ـ حرب المتفجرات : استخدامات عبقرية، وعقل يدير العمل الاستشهادي.
ـ حظر التجول : يفرضه سلاح المتفجرات وسلاح القناصة.
ـ جريشك تفرض حظر التجول على رئيس وزراء بريطانيا.
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
المصدر :
مجلة الصمود عدد 49
http://124.217.252.55/~alsomo2
للمتفجرات دور محوري في نشاط المجاهدين في أفغانستان، وقد طوروا أساليب استخدامها فأثبتوا براعة كبيرة تشهد عليها نتائج الميدان.
والتطوير هنا ليس تقنيا فقط بل هو أيضا في تكتيكات الاستخدام وذلك هو الأهم حيث امتزجت الشجاعة الهائلة بالذكاء الخارق.
فالعمليات الاستشهادية لم تعد شجاعة مجردة، بل أصبحت مهارة تكتيكية موظفة ضمن رؤية إستراتيجية للإمارة.
فإلى جانب ما صار مشهورا من استخدام سيارة مفخخة يقودها استشهادي، أو استشهادي يرتدى سترة مفخخة، ظهر بوضوح في العمليات الأخيرة في أفغانستان استخدام العمل الاستشهادي في إطار هجوم تكتيكي بالأسلحة الخفيفة، يحمل هو الآخر/ في الغالب/ الصفة الاستشهادية، مع وجود احتمال للنجاة وإن كان ضعيفا.
ومن أهم العمليات التي وقعت مؤخرا وأوضحت مواصفات العمل الاستشهادي الجديد في أفغانستان، كانت عملية قاعدة باجرام الجوية، والتي تعتبر أهم العمليات الاستشهادية التي شهدتها الحرب الحالية في أفغانستان.
وسبقها في الوقوع عملية لا تقل أهمية، وإن كانت ذات تأثير سياسي ونفسي أكبر وهي عملية دار الأمان، وفيها اقتحم استشهادي بسيارته المفخخة موكبا لقيادات من حلف الناتو وأوقع التفجير في وسط موكبهم، ولما كانت دار الأمان تقع قريبا من التكدس السكاني للعاصمة فإن صداها الإعلامي والسياسي كان أعلى من تلك التي وقعت في باجرام، ذلك أن العدو في الأماكن البعيدة عن التجمعات السكانية والتي لا يشهدها الناس بأعداد كبيرة يستطيع أن يتكتم على خسائره.
والسكان حول قاعدة باجرام هم مجموعات من القرويين، فليس هناك بعثات دبلوماسية ولا إعلام دولي على عكس العاصمة حيث تقع دار الأمان على إحدى حوافها.
سوف نستعرض بإيجاز مجموعة عمليات إستشهادية مؤثرة تصلح كنماذج لتوضيح رؤية الإمارة لذلك النوع من العمليات، وتوظيف عائدها لصالح العمل الجهادي في مجموعة، وهي عمليات حدثت في الفترة الأخيرة.
وحيث أن الشباب الذين يضحون بأرواحهم في تلك العمليات هم من أنفس الذخائر البشرية لدى شعب أفغانستان وإمارته الإسلامية، لذا وجب أن يكون التخطيط والأهداف على نفس المستوى من الإحكام والدقة.
1 ـ عملية استشهادية في مطار خوست :
قاعدة الاستخبارات الأمريكية CIA
وهي عملية صورها المجاهدون بأكثر من كاميرا ومن زوايا متعددة وتظهر جسارة غير عادية في مهاجمة الهدف بعد الترصد الطويل والتخطيط الدقيق كما هو شأن كل العمليات الاستشهادية لمجاهدي الإمارة الإسلامية.
نفذت العملية بواسطة المجاهد الشاب (ذبيح الله) وهو من سكان ولاية لوجر في الساعة الثانية والربع من صباح يوم الاثنين 3مايو 2010 تقدم الاستشهادي نحو تجمع لسيارات المخابرات الأمريكية وهي على وشك التحرك لتنفيذ مهامها في أرجاء المنطقة، وفجر ذبيح الله سيارته المحملة بحوالي نصف طن من المتفجرات وعلى الفور تم تدمير 12 سيارة من أنواع رينجر وسيرف التابعة لقاعدة الاستخبارات، ويعتقد أن قتلى العدو تجاوز العشرين جندي وعشرات الجرحى والمصابين بحروق شديدة.
ومطار خوست القديم هو أكبر قاعدة للاستخبارات الأمريكية في أفغانستان، ومنه تدار عمليات الطائرات منزوعة الطيار العاملة في باكستان وأفغانستان، ومنذ ستة أشهر تمت هناك عملية للمجاهدين قتل فيها 12أمريكيا من عناصر وقيادات الاستخبارات الأمريكية بما فيهم امرأة كانت قائدة القاعدة الأمريكية وقتها.
2 ـ نيمروز : الإستشهاديون يسيطرون على مقر الولاية في يوم الأربعاء (5 مايو) وبنفس ميزات الجسارة في التنفيذ والتخطيط الدقيق نفذت العملية مجموعة استشهادية مكونة من ستة من مقاتلي الإمارة الإسلامية، مزودين بالأسلحة الخفيفة وقواذف صواريخ وسترات مفخخة.
استولى الأبطال الستة على مقر الولاية، وفي هجوم صاعق حولوه إلى ركام وحرائق وقتلوا عددا كبيرا من الجنود ومسئولي حكومة كرزاى في الولاية.
بدأ الهجوم في الحادية عشر صباحا في مقر الولاية في مدينة (شهرناو) العاصمة الإقليمية، وقدرت مصادر الإمارة عدد القتلى من الجنود والموظفين بثمانية عشر مع عدد كبير من أعضاء شورى الولاية كما احترقت عدة سيارات.
3 ـ قندهار : الاستشهاديان (جميل وصديق )
يدمران مركزا لشرطة نظم خاص الحدودي
في الساعة التاسعة من مساء يوم الأحد (16مايو) دمر المجاهدان دراجة نارية مفخخة في جدار مركز العدو الواقع قرب الدوار الثاني من الناحية الخامسة من مدينة قندهار. ومن تلك الثغرة دخلا إلى الموقع وهما مزودان بأسلحة رشاشة وقذائف صاروخية وسترات مفخخة وقنابل يدوية.
وفي ظرف نصف ساعة من القتال الشرس كان هناك 45 قتيلا من ضباط وجنود العدو مع 21 مصابا بجروح خطرة إضافة إلى 6 سيارات مدمرة تماما وقد انهار جزء كبير من المبنى نتيجة التفجيرات والقذائف.
وقال بيان الإمارة أن العملية جاءت في إطار عمليات الفتح المقررة من قبل الإمارة وأن العملية كانت الأشد التي تصيب شرطة الحدود
4 ـ عملية دار الأمان الاستشهادية
تمت العملية في الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء 18مايو 2010 في منطقة دار الأمان في العاصمة كابول حيث اقتحم مجاهد استشهادي يقود سيارة مفخخة / تحمل 750 كيلو جرام من المتفجرات / قافلة من السيارات الفخمة لقيادات الاحتلال من نوع كروزين، دمر الانفجار 6 سيارات منها على الفور.
