” المصرى” و”القاعدة” :
معهم .. ولكن ليس تنظيميا
ـ بقلم : مصطفى حامد ـ
المناقشة مع خبيرة فى مكافحة الإرهاب مسألة لا تخلو من مخاطرة. خاصة إذا كان الطرف الثانى فى
لاجمل عربى ولا بغل استرالى.
من السهل نسبيا أن نصدق بأن نسرا قد تحول إلى عصفور كناريا بعد عملية تجميل بسيطة. ولكن
الأصعب هو أن نتخيل أن العمل الأكاديمى يمكن أن ينجح فى تحويل ضابط أمن إلى شخص طبيعى مثل باقى خلق الله.
ولكن السيدة “لياه فارال” تقول بأنها قد أقلعت عن مهنة (مكافحة الإرهاب) التى عملت فيها مطولا مع الشرطة الأسترالية، كمحللة ومحققة. وأنها تعمل الآن فى الحقل الأكاديمى وتحضر لنيل شهادة الدكتوراة ضمن مجال خبرتها السابق فى مكافحة الإرهاب. على أى حال إنشغالها عنا فى العمل البحثى الأكاديمى سوف يعطينا شيئا من الراحة وفسحة من الوقت كى نعمل بأمان فى مجال (ممارسة الإرهاب). لذا رأيت أن نشغلها بهذه الحوارات حتى تتاح الفرصة لباقى العصابة كى تقوم بالعمل.
تبحث السيدة ” فارال” فى موضوع الجماعات الإسلامية وبوجه خاص “القاعدة” . ولما كنت الوحيد تقريبا المصاب بداء “الكتابة المزمن” من بين الوسط الإرهابى كله، لذا وجدت نفسى فى صدارة إهتمام باحثى وضباط المكافحة. فكانت كتبى مادة دسمة لهم ولصحفيين برزوا وراج سوقهم فى بازار الحرب على الإرهاب الذى دشنه سيئ الذكر “جورج بوش”. حتى بدا الأمر الآن وكأننى أزحف تدريجيا إلى مقدمة المشهد الإرهابى، وقد أحاطت بى مبالغات ما أنزل الله بها من سلطان.
عموما فإن أجهزة الأمن دوما تعمد إلى تضخيم الأخطار إلى درجة إختراعها وإيجادها من العدم. فتراهم يضخمون من قدرات الخارجين على القانون حتى تكبر قيمة مجهودات أجهزتهم ويحوزون على الإعجاب والمكافآت. والأهم من ذلك يحصلون على المزيد من الصلاحيات والنفوذ وصولا إلى إكتمال سيطرتهم على المجتمع والدولة إن كان ذلك ممكنا. وقد حدث ذلك بالفعل من عديد من الدول سواء الكبيرة جدا أوالصغيرة للغاية.
فى أذهاننا صور مرعبة لهؤلاء الفاتنات من المجندات وهن يمارسن رياضة تعذيب إخواننا فى سجن أبو غريب. ولا ننسى صورة تلك الأمريكية الحسناء وهى تسحب أحد إخواننا من رقبته بحبل مثل الكلب. بينما هو عار ملقى على الأرض. وصورة أخرى لنفس الحسناء وإبتسامة عذبة تكسو وجهها الجميل وهى تؤشر بإصبعها النحيل إلى كومة من جثث إخواننا العراة بينما الحسناء تسجل لنفسها صورة تذكارية تكون فخرا لها ولأحفادها من الأجيال القادمة.
على أى حال لن يدوم ذلك طويلا وسيأتى يوم تعتدل فيه الموازين ويأخذ العدل مجراه ويخضع الجناة للقصاص العادل.
واليوم فاتنة أخرى تجرى بحثا حول أحد الأشخاص الأحياء والمرشح لأن يكون ضحية قادمة. لذلك تضفى عليه مزايا ومواهب لم يمتلكها هو أو أحد من أجداده الأقدمين. فهو إرهابى وإستراتيجى فى كل شيئ.. من الحرب إلى الإعلام مرورا بالسياسة . فيالها من مقدمة مناسبة لجلسة مريحة فوق كرسى كهربائى.
كنت أتمنى أن يكون شخصا غيرى هو من يمر بتلك المحنة .. ولكنه القدر.
