تعليقات حول كتاب السائرون نياما و رد مصطفي حامد
اسم الراسل : المحب
تاريخ الاستلام : 5-5-2010
السلام عليكم
اطلعت على كتابكم السائرين نياما, وهو كتاب مفيد في مجمله نسأل الله أن يوفق قادة المجاهدين لما فيه مصلحة أمة الاسلام, ولكن كانت لي تعقيبات بسيطة أرجو ان يتسع بها صدرك
تقول في كتابك
بعد “الحادثة الفريدة” لأسر جندى أمريكى لأول مرة منذ حرب فيتنام 1965- 1975 صـ8
وكلامك هذا غير دقيق, فخلال حرب العراق أسر الجيش العراقي ما يقرب من ثمانية جنود دفعة واحدة في معركة في الناصرية ومن ثم أسر طيارين اثنين أسقطت طائرتهما الاباتشي بالقرب من كربلاء, وتم عرضهم على القنوات التلفازية وقتها ولكن تم تحريرهم بعد سقوط بغداد بأيام وبعد ذلك أسر جندي امريكي في محيط الفلوجة أثناء معركة لفلوجة الاولى في نيسان 2004 واعترف الجيش الامريكي بذلك ومن ثم أسر ثلاثة جنود أمريكيين جنوب بغداد على يد دولة العراق الاسلامية “السلفية الجهادية” واعترف الجيش الامريكي واصدار سحلهم موجود على الشبكة ولكن في الحالتين تم قتل الجنود بعد ايام من أسرهم لان الجيش الامريكي كان يحاصر المنطقة ويبدأ في تفتيش وتدمير المنازل والاضرار بالاهالي بل وهناك عملية اخفاء جثة طيار طائرة مقاتلة أمريكية في الفلوجة أيضا وقامت بها القاعدة ايضا.
وتقول أيضا
فحماس مازالت تخوض منذ سنوات مفاوضات مع اليهود فى قضية ” أسيرهم” فىمقابل أسرى المجاهدين لدى اليهود.
وحزب الله بقيادة “السيد حسن نصر الله ” ، كانت ظروفه أفضل بكثير من ظروفحماس التى يطعنها “الأخوة” العرب وحكومة “كرزاى ” فى “رام الله”.
بل أن حزب الله كان الو حيد فى تاريخنا الحديث الذى جعل من قضية إطلاقأسراه قضية خارج كل نقاش وأبعد عن كل مساومة .
وهذه نقطة ضعف رهيبة عانت منها “القاعدة” وقبلها الجماعة الإسلامية المصريةالتى تركت شيخها فى سجون أمريكية واكتفت ان تدعو الله أن يفك أسره !! .
لعلهم فى إنتظار الملائكة أن تنزل لتحارب من أجله ” إذهب انت وربك فقاتلا .. ”
!!فلم يتحرك من أجله أحد ولم يمتشق سيفا .. أو يرمى حجرا .. .
بينما خاض حزب الله حربا ضاريه ولم يتراجع أمام هجوم دولى إسرائيلى ..
وربح المعركة وكانت يد الله فوق أيديهم فلماذا يد سلفيننا الجهادية مكبلة ؟؟.
أم أن مدفعية التكفير هى فقط التى تعمل والمدافع الأخرى أصابها العطب ؟؟.
أما هذا الكلام ففيه خلط للأمور والغريب العجيب أن يخرج من شخص قد عاش الحروب ويعرف ظروفها وأعلق على كلامك في نقاط:
أولا: ألم تلاحظ أن كلا حماس وحزب الله لم تستطع الاحتفاظ بالاسرى إلا حين توفرت لها قاعدة خلفية آمنة, فلا حماس ولا حزب الله استطاعو قبل الانسحاب اليهودي من جنوب لبنان ومن ثم غزة بالاحتفاظ بأي اسير اكثر من أسبوع, وهذا لطبيعة المعركة, وما تزال حماس في الضفة من 22 سنة لعملها لم تستطع الاحتفاظ بأي أسير صهيوني لاكثر من أسبوع مع أنها حاولت عشرات المرات.
ثانيا: ألا تعرف أن حماس ليست لوحدها من خطف الجندي الاسرائيي شاليط بل كانت ثلاث فصائل في عمل مشترك أحدها جماعة جيش الاسلام “السلفية الجهادية” كما تسميها, ولكن حماس بما انها الاقدر على اخفائه والمفاوضات عليه هي من تولت موضوعه وبامكانك الرجوع لبيان العملية من موقع القسام نفسه, وقد استشهد أحد شباب جيش الاسلام “السلفية الجهادية” في العملية ووصيته موجودة وتبدأ بخطاب لبن لادن…!!
ثالثا: ليست القاعدة فقط المقصرة تجاه الاسرى بل كل الأمة مقصرة.
رابعا: ادراكا من الاخوة لطبيع المعركة فقد حدثت هناك محاولات اقوى من عملية أسر جنود للتفاوض عليهم, كعملية اقتحام سجن قندهار وتحرير الف سجين, في افغانستان, وعمليات اقتحام السجون في العراق كسجن المقدادية الذي نفذته القاعدة وأخرجت منه عشرات الاسرى وهناك اصدار مرئي عن العملية ومن ثم سجن بادوش في الموصل الذي تم تحرير كل سجنائه وهم بالمئات والكثير منهم كانو من خارج العراق منهم الشهيد السوري “ميسرة الغريب” (الشيخ محمد وائل الحلواني) أحد قادة القاعدة, بل وقبل ذلك حدثت محاولتين ضخمتين من القاعدة لاقتحام سجن أبوغريب, حيث استشهد في أحدها الشيخين أبوأنس الشامي وأبوالشهيد اللبناني وكل هذا وأنت تسخر من جهود الاخوة وتقول ان يدهم مكبلة وان مدافع التكفير هي فقط من يعمل, في حين تمدح حزب الله اللبناني وحماس وهي لم تفعل معشار ما فعل الاخوة فسبحان ربي هذا بهتان عظيم.
خامسا: ألا تدرك أيضا أن الامريكان أقل اهتماما بأسراهم من اليهود, فاليهود مستعدون لاخراج ألف أسير مسلم من أجل أسير يهودي على عكس الامريكان.
سادسا: حدثت عدة عمليات أسر فيها غربيون منهم مستشارون ومقاولون أكثرها قامت بها القاعدة في العراق وكانت المطالب بالافراج عن أسرى ولكن للأسف كلها لم تنجح وبإمكانك أن ترجع لأرشيف العمليات والاحداث ومنها أحد أعضاء الشركات الامنية “black water” الذي ذبحه الزرقاوي بيده.