تكتم العدو كالعادة على خسائره، التي لا يذكر سوى مجرد نماذج عنها، ولكن عرف فيما بعد أن من بين القتلى جنرال كندى.
وباقي أعداد القتلى والجرحى ورتبهم وجنسياتهم مازالت من الأسرار العسكرية لقيادة العدو، ولكن يعتقد أن الضحايا بالعشرات.
وكانت تلك العملية مجهزة من قبل قيادات المجاهدين ضمن برنامج عمليات الفتح التي أعلنت عنه الإمارة الإسلامية.
وقد أذاع المجاهدون إن البطل الاستشهادي يدعى عصام الدين وهو من سكان مديرية قره باغ في شمال العاصمة كابول.
5 ـ عملية استشهادية في مطار باجرام
(الأربعاء 19مايو) ـ كانت هي العملية الأهم والأكبر حتى ذلك الوقت، كما أنها توجهت إلى أقوى نقاط العدو في كل أفغانستان وهي قاعدة باجرام الجوية الشهيرة في شمال كابول والتي لا تقل شهرتها كسجن للتعذيب عن شهرتها العسكرية.
شارك في العملية 20 استشهاديا في مجموعتين :
المجموعة الأولى: مكونة من أربعة استشهاديين خاضوا معركة لفتح الطريق أمام مجموعة الاقتحام، وقد فجروا الدفاعات الأولى للقاعدة.
المجموعة الثانية: انقسمت إلى مجموعات توجهت كل مجموعة إلى هدف محدد سلفا لتدميره.
بدأت العملية في الساعة الرابعة إلا ربعا فجرا واستمرت خمس ساعات متواصلة، والمجموعات المهاجمة كانت مزودة بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية وقواذف صواريخ وسترات مفخخة، واستمرت الاشتباكات خمس ساعات.
أسفرت العملية عن دمار كبير داخل القاعدة واشتعال مستودعات بنزين وآليات ومعدات مختلفة ومنشآت أخرى بالقاعدة، كما قتل 45 من جنود الاحتلال منهم ضباط كبار.
وكما هو واضح كانت العملية أحد أعمدة عمليات الفتح التي أعلنت عنها الإمارة الإسلامية وقالت بأنها ستبدأ من كابول.
من ضخامة العملية بدا وكأن عملية اليوم السابق في دار الأمان على ضخامتها وهول خسائر العدو فيها إنما جاءت كمقدمه لعملية مطار بجرام.
6 ـ عملية استشهادية في أورجون
تدمر مقر اللواء الحدودي
في يوم الجمعة (21 مايو) ونتيجة لهجوم صاعق استمر ساعة ونصف قام به ثلاثة من الاستشهاديين من شباب الإمارة الإسلامية حدثت خسائر فادحة في مقر اللواء الحدودي في مدينة الأورجون عاصمة ولاية باكتيكا.
أسفر الهجوم عن مصرع 48 من العسكريين في المقر، معظمهم من جنود الاحتلال، أما الخسائر المادية في المبنى والسيارات وباقي الآليات فكانت فادحة.
بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة يقودها الاستشهادي الشاب (نعيم الله) من سكان مدينة برمل في نفس الولاية. وكانت الشاحنة محملة بسبعة أطنان من المتفجرات، قتل على الفور عشرة من جنود الاحتلال والجنود والمحليين، وانفتحت ثغرة كبيرة في المبنى، ومنها دخل ستة من المهاجمين مزودين بالرشاشات والقنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ والسترات المفخخة، وبدأ المهاجمون في تنفيذ هجمات مخططة سلفا وتدمير أهداف بعينها داخل المبنى المستهدف.
في الهجوم استشهد ثلاثة من المهاجمين، وتمكن ثلاثة آخرون من الانسحاب بسلام بعد تنفيذ مهامهم.
يصف بيان الإمارة تلك العملية بالثالثة على التوالي من العمليات الاستشهادية الضخمة التي بدأت بعملية دار الأمان التي أعقبتها عملية قاعدة باجرام الجوية.
7 ـ استشهادي في خوست
يدمر مركزا عسكريا
في يوم( 30 مايو) قام الشاب الاستشهادي عبد الغفار وهو من مدينة جرديز بعملية استشهادية في منطقة “كرم سراى” شرق مدينة خوست، فاقتحم مركزا للجيش العميل بشاحنة مفخخة تحمل200 كيلو جرام من المتفجرات فدمر المركز وأحدث خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
قتل على الفور 19 جنديا وأصيب 23 آخرون بجراح بليغة. كما قتل في الحادث 3 من كبار ضباط الاحتلال، ولأجل إخلائهم حضرت طائرات الهيلوكبتر إلى موقع الحادث. وطوقت القوات الأجنبية المكان ومنعت الوصول إليه. وكان الحادث قد وقع في الثامنة إلا ربع مساء ذلك اليوم.
8 ـ كابول :عملية استشهادية على اجتماع لوياجركا
في يوم (الأربعاء 2 يونيو) استخدم المجاهدون ملابس الجيش الحكومي في عملية اختراق لنطاقات الأمن التي أقامها 12 ألف جندي محلي واحتلالي لحماية انعقاد ذلك المؤتمر الدعائي نظرا للمراهنة الكبيرة على نتائجه السياسية، ومن أجل إيجاد ستار لاستمرار الاحتلال وبقاء حكومة كرزاى.
الرد على ذلك المؤتمر جاء على يد فريق الاستشهاديين الذين هاجموا المؤتمر في تعبير عملي عن موقف الإمارة من انعقاده ومن أي قرارات يصدرها.
# بدأ الهجوم الاستشهادي بكسر الحاجز الأمني في منطقة “أفشارو” على بعد كيلو متر من خيمة المؤتمر في منطقة بولى تخنيك، واستخدم الاستشهاديون أسلحة رشاشة وسترات مفخخة وقنابل يدوية وأسلحة ثقيلة أخرى.
# تمكن استشهاديون آخرون من الاشتباك مع جنود الجيش وعناصر الشرطة المحلية.
وسقط صاروخ على فندق الإنتركونتنتال قرب مبنى المؤتمر في رسالة واضحة للمشاركين فيه الذين دب فيهم الذعر فخرجت أعداد كبيرة من الموظفين من المؤتمر وقت الهجوم، وتصدر كرزاى للهاربين محاولا إبقائهم في المؤتمر.
ولم ترد تفاصيل عن الخسائر المترتبة على الهجوم حيث أن الهدف منه الهجوم كان إعلان موقف سياسي يتمثل في رفض الإمارة للمؤتمر وأي قرارات شكلية لا وزن لها قد تصدر عنه.
كمائن المتفجرات ومصائد المغفلين
وهي أفخاخ لخداع العدو وجذبه إلى منطقة الموت وهو يظن أنه آمن من الخطر.
