الإحتلال ، على النمط العراقى أو الفلسطينى .
ثم يخرج علينا كذاب القرية ” بترايوس” بأوهام عقلية مريضة عن تقدم على الأرض لقواته فى قتالها ضد المجاهدين .
من هنا وإلى إنتهاء انتخابات التجديد للكونجرس فى نوفمبر المقبل لا يمكن تفسير تلك التصريحات سوى أنها نوع من التأييد الإنتخابى للرئيس الأمريكى وحزبه الديموقراطى .
وبعد ذلك سوف تتجلى المواقف الحقيقية التى تتجاوب مع الحقائق على أرض المعركة .
إن جلاء القوات الأمريكية الأوروبيه من أفغانستان ليس قرارا أمريكيا بل هو قرار أفغانى مفروض بقوة سلاح المجاهدين وإيمانهم .
وقلنا أن قرار الإنسحاب تستلزمه المصلحة الأمريكية الوطنية ، وذلك يسهل إكتشافه من جانب أصغر جندى قبل أكبر جنرال . فالمعركة خاسرة ، ومنذ البداية هى معركة مفروضة من جانب مافيات بنكيه من الحاخامات المقامرين ومافيات السلاح والمخدرات والنفط والشركات الأمنية والمرتزقة إلى آخر صف طويل جدا من أمراض أفرزتها حضارة تعفنت وأصبح سقوطها حتميه قدرية لا علاقه لها بقرارات هؤلاء المتعفنين حضاريا المهزومين عسكريا الفاشلين سياسيا . هؤلاء لم يعودوا يقررون المصائر بعد ذلك اليوم الذى إنزلقت فيه أقدامهم فى أفغانستان مقبرة الغزاة وإمبراطورات الظلم على مر التاريخ.
أن قرار الإنسحاب أو قرار الطرد من أفغانستان ليس خيارا أمريكيا بل هو حتمية القدر الذى إكتملت ملامحه على أرض أفغانستان بواسطة بنادق المجاهدين إضافة إلى عوامل الإنحلال التى بلغت مداها فى حضارة الغرب بقيادة العنصر الانجلوسكسونى الدموى .
وفى الإقتصاد تتجلى أبهى صور الفشل والتصدع، إلى درجة بات كثيرون يتوقعون إنهيارا مفاجئا ليس فى البر الأمريكى فقط بل مع ذلك وربما قبله البر الأوروبى الذى يعانى من شتى صور التصدع والفشل إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا . ذلك الفشل والتصدع الذى يحاولون حرف مساره فى إتجاه نزعات فاشية ونازية وكراهية للمسلمين والإسلام ودعوات إلى حروب صليبية جديدة.
وبذلك يشهد مفكرون كبار فى أمريكا وأوروبا وتدل عليه الوقائع فى كل ساعة .
فمن أوروبا يقول المفكر الفرنسى الشهير ” ريجيى دوبريه” بأنه من الخطأ أن يعتقد الغرب بأنه يمكن أن ينتصر فى العراق أو أفغانستان أو الجزائر ” وقت حرب التحرير ” لأن الغرب فى تلك المواضع يقاتل حضارات، والحضارات لا يمكن قهرها أو هزيمتها .
أما عالم الإجتماع الفرنسى ” ألن توران” فيقول بوضوح أكثر ومرارة أشد : (إننا فى حالة سقوط وتعفن وريبة من أمر منطلقات حضارتنا وأسسها، ومهددين بالطائفيه الدينية والسياسية والعرقية) .
أما المؤرخ السياسى الأمريكى ” فرنسيس شور” فى كتابه (إمبراطورية تحتضر/ الإمبرايالية الأمريكية والمقاومة المعولمة) فيعلن هزيمة القوة المادية أمام القيمة الإنسانية الجديدة الصاعدة التى تقاوم وتصمد .
فهل ياترى أن ذلك المؤرخ الأمريكى يقصد شيئا آخر غير حركات المقاومة الإسلامية والمجاهدين البواسل فى كل من أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين ؟؟ . إنه بالتأكيد لا يقصد أى حكومة على ظهرالأرض .
كما أن كلام هؤلاء يضاف إليه توقعات من أكادميين فى الولايات المتحدة يتوقعون فيها سقوط مدوى ومفاجئ للإتحاد الأوروبى نتيجة الأزمات الإقتصادية وتدهور مستوى القيادات السياسية وتحلل المجتمع وإنزلاقه إلى مهاوى التميز العرقى والدينى مع وتفاوت مستويات المعيشة داخل الدول الأوروبية القوية، وبين الكبار والصغار فى غرب وشرق أوروبا .
وزاد من خبال الوضع الأوروبى تبعية حكوماته للمشيئه الأمريكية وتبعية أمريكا وأوروبا جميعا لمشيئة حاخامات صهاينة البنوك .
وإن إنسحاب جيوش الإحتلال من أفغانستان ليس قرارا أمريكيا ولا أوروبيا، بل مشيئة قدرية تجرى على أيدى عباد الله المجاهدين .
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
موقع الصمود (امارة افغانستان الاسلامية) عدد 52
http://alsomod-iea.com/index.php
copyright@mustafahamed.com