سابعا: حدثت الكثير من عمليات التبادل “غير المعلن عنها” مع الحكومة الصفوية في العراق وبالاخص أيضا مع القاعدة في العراق.
تقول:
تجربة الزعيم الصومالى السلفى “شيخ شريف “ص36
شيخ شريف هو اخواني وليس سلفي, وهذا معروف من قبل الاحتلال الاثيوبي, وبإمكانك مراجعة مصادرك في هذا الشأن. والسلفي شيخ طاهر أويس قائد الحزب الاسلامي حاليا وقائد المحاكم سابقا.
مشكلة العلماء والجهاد أنا أؤيدك جدا أن هذه أحد أهم مشاكل الجهاد, فهذه مشكلة أمة, وليست مشكلة جماعة.
وللاسف أنت وغيرك حين تتهم القاعدة والحركات الجهادية بالتسرع وخلط الاولويات والوقوع في الاخطاء, فأقول أن هذا طبيعي جدا في ظل عزوف العلماء والدعاة عن الجهاد وقد ذكر أبوحمزة المهاجر رحمه الله في أحد خطاباته إلى العلماء أن قادة المجاهدين يطرون للاجتهاد في مسائل لو جمع لها كبار فقهاء الامة لتحيروا فيها, والله المستعان”السلفية الجهادية “. أى تصبح قادرة على فرض عقائدها بقوة السلاح .
وبعضهم عندما وجد الفرصة مواتية مارس تدمير المقابر والأضرحة بل والمساجد والتجمعات السكنية وحتى الأسواق والمقاهى .ص52شيخنا اتق الله في كلامك, فالاخوة في العراق ومن بعدها في باكستان تبرأوا من العمليات التي تحدث في المساجد والاسواق وهذه العمليات يد الامريكان واضحة فيها لتشويه سمعة المجاهدين وهذا واضح ومعلن في خطط مؤسسة راند الامريكية وآخر ما حدث في الصومال من تفجير المسجد قبل ايام.
فلا تردد من حيث تدري او لا تدري هذه التهم الغريبة.
وكأننا كنا فى أفغانستان أمام ثلاث مواقف للسلفية الجهادية إزاء الملا محمد عمر
وإمارته الإسلامية:
فريق يرى أنهما كافران وفريق ثا نى قال بأنهما مشركان فقط وفريق ثالث قال
بل هما مسلمان ( ولكن عمليا لا يجب الوفاء بالعهد معهم).
وذلك الفريق الأخير هو الذى تمكن من إسقاط الملا عمر وتدمير الإمارة الإسلامية
فى أفغانستان. ص52
سبحان الله أصبحت شلل التكفير والهجرة سلفية جهادية………..!!؟؟
والقول ب أنه رافضى فذلك قول غير صحيح إذا كت تعنى (الرافضة ) بتعريفهم
الموجود فى ت اريخ الفرق ا لإسلامية،
مع أني أوافقك في المجمل على كلامك عن ايران والشيعة, غلا أن قولك هنا هو الغير صحيح, فهم رافضة حسب التعريف الموجود, وتأكد من مصادرك.
وجازاكم الله خيرا
أخوكم المحب
……………………………………………………………………….
تاريخ الرد : 26-5-2010
رسالة إلى أخى المحب :
الأسير الأمريكى فى أفغانستان هو الأول منذ حرب فيتنام.. لماذا ؟؟
كيف ننقذ أسرانا من القبضة الأمريكية ؟؟
لماذا فشلت القاعدة والسلفية الجهادية فى كل مكان؟؟
الرافضة والصفوية .. ألقاب للتنابذ الطائفى والسياسى .
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
أخى الحبيب “محب”
السلام عليكم ورحمة الله
أنهيت رسالتك بالمحبة وأنا أبدأ بها رسالتى فأقول : “أحبك الله الذى أحببتنى فيه ” فأنا أيضا أحبك فى الله ، كما أحب كل أخواننا المجاهدين الصادقين والمؤمنين الصابرين والمسلمين المستضعفين فى كل مكان .
أذن سيكون نقاشنا وإتفاقنا أو إختلافنا كله فى سبيل الله بحثا عن الحق وأفضل السبل لنصرة دين الله .
موضوعنا كله تقريبا حول الأسرى من المسلمين . وأكرر أخى الكريم أن هذا الموضوع لم يأخذ حقه من الإهتمام لا من “الأمه” ولا من “الطلائع المجاهدة” ولا من مختلف التيارات الإسلامية ـ إلا النادر منها .
وأهمية موضوع الأسرى أنه يلمس عدة أوتار حساسة فى وقت واحد، منها:
الجانب معنوى: كونه أصبح يمثل إحتقارا وإستخفافا بأمة كاملة تعدادها تخطى المليار نسمة، ومن المفترض إنها الأمة الوسط وخير الأمم .
ـ الأسرى أصبحوا سلاحا لتحطيم إرادة الأمة وردعها عن المقاومة بشكلها الشامل ، ليس فقط حمل السلاح دفاعا عن الأرض والعرض والدين والمال والولد ولكن حتى حق التعبير بالكلمة ، أو حتى الصراخ من الألم ، أو حتى التظلم لأهل الأرض أو أهل السماء .
الجانب ديـــنى : إذ طالت عمليات الأسر المنهجى علماء الأمة وطلاب علوم الشريعة ـ وأهانتهم وتغييبهم عن القيادة ، فحدث التخبط الشامل الذى نراه عند العوام وعند الصفوة وعند المجاهدين .
ـ إرتدع العلماء الباقون خارج الأسر ، فمنهم من إنصاع وإستفاد، ومنهم من كتم إيمانه، ومنهم من إعتزل، ومنهم …إلخ .
وطبقة العلماء هم طبقة القيادة الشاملة ، فى أمور الدين كما أمور الدنيا وأمور الجهاد ، وكل الأمور ـ أو هكذا يفترض أن يكون ـ والآن الأمة أصبحت بلا رأس . و قطيع بلا راعى ، فتاه القطيع وتناهشته الذئاب .
الجانب المـادى: يمس القوة الفاعلة فى الأمة ، فعندما طال الأسر قطاعات واسعة من الشباب وهم القوة الضاربة للأمة وقيادات المستقبل ، والجيش المدافع ، والسواعد العاملة، تم إخراج تلك الشريحة الحيوية من نطاق العمل الجاد وتحولت إلى خدمة الوضع الشيطانى الراهن . إما داخل بلادها أو فى بلاد الأعداء بحثا عن لقمة العيش أو متنفس من الحرية ولو هزيل .