وقد ظهرت البراعة الملفتة للنظر في استخدام ذلك الأسلوب لدى مجاهدي هلمند وتحديدا في مارجه وما حولها، وباقي مناطق هلمند الشهيرة مثل “نوزاد ـ نادعلى ـ جريشك ـ سنجين ـ موسى قلعة… إلخ” يساعد على ذلك الطبيعة الصحراوية للمنطقة التي تسهل دفن الألغام وإخفائها، ثم تأتى الريح لتزيل آثار أقدام المجاهدين فتظهر المنطقة لكشافة العدو وكأن قدم إنسان لم تطأها منذ بدء الخليقة. وهنا تظهر مشكلة الكلاب المدربة التي تكتشف رائحة المتفجرات، والملفت للنظر أن تلك الكلاب تقتل بكثرة في هلمند وأنها في حالات متعددة كانت عاملا مساعدا في جذب جنود العدو إلى كمين المتفجرات، وهنا يظهر الذكاء والبراعة التكتيكية للمجاهدين.
ولا ينافس عدد القتلى من الكلاب المدربة سوى عدد القتلى من المترجمين المرافقين لقوات الغزو.
ـ ليست العبوات الناسفة التي يزرعها المجاهدون على مجنبات الطرق يسهل تفكيكها دوما. ومحاولات كهذه أدت إلى مصرع الكثير من الجنود والكلاب، كما حدث مثلا في مارجه بتاريخ (20/5).
ثم حدث في باكتيكا بتاريخ (24/5) حين قتل ضابط وثلاثة جنود حاولوا تفكيك عبوة مزروعة فوق هضبة للترصد في مديرية (أومنى).
زرع الألغام لا يتم عشوائيا فالمجاهدون يراقبون ألف مرة قبل أن يقرروا زرع لغم أو حقل متفجرات.
العمليات الإستشهادية هي واحدة من الصور العديدة التي اتخذتها حرب المتفجرات في أفغانستان. وهناك صور أخرى عديدة نفذها مجاهدو الإمارة الإسلامية بإبداع أثار الرعب في صفوف المحتلين وأوقع بهم خسائر فادحة. من تلك الصور الإبداعية كانت كمائن المتفجرات.
فلا بد من دراسة عادات العدو في الحركة والمعيشة كما في القتال والراحة والاستجمام، وبعد مراقبة طويلة، يوضع اللغم القاتل، أو الكمين الفتاك الذي نادرا ما يخطئ هدفه.
ـ في منطقة فارم باغ في خوست على سبيل المثال لاحظ المجاهدون أن جنود الجيش في دورياتهم يستخدمون شجرة كبيرة كمقر للاستراحة، فزرعها المجاهدون بالألغام وفي اليوم التالي استراح الجنود راحتهم الأبدية، وكان ذلك في الأول من يونيو الماضي.
مع ملاحظة أن المراقبة الدقيقة للعدو تفتح الأبواب لأعمال تكتيكية ناجحة وبكافة الأساليب، فليس بالمتفجرات وحدها تدار الحروب.
ولإثبات ذلك عمليتان قام بهما المجاهدون في شهر يونيو 2010.
ـ الأولى في ولاية زابل مديرية “شاه جوى” عندما اكتشف المجاهدون البرنامج الرياضي لجنود العدو، فحضروا معهم مباراة لكرة القدم كانت هي نهاية الموسم الرياضي وانتهاء اللاعبين ما بين قتيل وجريح وكان ذلك في أول شهر يونيو.
ـ الثانية عندما لاحظ المجاهدون في ولاية وردك أن جنود الشرطة لهم أسلوب معين وطريقة معينة في الحصول على الماء، فوضعوا لهم السم في الماء فكان شرابهم الأخير في الخامس من يونيو الماضي.
نستنتج إذن إن العنصر القاتل هو الترصد الدقيق للعدو وليس السلاح الذي يستخدم ضده، ومنذ آلاف السنين قال حكيم الحرب الصيني “صن تسو” (كن قريبا من أصدقاءك، وكن من أعدائك أقرب).
فبناء على الترصد الدقيق يحدد القائد نوع السلاح المستخدم والتوقيت الملائم والعناصر البشرية المناسبة للتنفيذ، بل أن الترصد الدقيق يمكن القائد من إبداع تكتيكي مدهش، ومجاهدو أفغانستان يقدمون أمثله لا تحصى.
هل يمكن أن نتصور مثلا أن يتمكن المجاهدون من تلغيم أبراج الحراسة المحيطة بموقع عسكري لقوات الاحتلال ثم تفجيرها عند العصر ـ وليس عند العشاء مثلا ـ فيدمرون الأبراج ومن فيها من حراس ؟؟..
حدث ذلك في منطقة “سورى جارى” من مديرية سنجين بولاية هلمند في 27مايو الماضي، ويدل ذلك على إصابة الجنود بحالة من الشلل حين رؤيتهم للمجاهدين فلا يشتبكون معهم طلبا للسلامة، وقد حصلوا عليها بتفجير أبراج الحراسة وهم بداخلها وراء أسلحتهم الآلية.
والأمثلة على ذلك كثيرة في مناطق أفغانستان المختلفة وقد اتضح في أفلام فيديو صورتها الإمارة، حيث زرعت الألغام المضادة للأفراد أو الآليات ليس فقط على مجنبات الطرق وتحت الجسور بل بالضبط أمام بوابات مراكز الشرطة ومعسكرات الجيش، وذلك شيء لم نسمع بمثله في وقت الجهاد ضد الجيش الأحمر السوفيتي.
حدث مثل ذلك في خوست حين تم تلغيم مدخل مركز شرطة. ثم تكرر مرات أخرى، واحدة منها في جريشك حيث زرعت عبوة أمام مقر جديد للشرطة بهدف اصطياد ضابط معين وقد تم ذلك.
وبمناسبة “المقر الجديد” للشرطة أو الاستخبارات يمر معنا ذلك التعبير مرات كثيرة في بيانات العمليات لأن أمريكا تنفق الكثير الآن لبناء مثل تلك المنشآت “الديمقراطية” بعد أن دمر المجاهدون معظم “البنية التحتية” القمعية خلال السنوات الأخيرة.
حظر تجول.. بالمتفجرات
من الاستخدامات الجديدة والمبتكرة لسلاح المتفجرات هو ما أبدعه المجاهدون باستخدامه كأداة لفرض حظر التجول على قيادات ورجال الأمن، وكذلك الدوريات العسكرية المزودة بالدبابات والمصفحات.
فكثيرا ما نلاحظ أن الكمين الأول الذي تستقيل به تلك القوات يبدأ مباشرة عند بوابة المعسكر ” !! ” فما بالك بالطرق، خاصة إذا كانت متربة ومقفرة كتلك التي في معظم أفغانستان، وذلك من الفوائد القليلة للتخلف العمراني.
ومن المشهود به حتى من المراقبين المنحازين هو أن القوات الأجنبية تلتزم موقعية الكمون في مراكزها الحصينة، وتتجنب قدر الإمكان الخروج إلا في أضيق نطاق أو عند الضرورة القصوى، وعندها تخرج إلى أرض مزروعة بكمائن متفجرات لا تنفع معها الكلاب المدربة أو كاسحات الألغام، فقد طور المجاهدون عملهم بحيث أصبحت تلك الوسائل قديمة وشبه عديمة الفعالية، فالكلاب المدربة أصبحت تدفع تكلفة عالية في الأرواح نتيجة جبن وغباء مستخدميها.
