خيانة على الطريق
طريق جبلى مرصوف بعناية ويتلوى برفقه نهر صغير عذب يدعى نهر شمل بين طبيعة جبلية خلابة. إنه طريق زدران الذى كان ذو قيمة عسكرية بالغة فى تلك الحرب . فقد شهد منذ الإنقلاب الشيوعى عام 1978 مجموعة من المعارك الطاحنة كلفت القوات الحكومة آلاف القتلى ، ومعدات عسكريه لاحصر لها . فى النهاية رضخت قوات الحكومة الشيوعية للأمر الواقع وتوقفت منذ أواخر عام 1979 عن محاولة إختراق الطريق بالقوة . ولم يفكر السوفييت فى عبور الطريق إلا بمؤامرة مشتركة مع الأمريكيين من أجل تسهيل عملية الإنسحاب من افغانستان بدون أن يفقد السوفييت ماء وجههم فيتجرأ على الإمبراطورية رعاياها فى أوروبا وآسيا.
كان لا بد من (صفقة) للمرور الآمن ، وبغيرها فإن الطريق سوف يتحول إلى مقبرة تبتلع أى قدر من القوات العسكرية . تلك الصفقة كانت خيانة مكتملة الأركان متعددة الأطراف . خيوطها بدأت من القطبين الكبيرين وقتها، السوفييت والأمريكيونن وصولا إلى مجموعات قبلية تدخل فى صفقات من وقت إلى آخر لإكتساب المال . وقلب المؤامرة كانت باكستان صاحبه التأثير الأكبر على المشهد العسكرى فى أفغانستان ، وأهم أدوات باكستان كانت الأحزاب “الجهادية!!” فى بيشاور والتى تعمل فى مجال سمسرة الدماء بإسم الجهاد .
طريق زدران يصل بين جرديز عاصمة ولاية باكتيا، وبين مدينه خوست الحدودية ذات الأهمية الإستراتيجية الكبيرة . وهى مدينة ظلت محاصرة برياً طول مدة الحرب تقريباً. وطريق زدران الذى نتكلم عنه لم تطأه أقدام السوفييت ، وتلك نقطة سوداء فى تاريخ الجيش الأحمر الذى كان مشهوراً ، على الأقل إعلامياً ، بأنه أقوى جيش برى فى التاريخ . كان السوفيت قد قرروا الإنسحاب من أفغانستان ، ولابد من تغطية الإنسحاب حتى لا يظهر وكأنه هزيمة . كانوا فى حاجة الى معركة شكلية وضجة إعلامية لتسويق نصر غير حقيقى.
أصيب حقانى إصابه بالغة فى ركبته ، وتمكن من التراجع عن الطريق بعد أن خسر الكثير من رجاله فى المعركة التى وقعت فى شتاء 1987/1988 .
( تاريخ النشر على الإنترنت 26 ـ 12 ـ‘ 2006 )
تحميل كتاب :
خيانة علي الطريق .. إضغط هنا
https://goo.gl/Vzn1ug
بقلم :
مصطفي حامد/ ابوالوليد المصري
المصدر :
www.mafa.world