إتساع نطاق الأسر
أسر المسلمين لا يتم فى الحروب فقط فتلك أهون المصادر ، ولكنها تتم بشكل منهجى فى مناحى الحياه العادية كلها وعلى إتساع العالم، إما بتهمة الإرهاب المبتذلة ، أو دواعى الأمن ، أو الحفاظ على النظام ، أو حتى بدون إيداء أسباب لأن جهاز الأمن يعرف كل شئ ولا يقول عن شئ حفاظا على الأمن العام !!! .
إذا ترك الأمر على هذا الحال فإن النتائج ستكون وخيمة جدا. قد تقول أنها كذلك بالفعل، فأقول لك بأن هناك دائما ما هو أسوأ إذا لم تتحرك الأمة وطلائع الأمة لتدارك الأمر .
إختصارا .. لابد أن يكون هدف تحرير الأسرى المسلمين ، هدفا ذو أولوية متقدمة جدا فى أى برنامج جهادى، وإلا فإن عملية الأسر ـ وحدها ـ قد تتسبب فى إيقاف الجهاد ، أى فرض الإستسلام على الشعب وقد حدث ذلك بالفعل فى بلاد إسلامية هامة جدا .
مبادلة الأسرى
# لتحرير الأسرى المسلمين هناك أكثر من طريقة ـ وليس طريقة واحدة ـ وسنتكلم عن الطريقة الأشهر وهى ” مبادلة الأسرى” .
أى يجب أن نحصل على أسرى ونبقيهم عندنا لفترات غير محدودة يتم خلالها عمليات تفاوض غير مباشرة أو مباشرة من أجل عقد “صفقة تبادل ” مع العدو .
إذن نحتاج إلى أرض آمنه ، وإلى حالة حرب تتيح لنا الحصول على أسرى عبر معارك مستمرة ” أفغانستان والعراق ” أو متقطعة ” فلسطين/لبنان” .
والأهم من ذلك كله :” قيادة مقتدرة” ـ لديها (إستراتيجية عمل واضحة ) وتقود عملية “حهاد شعبى ” بمعنى الكلمة أى مستند إلى أغلبية الشعب .
وأقول أن ذلك أصعب ما فى الأمر أى:
القيادة المقتدرة ـ وإستراتيجية العمل ـ والتأييد الشعبى .
وتلك النقاط تحديدا هى محاور خلاف مع أخواننا الأعزاء فى القاعدة وباقى تيارات السلفية الجهادية (وذلك بحث منفصل) .
ولكن ما يعنينا منه الآن أن ذلك القصور فى تكوين الحركة الجهادية السلفية أدى إلى عجزها عن معالجة موضوع الأسرى بشكل صحيح ـ على الأقل حتى وقتنا الراهن. أعنى عند الكلام عن ” أسرى الأعداء” بأنهم الأسرى الذين نتمكن من إحتجازهم ـ بأى وسيلة كانت ـ وإبقائهم فى حوزتنا إلى أن يتم الإتفاق على (صفقة تبادل مع العدو ) .
أى أن خطف أسير ثم قتله لا أعتبره “الأسر” الذى إتحدث عنه لإننى أتكلم عن أسر يؤدى إلى ” تبادل” وتحرير أسرانا .
لهذا قلت عن الأسير الأمريكى فى أفغانستان أنه الأسير الوحيد منذ حرب فيتنام ـ اى الوحيد الذى إحتجز بهدف التبادل . وليس الذى إحتجز وقتل .
تلك الحادثة فى أفغانستان هى الأولى ـ حسب علمى والله أعلم ـ التى ترى الإدارة الأمريكية البلهاء والمتغطرسة أنها مجبرة على إبتلاع كرامتها المتورمة وتخضع لشروط مجاهدين مسلمين من أجل عقد صفقة تبادل معهم .
أى لابد أن تعترف بهم أولا وبأنهم طرف مقاوم يحارب لأجل قضية وطنية ـ وأنها على هذا الأساس تجلس معه للتفاوض .
ومازالت أمريكا ترفض الإعتراف بشرعية أى جهة تحاربها وتعتبر كل من يقاومها أنه إرهابى (وكذلك تفعل إسرائيل ) .
وأقول أخى العزيز أن أمريكا تبذل كافة جهودها الإستخبارية والعسكرية فى أفغانستان من أجل إختطاف ذلك الأسير أو قتله ، حفاظا على صورتها المخيفة فى العالم ، وأمام المسلمين خاصة .
بل أقول لك أكثر من ذلك وهو أن الطيران الأمريكى يقوم بقصف قواته وقوات الحلفاء إذا وقعت فى الأسر أو كانت مهددة بذلك ويصعب إنقاذها .
إن هؤلاء الناس لا يهتمون بأرواح جنودهم ولا مواطنيهم ، كل ما يظهرونه من إهتمام فى هذا المجال هو لإسباب سياسية أو معنوية تتعلق بقواتهم المسلحة أو شعبهم . وذلك يشمل أمريكا وإسرائيل .
لهذا نحن على إتفاق جزئى بالنسبة للفقرة الخامسة من خطابك من أن إسرائيل مستعدة للإفراج عن ألف أسير مسلم من أجل أسير يهودى . ولكنك تقول بأنهم فى ذلك عكس الأمريكان. وأقول لك أخى الكريم بأن العقلية الصهيونية واحدة سواء كانت صهيونية يهودية أو صهيونية مسيحية (وذلك إصطلاحهم وليس إصطلاحنا) واليهود عندهم مشكلة فى فلسطين لا يعانى منها الأمريكيون وهى ضعف معنويات السكان اليهود، فإن شعروا بأن الطيور الإسلامية بدأت تتخطفهم فسوف يحملون حقائبهم ويغادرون فلسطين ، وأوروبا وأمريكا مفتحة لهم الأبواب فى كل حين .
لذا لابد لهم من الإسراع فى حل مشكلة الأسرى اليهود . ولهذا أيضا لا تتعجل حماس ولم يتعجل حزب الله فى مفاوضات التبادل .
أمريكا مشكلتها تختلف فالمسألة عندها متعلقة بالهيمنة الدولية ، وإرعاب المسلمين من قوتها التى لا تقهر . فإذا جلست على مائدة المفاوضات من أجل أسير “أو أكثر” سقطت الهيبة المصطنعة، لذا هى تراهن على الوقت من أجل قتل أسيرها أو شراؤه فى صفقة ما أو عبر وساطة ما، ولكن كل ذلك فشل حتى الآن .
والبديل عندهم هو كتمان الأمر عن العالم وعن المسلمين وعن الشعب الأمريكى.
