معارك البوابة الصخرية
لاشك أن ولاية باكتيا فى جنوب شرق أفغانستان كانت هى مسرح العمليات الأهم فى الحرب الأفغانية السوفيتية . ولكنها لم تأخذ من الشهرة الإعلامية ما يكافئ قيمتها العسكرية أو خطورة المعارك التى دارت فى جالها وسهولها . تلك هى البوابة الصخرية التى شهدت مجموعة من أخطر المعارك التى حددت مصير الحرب.
ترجع أهمية ولاية باكتيا فى تلك الحرب إلى أنها كانت ممراً لمعظم الإمدادات القادمة باكستان صوب ولايات أفغانستان . أهم خطوط الإمداد كانت تمر عبر منطقة “جاجى” فى شمال الولاية ، والآخر كان يمر عبر منطقة خوست فى جنوبها . أراد السوفييت إغلاق تلك الممرات لخنق نشاط المجاهدين داخل أفغانستان . دافع مجاهدو باكتيا عن سلامة الممرات وإبقائها مفتوحة، فدارت أعنف معارك الحرب حول تلك الممرات وطرقها البرية ومنافذها ، ودفع آلاف المجاهدين حياتهم فى سبيل ذلك . أهم الشخصيات التى برزت فى باكتيا كان مولوى جلال الدين حقانى ، عالم الدين الذى أصبح أهم قائد عسكرى على مستوى أفغانستان . صمد حقانى فى وجه الحملات السوفيتية التى إستهدفته ومجاهديه قبل أى هدف آخر . كما صمد فى وجه مؤامرات داخلية كثيرة من جانب الأحزاب “الجهادية!!” المنحرفة والتى تركزت فى بيشاور وعملت أساساً كأداة فى يد القوى الإقليمية والدولية ووكلاء عنها . وليس مفاجئا أنه فى الحرب الأمريكية على أفغانستان كان رأى جيش الإحتلال الأمريكى أن حقانى ومجاهديه يعتبرون ضمن أشد الأخطار التى تهددهم ، وأن القضاء عليهم يأتى فى مقدمة أهداف الإحتلال الأمريكى وحلفائه.
باكتيا أيضاً كانت نقطة إفتراق مسيرة المجاهدين الميدانيين عن مسيرة الأحزاب “الجهادية!!” الفاشلة المقيمة فى باكستان .
من أجل ذلك شهدت باكتيا أهم المعارك النى حددت مصير الحرب ومصير أفغانستان ، خاصة معركة فتح مدينة خوست كما سوف يمر علينا . خوست كانت المدينة الإستراتيجية الوحيدة اتى تم تحريرها بمعركة عسكرية طويلة وعنيفة ، وبعدها بدأ التهاوى السريع لنظام كابل الموالى لموسكو .( تاريخ النشر على الإنترنت 26 ـ12 ـ 2006 )
تحميل كتاب :
معارك البوابة الصخرية .. إضغط هنا
https://goo.gl/rfZoJV
بقلم :
مصطفي حامد/ ابوالوليد المصري
المصدر :
www.mafa.world