فلنتهيأ إذن لسياحة فكرية مع فاتنة الأمن ومكافحة الإرهاب السيدة ” فارال” نتجول معها فى ساحات الإرهاب المختلفة. هى تريدها سياحة تؤدى إلى معرفة أدق لأعدائها حتى تتمكن من إستهدافهم بشكل أفضل. وأريدها توضيحا للحقائق لجمهورنا العربى أساسا ولجميع شعوب العالم إن أمكن. ذلك أن التجربة التى خضناها فى أفغانستان ضد السوفييت كانت تجربة عالمية أثرت فى حياة جميع الشعوب بل كانت حاسمة للعديد منهم. لذا فإن تجربتنا العربية فى أفغانستان تهم كل شخص على ظهر هذا الكوكب.
ولكن للأسف فإن أعداءنا هم الذين أسرعوا بعرض تلك التجربة وبما يوافق أطماعهم فرسموا صورتنا بكل تشويه ممكن بحيث لاتخرج عن كونها صورة لإرهابيين متعطشين لسفك الدماء وقتل الأبرياء، وبحيث يمكن إعتبارهم التهديد الأكبر للبشر على ظهر الأرض.
من وجهة نظرى ـ ويؤيدنى فى ذلك كثيرون ـ أن الصورة هنا معكوسة تماما. فهؤلاء السادة إنما يصفون أنفسهم تماما، فهم الإرهابيون القتلة. ولو أنهم يعرفون معنى الإنسانية أو العدالة لما قامت دولهم فى الأساس ولم تظهر ولايات متحدة ولا كندا ولا حتى أستراليا. ولا كان هناك إمبراطوريات شاسعة تقاس مساحتها بشروق الشمس وغروبها. ولا أبيدت حضارات كاملة واختفت شعوب من سجلات الحياة. والآن يبكون على أطلال مآسى زائفة إخترعوها أو صنعوها بأنفسهم مثل أكذوبة الهولوكوست أو بنايات نيويورك المهدمة.
الحقائق لاتهم هؤلاء القوم . فإذا كانت مصالحهم معها أشاعوها. وإلا وضعوا قصصا وأكاذيب روجوها وفرضوها بواقع قوتهم الإعلامية المدعومة ماليا وعسكريا.
ولكن إذا كان المعيار هو القوة المادية فهؤلاء القوم يأتون بجدارة على قمة الدنيا. أما إذا كان المعيار هو القوة الروحية والمعنوية والقيم الإنسانية فإنهم يحجزون القاع البشرى وبكل جدارة. بل كثيرا ما يخرجون عن كل سياق إنسانى. وعلينا ألا ننتظر من إعلامهم أن يعكس لنا الحقيقة مجردة . فحتى نحن ما زلنا عاجزين عن شرح أنفسنا كما يجب. بل أننا أسوأ من يفعل ذلك.
“المصرى” و”القاعدة”
فى البداية قالوا ” قيادى كبير فى تنظيم القاعدة ” وكانت تلك التهمة تطلق على كل عربى يعثرون عليه فى
شوارع باكستان. ولما شعر الناس بالملل من تهمة أبتذلت، تطوعت إحدى (صحف الجاز) العربية والمدارة لمصلحة البنتاجون فقالت بأننى “منظر” تنظيم القاعدة. كان ذلك كذبا مثيرا للغيظ. فالقاعدة وكل التنظيمات السلفية لاتعرف ولا تعترف بشئ إسمه التنظير. فهم يتعاملون فقط مع الفتوى التى هى عماد حياتهم ومدار أعمالهم. ثم أننى أكره هذه الكلمة “التنظير” لسبب لا أعرفه.
فى وقت متأخر نسبيا قالوا أن “المصرى” يعمل (مستشارا) لتنظيم القادة. ولم يلبثوا أن جعلونى مستشارا لحركة طالبان.
والملا محمد عمر، ثم للحركات الجهادية فى “خراسان الكبير”.
ولو أن الأمر كان كذلك لأفتتحت مكتبا للإستشارات الإرهابية ولأصبحت من الأغنياء الموسرين. والحقيقة أننى لم أكن مستشارا لأحد ولكن كنت أبذل المشورة لكل من طلبها منى إن كان فى مقدورى أن أبدى فيها رأيا، ماعدا ما يتعلق بالمسائل الدينية فأنا لا أفتى فيها لغير نفسى، وأسال العلماء الثقاة عندما أجدهم.
