معركة قندهار القادمة ضياع المبادرة في الحرب من يد الأمريكيين
يمكن تكوين صورة أولية ، ولكن هامة ، عن شكل إستراتيجية الاحتلال الأمريكي في أفغانستان خلال ما تبقى من هذا العام وربما إلى يوليو 2011 التي حددها أوباما نقطة البداية لانسحاب أمريكي من تلك البلاد .
والتصريحات العلنية لكبار العسكريين الأمريكيين يرسخون فيها خطوطا عامة رئيسية لمجهودهم العسكري القادم، وهو مجهود يستهدف أساسا ولاية هلمند وأخواتها (قندهار وأرزجان) إضافة إلى (نيمروز ـ فراه ـ فارياب) كمجهود تالي لها .
وذلك يبرهن بشكل قاطع أن الهدف الأساسي من الحرب كان هو الأفيون كهدف مطلق.
ولأجل ذلك تتركز أهم المعارك في هلمند.
وحتى المعركة الأخيرة في “مارجه” جاءت تأكيدا على ذلك حيث أن مارجه والإقليم المحيط بها يعتبر أهم مناطق زراعة الأفيون في هلمند وأغزرها إنتاجا، حسب إحصاءات الأمم المتحدة ومكاتبها المختصة .
وغاز” من آسيا الوسطى عبر ولاية فارياب ثم نيمروز وفراهأما ولايات نيمروز وفراه فليس لهما تلك الأهمية الأفيونية التي لهلمند، رغم أن إنتاجهما لا بأس به في الإجمالي العام لإنتاج الأفيون في أفغانستان ـ ولكن أهميتهما أكبر تعود إلى مرور خطوط نقل الطاقة ” نفط .
وحتى الآن يركز العسكريون الأمريكيون في تصريحاتهم على هلمند، وقد بدأوا هذا العام بشكل مبكر في شهر فبراير وقبل أن يكتمل وصول التعزيزات الأمريكية الجديدة فبدأوا هجوما كبيرا على قرية ” مارجه” . ورغم ضخامة القوات وضراوة المعركة إلا أنهم لم يتمكنوا من إتمام السيطرة على البلدة نفسها ولا المنطقة الزراعية المحيطة بها .
وقد أظهر الأداء الأمريكي/الأوروبي في تلك المعركة ضعفا عسكريا غير متوقعا، مع أن المجهود الدعائي ، والإستخبارى كان مكثفا فوق العادة ، خاصة عند تجميعهما في إطار مخطط واحد للحرب النفسية تهدف إلى تحطيم الإرادة القتالية للإمارة الإسلامية ومجاهديها وإرغامهم على الخضوع للإرادة الأمريكية .
# وقد دخل الضغط العسكري والسياسي من أجل احتواء الإمارة الإسلامية ضمن نظام كابول في مخطط واحد لتحويل المنطقة إلى بؤرة حرب طائفية طويلة الأمد تزحف على المنطقة الإسلامية كلها بمرور الوقت .
كل تلك الإجراءات العسكرية والسياسية باءت بالفشـــــل
الكامل، رغم أن الإدارة الأمريكية رمت بثقلها كله في المعركة .
وبشكل لافت وغير مسبوق تابع أوباما من البيت الأبيض مجريات معركة قرية ” مارجه العظمى ” وكأنها معركة مصيريه لبلاده وحلف الناتو.
ومع ذلك لم تسفر المعركة عن أي مكسب يستحق الذكر سوى الحصول على جزء من البلدة يكفي بالكاد لرفع العلم وتصوير مقاطع من فيلم دعائي تافه، وظلت حقائق الأرض على ما هي عليه بلا أي تغيير جوهري، وظل المجاهدون داخل البلدة وحولها، يواصلون حربا سرية لا هوادة فيها عبارة عن كمائن وغارات وألغام أوقعت في العدو الجزء الأهم من خسائره حتى الآن .
ضياع المبادرة من يد العدو
# ولكن قادة أمريكا العسكريين يبشرون بمعارك طاحنة ، ومعارك صعبه تنتظر قوات التحالف، وقد رسموا دائرة حمراء حول قندهار تحديدا .
