قراءات في سفر الخروج ..الإصحاح الأول: كلاهما قابيل!!
بقلم :
هاشم المكي (مصطفي حامد)
المصدر:
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world
أمة تأكل نفسها وثورة تقتل ثورة فاجتمع القوم على الفرقة, وافترقوا عن الجماعة،كأنهم أئمة الكتاب, وليس الكتاب إمامهم” ** “لا غناء في كثرة عددكم معقلة اجتماعكم” الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه
ابتسم ضابط الأمن في مطار القاهرة بعد أن ختمتأشيرات الخروج على جوازات السفر لمجموعة من الشباب كلهم في بداية العشرينات منالعمر. لقد ادعوا جميعا أنهم ذاهبون إلى باكستان للسياحة. ثم سلمهم الجوازات وهويكلمهم بنبرة مرتفعة كصوت جرس جنائزي في كنيسة: –
أعرف أنكم ذاهبون للجهاد فيأفغانستان, وأنصحكم ألا تعودوا إلى مصر مرة أخرى. كانت النصيحة صادقة, أو علىالأصح, كان التهديد جاداً, لكن الشباب لم يستوعبوا ذلك.
من استشهد منهم فيأفغانستان اختصر الطريق.. استراح وأراح.. أما التعساء ممن تبقوا فقد واجههم مالاقبل لهم به, ولم يخطر لهم على بال. كانت المعركة اكبر من تخيلاتهم, خاصة وأن معظمهممجرد أحداث أبرياء لا خبرة لهم بتعقيدات السياسة على إطلاقها, المحلى منها أوالدولي. والأقل كانوا نشطاء تنظيميين, يتمتعون بوجود قيادات أثبتت الأحداث أنغيابها كان أفضل من حضورها.
أما القيادات التي أفرزتها الساحة العربية فيأفغانستان, فكانت لا تفضل القيادات المحلية في بلادها سوى بمواهب الغرور والتهور, والقدرة على ابتكار أسرع وسائل التهلكة لرعيتها وأشدها فتكا وأبقاها أثراً. كانقرار التخلص من الشباب العربي الذي شارك في الجهاد في أفغانستان متخذا حتى من قبلأن يتحرك هؤلاء الشباب صوب أفغانستان.
لقد صار من الثوابت السياسية فيالمنطقة ومنذ فلسطين عام 1948 أنه لن يسمح للبقاء على قيد الحياة لمجاهد عربي بشكلعام أو مصري بشكل خاص.
وقد طبقت القاعدة بحذافيرها على مجاهدي الإخوان المسلمين فيتلك الحرب. وإن تم ذلك على جرعات وعلى فترة زمنية طويلة أتاح فيها الوضع الدوليبقاء أقلية منهم مشردين في أصقاع الأرض بعد أن ابتلعتهم مشاغل الحياة اليومية. لقدأوضحت أدبيات الأخوان المسلمين حول حرب 1948 تلك الحقيقة. ومن البديهي أننا أمامسياسة دولية تطبقها الحكومات المحلية التي هي تعبير عن مصالح الغرب أساساً وعلىحساب المصالح الوطنية أو الإسلامية. حتى أضحت المهمة الأولي لتلك الأنظمة هي إزاحةالإسلام عن المنطقة ليملأ الغرب الساحة كاملة بلا مزاحمة, وفي طياته المشروعاليهودي على أرض فلسطين والمنطقة العربية كلها. •في بداية حملته على أفغانستان قالجورج بوش الصغير أنها حرب صليبية فثارت ثائرة حكومة إسلامية!! وفي الحقيقة أنه يكذبلأنه يحاول إخفاء حقيقة أن الحروب الصليبية لم تتوقف يوماً واحداً منذ أن بدأت فيأواخر القرن الحادي عشر. وهى حروب متواصلة لا هوادة فيها ولكنها متنوعة الأساليبعبقرية التخطيط متصاعدة النجاح.. وربما هي الآن على أعتاب النصر النهائي لذا لميتمالك هذا ((البوش)) نفسه من الابتهاج فرحاً والكشف عن حرب لا يُعلن عنها صراحة, ويجتهد القائمون عليها, بل وضحاياها أيضاً, على إخفاء حقيقتها الصليبية.
•لقد بدأالتخطيط لضرب- وإبادة – الشباب العربي الذي توجه إلى أفغانستان منذ اللحظة التيسمحوا فيها بتسرب هذا الشباب صوب ساحات الحرب هناك. وبدأت احتياطات أمريكا – والأنظمة العربية– حتى لا يتطور هذا التجمع العربي في اتجاهات غير محمودة, أو أنتتسرب إليه (أفكار إسلامية هدامة). أو أن تركب الموجة قيادات لا يؤمن جانبها. لقدتولت السعودية مراقبة الساحة العربية في أفغانستان عن كثب ومن وسط الصفوف, وبشبكةواسعة معقدة من “أجهزة الاستشعار”. وسيطرت على الشخصيات القيادية من الصف الأولوحتى العاشر, وعلى عملية التمويل كاملة, ومارست مراقبة عقائدية صارمة. وتوجيه فقهيلصيق عبر منظومة علمائها الذين مثلوا المرجعية الدينية الوحيدة لكل التيار العربيفي أفغانستان على كل انقساماته التي حدثت فيما بعد.
*هؤلاء الشباب كانوا مشكلةللغرب وللأنظمة, ويمثلون حالة احتقان إسلامي تهدد بالانفجار, وحذرت جميع أجهزةالإنذار في المنطقة – خاصة في دول الطوق المحيطة بإسرائيل, بأن (كارثة) على وشكالوقوع. وكانت الكارثة (إسلامية) لكون الاحتقان كله حدث من تداعيات الوضع الفلسطينيوتفاقم أصداء الوضع الإيراني وتأثيراته على الغليان الإسلامي العربي.
-فبعد كارثةحرب67 التي نسفت البنيان الفكري والنفسي للشباب العربي, جاءت حرب 73 التي بدأت بنصررافقته صيحات الجنود (الله أكبر) وانتهت بهزيمة رتبها الثنائي السادات/ كيسنجروارتفع شعار (السلام مع إسرائيل هو خيار إستراتيجي)!! وتم تتويج الخائن بطلا للحربوالسلام وصار قدوة لباقي القطيع, الأقل “شجاعة”. _ الثورة الإسلامية في إيران كانتزلزالاً للوسط الإسلامي الوسط الإسلامي العربي من الناحتين العقائدية والسياسية. * فمع نجاح الثورة (11/2/79) عم الترحيب كل الوسط الإسلامي الفاعل وعلى رأسه تيارالإخوان المسلمين, الأعرق والأكثر عدداً على الساحة العاملة. وقد زاحمها تياراًشبابياً متمرداً وأكثر حدة وعنفاً, تلقف بدهشة وإعجاب أخبار الثورة الظافرة فيطهران, والتي رفعت شعار الجهاد ولكن – وهنا المفاجأة- ضد نظام حاكم طاغية عميلللغرب فاسقطوا الحدث على واقعهم واجروا المقارنة. لقد أثر ذلك ولاشك على مفهومالشاب العربي لدور الجهاد وفهموا أن له وظيفة داخلية ضد حكام ظلمة وعملاء. وهذا فيحد ذاته انقلاب خطير, وانتكاسة لمجهود دام عدة قرون, لجعل الجهاد في الإسلام فيخدمة الحاكم ( ولى الأمر!) مهما كانت درجة انحرافه. وبضاعة معدة للتصدير الى الخارجضد من يراهم الحاكم كفاراً.. أو أعداء داخليين تمردوا على طاعته فهم إذن بغاة وطلابفتنة ينبغى جهادهم. الثورة الإسلامية في إيران – رغم أنها تحرك جماهيري بأوسع ما فيهذا الاصطلاح من معنى – ولكن لا يستبعد أنه حرك لدى الشباب مفهوم الانتقام منالحكام العرب المنحرفين, فجاءت عملية اغتيال السادات, ثم أصبح اغتيال الحكام المطلبالأول (و أحيانا الوحيد) في لائحة العمل لدي معظم التنظيمات الجهادية التي راجت فيالثمانينات والتسعينات.. كان ذلك المفهوم قاصراً, وضاراً وأبعد عن مفهوم الثورة.. ولكن هكذا كان. ولو أتيح وقتاً اكبر للتفاعل بين الثقافتين الجهاديتين لدي الشيعةوالسنة * بشكل أعمق على المستوى الإسلامي لكان العائد إيجابيا، ولكن الافتقار إلىالقيادات الواعية, والحركات الناضجة والمستقلة كان عائقاً أساسياً للجانب العربي. ثم جاءت الحرب العراقية ضد إيران إنقاذا للغرب من هذا التلاقي الإسلامي. وحول البعضالحرب إلى (حرب صليبية) بين السنة والشيعة. وانجرفت الجماعات الجهادية العربية فيها – على الأقل في الجانب العقائدي.. وكان خطأ استدراج الحركة الإسلامية في هذاالاتجاه مميتاً !!
فمع اشتعال الحرب بين العراق وإيران رافقتها حرب أشد ضراوة علىالمستوى الدعاية الأيدلوجية, حملت لواءها ( السلفية السعودية) التي تولت تسعيرالعداء والفتن الإسلامية النائمة, وجعلها قضايا الساعة الملحة, بل في مقدمةالعداوات مع أي كان.. يهوداً أو نصارى.!! وكان مع الحملة ثوابٌ وعقابٌ, فتولت خزائنالسعودية والخليج مع العراق تمويل وتشجيع السلفيين الشجعان الذين وقفوا في مقدمةالصفوف, ينالون بركات ” مشايخ سلفية آل سعود” ودولارات الملك وأجهزته الحكوميةوالخيرية على حد سواء. لقد هزمت الحركة الجهادية العربية نفسها بنفسها منذ ذلكالوقت الذي أسلمت فيه زمام تفكيرها العقائدي, لعلماء اختلطت أمامهم الأمور، من خدمالعائلات الحاكمة العريقة في الولاء للصهيونية والغرب.. بل أسلمت قيادتها وقراراتهالمن ترضى عنهم تلك المؤسسة.
لقد سقطت الحركة في شباك الأجهزة السعودية التي أفردتلهم كتيبة من علماء السلطنة تبنوا الجهاد, وأتحفوه بالفتاوى المسمومة. أطلق بعضالمجاهدين العرب في أفغانستان لقب ( علماء البنتاجون) على هذه الكوكبة من علماءالمملكة لكون فتاواهم تتوجه حيث المصالح والمهام المطلوب إنجازها أمريكياً. فأمسكوابزمام التيار الجهادي العربي وسحبوه إلى أفغانستان ومنها إلى البوسنة ومنها إلىالشيشان وقبلها إلى الجزائر, ثم عادت الكتيبة العلمائية إلى أفغانستان مرة أخرى تحتضغوط موجة بن لادن واستعادت بصعوبة زمام التوجيه الأيدلوجي والتمويل حتى أوصلواحركة بن لادن إلى مثواها الأخير. * في أفغانستان وقبل نشوب حرب العراق ضد إيرانتوجه قادة المنظمات الأفغانية الجهادية الناشئة وبصورة تلقائية صوب طهران, وكانتأثرهم كبيراً, ونال أهم القادة الأصوليين الأفغان وقتها (قلب الدين / رباني) معونات قيمة من قادة الثورة في طهران.
وقتها كان للشيعة الأفغان دوراً في الصفوفالقيادية السياسية والعسكرية في تلك المنظمات. ولكن أمريكا أسرعت إلى هذه الجبهةأيضاً لتتطويق هذا التلاقي الإسلامي الخطير. وحفرت خنادق العداء, بأيدي السلفيةالسعودية وأجهزة استخباراتها, فتراجع القادة الأفغان إلى مواقع العداء للشيعةولإيران وكل ما يصدر منها.