وإذا إقتضت الضرورة أذهب بنفسى إلى بعض الناس الهامين لإسماعهم مشورتى ـ أو نصيحتى ـ هذا إذا كان إمتناعى عن فعل ذلك سيترتب عليه فى ظنى ضرر كبير لأناس آخرين. وقد فعلت ذلك عدة مرات. بعضها كان مجديا وأكثرها لم يكن كذلك، فسبب لى ضررا شخصيا تعودت على إحتمال نتائجه التى مازلت أعانى من بعضها إلى اليوم.
# الإتهامات تتطاير فى كل إتجاه وتتبدل فى كل حين. والبحث عنها لتفنيدها مضيعة للوقت وإجهاد للأعصاب.
حتى وصلت التفاهات إلى درجة إصدار قرار من وزارة الخزانة الأمريكية وبتوقيع من الرئيس أوباما فى الأسبوع الأول من رئاسته يقضى بتجميد أرصدتى فى الولايات المتحدة الأمريكية ومنع أى تعامل تجارى معى.
كان القرار ظالما ومجحفا. ولا أدرى إلى أى مدى أضر بمصالح أناس داخل أمريكا وخارجها. ولا أدرى ماذا منع وزارة الخزانه الأمريكية من نشر أرقام حساباتى البنكية ومقدار المبالغ المودعة فيها، أو حجم معاملاتى المالية مع وول ستريت؟؟
ربما يخشون أن يؤثر ذلك على أسعار الأسهم فى البورصات العالمية أو أن تزداد قيمة الدولار تدهورا.
فى الحقيقة أنهم لايستطيعون أن يفعلوا ذلك بل وأتحداهم أن يفعلوا، ولتشهد على ذلك السيدة ” فارال”. وسبب ثقتى هو أن لا شيئ هناك لا أموال ولا أرصدة ولا تبادل تجارى. أما إذا ثبت العكس فإننى متبرع بكل الأموال المضبوطة من أجل بناء مستوطنة يهودية فى القدس الشريف.
# كتبت حتى الآن إثنى عشر كتبا وفى كل واحد منها أكثر من شاهد على أننى لم أكن يوما عضوا فى تنظيم القاعدة ولا من أعضاء مجلس الشورى ولا مستشارا خاصا لهم أو لغيرهم. وإن كنت دوما على أطيب الصلات بكبار القوم هناك خاصة الأخ أسامة بن لادن، وما زلت كذلك.
تقول الفاتنه ” لياه فارال” ـ والفتنة أشد من القتل ـ أننى نشرت غسيلهم القذر ” وتقصد القاعدة طبعا” كما لم يفعل أى شخص آخر وعلى الملأ. وذلك أيضا غير صحيح. فرغم صداقتى المتينة مع قيادات القاعدة فقد كنت دوما أوجه لهم النصائح الصريحة بلا أدنى لبس. فإذا كانت الأخطاء كبيرة فمن الطبيعى أن يكون للنصائح دوى مثل دوى القنابل.
وبالمثل فعلت مع حركة الإخوان المسلمين فى الثمانينات ومع السلفيين والأحزاب الجهادية الأفغانية وحتى حركة طالبان التى أحترمها وأقدرها كثيرا. وفى كتبى الكثير جدا من نماذج النقد الحاد لكل من يستحق ذلك. وقد إنتقدت نفسى فى العديد من المواقف. فأنا أيضا أرتكبت العديد من الأخطاء ذات المقادير المتفاوته ما بين الكبير والمتوسط والصغير. فالذى لايخطئ من البشر هو من لايعمل. ولا نرى على ظهر أرضنا الآن لا أنبياء ولا قديسين. فالجميع بشر يصيب ويخطئ.
# الأعداء ترجموا كتبى ويبدوا أنهم فحصوها بعناية. ولقاء ذلك قرروا توصيفى بما يتماشى مع مصالحهم فى مهزلتهم المسماة ” الحرب على الإرهاب”. فجعلونى مجرما، إرهابيا وقائدا فى القاعدة ومستشارا ومنظرا لها، ولطالبان ولمجاهدى “خراسان الكبير” !! … شيئ مدهش ذلك ” المصرى” السوبرمان الفقير إلى رحمة ربه تعالى.