بواسطة المتفجرات :
منع المرتزقة من تدريب الشرطة
(الخميس 20 مايو) ـ ضربة أخرى بالمتفجرات تلقتها شركات المرتزقة العاملة في تدريب الشرطة والجيش العميل.
حافلة صغيرة أعدها الخبراء في الإمارة وحملوها بعدة مئات من الكيلوجرامات من المتفجرات، ووضعوها في مكان آمن قرب مطار جلال آباد في انتظار باص آخر يحمل مرتزقة يعملون في تدريب شرطة النظام.
وفي اللحظة الحاسمة تطاير الباصان قطعا صغيرة ملتهبة من الحديد، عشرون مدربا تحولوا إلى أشلاء من اللحم المحترق، وخمسة وعشرين كانت إصاباتهم خطيرة.
قوات الاحتلال أغلقت المنطقة حتى تتمكن من جمع أشلاء قتلاها من فوق ساحة واسعة حول نقطة الانفجار.
سلاح القناصة.. يفرض حظر التجول
أظهرت البيانات كيف أن فرق المتفجرات لدى المجاهدين استطاعت بث عبواتها في أماكن غير متخيلة ـ وقد تم تصوير عدد تلك العمليات ـ أمام مداخل معسكرات أو مراكز أمنية وخلافه.
وقلنا أن المتفجرات أصبحت “سلاح لفرض حظر التجول” على القوات المحتلة بل على ضباط الشرطة والأمن أمام مقار عملهم أو قريبا منه.
إلى جانب المتفجرات ساعد (سلاح القنص) كثيرا على فرض العمى على حراسات العدو، وبحيث أن وجود الحارس أمام بوابة المعسكر أو المقر الأمني أو حتى داخل برج الحراسة، أصبح بفعل بنادق القناصة عملا خطيرا إلى درجة كبيرة، فالحارس يختبئ بعناية، أو يغمض عينيه إيثارا للسلامة، فتتم عمليات التلغيم والتفخيخ بهدوء ودقة.
وبذلت البيانات العسكرية للإمارة دقة أكبر في الآونة الأخيرة في تغطية عمل القناصة الذي كان إلى عهد قريب يعتبر عملا ثانويا لا يؤبه له.
فنرى البيانات ترصد عمليات القنص التالية كنموذج:
# قنص جنديين حكوميين في خوست (3 يونيو )
# قنص 3 جنود أمريكيين أثناء تبادل لإطلاق النار مع المجاهدين في نورستان، وقد تمكن القناصة المجاهدين من اصطيادهم بعناية ومعهم جنديان حكوميان، في عملية واحدة (5 يونيو).
# قنص شرطي حكومي في غزني كان واقفا أمام نقطه أمنية(4يونيو) .
# قنص جندي في الجيش حكومي في مديرية بنجواى في قندهار وكان واقفا في برج حراسة.
# قنص 2 من جنود الاحتلال في مديرية سنجين في هلمند (9 يونيه ).
إذن فكلا السلاحين/المتفجرات وبنادق القناصة/ واستخدامهما التكتيكي البارع فرضا حظرا للتجول على قوات العدو العسكرية وعناصره الأمنية.
وإذا أضفنا إلى ذلك براعة مشاة المجاهدين ومجموعاتهم الفدائية في نصب الكمائن وشن الغارات، نرى أن المجاهدين تمكنوا من حشر العدو في موقع دفاعي إستراتيجي ينكمش فيه مدافعا على قواعده الأساسية، أو للحفاظ على العاصمة والمدن الكبرى ولو خلال فترات النهار فقط.
ومن عمليات حظر التجول الشهيرة تلك التي تحدث في هلمند، أو حيثما توجد قواعد هامة بريطانية أو أمريكية.
من أمثلة تلك العمليات:
ـ في يوم (4/5) حاولت قوة أمريكية الخروج من قاعدتها قرب مدينة لشكرجاه عاصمة هلمند في منطقة (باباجى) فانفجرت عبوة ناسفة أطاحت بالدبابة الأمريكية فحطمتها وقتلت كل من كانوا فيها.
ـ وفي نفس الولاية وعصر نفس اليوم تم التفجير الشهير الذي حول دبابة أمريكية إلى طائرة أقلعت في الجو ثم هبطت في نهر بوغرا ـ وقد نشرنا إعلانا مفصلا بخصوص ذلك الحادث الذي وقع في منطقة شاول من مديرية (ناد على).
ونعطى بشكل سريع أمثلة أخرى من المناطق التي يعتبرها الاحتلال الأمريكي ساحات قتال رئيسية بالنسبة له، لنكتشف بؤس موقفه الإستراتيجي وهزائمه التكتيكية المخزية، والشلل الذي أصاب قواته نتيجة الخسائر الفادحة في كل محاولة هجومية أو حتى عملية بسيطة مثل تسيير دورية راجلة وإن كانت مدعومة بالمدرعات مع غطاء جوي من طائرات الهيلكوبتر.
ولنرى أمثلة على ما يحدث في جريشك ومارجه في ولاية هلمند ثم نلقى نظره على ما يحدث في قندهار مع أمثلة يصعب حصرها في الولايات الأخرى.
نتخير مثالا من منطقة زدران في باكتيا حيث فجر المجاهدون سيارة لجنود حرس الطرق السريعة في حال خروجها من النقطة الأمنية فقتل ثلاثة جنود وجرح جنديان.
وهكذا يكون الاستقبال للخارجين من مواقعهم الثابتة الحصينة فوريا وحاسما.
ـ في قندهار دمر المجاهدون بعبوة ناسفة دبابة كندية في حال خروجها من مقرها العسكري بمنطقة عمارت، ودمرت الدبابة وقتل جميع طاقمها (20يونيو)
جريشك تفرض حظر التجول على رئيس وزراء بريطانيا:
في يوم 24 مايو2010ـ جريشك هي الأخرى فرضت حظر التجول على القوات البريطانية في يوم له دلالة كبيرة تشرح لنا لماذا أقدم رئيس وزراء بريطانيا الحالي (ديفد كاميرون) على إلغاء زيارة له كانت مقررة لقوات بلاده في هلمند بتاريخ 10يونيو2010.
وحينها رفض رئيس الوزراء البريطاني الموافقة على زيادة قواته العاملة في أفغانستان.
فلننظر ما حدث يوم 24مايو حتى نفهم سر الرعب الذي اجتاح رئيس وزراء بريطانيا:
قبل ظهر ذلك اليوم دارت معركتين مباشرتين بين المجاهدين والقوات البريطانية التي حاولت عصيان حالة حظر التجول، ولم تفلح القوات البريطانية في كسر طوق الحصار، وبعد الظهر دارت معركة ثالثة ولكن البريطانيين جوبهوا بهجوم معاكس لم يقاوموه طويلا فانسحبوا للمرة الثالثة، نلاحظ أن ذلك كله يحدث في منتصف يوم مشرق والعدو لديه سيطرة جوية كاملة، ولكنه يخشى استخدامها ضد المجاهدين (خاصة طائرات الهيلوكبتر التي تصاعدت وتيرة خسائرها بشكل لافت للنظر)، ولكن العدو بعد كل معركة تقريبا يرسل قاذفاته لتدمير القرى المجاورة لمكــــان هزائمه لمعاقبة المدنيين.
