الفأر الأمريكى داخل مصيدة أفغانية محكمة الإغلاق
تستمر الإمارة الإسلامية فى توسيع نطاق سيطرتها على الأراضى المحررة وترسيخ الإنتصار العسكرى والسياسى وفى مجالات الأدرة المدنية .
ولا شك أحد فى أن الإنهيار الأمريكى أصبح مؤكدا من حيث المبدأ وأن المسألة مسألة وقت ليس إلا . وانخفض سقف توقعات المحتل الأمريكى ولم يعد يتحدث عن إنتصار ، وغاية أمنياته الآن هى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الإمارة الإسلامية من موقع ” القوة النسبية” تلك القوة التى يطمع فى تحقيقها بعد وصول التعزيزات الأمريكية ومقدارها 30 ألف جندى إضافة إلى أقل من عشرة آلاف جندى تكافح الولايات المتحدة ـ بكل اساليب الإبتزاز والإرغام الوقح ” حسب الوصف النمساوى” من أجل إجبار حلفائها على إرسالهم إلى دائرة الموت فى أفغانستان .
ومن الواضح حتى الآن أن تعزيز قوات الإحتلال فى أفغانستان يعطى الأمريكيين تفوقا ” كميا ” فى مقابل إنخفاض نوعى حاد فى معنويات الجنود وادائهم القتالى على الأرض . ومن الواضح أن زيادة عدد الجنود والمعدات تعطى نتيجة مباشرة فى زيادة قتلى العدو وآلياته المدمرة . وتلك اشارة تنذرهم بعام أسود فى أفغانستان ، خاصة بعد اكتمال وصول التعزيزات الأمريكية والحليفة ، وارتفاع تعداد جيوش الإحتلال من 113 ألف إلى حوالى 150 ألف جندى . أى بقدر القوات السوفيتية عند هزيمتها فى أفغانستان وفرارها عام 1989 قبل الموعد المقرر لها بشهر كامل.
كان العاغم الماضى 2009 هو العام الأسوأ لقوات الإحتلال فى أفغانستان .والعام الحالى سيكون أسوأ عليهم بكثير . بل أن أحد بيانات الإمارة أنذرهم بأنه عام هزيمتهم وطردهم من أفغانستان . والدلائل الواقعية تشير إلى إمكان حدوث ذلك بل انه الإحتمال الأرجح . ولا شك أن المحتل الأمريكى يعلم ذلك ولا يرى لنفسه مخرجا . فالإمارة الإسلامية وضعته مثل الفأر داخل المصيدة وترفض أن تفتح له باب للهروب . وذلك الباب هو القبول بالتفاوض . وليس ذلك تعنتا من جانب الإمارة ، بل لأن ذلك الفأر الخبيث الحبيس فى المصيدة متخبطا فيها من جدار الى جدار يريد أن يخرج منها على صورة أسد منتصر . وأن يحقق الخدع السياسية والحرب النفسية والإعلامية ما عجز عن تحقيقه باحدث اسلحة القتل والدمار .
فهو يريد مفاوضات تتم بين الإمارة ونظام كرازاى . أى أنه يطالب الإمارة وهى الطرف الأقوى والمسيطر والمنتصر وصاحب الحق الشرعى أن تفاوض ظلا ليس له وجود وأن تشاركه سلطة ذليلة فى ظلال الإحتلال .
ومن المستحيل أن تقبل الإمارة بذلك فهى تصر على موقف مبدئى لا تحيل عنه وهو ضرورة إنسحاب قوات الإحتلال جميعا من كامل التراب الأفغانى وعودة الإمارة إلى حكم أفغانستان بعد إنتخابات بالرصاص والدم إستمرت تسعة سنوات أعطى الشعب خلالها صوته للإمارة الإسلامية وعبر عن رأيه بكامل حريته وإرادته ، فبذل دماءه وأمواله وقاتل تحت راية الإسلام التى رفعتها الإمارة الإسلامية . يرافق ذلك العرض الأمريكى المخادع قيام الإحتلال بمناورة سياسية خائبة ومتهافته تهدف إلى شيئين :
الأول ـ إحداث إنشقاق ” شكلى” فى حركة طالبان ، وبإبراز شخصيات سبق إنتماؤها للحركة ثم وقعت فى الأسر أو تم إستبعادها من الحركة لإسباب معروفة . هؤلاء يتظاهر المحتل برفع الحظر عنهم فى مجلس الأمن الدولى ( أى مجلس الحرب الأمريكى ) ثم يتعامل معهم كقيادات ” معتدلة ” بالمقياس الأمريكى ويقرر معها مستقبل أفغانستان .