المقال يحمل وجهة نظر السيدة ” فارال” كمفتش أمن مقتدر مهمته مكافحة أمثالى من الإرهابيين. وذلك هو حقها وتلك هى وظيفتها. ولكن الإستنكار موجه إلى وسائل إعلام عربية لها وزنها لأهتمامهم بما قالته الفاتنة الإسترالية ثم عرضه للمناقشة على القراء. ولم يهتموا بما كتبته عن الموضوع رغم أنه قد وصلهم منذ فترة أطول. ورغم أنهم يعرفوننى بصفة شخصية وعملت مع أحدهم كمراسل من مدينة قندهار.
لم أسمع يوما أن جهات إعلامية عربية أو إعلاميين أو مثقفين عرب قد قرأوا ما كتبت أو علقوا عليه بشيئ. ولكن عندما تتصدى جهة أجنبية بالنقد والتعليق يكتشف هؤلاء العرب فجأة شجاعتهم المفقودة. فيعيدوا نشر وجهات النظر الأجنبية ويبنون حولها من نتاج عبقرياتهم ما يوضح ويؤكد وجهات نظر أسيادهم. ثم يقدمون كل ذلك للقارئ المسكين كطبخة فاسدة سبق أكلها وهضمها ولفظها كعادم فاسد لايصلح للإستخدام الآدمى. فأثارنى ذلك وقررت أن أقول: (لا).
السيدة ” فارال” ظنت أن (لا) هذه مرتبطة بعودتى للكتابة فى مجلة “الصمود” التابعة للإمارة الإسلامية فى أفغانستان. وأن تنسيقا لابد أن يكون حدث بينى وبين طالبان للتبرؤ من القاعدة فى وقت واحد. وأن ذلك مرتبط بإستراتيجيات جديدة توضع، واحدة من ناحية طالبان وواحدة مازال المحتل الأمريكى يحاول مترددا أن يقرها.
وفى كتابات السيدة ” فارال” أمثلة عديدة على إستخدام ثابت لنظرية المؤامرة كوسيلة لإدانتنا نحن مظاليم الأرض.
لا بأس فكل ما يصدر عن الجميل جميل حتى ولو كان تقنيات التحقيق التى أقرها البشع ” رامسفيلد”.
السؤال هنا: هل أن ” المصرى” يتبرأ الآن من “القاعدة” ؟؟.
فى البداية أقول أننى لا أبحث لنفسى عن تبرئة لدى الأعداء. ولا أسعى لتحسين صورتى لديهم. وأعتقد بصراحة أننى سأستمر فى قتالهم حتى النهاية. والنهاية هى أن يتركوننا وشأننا. أن يتركونا أحرارا فى بلادنا نقرر فيها ماهو فى صالح شعوبنا لا ما يريده الغرب لإستمرار أطماعه.. هذا بإيجاز.
وأدرك تماما أن صورتى لن تتحسن لديهم حتى لو أثبت أننى كنت واحدا من حواريى السيد المسيح. كما أن صورتى لن تصبح أسواء مما هى عليه الآن حتى لو أنهم إكتشفوا أننى كنت مستشارا “لأدولف هتلر” لشئون الهولوكوست.
سمعت أن سلطات الإحتلال البريطانى حققت يوما مع شخص مشتبه بإنتمائه لحركة الإخوان المسلمين فقال لهم:
( ذلك شرف لا أدعيه وتهمة لا أنفيها) . أعجبنى الرد لذا أستعيره الآن فى حالتى هذه.
# أذكركم هنا أننى أتكلم عن “القاعدة” التنظيم وليس القيادات. فتلك القيادات التى أسست “القاعدة” التنظيم هم من أفضل من عرفت من أصدقاء. وأشخاص تتجلى فيهم أسمى صفات الرجال المؤمنين.
ومن هذا الجانب أتشرف بمجرد التعرف إليهم، فما بالك وأنهم تواضعوا وقبلونى صديقا لهم. هؤلاء لايمكن أن أتخلى عنهم أو أتبرأ منهم بأى حال ومهما حدث، وطالما يجمعنا سويا هذا الطريق.
أثناء التعامل فيما بيننا كنا نضع جدارا فاصلا قويا بين تعاملاتنا الشخصية وبين أى خلاف فى وجهات النظر فى المسائل العملية التى تعترض المجاهدين. وكانت إختلافات كثيرة وأحيانا خطيرة. وذلك أمر طبيعى بالنسبة للظروف التى كنا
ومازلنا نعيشها. ومن المدهش أن توجد مثل حالتنا هذه فى الوسط الإسلامى، والجهادى خاصة.