زاعمين أنها معقل لقيادات طالبان (وهكذا زعموا قبلا عن مارجه ومناطق أخرى).
وقال روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي أن 6 آلاف جندي أمريكي من أصل 30 ألفا قد وصلوا بالفعل إلى أفغانستان، وأن البقية سيكتمل انتشارهم في نهاية أغسطس القادم .
أما شريكه البريطاني “جوردون براون” رئيس الوزراء فقد زار قاعدة لقوات بلاده في هلمند وقال بأن (معركة “مارجه” تمثل بارقة أمل) !! .
وهذا في حد ذاته يعكس حالة التردي المعنوي والسياسي لقوات الناتو، لأن تجربتهم في “مارجه” كانت فاشلة تماما رغم الإمكانات الكبيرة التي خصصت لها، فإذا كان ذلك يمثل أملا .. فكيف يكون اليأس إذن ؟؟ .
# إن الهجوم على “مارجه” في العملية التي أسموها (مشترك) قد استخدموا فيها 15 ألف جندي ، وكل ما أرسله الأمريكيون إلى أفغانستان من تعزيزات هو ضعف هذا العدد من الجنود أي 30 ألف فقط ـ أي ما يكفي للهجوم على قريتين مثل (مارجه) . فأي أمل ينتظر تلك القوات في قندهار وهلمند معا أثناء فصل الصيف القاسي الذي سيقاتل إلى جانب قوات الإمارة الإسلامية في كل مكان .
إن فصل الربيع الذي بدأ ، ويليه الصيف ثم الخريف ،أي تسعة أشهر مازالت في بدايتها تعمل جميعا لصالح المجاهدين بشكل طبيعي ودائم .
لقد فقدت أمريكا والناتو زمام المبادرة من الآن فصاعدا ، ومنذ هجومهم على مارجه الذي حاولوا فيه/ بكل فشل/ استغلال الأسابيع الأخيرة من فصل الشتاء ، لن يتمكنوا من الاستفراد بقرية صغيرة وتركيز قوتهم عليها من أجل إحراز نصر عسكري يستخدمونه في حربهم النفسية على الأفغان .
أما دعاياتهم العالمية فتهدف إلى إظهار أن تقدما ما ربما يحرزوه في قندهار بعد أن فشلت محاولاتهم لإحراز انتصارات واضحة في قرية “مارجه” تستفيد منها معاركهم الانتخابية في الولايات المتحدة وبريطانيا، والأغلب أن نتائجهم الهزيلة في “مارجه” ستكون ضارة جدا عليهم في الداخل، إضافة إلى ضربات الربيع التي بدأها المجاهدون بشكل مبكر في عدة مواضع من أفغانستان خاصة في خوست ، مقبرة السوفييت سابقا ، ومقبرة الناتو والمخابرات الأمريكية التي لا تهدأ أبدا .
# وعلينا أن نتوقع دورا للاستخبارات المركزية الأمريكية تمهيدا لكل معركة قادمة ” في قندهار” أو تغطية لفشل معركة كبيرة مضت بدون تحقيق أهدافها ـ كما حدث في “مارجه” مثلا .
وتغطية للفشل في ” مارجه” وتمهيدا لمعركة قندهار كانت الإشاعات التي بثتها حكومة كرزاى وأجهزة الدعاية الاستعمارية عن اشتباكات بين مجاهدي الإمارة وعناصر من الحزب الإسلامي .
مواجهة إستراتيجيات العدو
# الإستراتيجية الأمريكية مزدوجة الأهداف، فهي ترمي إلى السيطرة شبه الكاملة على أهم منابع الأفيون ـ وهي هلمند التي تنتج 60% من المحصول ـ ثم ما حولها من ولايات مثل قندهار ونيمروز وفاراه وأرزجان ـ وبهذا تصل النسبة إلى ثلاثة أرباع الإنتاج أو أكثر .
ذلك هو الهدف الاستراتيجي الأول للحرب الدائرة في أفغانستان، والسبب الأساسي لإعلان الحرب.