لقد كان الشعار الأمريكي القائل بضرورة”وقف نفوذ إيرانفي أفغانستان” استراتيجية ثابتة من يومها إلى الآن أي منذ عهد (نور محمد تراقي) أولزعيم شيوعي لأفغانستان إلى عهد (حامد كرزاي) أول زعيم أمريكي لها. وعمل المجاهدونالعرب بكل إخلاص لتنفيذ هذه الاستراتيجية ومنذ زعامة ( الدكتور عبد الله عزام) لهذاالتيار العربي الأفغاني وحتى عهد (أسامة بن لادن) آخر زعمائهم الكبار.
* إذن هذاالتيار الجهادي العربي أتم تكوينه الأيدلوجي المشٌوه على نيران (حرب الخليج الأولى) بين العراق وإيران وأتم تكوينه التنظيمي والعسكري على نيران الحرب الأفغانية ضدالسوفييت في الثمانينات, ولم يتغير شيء في كل ذلك رغم أن صورة العالم ومعادلاتهتغيرت جذرياً بعد هزيمة السوفييت في أفغانستان تلك الهزيمة التي غيرت كل شيء إلاالذين نفذوها. أي المجاهدين المسلمين عرباً وأفغاناً فقد بقوا على حالهم كان الدنياكلها ساكنة, ولم يفيقوا إلا وهم تحت عجلات القوات الأمريكية وهى تطحنهم مادياًوتطحن آمالهم معنوياً.
* تحصين التيار الجهادي العربي أيدلوجيا- من “التأثيراتالضارة” لأفكار الثورة الإسلامية في إيران, تم بنجاعة قبل أن يتوافد العرب بكثافةعلى الساحة الأفغانية. فقد ظل هذا التوافد فردياً ومحدوداً منذ عام 1979 ( عام نجاح الثورة في إيران) وحتى عام 1985 حيث وصلت الحرب العراقية الإيرانية إلى ذروةاشتعالها. في تلك الفترة ترسخت الأيدلوجية السلفية للتيار الجهادي العربي بشكل لافكاك منه حتى اليوم.
( ونستثنى من ذلك الحركات الجهادية الفلسطينية التي تعتبر طفرةفي مجالات الفكر والعمل وهى حالة نادرة لدى أهل السنة تمثل انفتاحاً فكرياًوإبداعاً عملياً ).
فوق الساحة الأفغانية تكفل المجهود السعودي الإستخباري والماليبتطويق (الانحرافات) التي أظهرها أهم زعيمين أصوليين في ذلك الوقت (قلب الدينوبرهان الدين) فتراجعا إلى حد كبير عن تهورهما السابق ولم يكن ذلك كافياً لدىالسعوديين فتبنوا قيادة بديلة في شخص (عبد الرسول سياف ) الذي خرج من السجن مع دخولالسوفييت إلى كابول. ودعموه بكل قوة حتى صار (أميراً للجهاد في أفغانستان) بقرارملكي سعودي في الحقيقة, وبدعم كامل من المتنافسين الإسلاميين الكبيرين على الساحةالإسلامية السنية, وهم الإخوان المسلمين الدوليين, والسلفية الملكية السعودية. لقداكتشف أمراء السعودية في سياف ومن زيارته الأول للملكة ما يتمتع به الرجل من (مزاياأخلاقية) تؤهله لهذا الدور, فتبنوه فوراً, وصار من يومها وإلى الآن رجلهم الأولى فيأفغانستان.
ونتيجة للدعاية المكثفة من الإعلام الإخواني, ومباركة المنابر السلفية, توافد العرب على الساحة العربية في بيشاور وهم يضعون سياف على شفا درجة النبوةوربما أعلى قليلاً.
فمن الناحية العملية, وضعوا أنفسهم في خدمته, وفتحوا له قلوبهمبعد أن أغلقوا أعينهم وعقولهم. وهكذا جعلوا أنفسهم تحت وصاية البرنامج الأمريكي فيأفغانستان, بعد أن وضعوا أنفسهم في الخانة الأيديولوجية السعودية الأكثر جدباً.