حصار قاتل في مارجه
أما قرية مارجه الشهيرة فإن (انتصار) العدو الذي مكنه من احتلال مدرستها الابتدائية (بشكل غير كامل) سبب له نزيفا لا يتوقف وحصارا خانقا لقواته لا ينكسر إلا على دماء غزيرة من جنوده وبعد محارق لدباباته.
ـ حاول جنود الاحتلال الوقوف أمام أحد مراكزهم الأمنية في منطقة (عبد الرحمن تشاراهي) في يوم 23 يونيو الماضي. وكان الوقت عصرا والنسيم عليلا، وقد ضج الجنود من حالة الاعتقال الدائم في مقرهم الأمني، ولكن نسائم هلمند تحمل لهم الموت دائما وباغتهم المجاهدون بغارة سريعة راح ضحيتها أحد الجنود وجرح ثلاثة آخرون.
ـ في اليوم التالي (24يونيو ) ومع نسائم العصر أيضا فجر المجاهدون دبابة للاحتلال فدمروها تماما وقتل جميع طاقمها، وكان ذلك في منطقة دوست محمد التابعة لمنطقة مارجه.
ـ في نفس اليوم ومع نسائم العصر أيضا، حاولت دورية للاحتلال الاستفادة من نسائم جاءت بعد يوم قائظ، ولكن عبوات المجاهدين حولت نزهتهم المسلحة إلى جحيم إذ انفجرت ثلاث عبوات ناسفة فسقط منهم خمسة جنود بين قتيل وجريح وجاءت طائرات نقل الموتى لتنقلهم إلى مثواهم الأخير.
ذلك كان جانبا من تكتيكات الحصار الذي تفرضه الإمارة الإسلامية على قوات الاحتلال أينما وجدت عل أرض أفغانستان.
والإعلان التالي يوضح نوعية ذلك الحصار المضروب حول قوات الاحتلال والجزاء الرادع الذي ينتظرهم إذا حاولوا تحديه:
( إعلان )
نعلن عن أنه في الثالث من شهر يونيو 2010 في منطقة نادعلى من ولاية هلمند أطاحت عبوة ناسفة زرعها المجاهدون بدبابة أمريكية وتسببت في طيران الدبابة في الفضاء الجوى ثم هبوطها بشكل إضطرارى في نهر بوغرا.
كما نعلن عن مصرع جميع طاقم الدبابة المذكورة نسفا وحرقا وغرقا.
وما زالت ثلاث جثث منهم مفقودة في مياه النهر. أما الدبابة نفسها فما زالت راقدة في قاع النهر تنتظر مجهودا دوليا لإخراجها.
ويشترط على المتقدمين للإنقاذ الحصول على تصريح خاص من الإمارة الإسلامية.
موسم تساقط الطائرات
# إشارات خطر للأمريكيين يحملها تساقط طائرات الهيلوكبتر.
ازداد تساقط طائرات الهيلوكبتر الأمريكية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وكذلك تلك الطائرات منزوعة الطيار المخصصة لعمليات الاغتيال الجوي وهي العمليات التي تديرها المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان وباكستان.
ومعروف أن طائرات الهيلوكبتر هي عصب العمليات الأرضية للجيش الأمريكي، ليس لأنها تنقل القوات إلى أرض المعركة (وقد أثبتت تلك العمليات فشلا كبيرا في أفغانستان خاصة في المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية كما سوف نلاحظ في تلك الجولات الجهادية) ولكن لأن طائرات الهيلوكبتر توفر دعما بالنيران للجنود أثناء المعركة وتترصد لهم على المجاهدين، والأهم هو إخلائهم من ميدان المعركة عند إصابتهم أو قتلهم، ويخشى الجنود الأمريكيون وحلفاؤهم أن يقعوا في الأسر، ذلك لأنهم يعذبون الأسرى الأفغان ويدمرونهم نفسيا وصحيا بما يؤدى إلى وفاتهم لاحقا، لذا فهم يتوقعون معاملة مماثلة، رغم علمهم أن الإمارة لا تلجأ أبدا إلى تعذيب أسراها.
يبدو أن ثقة الجندي الأمريكي في طائرات الهيلوكبتر بدأت تتزعزع بعد أن تزايدت حوادث إسقاطها، وفي مرات كثيرة سقطت وهي ممتلئة بالجنود، ورغم أن السلطات الأمريكية تحترف الكذب في كل أقوالها إلا إن الأخبار تنتقل بين الجنود بسرعة فيعرفون أخبار إخوانهم الذين احترقوا داخل طائرات أسقطها المجاهدون.
ولا يصدقون أن كل تلك الأحداث المأساوية كانت نتيجة أخطاء فنية أو إن الطائرات الضخمة لا تحمل أبدا إلا شخصا أو شخصين يصابوا دوما بجروح بسيطة حسب قول بياناتهم العسكرية بعد كل عملية (هبوط اضطراري لأسباب فنية) حسب تلك البيانات.
في عمليات الإسقاط المتزايدة، ذكرت بيانات المجاهدين لمرات قليلة فقط بأن السبب كان استخدام “صواريخ”، بدون ذكر نوعية تلك الصواريخ، وذلك يثير الخيال والتكهنات.
وقد لاحظنا في شهر مايو أن طائرتي “سنجين” اللتين أسقطتهما المجاهدون في تلك المنطقة أثناء اشتباكهم مع القوات الخاصة إنما أسقطوهما بواسطة صواريخ.
ثم عادوا مرة أخرى وأعلنوا في التاسع من يونيو عن إسقاط طائرة هيلوكبتر أخرى في سنجين أيضا مستخدمين صاروخاً.
أما بغلان التي أعلنت في شهر مضى عن إسقاط هيلوكبتر بصاروخ فقد عاد مجاهدوها في أول يونيو وأسقطوا طائرة أباتشي أمريكية بواسطة صاروخ أيضا.
والسؤال هنا: هل هو صاروخ مضاد للدروع ـ كما يفعل المجاهدون عادة عندما تكون الطائرة قريبة جدا، أو أنه صاروخ موجه بأجهزة متابعة ذاتية، مثل صواريخ ستينجر وسام ؟؟.
ليس من المتوقع أن يجيب أحد عن ذلك السؤال ولكن فقدان الجندي الأمريكي ثقته بطائرات الهيلوكبتر التي تمثل بالنسبة له “الملاك الحارس” سيكون له نتيجة سلبية معنويا، وكذلك على أدائه في المعارك الذي هو أداء متدني جدا في الأساس.