وهذا كله إذا تم فلن يغير شيئا فى الواقع على أرض أفغانستان . والإحتلال لا يخدع أحدا بهذا الهراء ، بل يخدع نفسه وربما شعوبه ، مع أن ذلك أمر مشكوك فيه أيضا . لأنه بتفاوضه مع هؤلاء ” المعتدلين ” يكون فى حقيقة الأمر يتفاوض مع نفسه . كأن السيدة كلنتون وزيرة خارجية العدو تفاوض السيدة كلنتون على صورة حزمة من المعتدلين الذين لا يملكون من أمر انفسهم شيئا . وهكذا يبقى الحال كما هو عليه ، ويستمر الفأر الامريكى يتخبط داخل المصيدة الافغانية محكمة الإغلاق .
الثانى ـ هو محاوله (شراء!! ) المجاهدين ، بدفع الأموال لهم إذا تركوا السلاح مع منحهم وظائف و(تدريب مهنى !! ) .
وذلك هو عرض مفلس مثل الخزينه الأمريكية الفارغة ـ أو العاجزة عجزا تاريخيا بلغ هذا العام 1500 مليار دولار إضافة إلى دين قومى مستحيل السداد كما يدرك الجميع .
فهل طبع الرئيس أوباما المزيد من الأوراق الملونة على شكل دولارات لا يستطيع أن يخدع بها حتى أطفال أفغانستان ؟؟.
ثم يحاول كرزاى الدمية أن يتبجح بأن ذلك الإقتراح الأحمق إنما جاء من بنات أفكار رأسه الخالى من العقل خلوه من الشعر. ثم يلوح كرزاى وأسيادة الأكثر منه غباء بتأهيل مهنى ووظائف للمجاهدين. ويخصصون لذل ميزانية بملايين الدولارات يدفعها المتورطون والمأزومون . وذلك يوضح عمق المأزق الذى يعانون منه ، كما يوضح لماذا أضحت هزيمتهم فى أفغانستان حتمية. ذلك لأنهم مازالوا على جهلهم القديم بطبيعة الشعب الأفغانى، ذلك الشعب مهلك الظلمة ومبير الإمبراطريات والغزاة. وهو لم يفعل ذلك على مر التاريخ لكونه (خالى شغل) وعاطل عن العمل ولا يمتلك مهنه يرتزق منهاغير مهنه إبادة الغزاة وتدمير إمبراطورياتهم. صحيح أن تلك هى مهنتة التاريخية بل رسالته الإنسانية الخالدة التى يقدمها للبشرية بكل تواضع وطيب خاطر، ولكنه فى أوقات السلم شعب نشط ومنتج وذكى ، وقد وهبه الله أرضا ربما كانت هى الأغنى بالثروات فى كل المنطقة. ومن أجل السيطرة على تلك الثروات جاء هؤلاء الهمج الغزاة لسرقتها. وقد فشلوا فى ذلك بإستخدام القوة، وسوف يفشلون أيضا بإستخدام الرشوة.
فإن كانوا قد نجحوا مع الأقرح كرزاى والعصابة الحاكمة التى جاء معظمها مع جيش الإحتلال بعد أن إكتسبوا جنسيات الدول الغربية وربما ديانتها أيضا ، أو بعد أن كانوا مجرد عملاء مختزنين إلى وقت الحاجة فى أفغانستان فإنهم سيفشلون حتما مع شعب أفغانستان الحقيقى ، الذى تحمل جيناته الوراثية حب الإسلام والوطن والغيرة والشهامة وباقى الصفات المفتقدة بالكامل فى دنيا المستعمرين الغربيين .
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية) عدد 45
http://124.217.252.55/~alsomo2