التحالف من أجل الهزيمة * ليس ما نستعرضه هنامجرد (سرد تاريخي) بل هو تفسير حرفي وجوهري لحرب أفغانستان الأخيرة, فجذور تلكالحرب كانت هناك في تلك البدايات المبكرة. بشكل عام ورث عرب الموجة الثانية فيأفغانستان بقيادة أسامة بن لادن نفس السمات السابقة لمواجهتهم الأولى زمن الحربالسوفيتية, و التي قادهم فيها (عبد الله عزام) الذي وضع البصمات الفكرية الرئيسيةوأورثها لهم في ثنايا كم ضخم الأدبيات عمادها الخطب المنبرية والمقالات الصحفية. كما ورثت حركة طالبان – رغم الفروقات الجوهرية بينها وبين المنظمات الأفغانيةالبائدة – ورثت نفس التحالفات السياسية القديمة لتلك المنظمات. فباكستان لدى طالبانظلت هي أقرب الحلفاء “وإن انتقل التحالف بدلاً من الحكومة نفسها إلى جماعات دينيةتسيرها الحكومة!!”. وعند بن لادن مازالت السعودية هي القلب النابض والمرشد العقائدي (وإن تحول الولاء من الملك إلى العلماء العاملين بأمر الملك !!). أما العداء معأمريكا والاشتباك العسكري معها فقد كان أمراً طارئاً على بن لادن, ومعركة (تورطت) فيها حركة طالبان. والغريب أن بن لادن خاض غمار معركته الجديدة بنفس تحالفاتهالقديمة!! لقد بدأ حرباً ضد أمريكا متحالفاً بشكل مباشر أو غير مباشر مع حلفاءأمريكا (!!) فكان في ذلك غرقه السريع في مستنقع حرب كان هو أول ضحاياها. لقد ورث (عرب بن لادن) وحركة طالبان عن حقبة الحرب السوفيتية عداوة إقليمية خطيرة ومؤثرة هىالعداوة مع إيران, وهى عداوة مقحمة على قضيتهم, ومن تأثير مموليهم لا غير, أي منتأثير السعودية والولايات المتحدة. ولم يكن لهم في تلك العداوة أي مصلحة مباشرة بلكانت في حقيقة الأمر مخالفة للمصالح الإسلامية العليا, ولمصالحهم كحركة جهادية, سواء اعتبرنا مرحلة الحرب ضد السوفييت, أو مرحلة طالبان والحرب الداخلية ضد ((المخالفين)) أي المعارضة الشمالية. وبوجه خاص ضد مصالح بن لادن في معركته الجديدضد أمريكا التي كان من المفترض أن تكون (إيران) لديه ضمن أى برنامج للتحالفاتالسياسية الجديدة هذا إن لم تكن على رأس تلك التحالفات. وبإهمال متعمد ومن واقعخلفيته السلفية أهدر بن لادن مهمة تاريخية كان مهيئا لإنجازها. وتجاهل أصواتا ضعيفةحوله, نبهته إلى حقيقة أن الحرب الصليبية التي يشنها الغرب بقيادة أمريكية علىالمسلمين لا يمكن مواجهتها إلا بتحالف إسلامي شامل يتخطى الفتن التاريخية بين السنةوالشيعة. كما يتخطى الخلافات المزمنة في الوسط السني بتشعباته الكثيرة. وأن أيمقاومة سلمية أو مسلحة ينبغي أن تقف على أرضية ثابتة بهذا التحالف. وأن شهرتهالحالية, وتوجه أنظار المسلمين إلية كرمز لهذه المقاومة تجعله قادراً على إنجاز ذلكالشرط الأساس لنجاح المسلمين في مواجهة فاصلة من هذا النوع. لكن الرجل رفض العرض, وفضل الاستمرار في تحالفاته القديمة, وبدلاً عن العائلة السعودية المالكة نقلالولاء الى (علماء البنتاجون) في السعودية. بدلاً عن حكومة ضياء الحق التي تحالفمعها في الحقبة السوفيتية نقل التحالف الى (علماء ) الاستخبارات الباكستانية بل عقد
28-2-1423 هـ
بقلم :
هاشم المكي (مصطفي حامد)
المصدر:
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world