والآن مع جولة مع حطام الطائرات التي أسقطت واحترقت معها الهيبة الأمريكية في أفغانستان، وسمعة السلاح الأمريكي، بل ومكانة أمريكا في العالم وزوال وشيك لتواجدها كقوة دولية.
1 ـ إسقاط أباتشى في لغمان (3 مايو) ـ إسقاط طائرة أباتشي أمريكية في ولاية لغمان مديرية علينجار كانت تطير على ارتفاع منخفض فطالتها نيران أسلحة المجاهدين.
2 ـ نورستان : إسقاط هيلوكبتر ضخمة
( 4 مايو) ـ في مديرية (نور جرم) بولاية نورستان أسقط المجاهدون مروحية أمريكية كبيرة كانت تنقل جنود وأمتعة إلى أحد المراكز، وقد أسقطت قبل وصولها إلى هدفها وقتل بداخلها 14 جندي أمريكي، ولم يذكر البيان وسيلة الإسقاط.
3 ـ إسقاط (طائرة بدون طيار) في قندز
(9 مايو) ـ في قندز أسقط المجاهدون طائرة بدون طيار في منطقة (باغ شركت) وكانت الطائرة تتجول على ارتفاع منخفض، ولم يبادر العدو برفع الحطام من موقعه بعد تحطم الطائرة.
4 ـ 5 ـ إحراق طائرتي هيلوكبتر بالصواريخ في معارك شرسة
(10 مايو) ـ هلمند/ سنجين : في إطار معركة شرسة وصفها مجاهدو الإمارة أنها الأشرس في المنطقة منذ الاحتلال الأمريكي، (راجع عمليات القوات الخاصة الأمريكية في هذه الجولة)، خلال تلك العملية أسقط المجاهدون طائرتي هيلوكبتر باستخدام الصواريخ، العدو نقل إحدى المروحيتين بواسطة طائرات هيلوكبتر أخرى.
6 ـ قندهار : معارك شرسة وصواريخ تسقط الهيلوكبتر
(11 مايو) ـ قندهار/أرغنداب: في إطار اشتباك برى كبير صباح هذا اليوم الجمعة أسقط المجاهدون بواسطة صاروخ طائرة هيلوكبتر ضخمة كانت تحمل على متنها 20 جنديا أمريكيا ومحليا، احترقوا جميعا مع الطائرة.
7 ـ بغلان : إسقاط هيلوكبتر أمريكية بصاروخ
( 1 يونيو) ـ بغلان : خلال اشتباك بري عنيف شاركت الهيلوكبتر الأمريكية في قصف مواقع المجاهدين فأسقطوا إحداها بصاروخ، وبقى الحطام على الأرض.
8 ـ خوجيانى : (بدون طيار) تحترق والعدو يستنفر
(6يونيو)ـ ننجرهار/خوجيانى ـ أسقط المجاهدون طائرة بدون طيار كانت تحوم فوق منطقة (سبين كندو) من مديرية خوجياني.
حاصر العدو المنطقة، وجاءت طائرات هيلوكبتر لنقلها تحت حراسة طائرات هيلوكبتر أخرى.
9 ـ مارجه : إسقاط (بدون طيار) والعدو لا يقترب منها
(6يونيو ) هلمند ـ مارجه : أسقط المجاهدون طائرة بدون طيار في الرابعة عصرا وكانت تطير على ارتفاع منخفض. وظل حطامها على الأرض بدون أن يحضر العدو لالتقاطه (ربما بسبب خطورة الوضع في المنطقة ).
10 ـ باكتيا : سقوط طائرة هيلوكبتر بنيران رشاشات ثقيلة
(30 مايو) ـ في ولاية باكتيا و خلال اشتباك عنيف مع العدو شاركت فيه طائرات الهيلوكبتر، وجه المجاهدون نيران رشاش ثقيل (دوشيكا) نحو إحدى طائرات الهيلوكبتر فاشتعلت بها النيران، وما لبثت أن سقطت على الأرض وقتل جميع الطاقم في الطائرة، وقع الاشتباك في منطقة بين مديريتي أحمد خيل وحاجى أريوب وكانت الطائرة المصابة تحلق على ارتفاع منخفض.
11 ـ قندهار ,, إسقاط هيلوكبتر أمريكية برشاش ثقيل ومصرع جميع ركابها
(30 مايو) : قدمت طائرتي هيلوكبتر من طراز شينوك لقصف المجاهدين في الثانية عشر ظهرا في منطقة حوض مدد بمديرية زرى من ولاية قندهار.
واجه المجاهدون الطائرتين برشاش دوشيكا فأصيبت إحداهما واحترقت في الجو ثم سقطت وقتل جميع من كانوا فيها وكانوا سبعة عسكريين بما فيهم الطاقم.
12 ـ (بشكل إضطرارى) : إسقاط هيلوكبتر أمريكية بواسطة رشاش دوشيكا ومصرع جميع من فيها
(21/5)هلمند/نادعلى ـ أسقط المجاهدون بنيران رشاشاتهم الثقيلة هيلوكبتر أمريكية فقتل طاقمها وركابها، وقد ادعى العدو في بيانه أن الطائرة هبطت اضطراريا بدون أن يذكر حالتها ساعة الهبوط ولا كيفية الهبوط ونتائجه المأساوية.
ما سبق يشر إلى زيادة واضحة في معدل إسقاط الطائرات الأمريكية في أفغانستان ـ سواء طائرات الهيلوكبتر أو الطائرات منزوعة الطيار.
وفي العدد الأخير (48) من مجلة الصمود، وردت الإحصائية التالية عن الطائرات الأمريكية المدمرة.
المــروحيات :
سقوط مروحية واحدة في كل من الولايات التالية :
هيرات ـ فراه ـ لغمان ـ نورستان ـ بغلان ـ قندوز
( إجمالى 6 طائرات هيلوكبتر)
الطائرات منزوعة الطيار
ـ إسقاط طائرتين في ولاية هلمند
أسقاط طائرة واحدة في كل من الولايات التالية :
ـ باكتيكا ـ بغلان ـ قندوز
(إجمالى خمس طائرات منزوعة الطيار)
ولا شك أن ذلك المعدل المرتفع لإسقاط الطائرات الأمريكية في أفغانستان يحمل للأمريكيين أكثر من إشارة خطر.
القوات الأمريكية المحمولة جوا :
أداء متهافت وهزائم ثقيلة في كل المواجهات الحاسمة
في شهر مايو 2010 تعرضت القوات الخاصة الأمريكية المحمولة جوا ( وأيضا الماشية على اليابسة أو المحمولة في آليات) إلى كوارث من العيار الثقيل، وحققت سلسلة مدهشة العمليات الفاشلة التي لم يكن يتوقعها أشد المجاهدين تفاؤلا.
وها هي بعض النماذج الواضحة:
20 قتيلا من القوات الخاصة في بغلان :
لغمان ـ ( الثلاثاء 4 مايو) ـ في الخامسة صباحا هبطت أعداد كبيرة من طائرات الهليكوبتر ونزل منها عدد كبير من جنود وضباط القوات الخاصة الأمريكية، والهدف كان القيام بعملية خاطفة لتطهير قرية أندر بمنطقة (بادفش) الواقعة بين مدينة “مهترلام” عاصمة الولاية وبين وادى “أزبين” الواقع في مديرية سروبي التابعة لولاية كابل.
ومعلوم أن سروبى إضافة إلى لغمان وجلال آباد تشكل جميعا ثلاث عقبات بل مقابر هائلة لقوافل الإمداد الآتية من باكستان عبر بوابة تورخم لتموين قوات الاحتلال في كابول.
ولغمان الواقعة في الوسط بين زميلتيها اشتهرت بالكمائن التي التهمت جزءا كبيرا من تلك القوافل، ويبدو أن القوات الخاصة قد جاءت في ذلك الوقت المبكر من صباح الرابع من مايو ليكون اليوم الأخير في حياة “التمرد”ـ كما يسميه الأمريكان ـ في لغمان.
ولكن العملية لم تكن خاطفة كما كانوا يتخيلون ـ ولم يفر المجاهدون والسكان مذعورين أمام عمالقة أفلام الكاوبوى. وأيضا لم يسكتوا.. بل هاجموا على الفور.. فوجئ جنود “السوبر باور” المزيفين، ومن لحظة هبوطهم على الأرض بالمجاهدين الحقيقيين يشنون هجوما إستباقيا. واستمروا في الهجوم المتواصل على الأمريكيين المذهولين الذين أخذوا يتساقطون مدرجين بدمائهم، وتحترق معداتهم بنيران مجاهدي الإمارة في لغمان.
والمعركة “الخاطفة” استمرت حتى نهاية اليوم، وبمجهود خارق استطاعت طائرات الهيلوكبتر أن تهبط وتلتقط الجنود المنهكين والمذهولين الذين بالكاد دخلوا إلى الطائرات حاملين معهم ما تبقى من مهمات إضافة إلى جثث إخوانهم المضرجين بالدم والجرحى النازفين الذين نجوا من الموت وكتبت لهم حياة جديدة مع الرعب في أفغانستان.
أحصى المجاهدون جثث عشرين من قتلى العدو، ولتغطية انسحابه استهدف العدو المدنيين بنيران الطائرات والمدافع. وذلك أصبح تصرفا روتينيا تعود عليه شعب أفغانستان ويحاول تفاديه بالوسائل القليلة المتاحة لديهم.
جمع المجاهدون والأهالي الذين شاركوا في الدفاع عن منطقتهم كميات كبيرة من الغنائم التي تركها المعتدون على ساحة المعركة.
23 قتيلا من القوات الخاصة الأمريكية في نكا
استفاد جنود “الكاوبوى” من هزيمتهم الثقيلة في لغمان فغيروا هذه المرة من تكتيك الهجوم على المجاهدين في منطقة (نكا) من ولاية باكتيا، هذه المرة المنطقة مكسوة بالغابات الصنوبرية الكثيفة.
في ليل السبت الثامن من مايو 2010 أنزلت الطائرات الهيلوكبتر جنود القوات الخاصة مستفيدين من ظلام الليل حتى لا تتكرر معهم التجربة المريرة في لغمان حين بادرهم المجاهدون والأهالي بهجوم سريع لأول وهلة، هذه المرة نزلوا بهدوء وأخذوا أماكنهم التي سيبدأون منها الهجوم في الصباح.
على الطرف الآخر كان المجاهدون قد تنبهوا لما يحدث في جنح الظلام لأن صوت الهيلوكبتر لا يمكن أن يحجبه الظلام. وبالتالي اتخذ المجاهدون مواضعهم وجهزوا أسلحتهم في انتظار أول ضوء من الفجر، ونظرا لمعرفتهم الكاملة بالأرض كانوا هم الأسرع في شن الهجوم.
أيقن العدو أنه قد انحشر في موقف دفاعي سيء وأنه فقد عنصر المفاجأة، وأن المعركة لن تكون أبدا معركة خاطفة أو مباغتة كما أراد.
تدفق المدد من سكان المنطقة ومن مجموعات المجاهدين في الجوار، والحلقة بدأت تضيق على العدو، ومن بين الأشجار يتسلل المجاهدون ويحكمون حلقات الحصار، بينما إصابات العدو تتزايد بمرور الوقت مابين قتلى وجرحى وكل دقيقة تمر يسوء وضعه أكثر وتضيق حلقات الحصار من حوله، فأصبح من المستحيل عليه الاستمرار أو البقاء حتى نهاية اليوم كما فعل في لغمان الخالية من الغابات، عند الحادية عشر ظهرا بدأت عملية الفرار المبكر قبل أن تباد القوة أو تؤسر بالكامل، أحصى المجاهدون 23 جثة لقتلى القوات الخاصة، وتولت طائرات الهيلوكبتر نقل حطام القوة المهزومة قبل أن تصبح الكارثة مكتملة الأركان.
وكالعادة بدأت الطائرات في قصف القرى المجاورة انتقاما من المدنيين. ولكن المجاهدين وأنصارهم من مجاهدي القرى المجاورة واصلوا جمع الغنائم المتبقية في ميدان المعركة، وفقد المجاهدون في هذه المعركة شهيدين وجريح واحد.
القوات الأمريكية الخاصة : خسائر ثقيلة في سنجين
الاثنين العاشر من مايو 2010 كان هو اليوم الأول في برنامج عمليات الفتح الذي أعلنت عنه الإمارة الإسلامية.
ولكن القوات الخاصة الفاشلة حاولت استباق الأحداث وقررت شن هجوم صاعق على أحد مناطق المجاهدين الهامة في مديرية سنجين من ولاية هلمند.
وسنجين تعنى بالعربية (ثقيل)، وقد كانت هزيمة الأمريكيين ثقيلة فعلا في ذلك اليوم، مع أنهم أرادوا غير ذلك وجهزوا أنفسهم لإحراز نصر كبير يرفع معنويات جنودهم بعد الهزائم الثقيلة في كل من لغمان.
“4 مايو” بفاصل يومين عن نكا “8 مايو”، ثم بفاصل يومين أيضا “عملوها” مرة أخرى في سنجين، ولكنهم غيروا في التوقيت، وبدلا من الصباح الباكر كما حدث في لغمان أو ظلام الليل كما حدث في (نكا) فضلوا أن ينزلوا بقواتهم في الثالثة مساءً وكانوا هنا أبعد نظرا وأكثر حكمة. فهم على فاصل ليس بكبير عن ظلام الليل فإذا دارت عليهم الدوائر كما هي العادة فلن يقعوا تحت نيران المجاهدين لفترة طويلة وسوف ينسحبون تحت ستار الليل بأمان.
كان تخطيطهم هنا دقيق، ومع ذلك كانت الهزيمة أثقل مما توقعوها، هبطت عشرون مروحية أمريكية في المكان المحدد، ونزل منها الجنود المدججون بالســــــلاح ومعهم
معدات القتال بأنواعها.
