و صوت الشعب بالبندقية:
لأفغانستان .. والإمارة الإسلامية
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
المصدر :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية)
http://124.217.252.55/~alsomo2
أرادت أمريكا أن تستقبل الذكرى السنوية لعدوانها على أفغانستان بإنتخابات رئاسية تظهر للعالم وكأن مهمتها فى أفغانستان قد نجحت فى تأسيس ديموقراطية فى ذلك البلد. وأنها نجحت فى تحويله إلى قاعدة إنطلاق لبرنامج واسع متحرك فى الإتجاهات الأربع لإعادة تشكيل الوضع ( الجيوسياسى) للمنطقة , وبالشروع فى برنامج عظيم الحجم والخطر لتفتيت الكيانات الكبرى خاصة روسيا الإتحادية والصين إضافة إلى إيران وباكستان.
ويشمل البرنامج الخطير والضخم مصادرة الثروة البترولية للمنطقة ، ولتكن البداية دول بحر قزوين.
الخدعة الديموقراطية لم يعد يصدقها أو يثق بها شعب فى المنطقة الإسلامية، وربما العالم . تلك الخدعة تحولت إلى فضيحة كاملة الأوصاف عند ممارستها مؤخرا فى أفغانستان. حيث عمت الفوضى فى جنبات المسرح وغمرت كل شيئ : من تنظيم الإنتخابات إلى مسيرها المتعثر إلى فرز الأصوات وإعلان النتائج.
لقد إنفجر الخلاف بين كبار اللصوص . فانقسموا إلى فئات تتصارع على جيف الغنائم فى ظلال الإحتلال الوارفة.
كان ذلك إنعكاسا واضحا للخلاف الأساسى بين أمريكا والحلفاء من دول الناتو. فكل طرف له مصالحة وله مرشحيه الذين إستأجرهم للدفاع عن تلك المصالح.
فأمريكا تفضل “كرزاى” القبيح ، ذوالرأس الخالى من الشعر، الخالى من العقل، والملتصق بكامل كيانه بالمشروع الأمريكى، نفطا وأفيونا.
ودول “الناتو” تساهم بدماء جنودها بدون أن يصلها شيئ تقريبا من كنوز أفغانستان والمنطقة. وهى تقاتل تحت قيادة الجيش الأمريكى مثلما كان يقاتل جنود المستعمرات فى جيوش الإمبراطوريات الغابرة . يبذلون الدم فى مقابل كلمات شكر جوفاء سريعا ما تختفى بدون أى أثر على فى تحسين أوضاعهم أو أوضاع بلادهم.
أذلاء حلف “الناتو” يطلبون نصيبا من الغنيمة، بينما السيد الأمريكى يرفض ويريد الإستمرار فى إبتلاع كل شيئ ، ناسيا أنه فقد بالفعل قوته القديمة وتآكلت هيبته، وفوق كل ذلك يخسر معاركة فى كل مكان وعلى كافة المستويات.
لذا فحلفاؤه فى “الناتو” يتذمرون. وفى مجتمع ذئاب مثل هذا يأكل القطيع الذئب الكبير إذا بدأ الضعف يدب فى أوصاله.
فى هذه الإنتخابات راهن ذئاب الناتو على (عبد الله عبد الله). كونه الوريث الشرعى لتركة سلفه “مسعود” الذى إستقبلوه فى آخر زيارة له إلى أوروبا إستقبال رؤساء الدول الفاتحين. وكانوا ـ مع روسيا وإيران ـ يراهنون عليه ورقة لهم فى أفغانستان. و(عبدالله عبد الله) مثل سلفه: ناعم منزلق وقتال.
كان وضع كرزاى حرجا فقد إحترقت أوراقه جميعا وإنكشفت عورات حكمه الفاسد. فلجأت أمريكا ـ كالعادة دوما ـ إلى سلاح التزوير كوسيلة ديموقراطية فعالة إلى جانب وسائل لاتقل فعالية مثل التهديد والرشوة والإبتزاز. ثم إستخدمت مكتبها للعمل الدولى والمسمى “الأمم المتحدة”. إستخدمته فى عملية تزوير مكشوفة ومقززة أدت إلى إنقسام بين مراقبى الإنتخابات أعقبها إتهامات فإستقالات وفوضى شارك فيها الجميع.
لقد سقطت الديموقراطية فى أفغانستان كما سقطت قبلا فى أمريكا وأوروبا حيث بلاد المنشأ.
فماذا تبقى لهم؟؟.
لم يتبق لهم سوى الفضيحة.. سوى الهزيمة.. سوى سقوط حضارى يكون خاتمة لعدة قرون دامية أذلوا فيها شعوب العالم وأبادوا حضارات وأزالوا أمما من خريطة الحياة. سرقوا أقوات الفقراء فزادوهم فقرا. وكدسوا ثروات البشرية فى أيدى قلة من المرابين التاريخيين، فى بنوك أضحت تحكم العالم، وترفع شعارا خادعا قتالا أسموه “الديموقراطية”. شعارا مبكيا مضحكا تطبقه جيوش أهلكت الحرث والنسل.
تلك الديموقراطية الدموية القاتلة دفنت مع الإنتخابات الأفغانية الأخيرة. وصوت الشعب بكل إقتدار ، وبأيدى طاهرة متوضئة، صوت لأفغانستان .. وللشريعة الإسلامية.. وللإمارة الإسلامية.
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية)
http://124.217.252.55/~alsomo2