وهنا يكون واجبنا هو التذكير الدائم بالأسير الأمريكى فى أفغانستان ـ ومطالبة حكومته بالدخول فى مفاوضات لفك أسره . وقد ضايقهم كثيرا أن الإمارة الإسلامية توالى إصدار الأفلام والرسائل المصورة الصادرة عن ذلك الأسير ، لأن ذلك يقوض سياسة التعتيم والكتمان التى تعالج بها أمريكا المشكلة .
لماذا فشلنا فى العراق ؟؟
لا نقول أخى الكريم أن القاعدة والتنظيمات السلفية لم تقم بإعمال بطولية لتحرير الأسرى . لقد قامت ولا يستطيع أحد ان ينكر ذلك . ولكن ما حدث فى العراق من عمليات لتحرير الأسرى كان موجها ضد الحكومة الخائنة التى تحكم بغداد ، وهذه أمرها يسير جدا لولا أخطاء جسيمة إرتكبها أخوننا (وذلك بحث آخر) فالأعداء المحليون هم مثل الظل الأعوج، ولكى يعتدل فعلينا ان نعدل الأصل الأمريكى أو نقطعة من جذورة ـ وكلا الأمرين ممكن وجائز ويقول البعض أنه فريضة .
ولكن ذلك لا يمكن أن يتم ـ عقلا ـ بغير الإشتراطات الثلاث التى ذكرناها آنفا أى : القيادة المقتدرة ـ الإستراتيجية الصحيحة ـ التأييد الشعبى.
وأزعم مرة أخرى أن أخواننا الأعزاء فى القاعدة ـ وهى الأم والمثال والقدوة لباقى لتنظيمات السلفية الجهادية ـ لا تمتلك أيا من تلك العناصر .
لهذا ضاعت المجهودات التكتيكية الرائعة التى أنجزها مجاهدوها فى العراق، ولم تسفر عن أى تقدم، بل العكس إذ تقهقر ـ بها وبغيرها ـ الوضع الجهادى فى العراق وتحسن وضع الإحتلال. ورغم عمليات أسر جنود الأعداء والهجوم على السجون وتحرير الأسرى المسلمين ، لم نتمكن من الإبقاء على أسير أمريكى واحد فى قبضتنا حتى نزل به الكبرياء الأمريكى ونخرج به أسرانا ـ الذين هم عشرات الألوف ـ على الأراضى الأمريكية وشتى بقاع الأرض، ويقال أن بعضهم موجود فى قاع سفن الأسطول الأمريكى فى أعالى البحار .
فهل عجز العراق بمساحته المهولة وشعبه العظيم المقاتل عن إخفاء ولو أسير أمريكى واحد من كل هؤلاء الأسرى الذين ذكرتهم ؟
الخطأ هنا سياسى من قيادات الجهاد الذين قسموا الشعب إلى فئات متناحرة . فعمل نصف الشعب أو أكثر فى خدمة الإحتلال ضد فئة مجاهدة أرعبت الشعب أكثر مما روعت المحتل، فإنقلب عليها الشعب بمعظم فئاته فضاقت عليها الأرضى بما رحبت، وعجزت عن الحفاظ على أسرارها أوأسراها ، بل عجزت حتى عن إخفاء أفرادها وقياداتها… وهنا التقصير وهنا موضع الخلل .
فهل تستطيع حماس غزة فى مساحة أرض لا تكفى لنزهة مدرسية أن تحتفظ لسنوات بأسير إسرائيلى ، بينما جميع مخابرات العرب والفرنجة واليهود والمسلمين ترصدها من السماء والأرض والبحر، بينما تعجز المقاومة العراقية الباسلة التى أذهلت العالم من أن تخفى أسيرا واحدا ؟ .. لماذا ؟
الخلل هو فى القيادة الجهادية غير المؤهلة ـ و التى لا تمتلك استراتيجية عمل وبالتالى فقدت السند الشعبى. ( لا يقولن أحد أنها قيادة شجاعة وضحت بالكثير.. فالجميع يعرف ذلك ويقدرة .. ولكن الكفاءة والمقدرة على القيادة شئ آخر).
فاضطرت تلك القيادة إلى قتل أسراها ، ولم تتمكن حتى من حماية قادتها أو هياكلها العاملة .
ـ إننا لا “نمدح ” هذا أو ” نذم ” ذاك ، بل نقيم عمل هذا وعمل ذاك . فقضية الأسرى هى قضية متفرعة من قضية قيادة العمل الجهادى إجمالا، لأنها واحدة من مهام كثيرة جدا . والفشل فى معالجتها جاء تفريعا من الفشل فى قيادة العمل الجهادى وليس لنقص فى بطولة المجاهدين أو تقاعسهم لاسمح الله. فالمشكلة هى فى عدم كفاءة القيادة وليس نقصا فى شجاعتها. و ضعف تخطيط تلك القيادة وإنحسار التأييد الشعبى لها نتيجة أسباب عديدة أشهر من أن نكررها.
سلفى أم إخوانى ؟؟
صفوى أم عثمانى ؟؟
ـ أخى الكريم تعرف أن الإنتماء إلى الإخوان المسلمين لايعنى أن الشخص غير سلفى. فالشيخ عبد الله عزام رحمه الله كان إخوانيا سلفيا. ومع عدم وجود وجه للمقارنه فربما كان الشيخ شريف فى الصومال سلفيا إخوانيا. تلك نقطة فرعية ولكن أضيف إليها نقطة فرعية أخرى وهى وصفك للحكومة العراقية بأنها (صفوية) وذلك وصف عجيب جدا . كان يكفى أن تقول حكومة خائنة أو عميلة أو أمريكية فذلك كله يسهل فهمه .. ولكن ماذا تعنى (صفوية)؟؟.
إن وصف (صفوية) مثل وصف (عثمانية) ويعنى الإنتماء لإمبراطورية بادت ولم يعد لها وجود. ولكن الإنتماء الفقهى لكل منهما ما زال باقيا، فواحدة شيعية والأخرى سنية، فهل ما زلت مصرا على تقسيم الشعب العراقى على أساس طائفى؟؟.
ما زال الناس يتذكرون بيان القاعدة الذى دشن الحرب الطائفية فى العراق واضعا لها إطارها الفكرى والعقائدى. فكان ذلك بداية لنشاط (جهادى) دمر العراق وجهاد شعب العراق. ولا أقول أن الطرف الآخر كان بريئا ، بل كان فى صفوفة من كان يبذل جهودا كبرى فى نفس الإتجاه. ولم يكن الإحتلال منزعجا من طوق النجاه الذى رماه له دعاة الفتنة الطائفية من الجانبين. وليسوا جميعا حسنو النية ولا غيورين على طوائفهم، لأن الحروب من هذا النوع يخسرها الجميع ويكسبها المحتل فقط. إنها إنتحار جماعى للشعب العراقى نرى نتائجه الآن.
فجيش الإحتلال الذى أوكل مهمة قتل العراقيين إلى العراقيين أنفسهم يسحب الآن قواته ومعداته إلى أفغانستان ليقمع جهاد شعبها.
أى أن لعنه الحرب الطائفية لم تلحق الشعب العراقى وحده بل لحقت الشعب الأفغانى أيضا ـ فالأمة الإسلامية أمه واحدة والفتنة التى تقتل هنا تدمر هناك، والأمة هى الضحية ـ بينما من أبنائها من يفتخر بأنه ذبحها ليحمى عقائدها من الإنحراف!!. والذين ذبحوا الجهاد فى العراق يذبحونه فى أفغانستان أيضا وبنفس القدر وفى بنفس الوقت . فالأمة واحدة وإذا لم نمنع الذين فى قاع السفينة من خرقها فإن الجميع سوف يغرقون، بما فيهم ركاب السطح.
نعود إلى السؤال عن الفرق بين الحكومة الخائنة فى بغداد وبين نظيراتها فى كابل او رام الله . فإذا كانت حكومة بغداد(صفوية) فما هو وصف الباقين والذين يصعب حصر عدد حكوماتهم فى كافة بلاد المسلمين ؟؟ هل نعطيهم وصفا مذهبيا؟ فمن الخاسر الذى سيحوز الأغلبية المطلقة فى عدد الخائنين ؟؟ أسنى هو أم شيعى؟؟ أصفوى أم عثمانى أم عباسى أم أموى أم أيوبى؟.. أم ماذا ؟.
صوفى هو أم سلفى أم إثنى عشرى أم ديوبندى أم بريلوى أم حنفى أم شافعى أم حنبلى ؟؟.
ذلك طريق خاطئ ولا معنى له أخى العزيز سوى أخذ الأمة إلى تهلكة الإنتحار الجماعى الشامل الذى سيمكن منها الأعداء بشكل نهائى.
فلماذا التوصيف الطائفى؟ ولماذا لا يستخدم ضد جميع المنحرفين ونحصره فى منحرفى “المعسكر الآخر” فقط ؟؟. وهل التوصف الطائفى لحكومة منحرفة يعنى إنحراف الحكومة فقط أم يدل على إنحراف جميع أبناء الطائفة؟؟.
غياب العلماء
ـ نتفق سويا على أن أحد أهم مشاكل الجهاد هو غياب العلماء. وأن تلك مشكلة أمة وليست مشكلة الحركة الجهادية فقط . ولكن لايمكن إرجاع كل تلك الأخطاء / بل ماهو أكبر من الأخطاء/ إلى ذلك العامل وحده. فهناك تدنى مريع فى كفاءة القيادات التى تصدت للعمل الجهادى السلفى، سواء فى القدرات العسكرية أو السياسية أو التظيمية. أما تصديهم للمسألة الفقهية فهى المصيبة الأكثر سطوعا. حيث أرتكبوا إنحرافات شنيعة تحت ستار فتاوى ليسوا مؤهلين لإصدارها.
ولو كانت القيادات القائمة تتمتع بالخبرات المطلوبة لما أرتكبت كل تلك الأخطاء والإنحرافات الجسيمة.
فخلط الأولويات مثلا لا دخل له بالعلم الشرعى بل ينتمى إلى فقه الواقع.
وإقتحام الفتنة الطائفية هو إنحراف دينى وسياسى ونفسى لايمكن أن تنزلق إليه قيادة لديها أدنى قدر من الأهلية.
ولما كان الجهاد قد تحول لديهم من عمل شعبى لأمة إلى نشاط ذو صبغة كهنوتية لا ترتبط بالواقع قدر إرتباطها بنصوص مبتورة الصلة بالواقع وملتصقة بموروث من الفتاوى لا أثر فيه للإجتهاد الذى يواحه تعقيدات الواقع الراهن. مع بنيان فقهى يعزل معظم فئات المجتمع عن أخطر القضايا وهو الجهاد، وذلك بدون أدنى أهلية لذلك الإستفراد ولا مبرر.
فلا يمكن إذن أن نعلق كل ذلك على شماعة غياب العلماء. فكثير من الشعوب قاومت الإحتلال بنجاح إعتمادا على عنصر واحد فقط هو عنصر فهم قوانين الصراع وإستيعاب الواقع بشكل شامل من جوانبه السياسية والعسكرية والإقتصادية. مع تمتع القيادة بقدرات على التنظيم والتخطيط طويل المدى وإبداع العمل التكتيكى.
نحن نعانى من إنغلاق تام فى العمل الجهادى السلفى وإستبعاد لمعظم شرائح الأمة وفرض سياج فقهى وضعه مخلصون غير المؤهلين . ولا نستبعد أثر الإعداء وأعوانهم فى ذلك كله.
غياب العلماء
تقول أخى الكريم أن العلماء غابوا عن الساحات، فأقول لك نعم، بل أن الواقع يقول بأكثر من ذلك . إنهم فى الظاهر ذابوا واختفوا عن مسيرة الحياة كلها، ولكن هل يعنى ذلك أن تستباح الفتوى ويتصدر الصبيان للإفتاء فى عظائم الأمور؟؟.
يمكن أخى العزيز أن نتحرك فى ميدان الجهاد بقيادة العقلاء الذين لديهم من التقوى والخبرة ما يؤهلهم لإستكشاف مواضع المصلحة للمسلمين.
لا أنادى بتخطى القانون الشرعى ولكن العلم بالواقع يعوض جزءا هاما من العجز الشرعى خاصة فى مجالات العمل الميدانى الجهادى. لكننا حاليا نفتقد فى حركتنا الجهادية السلفية كلا العنصرين معا، فلا العالم الشرعى موجود ولا الخبير بالواقع يمكنه الإقتراب.
ولنتذكر سويا عمر الفاروق رضى الله عنه وكم مرة وافق قوله ما أيده الوحى بعد ذلك؟. وعلى أى شئ يدل هذا الأمر؟.
إنه يدل على أن هؤلاء المتقون العظماء/ حتى لو غاب عنهم الحكم الشرعى/ يمكنهم تحديد المصلحة الإسلامية بمقدار كبير من الدقة.
ونحن إن غاب عنا العلماء العظام فإن الخبراء الكبار موجودون بنسبة أعلى ويمكنهم تحديد المسار الذى يحقق مصالح الأمة بدقة عالية ، على الأقل بأفضل مما يفعل من لا يمتلكون لا الخبرة العملية العظيمة ولا العلم الشرعى الصحيح، ومع هذا يتولون القيادة الدينية والجهادية فى وقت واحد.