أشير قبل إغلاق هذا الملف أن جهات أمنية أمريكية، وصحفيون عرب يعملون فى أحد صحف الجاز، ومنذ مقالاتى الأولى فى موقع المحروسة الألكترونى عام 2002 منتقدا بعنف ما فعلته القاعدة فى افغانستان، كتبوا عن إنشقاق فى القاعدة. والآن يتضح أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق لأننى لم أكن يوما ضمن ” تنظيم القاعدة” حتى أنشق عنها.
كما كتب مخبر أمريكى متخصص فى مكافحة الإرهاب كتابا تناول فى جانب منه موضوع خلافاتى مع القاعدة حول معركة جلال أباد. وقد كنت عنيفا بالفعل فى ذلك الخلاف حيث فقدت فى تلك المعركة الحمقاء عددا من أفضل أصدقائى. وكان لى مع القاعدة خلافات عديدة حول مسائل هامة سياسية وعسكرية. ولكنها لم تكن أبدا (شروخا فى الأساس) كما وصفها السيد الجاسوس. ذلك أننى لم أكن يوما من ضمن أحجار الأساس. لذا ما كان لخلافاتى معهم أن تكون شرخا فيه. فأنا فى الواقع شرخ قائم بذاته، لايتهادن مع أخطائه أو أخطاء الآخرين .
أظن أن الإجابة قد إكتملت الآن عن تساؤل السيدة ” فارال” حول ما أسمته تمييز نفسى عن القاعدة، والذى تلاحظ أنه ترافق مع ما أسمته أيضا تمييز الإمارة الإسلامية لنفسها عن القاعدة أيضا.
ولعلها لم تعد مندهشة أو تسأل فى حيرة: لماذا الآن؟؟ .. وما السبب ؟؟.
فإذا عرف السبب بطل العجب، وهكذا تقول العرب.
ـ بقلم : مصطفى حامد ـ
وجهة نظرها تلك كانت تطبيقا مثاليا على إستخدام نظرية المؤامرة التى إتهمتنى بها ” فارال” عندما علقت على أحد رسوماتى التوضيحية (الواردة فى كتاب صليب فى سماء قندهار) والرسم يشير إلى إرتباط إسرائيلى محتمل مع أمراء سعوديين فى مجال النفاذ إلى منظمات سلفية ومنها القاعدة. وقد إتهمتنى ” فارال” بإستخدام نظرية المؤامرة، رغم أن التعاون الأمنى بين إسرائيل والسعودية ودول عربية كثيرة فى العمل المشترك ضد الحركات الإسلامية عامة والجهادية خاصة هو أمر معروف على نطاق واسع. ولكن عندما تعلق الأمر بإسرائيل أسرعت ” فارال” بكل نشاط وحماس لإحباط من يتهم إسرائيل والتهوين من أمره لكونه يستخدم نظرية المؤامرة. ولكن الإتهام إذا كان موجها إلينا فنظرية المؤامرة تصبح إستنتاجا علميا ومنطقيا، وربما معلومة إستخبارية لايطالها الشك من بين أيديها ولا من خلفها.
كل تلك مبالغات ليست فى موضعها الحقيقى. أما ما أثارنى فقد جاء من إخواننا فى الإعلام العربى فى تعليقات لهم على مقال للسيدة ” فارال” كتبته حول دعوتى لإخوانى من مجاهدى أفغانستان أن يسعوا إلى حيازة المزيد من الأسرى العسكريين أو حتى المدنيين التابعين للدول المحتلة لأفغانستان والإحتفاظ بهم إلى حين مفاوضات نهائية تؤدى إلى إطلاق سراح جميع الأسرى المسلمين فى السجون الأمريكية السرية والعلنية.
وما سبق ذكره من إتهامات لم يكن هو كل شيئ. فحولها تناثرت إتهامات لا تقل تفاهة، والرد لم يكن خيارا مفضلا.
منذ عام 2002 والإتهامات تتطاير حول ” أبو الوليد المصرى” بأفظع الأوصاف التى تفضى إلى التهلكة.
المحاورة هو “إرهابى” كبير مثلى، قد خلعوا عليه كما من الأوصاف والقدرات ما لا يقدر على حمله
المصدر:
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد