زمام المبادرة من القوات الأمريكية وحلفائها
فى الميدانين العسكرى والسياسى والحرب النفسية
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
المصدر :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية)
http://124.217.252.55/~alsomo2
مجلة الصمـــود عدد 42
تلقت الفرقة 82 الأمريكية المحمولة جوا لطمة قاسية فى ولاية بادغيس الأفغانية.
البيانات العسكرية الأمريكية عن الحادث مشوشة وناقصة كما هى العادة دوما. لكن فى النتيجة النهائية بات مفهوما أن الفرقة العتيدة فقدت جنديين قتلا وجثتاهما وقعتا فى أسر قوات الإمارة الإسلامية.
المهمة التى فقد فيها الجنديان غامضة ومربكة. فأحد البيانات الأمريكية يصفها بأنها كانت
(لإعادة التزويد بالمؤن). ولكن المتحدثة الأمريكية بإسم قوات إيساف تقول أن المهمة كانت
(هامة جدا). والمعروف أن عملية التزويد بالمؤن عملية روتينية للغاية ولا توصف بأنها(هامة جدا) إلا إذا كانت لقوات فى موقف (حرج جدا) كأن تكون واقعة فى الحصار مثلا.
وإذا ذكر أن هناك قوات أمريكية أو من الناتو واقعة فى حصار فيجب أن نتذكر أن تلك من الحالات التى يصبح فيها القصف الجوى حتميا ـ ليس بهدف فك الحصار ـ لأن ذلك لايتم إلا بعملية برية عمادها جنود المشاة ، وهؤلاء فى العادة أعجز من خوض معارك جدية لفك حصار.
لذا يتصدر الطيران المشهد لإبادة الجنود المحاصرين بهدف (إنقاذهم) من الوقوع فى الأسر.
وتلك قاعدة هامة ومشهورة ومعلومة لدى المجاهدين والشعب وأيضا جنود الإحتلال.
إن الوقوع فى الأسر ممنوع، ويجب قتل الآسر والمأسور، بأى طريقة وأسرع طريقة، وليس أفضل لحل هذه المعضلة من سلاح الجو.
[[بات معلوما أن الجيش الإسرائيلى أصدر تعليمات مماثلة لقواته حتى ينقذ جنوده من الأسر وذلك بقتلهم مع آسريهم. كون إسرائيل عانت الأمرين من موضوع أسراها الجنود مع حماس وحزب الله ]] .
فى بادغيس تدخل الطيران الأمريكى فقتل وجرح عددا من العسكريين والمدنيين. ومن البيانات الأمريكية المضطربة ـ والتى نتحفظ ونتشكك دوما فى صدقيتها ـ نفهم أن خمسة جنود أمريكيين جرحوا، إضافة إلى سبعة جنود أفغان من الجيش والشرطة وثامنهم مدنى يعمل معهم.
كل ما سبق يوحى أن ما كان يجرى هو عملية (إنقاذ) لجنود أمريكيين كادوا أن يقعوا فى الأسر أو أنهم أسروا بالفعل، فكانت هناك مطاردة برية وجوية لقتل الآسر والمأسور كما ينص القانون العملى فى تطبيقات الجيش الأمريكى.
كل ما قالته حركة طالبان حتى تاريخة هو أن القتيلان غرقا فى النهر ـ ( ربما أثناء عملية مطاردة !!) ـ ولكن المجاهدين سحبوا الجثتين واحتفظوا بهما ـ لم يتضح كيف غرقا ولم تعط الإمارة تفاصيل عن الحادث، ولكن المؤكد حتى الأن هو أن هناك (جثتان أسيرتان) لدى المجاهدين.
هذا يعيدنا إلى ما أسمته مصادر أسترالية معتبرة (إستراتيجية أخذ الأسرى).
وذلك إشارة إلى إقتراح كان قد تم تقديمه إلى الإمارة الإسلامية بجعل قضية الأسرى من الجنود الأمريكيين وحلفائهم ورقة تفاوضية فى نهاية الحرب. ومقايضتهم بجميع الأسرى الذين إختطفتهم أمريكا فى حربها العدوانية الظالمة على المسلمين والتى أسمتها (الحرب على الإرهاب) ـ وهم أفغان وجنسيات إسلامية مختلفة ـ محتجزون فى سجون ومعتقلات حول العالم يخضعون فيها لشتى صنوف الإهانات والتعذيب. وهؤلاء قد لا يمكن إنقاذهم إلا بعملية تبادل شاملة تحت قاعدة (جميع أسرانا فى مقابل جميع أسراكم).