كيف نتبرأ من الفتنة؟؟
إن الفتنة الطائفية أتاحت للمحتلين القيام بعمليات ضد مختلف الفئات والطوائف من أجل تأجيج نيران الفتنة. لقد تبرأت القاعدة فى العراق وباكستان من بعض تلك العمليات ، ولكنهم تبنوا سابقا عمليات مشابهة، ناهيك عن بيان العراق الذى أشتهر بين الناس ببيان الفتنة الذى أصدرته القاعدة .
إذن العدو وجد غطاءا مناسبا تحرك خلفه ووجه ضرباته. وتكذيبات القاعدة صدقها البعض وكذبها آخرون وأخشى القول بأن من كذب كان أكثر ممن صدق .
فإذا فتحنا الباب للفتنة فلا مجال بعد ذلك من أن نتبرأ من بعض مظاهرها . فالفتنة يلتبس فيها الحق بالباطل ويصعب التمييز بين المخطئ والمصيب . ونحن حولنا الجهاد فى العراق الى فتنة، وفى الصومال إلى فتنة وفى الجزائر إلى فتنة وفى باكستان إلى فتنة و … فكيف لنا ان نشرح كل عملية بأن هذه من فعلنا وتلك من فعل الأعداء طالما أنها جميعا متطابقة فى الأسلوب ومتجهة إلى ذات الأهداف ؟؟.
رافضة .. أم غير رافضة ؟؟
ـ إيران والشيعة رافضة أم غير رافضة ؟؟ ـ ذلك البحث لا يعنينى كثيرا . فأنا أنسحب أمام أى بحث طائفى . خاصة فى ظروف أمتنا الراهنة .
والتصنيفات الطائفية ينبغى ان تخضع لمعايير العلم /ولست بعالم/ والعلم يتسم بالموضوعية والإنصاف ولا دخل له بأهواء السياسة الوقتيه. وتعبير رافضى أصبح أداة تنابذ ـ يقابلها أدوات مماثلة عند الطرف الآخر ـ وكلاهما أرفضه.
ولا ينبغى أن نعمل بالأسلوب الأمريكى الذى ندينه حينما وضع للارهاب تعريفا متميعا يخدم أغراضه السياسية ويضرب به معارضيه. وأرى أن تعريفات مثل “رافضى” و”صفوى” هى من ذلك الصنف من التعريفات التنابذية المستخدمه فى التشنيع السياسى الذى لا يخدم الأمه بأى حال ، بل يخدم أهداف أعدئها .
أما تعريف المجاهد فهو متيسر لفهم رجل عامى من أمثالى، وكذلك تعريف الخائن هو بنفس السهولة .
وتلك تعريفات عملية ، لا دخل لها بالطائفية أو التنابذ بالألقاب . فالذى هو هناك مع المستعمرين ضمن جيوشهم أو حكوماتهم أو تنظيماتهم بشتى أنواعها، يدعمهم بالفعل أو بالقول ، فهو منهم بالفعل وخائن لبلده وشعبه ودينه .
والذى هو هنا يحمل السلاح أو يقاوم بما هو متاح فهو يخدم شعبه وبلده ودينه وهو مجاهد نضعه فوق رؤوسنا ، ولا نفحص فى هويته الشخصية ولا نشق عن صدره، بل نحكم بظاهر حاله، فهذا يكفينا وباقى أمره موكول إلى الله العالم بخفايا الأمور .
شماعة التكفيريين
ـ شلل التكفير والهجرة التى تذكرها يبدو أنها أصبحت شماعة لتعليق الأخطاء والخطايا . فهذه الأعمال التى تكنسها على فنائهم أعلم أن أكثرها كان لا دخل لهم فيه . كنا فى أفغانستان عندما أعرب بعض عمالقة تنظيمات الجهادية السلفية عن تكفير أوشرك الإمارة الإسلامية وطالبان . وبعضهم لم يدخل أفغانستان إلا مكرها تحت ضغط من إلحاح الإخوة فى أفغانستان وضغط من ملاحقات الأمن الباكستانى. والآن يشار إلى بعضهم على أنهم قادة كبار فى وزيرستان ويقودون “الجهاد العالمى ” ( وذلك أيضا تعبر مطاط ظهر أنه وهم يخفى إنحرافا كبيرا، وشعار يضر أكثر مما ينفع ـ وذلك بحث آخر ) .
والإخوة فى باكستان تبرؤا من بعض الأعمال ـ وأنا شخصيا أصدقهم فى ذلك ولكنهم تبنوا سابقا أعمالا مشابهة، أو على الأقل تبناها حلفاؤهم من قبائل وزيرستان . فإذا كان لهم ضربات طائفية يفخرون بها ، فمن يصدقهم إذا تبرأوا من ضربات أخرى قام بها العدو بالفعل ؟ .
سرقة أعمال الآخرين!!
أخى الكريم ـ أنا أصدق كل ماقلته عن عمليات الإخوة فى العراق من أجل تحرير الأسرى ونجاحهم فى بعضها وفشلهم فى البعض الآخر. وكل ذلك يحسب لهم بلا شك ـ وبعض تلك العمليات لم يكن لى به علم ، فأشكرك على إطلاعى عليها .
ولكن سرورى بذلك لا يستمر طويلا إذ فى ثنايا حديثك عن تلك الإنجازات البطولية أجدك تذكر عملية قندهار وتحرير ألف سجين فى قندهار على أنها من إنجازات الأخوة فى القاعدة . العملية فى حد ذاتها بطولية ورائعة أيا كان من قام بها فينبغى أن نشكرة وندعو له.
ولكن نسبتها إلى الإخوة فى القاعدة أمر يصعب جدا قبوله. فأنا لا أتصور أن أحدا من العرب قد شارك فيها. لقد شارك العرب فى عهد الجهاد السوفيتى فى مئات العمليات فى قندهار ولكن كانت عمليات أفغانية مئة بالمئة . فإذا كان أحد من القاعدة قد شارك فى عملية سجن قندهار فلا يعنى ذلك اطلاقا أن تنسب العملية للقاعدة، فهذا القول يسئ كثيرا إلى علاقات الإخوة العرب ( إن كان لهم بالفعل وجود فى قندهار) بالإخوة المجاهدين الأفغان .
وتعرف أن من أسباب سؤ الفهم بين فصائل المجاهدين هو السطو على عمليات بعضهم البعض، فما بالك وأن فى أفغانستان إمارة إسلامية واحدة تقود العمل العسكرى والسياسى والتنظيمى، وأمير مؤمنين واحد وليس إثنان أوثلاثة، فما معنى أن يكون للقاعدة وجود مستقل وعمليات مستقلة ؟.. فما بالك إذا كان ليس لها وجود غير وجود رمزى على جانبى الحدود ومشاركات مشكورة ولكن لا تأثير لها فى جوهر الأحداث ولا حتى قريبا من جوهرها ؟ .
فإذا جعلتنا نتشكك فى عملية قندهار ونسبتها إلى القاعدة ألا ينسحب ذلك على باقى القائمة الطويلة من العمليات التى ذكرتها ، رغم أن العمليات قد تكون صحيحة فى حد ذاتها ؟ .
وأخيرا أوجه شكرى للأخ الكريم راجيا أن نلتقى دوما على طاعة الله.
أخوكم الفقير إلى رحمة ربه تعالى.
مصطفى حامد
ملحق :
عملية فتح سجن قندهار
كتبهاأحمد مختار ، في 19 يوليو 2008 الساعة: 16:28 م
في مساء يوم الجمعة وبالتحديد في الساعة التاسعة والنصف من تاريخ 13-6-2008 تحركت مجموعات المجاهدين الثلاثة بقيادة القائد المغوار الشيخ المولوي نظر محمد “فياض” حفظه الله تعالى لتنفيذ خطة عملية فتح سجن قندهار المركزي والذي يقع في الجهة الغربية من مدينة قندهار منطقة سربوزا.
أسباب ودواعي العمليةوقد أقدم المجاهدون الأبطال بتنفيذ خطة هذا الهجوم بعد أن قام حوالي أربعمائة من المجاهدين المعتقلين بالإضراب عن الطعام لمدة أسبوعين نتيجة ما لا قوا من معاملة السجانين السيئة في سجن قندهار المركزي.
هذا وقد أرسلت إدارة كرزي العميلة بتاريخ 13/5/2008 هيئة خاصة بشأن التحقيق وحل مشكلة المعتقلين مما شاهد أعضاء الهيئة بأم أعينهم عددا من المعتقلين الذين خيطوا أفواههم كوسيلة ظاهرة للإضراب عن الطعام بسبب سوء معاملة السجانين معهم.وقد أخبر أعضاء الهيئة مسئولي الأمور في إدارة كرزاي العميلة بما شاهدوهم من حالة المسجونين في سجن قندهار
ووضعهم المأساوي.إلا أنهم لم يعملوا شيئا لسماع شكوى الأسرى المظلومين ولم يتخذ أي قرار ينفع المعتقلين ويحل مشكلتهم، إلا أن المجاهدين الذين كانوا يراقبون وضع إخوانهم المعتقلين بجدية تامة وكانوا يفكرون في محاولة نجاة إخوانهم من أيدي الظالمين، بدؤوا بتخطيط عملية فتح سجن قندهار وشاء الله سبحانه وتعالى أن يبارك في هذا التخطيط العسكري الناجح ومنّ الله عزوجل على المجاهدين المسجونين بالخلاص والنجاة من أيدي الظالمين.
تنفيذ العملية:بعد أن قرر المجاهدون الأبطال تنفيذ الهجوم على مبنى السجن المركزي وزعوا المجاهدين على ثلاث وحدات هجومية تصل عدد كل وحدة إلى 30 مجاهدا.فبدأت كل مجموعة بتنفيذ عملها كالتالي:
المجموعة الأولى تمكنت من إغلاق الطريق المؤدي إلى السجن من جهة مركز المدينة في منطقة دند.المجموعة الثانية أغلقت الطريق المؤدي إلى السجن من جهة هرات في منطقة باغي بل.وبعد تمكين المجموعتين من إغلاق الطرق المؤدية إلى السجن بدأت المجموعة الثالثة باقتحام السجن وذلك بتفجير صهريج ممتلئ من المتفجرات في بوابة السجن مما أدى إلى تدمير قسم الأمامي من السجن بشكل كامل، ثم أعقب المجاهدون المهاجمون شن الهجوم الناجح على الأبراج الأربعة التي كان يستخدمها الحراس لحراسة السجن. وقد تمكن المجاهدون بفضل الله عزوجل عن تصفية حسابهم في أقل من ربع ساعة ودخلت المجموعة المكلفة بفك قيود الأسرى وكسر أبواب الزنزانات إلى داخل السجن.
وتمكن المجاهدون بفضل الله ونصرته من إخراج جميع المجاهدين الأسرى الذين يصل عددهم إلى 450 مجاهدا ثم بدءوا بفك قيود بقية الأسرى الذين أسرتهم إدارة كرزاي بتهمة انتمائهم للمجاهدين.وكان يصل عددهم إلى 650 أسيرا قد قضوا سنوات عديدة في هذا السجن من دون أن يعرف مصيرهم.
يقول الأخ عبد الله أحد المساهمين في عملية فتح السجن أننا عندما دخلنا إلى السجن وكسرنا أبواب الزنزانات وتمكنا من إخراج جميع الأسرى الموجودين فيه دخلنا إلى قسم خاص في داخل السجن ورأينا فيه عددا من الأسرى كان يصل أعمارهم إلى أكثر من 60 سنة فطلبنا منهم مغادرة السجن إلا أنهم رفضوا الخروج بسب عدم تمكنهم من التحرك والسير على الأقدام لعجزهم وكبر سنهم.
وبعد إخراج المساجين من السجن قسم المجاهدون جميع الأسرى على مجموعات عديدة وأوكل مسؤولية كل مجموعة إلى المجاهدين الذين عينهم القائد الشيخ نظر محمد “فياض” لوصول الأسرى إلى أماكن آمنة، فأخذوا أولا جميع الأسرى إلى منقطة ناخوني وزله خان التي تقع تحت سيطرة المجاهدين في مديرية بنجوايي ثم ركَََبوهم في سيارات المجاهدين وأوصلوهم إلى أماكن آمنة وقد كان يصل عدد الأسرى إلى حوالي 1100 أسير من المجاهدين وغيرهم.