وذلك بديهيا يستلزم وضع إستراتيجية مضادة تتبعها الإمارة الإسلامية لمنع العدو من تحقيق ذلك الهدف، ولتحقيق ذلك وسيلتان:
الأولى عسكرية :
وهى منع العدو بالقوة من السيطرة على إقليم هلمند، وذلك هو الأسلوب المتبع حاليا، ولكن نظرا لطبيعة الحرب الجهادية وكونها إلى الآن في مرحلتها الدفاعية التي تعتمد على أساليب حرب العصابات، فإنه يظل في مقدور قوات نظامية متفوقة تقنيا وعدديا أن تحتل على مناطق واسعة ، وأن تصل إلى أي مكان تريده ـ ما يمنعها فقط هو ما تتكلفه من خسائر أثناء البقاء في المناطق المحتلة ـ (كما نرى الآن في مارجه مثلا) . إذن الوصول يظل ممكنا ولكن البقاء طويل الأمد يكون موضع شك .
الثانية سياسية :
عبر إشراك المزارعين أنفسهم في مجهود شعبي لمنع المحتلين من الحصول على جائزة الأفيون الثمينة، وذلك بإجراءات شعبية مثل :
1 ـ بالنسبة لفقراء المزارعين : تقليل الزراعة إلى الحد الأدنى الذي يضمن سداد الديون المترتبة على الزراعة وضمان القوت الأساسي للأسرة، ويعنى ذلك إتلاف اختياري لما هو مزروع بالفعل ويزيد عن الحاجة هذا العام .
2 ـ منع الزراعة نهائيا بالنسبة للمزارعين الأغنياء ( ويعنى ذلك إتلاف اختياري أيضا لمزرعاتهم القائمة بالفعل، أو إتلاف الجزء الزائد عن سداد تكلفة الزراعة) .
3 ـ إقناع المقرضين بوقف تحصيل الديون لعام أو أكثر بالنسبة لمن أتلفوا المحاصيل أو امتنعوا عن الزراعة هذا العام، أو زيادة المقرضين لفترة السداد وتخفيض قيمة الأقساط المستحقة.
4 ـ التحذير أولا ثم استخدام القوة بعد ذلك من أجل منع وسطاء الاحتلال من الوصول إلى المنطقة لتجميع المحصول لصالح الجيش الأمريكي أو حكومة كرزاى .
5 ـ موطأ القدم في “مارجه” الذي حازه العدو في معاركه الأخيرة ينبغي تشديد الحصار عليه حتى لا يتحول إلى مركز رئيسي لتجميع محصول الأفيون القادم (مع بداية شهر مايو).
6 ـ إصدار فتاوى دينية من علماء المنطقة تحظر زراعة الأفيون بالنسبة للقادرين ، وتحظر التمادي في الزراعة الزائدة عن حد الكفاف بالنسبة للفقراء ، كما تحظر البيع للتجار المتعاونين مع الاحتلال والحكومة .
7 ـ تشجيع المزارعين ومساعدتهم عمليا في إيجاد طرق جديدة لتصريف محصولهم بعيدا عن أيدي قوات الاحتلال والمتعاونين معها من وسطاء تجاريين وحكوميين خاصة كرزاى وأسرته .
الهدف الأول : هلمند أم قندهار ؟؟
# وعلى ضوء الحقيقة بأن (جائزة الأفيون) هي الهدف الأول من الحرب لدى الولايات المتحدة وشريكتها الصغرى بريطانيا . فإن عملية “مارجه ” كانت من أجل تحسين وضع الاحتلال في تجميع المحصول القادم الذي يبدأ جنيه من بدايات مايو ، و”مارجه” تقع في أغنى مناطق هلمند في إنتاج الأفيون ـ حسب مكاتب الأمم المتحدة .
لذا فإن هلمند ستظل محور المعارك الأساسية . أما معارك قندهار ـ إذا حدثت ولم يكن الكلام عنها لمجرد التمويه على عملية أخرى ـ فسوف يكون الهدف منها مجرد تشتيت قوات المجاهدين وصرف أنظارهم بعيدا عن هلمند ـ نظرا لأن قندهار لها أهمية معنويـــــة كبيـــــــرة لدى
المجاهدين كمقر سابق للإمارة الإسلامية .
ويتوقع المحتلون أن يبذل المجاهدون جهدهم الأساسي لمعارك قندهار ويقل مجهودهم في هلمند ، وذلك هو المطلوب ، على الأقل إلى أن يتم تجميع محصول الأفيون من هلمند
.
الخبرة السوفيتية في قندهار
ومع هذا يتوقع وزير الدفاع الأمريكي معارك عنيفة قادمة في قندهار وهلمند، وكبار قادته الميدانيين يعتزمون حصار قندهار والسيطرة على الطرق المؤدية إليها .
على أي حال لم يتعلم الأمريكيون شيئا من التجربة السوفيتية في أفغانستان ، ولم يطالعوا تاريخ قتالهم في تلك المنطقة، وكيف أنه كان باهظ التكلفة وفاشلا ، رغم أن الإمكانات السوفيتية من ناحية القوات الأرضية والجوية مضافا إليها قوة الحلفاء في نظام كابول وأجهزتهم العسكرية والإستخبارية، كانت إجمالا أفضل بكثير مما هو متوفر لدى الأمريكيين ( فيما عدا تفوق تكنولوجي نوعى في السلاح لدى الجانب الأمريكي ولكن بلا مردود حاسم في مجرى المعارك حتى الآن) .
اختصارا لن يكون مصير الحملات الأمريكية في منطقة الجنوب أفضل من النتائج التي أحرزها السوفييت في نفس المنطقة بل وفي أفغانستان كلها، ذلك رغم أن الولايات المتحدة نجحت في حصار مجاهدي أفغانستان بشكل محكم على المستويين الإقليمي والدولي، وهو عكس ما كان قائما في حقبة الحرب السوفيتية.
ولكن لدى المجاهدين الآن عناصر أكثر أهمية، وهى وحدة القيادة السياسية مع وحدة الخطة الإستراتيجية، وعليه لن يتاح للأمريكيين ما كان متاحاً للسوفييت من الاستفراد بالجبهات القتالية كل على حدة ، لا في داخل كل ولاية ولا على نطاق أفغانستان كلها.
وقد ظهر ذلك واضحا في حملة الأمريكيين وحلفائهم على هلمند في يوليو الماضي في عملية كبرى مشتركة تحت مسميات (الخنجر ـ ومخلب النمر).
ومنذ الآن بدأ المجاهدون ضرباتهم الاستباقية خارج هلمند وقندهار لتشتيت قوات العدو ومنعه من الاستفراد بأي منهما .
وقبل أن يعلن موسم الربيع وصوله، فإن شرق أفغانستان تحرك بقوة ليس فقط في خوست بل أيضا في كونار وباكتيكا، ومن جلال آباد في أقصى الشرق حتى هرات في أقصى الغرب ومن قندوز شمالا حتى ” سبين بولدك ” على منفذ قندهار مع باكستان في الجنوب .
إن تشتيت القوى المعادية مبدأ قائم على أشده وتعبر عنه ضربات إستنزافية متواصلة ومنتشرة على نطاق واسع، تتابعها بيانات الإمارة ويتجاهلها الإعلام الدولي
.
المفاجئات القادمة
ومع ذلك لم تكشف القيادة العسكرية للإمارة عن كل أوراقها بعد، فليس في شك أن لديها برنامجا على مستوى البلد كلها كفيل / عند تنفيذه بشكل كامل/ أن يجعل القوات المعادية عاجزة عن الحفاظ حتى على مقاراتها الرئيسية .
وتأتي العاصمة على قمة الأهداف التي ترغم العدو على تجميد جزء هام من قواته، وقد أثبتت المجموعات الاستشهادية قدرتها على اختراق إجراءات الأمن هناك، والوصول إلى أشد المناطق حساسية في العاصمة.
والمدن الأخرى الرئيسية هي أسهل في المنال وقد شوهد ذلك في مدن عديدة مثل جلال آباد وخوست وقندهار وهيرات وغيرها .
وهناك العديد من الأوراق الحيوية التي مازالت في يد الإمارة ولم تطرحها في ميدان العمل بعد، وهي مجالات لا تقل أهمية عن العمل في العاصمة.
وعلى سبيل المثال هناك خطوط نقل الغار والبترول القادمة من آسيا الوسطى.
وهي خطوط تخترق المحافظات الثلاث الغربية، وللمجاهدين في تلك المحافظات عمليات يومية على الأهداف الثابتة والمتحركة للعدو، وقواتــــــــه الأجنبية
والمحلية والإدارات الحكومية .
لذا فمن المحتمل أن تبدو المشاريع الأمريكية لنقل الطاقة هدفا مغريا في الوقت المناسب، وقائمة أهداف حيوية من هذا القبيل لا حصر لها، والمبادرة بالكامل هي في يد القيادة السياسية والعسكرية للإمارة الإسلامية.
النظرة الإستراتيجية لقائد هلمند
في حديثه لمجلة الصمود لمس الملا عبد الرزاق ـ القائد العسكري في هلمند ـ أوتارا غاية الحساسية . وتعتبر قنابل إستراتيجية لم يجرى تفعيلها بعد .
من تلك الأوتار :
ـ قيام البريطانيين بنزع خام اليورانيوم من منطقة سنجين في هلمند ، بواسطة الطائرات.
ـ تصنيع ونقل الهيروين في هلمند ونقله بالطائرات إلى خارج أفغانستان .
ـ ميناء “جوادر” الذي تبنيه شركات صينية في باكستان لصالح الاحتلال الأمريكي.
وذلك الميناء من الواضح أنه الأهم استراتيجيا في كل المنطقة، حيث أنه يخدم الهدفين الأهم للولايات المتحدة في حروبها في المنطقة وهما الأفيون والنفط .
فالميناء يعتبر المنفذ الأساسي لعمليات إمداد قواتها من البحر بديلا عن ميناء كراتشي المزدحم، وطريقه الطويل إلى الحدود الأفغانية التي يتوجه ممر “تورخم” الذي تحول إلى حبل مشنقة يحيط بعمليات الإمداد الأمريكية حيث يقع بالكامل تحت نيران القبائل المعادية للأمريكيين والحكومة الباكستانية .
وحاولت الولايات المتحدة الاستعاضة عن تورخم، بالطريق القديم الذي استخدم لإمداد الجيش الأحمر أثناء غزو أفغانستان عبر الأراضي الروسية وجمهوريات آسيا الوسطى مع اشتراطات روسية بأن تكون الإمدادات غير عسكرية .
لذا يكتسب ميناء جوادر ـ على أراضى إقليم بلوشستان الباكستانية ـ أهمية فريدة من نوعها كميناء لإمداد القوات الأمريكية في هلمند خاصة، وجنوب وغرب أفغانستان أيضا . بل وكل قواتها في أفغانستان عند الضرورة .
إذن ذلك الميناء أصبح تلقائيا اهتماما سياسيا وعسكريا لدى الإمارة الإسلامية، وبما أنه في منطقة لقبائل البلوش التي تعيش موزعة بين ثلاث دول هي باكستان وإيران وأفغانستان .
إذن(القضية البلوشية) ارتبطت بالقضية الأفغانية عبر حلقة مائية من الفولاذ المصهور هي ميناء جوادر، ذلك الميناء كما يصلح للأغراض العسكرية ، يصلح أيضا لنقل اليورانيوم والهيروين من معامل الاحتلال في هلمند والجنوب، والميناء البحري وسيلة نقل أرخص بكثير من النقل الجوى المكلف لتلك المواد، خاصة خامات اليورانيوم ثقيلة الوزن كبيرة الحجم .
ولا ننسى أن الهدف الأساسي المعلن لذلك الميناء هو كونه ميناء تصدير للنفط القادم من آسيا الوسطى عبر ولايات غرب أفغانستان .
إمدادات عسكرية ـ خامات يورانيوم ـ مسحوق الهيروين ـ النفط والغاز !!!!
فهل يمكن أن يكون هناك ميناء في العالم أجمع أهم من ميناء جوادر ؟؟ . إنه قنبلة إستراتيجية تقع في ملتقى ثلاث دول غاية الأهمية والحساسية : باكستان ـ إيران ـ أفغانستان
… فماذا يخبئ المستقبل لذلك الميناء وتلك المنطقة ؟؟؟ …
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية) عدد 46
http://124.217.252.55/~alsomo2