تعزيز موقفنا إزاء الأمريكيين فى مفاوضات كهذه يستدعى زيادة عديد أسراه وأسرى حلفائه لدينا. مع ملاحظة أن ورقة الأسرى الأعداء لا تفيد فقط فى إنقاذ أسرانا، بل تفيد أيضا كورقة ضغط لتمرير (رزمة المطالب) التى من المتوقع أن تتقدم بها الإمارة، فيما يتعلق بتعويضات الحرب التى سوف تطالب بها الإمارة. وربما بمطالب أخرى قد تراها ضرورية مثل تسليم قضاء الإمارة الإسلامية مجرمى الحرب من سياسين وعسكريين أمريكيين وبريطانيين، ممن أشعلوا الحرب وحرضوا على جرائمها الشنيعة بدون وجود أى مسوغ لتلك الحرب الإجرامية. وما يترتب على ذلك من تقديم إعتذار رسمى أمريكى علنى للشعب الأفغانى عن الحرب وجرائمها. مع إلغاء كل مقدمات مهدت للحرب من قرارات دولية ظالمة أصدرها (مجلس الحرب الدولى) المسمى زورا بمجلس الأمن، وتقديم ذلك المجلس إعتذاره للشعب الأفغانى على الجرائم الشنيعة التى مهد لها بقرارات كانت مجاملة للقوى الدولية العدوانية..
ـ من أجل تحقيق ذلك فإن ورقة الأسرى الأعداء/ أمواتا وأحياء/ ينبغى أن تبقى فى يد المفاوض الأفغانى كآخر بند فى المفاوضات حتى يتأكد من تنفيذ كافة المطالب الأخرى ـ
نعود إلى إلى تعزيز موقف الإمارة التفاوضى بتقوية ورقة الأسرى لنؤكد أن إحتجاز جثث الأعداء القتلى تعادل إحتجاز الأسرى من الجنود الأحياء، ولها نفس القوة التفاوضية.
(( نرجو أن لايفهم المجاهدون من ذلك أنه دعوه لقتل الأسرى والإحتفاظ بجثثهم كون ذلك أسهل أمنيا ولوجستيا. طبعا ذلك لايتفق مع أخلاقيات الإمارة الإسلامية ومجاهديها. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن رسائل مصورة من الأسرى الأحياء تكون ضرورية من وقت إلى آخر فى إطار الحرب النفسية على العدو، أو مراحل التفاوض معه، أو مخاطبة شعوبه مباشرة، أومخاطبة عائلات الأسرى ، وذلك حسب رؤية القيادة السياسية فى الإمارة)).
ـ إختطاف المدنيين الملحقين بجيوش الإحتلال ومشاريعة الإدارية والإقتصادية والمدنية المختلفة، ظهر أن له فوائد عسكرية أيضا. إذ شغل ذلك جزءا لايستهان به من القوات المعادية فى حماية تلك الأهداف.
وقد سمعنا من مدة قريبة أن كوريا الجنوبية تعتزم إرسال عدد من الخبراء المدنيين وبرفقتهم قوة حماية عسكرية وأمنية ضعف ذلك العدد أو يزيد. فلو لم يكن هناك تهديد بالإختطاف لتفرغت تلك القوات بالكامل لقتل مدنيينا ومحاربة مجاهدينا.
وحتى التعزيزات الأمريكية المتوقع وصولها إلى أفغانستان فى إطار إستراتيجية أوباما الجديدة لن تكون مهامها هجومية بقدر ما ستكون دفاعية، ومنشغلة بحماية أهداف إقتصادية مدنية وأفراد وهيئات أمريكية ودولية أو موظفين تعتبر سلامتهم ضرورية للموقف السياسى الأمريكى فى ورطته الأفغانية، بل وحماية القوات الأمريكية نفسها وقواعدها العسكرية وأهدافها الأفيونية من معامل وموردين ووسطاء وشبكة عمل مدنية ينبغى حمايتها بالقوة العسكرية.
بمعنى آخر فإن قيادة الإمارة الإسلامية هى التى ستضع برنامج عمل القوات الأمريكية القادمة وتحدد لها الأولويات.
إن المبادرة العسكرية ستظل بالكامل فى يد الإمارة الإسلامية وقيادتها. وتشديد العمل وتركيز النظر على موضوع الأسرى /عسكريين أو مدنيين / أحياء أو أمواتتا/ على إعتبار أن جثث الأعداء لها نفس القيمة التفاوضية للأسرى الأحياء. كل ذلك هو ميدان لإنتزاع المبادرة العسكرية والسياسية من يد العدو، والضغط على أعصابة بشكل مستمر ومتصاعد.
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية)
http://124.217.252.55/~alsomo2
مجلة الصمـــود عدد 42