دارت معركة شرسة في الحال وتصدى المجاهدون للقوات الأمريكية وأثبت المجاهدون في هذه المعركة ميزتان ظهرتا في وقت حرج، الأولى القدرة على تحريك عناصرهم بسرعة فالإمدادات من مناطق الجوار وصلت في الحال واشتبكت فورا مع القوات الأمريكية.
والميزة الثانية كانت القدرة على إصابة طائرات الهيلوكبتر وإسقاطها بالصواريخ ( لم يوضح المجاهدون نوعية تلك الصواريخ ) ورغم قصر مدة الاشتباك نسبيا فقد سقطت إحدى الطائرتين في منطقة “باكزو” والأخرى سقطت في منطقة “شهزادى”.
ازدحام طائرات الهيلوكبتر في الجو كان كبيرا، فالقوات التي هبطت بواسطة 20طائرة تحتاج إلى غطاء جوى ثم عمليات نقل جرحى وقتلى ثم /وذلك هو الأعجب/ طائرات لنقل الطائرات المصابة !!.
وبالفعل تمكنوا من نقل إحدى الطائرتين المصابتين، وفشلوا في نقل الأخرى التي ظلت في مكانها مشتعلة مع جثث الطاقم والركاب، ونظرا لضخامة الخسائر واتساع الرقعة لم يتمكن العدو أخذ العديد من أشلاء قتلاه التي ظلت متناثرة في ميدان المعركة كما أن الطائرة التي نقلها بطائرة أخرى، لم يتمكن من نقل أجنحتها والإطارات، فغنمها أطفال المنطقة واتخذوها ألعابا يتلهون بها وكذلك غنم المجاهدون والسكان ما تركته القوات من مواد عسكرية ومهمات.
تقديرات المجاهدين لخسائر العدو في تلك المعركة هي مقتل 55 جنديا من القوات الخاصة وإصابة 37 بجروح.
يقول المجاهدون أيضا بأنها أكبر هزيمة يمنى بها جيش الاحتلال الأمريكي منذ دخوله إلى تلك المنطقة، ورغم ذلك لم يصب المجاهدون بخسائر أثناء القتال، والنتيجة على الجانب المعنوي هي ارتفاع معنويات المجاهدين والسكان بهذا النصر الكبير الذي جاء في اليوم الأول من عمليات الفتح التي أعلنتها الإمارة الإسلامية.
الانتقام من المدنين وقت احتدام المعركة وفي نفس مديرية سنجيــــن، قامت
القوات الأمريكية بمهاجمة البيوت في قرى منطقة “ملمند” فأطلقوا الصواريخ على الأبواب فدمروها ثم اقتحمها الجنود وأطلقوا النيران عشوائيا على السكان، ومن عائلة واحدة قتلوا ثلاث أفراد من بينهم شاب وأسروا شابين آخرين.
ومن المحتمل أن يكون الهجوم على بيوت الأهالي في “ملمند” محاولة لجذب أنظار المجاهدين إلى منطقة بعيدة عن منطقة إنزال القوات الأمريكية، ولتخفيف الضغط الواقع على تلك القوات.
ولكن ذلك لم يمنع هزيمتهم الثقيلة في سنجين، وإن كانت هزائمهم تدفعهم إلى مزيد من الوحشية في الانتقام من المدنين وقصفهم بالطائرات ـ أو مداهمة بيوتهم على نفس الطريقة الوحشية المعتادة.
جريشك تطحن قوات ” سبيشل فورس”
(السبت 16 مايو) :
لم يكونوا على الأرض أسعد حظا، القوات الخاصة الأمريكية “سبيشل فورس” كانت ترافق قافلة عسكرية أمريكية لتأمينها، وأين ؟.. في جريشك !!.
بلا شك أنهم أخطئوا العنوان، وعندما انتبهوا كانت عبوة ناسفة قد أطاحت بعربتهم فقتل وأصيب جميع ركابها التسعة وتحولوا من سبيشل فورس إلى سبيشل ضحايا كان ذلك في منطقة ” أوبازان ” من مديرية جريشك.
القوات الخاصة في قندهار:
بيدي لا بيد عمرو
بعد جولتنا السابقة مع المغامرات الفاشلة للقوات الأمريكية الخاصة المحمولة جوا (أو الراكبة برا) نصل إلى نقطة مأساوية للغاية، وتلك هي ذروة المأساة عندما تقرر القيادة الأمريكية بنفسها قتل جنودها الفاشلين، ليس لأنهم لم يتمكنوا من إنجاز مهمة بدت سهلة وبسيطة ولكن لأنهم من شدة الخوف سمحوا للمجاهدين بأن يحاصرونهم في قلعة واسعة الأرجاء ويمنعون عنهم كل مدد حتى أوشكوا على الاستسلام، فقرروا هم القضاء عليهم طبقا للقاعدة الشهيرة: بيدي لا بيد عمرو.
في يوم الثلاثاء الأول من يونيو 2010 :
اختار الأمريكيون قرية نائية في قندهار هي قرية “زرى” حتى تتمكن قواتهم المتخصصة في الفشل من إحراز أي انتصار بعد سلسلة نكسات تتكرر منهم أينما ذهبوا.
في الصباح الباكر أنزلتهم الطائرات، وظنوا أن المزارعين سيلوذون بالفرار، فيتمتع الجنود بإطلاق النار عليهم من الخلف، ولكنهم فوجئوا بظهور المجاهدين من حيث لا يحتسبون وبادروهم بهجوم سريع ساعدهم فيه مسلحون من سكان القرية.
فتراجع جنود القوات الخاصة وفروا إلى داخل أحد البيوت الكبيرة الفارغة، فحاصرهم المجاهدون، وتبادلوا معهم إطلاق النار وضربوا عليهم بالأسلحة الثقيلة المتوفرة.
وقد تكرر نفس السيناريو في مرات عديدة سابقة بما في ذلك النهاية المأساوية للمحاصرين، فقد حاولت القوات الأمريكية والحليفة لها كسر طرق الحصار وإنقاذ الجنود من “القلعة” التي حشروا فيها، ولكن المجاهدون أحبطوا كل محاولات فك الحصار واستمر الوضع كذلك حتى حلول المساء، وكان من المتوقع أن يقتحم المجاهدون القلعة بعد فتح ثغرات في جدرانها الطينية، فيكون مصير الجنود القتل أو الاستسلام ولا خيار ثالث أمامهم.
ولكن مع حلول المساء دوى انفجار ضخم داخل القلعة وانتهت القصة، وجنود القوات الخاصة لم يخرجوا من الحصار ولم يستسلموا ولكن قتلتهم قيادتهم حتى لا يقعوا في أسر المجاهدين ويكونوا ورقة ضغط سياسي في يد الإمارة الإسلامية، والانفجار الضخم الذي سمعه المجاهدون يصدر من داخل القلعة هل كان ضربة طيران أم ضربة صاروخية أم حادث انتحار جماعي.. كل الاحتمالات واردة ولكن تظل القيادة الأمريكية هي المسئولة عن إرسال مثل هؤلاء البشر إلى الحرب تحت دعوى أنهم قوات خاصة فيتعرضون إلى الموت بهذه الطريقة البشعة.
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
مجلة الصمود عدد 49