رد فعل القوات الأجنبية والإدارة العميلة:بعد سماع دوي انفجار مرعب الذي هز مدينة قندهار تحركت القوات الأجنبية المتواجدة في مطار قندهار وبقية أنحاء المدينة تجاه سجن قندهار إلا أن كمائن المجاهدين في طريقهم تمكنت من تصدي تحركات هذه القوات.وقد استخدم المجاهدون تكتيكات جديدة أمام قوات العدو حيث وضعوا بالونات الغاز في طريق مرورهم نحو السجن وعند مشاهدة هذه البالونات رجعت القوات الأجنبية وقوات الشرطة العميلة خوفا من تفجير هذه البالونات عليها.والعجيب في الأمر أن البالونات الموضوعة في طريقهم كانت بالونات عادية فارغة لم يكن في داخلها حتى الغاز الطبيعي.هذا وقد وصفت القوات الأجنبية هذا الهجوم بعملية ناجحة للغاية مما صرح برا نكو منوها الناطق باسم القوات الأجنبية في هذا الشأن: علينا الاعتراف بذلك، هؤلاء الأشخاص قاموا بعمل دقيق جدا في هذا الإطار.وقد وصف وزير الدفاع الكندي بيتر ما كاي هذا الهجوم بعملية مؤسفة وخطيرة جدا للقوات الكندية، موضحا أن قوات كندية إضافية انتشرت في المدينة لمنع بقية الهجمات المماثلة لها،فيما وصفت بقية القوات الأجنبية ووسائل الإعلام العالمية عملية فتح سجن قندهار بعملية ناجحة ومعقدة على غرار أفلام هوليود.هذا وقد أقدمت إدارة كرزاي العميلة بسبب تنفيذ هذه العملية بإعفاء شخصيات عسكرية وإدارية بارزة من وظائفها في مدينة قندهار، وفي مقدمتهم سيد أغا ثاقب رئيس شرطة قندهار، ورئيس إدارة الأمن الوطني الإقليمي ورئيس قسم الجنائي للإقليم الغربي.ولم تكتفي إدارة كرزاي بإعفاء هؤلاء الأشخاص من وظائفهم بل سلمتهم إلى مكتب المدعي العام لإجراء المزيد من التحقيقات بشأن الهفوة الأمنية على حد قولهم. حصاد العملية:تمكن المجاهدون الأبطال من خلال تنفيذ هذه العملية الناجحة عن مقتل كافة المؤظفين المتواجدين في داخل السجن من الحراس وغيرهم والذين يبلغ عددهم إلى35شخصا بين حارس وموظف.كما تمكنوا بفضل الله ونصرته عن نجاة أكثر من 450 مجاهدا أسيرا كان من بينهم قيادات عسكرية بارزة على مستوى ولاية قندهار وبقية الولايات المجاورة لها والذين كانت لهم نشاطات عسكرية قوية في داخل مدينة قندهار وما حولها من ترتيب وتخطيط عمليات استشهادية وهجومية على مراكز القوات الأجنبية والمحلية العملية.أثر العملية على نفسيات قوات العدو:لقد أثرت تنفيذ هذه العملية الناجحة على نفسيات قوات العدو من الأجنبيين والداخلين أثرا سلبيا بالغا، وانهارت معنوياتهم تماما بعد أن تمكن المجاهدون من تنفيذ هذه العملية بطريقة تكتيكية دقيقة جداالتي لم تسفر عن حدوث أي إصابة في صفوف المجاهدين، وبالعكس أثرت على معنويات المجاهدين أثرا إيجابيا حيث ارتفعت معنوياتهم بنجاة إخوانهم من أيدي الظالمين بنجاح وبدؤوا بشن الهجمات الشاملة على القوات الأجنبية والداخلية في إنحاء مختلفة من أفغانستان وعلى الخصوص على قوافل القوات الأجنبية المارة على الطريق الرئيسي من ولاية كابول إلى مدينة هرات.وقد وصل عدد الهجمات التي نفذها المجاهدون على قوافل القوات الأجنبية في يوم واحد أكثر من 25 هجمة مما أدت إلى تدمير وإحراق مئات الآليات العسكرية وإحراق عدد كبير من سيارات التموين بالإضافة إلى مقتل العشرات من جنود القوات الأجنبية ومعاونيهم العملاء.ونخص بالذكر هنا عملية إحراق وتدمير قافلة سيارات التموين التي نفذها المجاهدون في ولاية ميدان وردك على بعد 45 كيلو مترا من العاصمة كابول، وتمكنوا من إحراق أكثر من 35 سيارة وشاحنة محملة بالمعونات الأمريكية وقتل الكثير من الجنود المرافقين لها.كما اشتدت موجة العمليات الهجومية على مراكز وقوافل القوات الأجنبية في ولاية غزني وبكتيا وبكتيكا وفراه مما أدت إلى إهلاك العديد من الأجانب وعملائهم، مما وصل الأمر بهذا الشأن إلى اعتراف العدو بوقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا في شهر يونيو الذي حصل فيه عملية فتح سجن قندهار.وحسب تقرير سي إن إن أن شهر يونيو سجل أكبر حصيلة قتلى لقوات التحالف الصليبي منذ بدء الحرب في أفغانستان عام 2001م الأمر الذي يرفع حصيلة خسائر هذا الشهر إلى 47 قتيلا من جنود قوات الأجنبية لوحدها وكان من بين قتلى التحالف في هذا الشهر 21 جنديا أمريكيا و 15 جنديا بريطانيا وخمسة جنود كنديون وواحد من كل من بولندا ورومانيا والمجر وثلاثة من بقية الجنسيات الغربية الكافرة . وهذا حسب إحصائياتهم الكاذبة إلا أن الأرقام الحقيقية لقتلى الأجانب تفوق هذا بكثير.وقد حذر اللواء جيفري شلومر ضابط رفيع المستوى بالجيش الأمريكي من تزايد وتصعيد الهجمات التي تستهدف القوات الأجنبية في أفغانستان.وأضاف جيفري أن الفترة الراهنة التي تشهد ذروة الهجمات ضد القوات الأجنبية، الأمر الذي يعكس تدهور الوضع الأمني في أفغانستان بالمقارنة مع انحسار معدلات الهجمات في العراق.إن المؤشر الأساسي لحجم اتساع وتصاعد العمليات العسكرية ضد الغزاة هو إقبال الشعب الأفغاني المسلم على خنادق القتال وانهيار معنويات المحتلين في أفغانستان.الخلاصة إن تنفيذ عملية فتح سجن قندهار، وعملية المجاهدين على حفل عرض عسكري في كابول،وتنفيذ عملية فندق سرينا على بعد أمتار من قصر رئاسة الجمهورية في العاصمة الأفغانية وسقوط المئات بين قتيل وجريح من جنود قوات الاحتلال وإسقاط عدة مروحيات في شهر واحد تعد ضربات قاصمة على كيان التحالف الصليبي والتي حذر المجاهدون بتخطيطها ضد القوات الغاشمة في أفغانستان،وتستمر بإذن الله سلسلة هذه الهجمات المباركة إلى أن يضطر القوات المعتدية الكافرة إلى الفرار من أرض أفغانستان المسلمة.وتظل أفغانستان دولة إسلامية خالصة تخضع لحاكمية شرع الله عزوجل بإذن الله …….
وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }الروم4
http://mukhtar.maktoobblog.com/1167366/%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%aa%d8%ad-%d8%b3%d8%ac%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%af%d9%87%d8%a7%d8%b1/
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)