كانت مهمتنا فى تلك العملية هى إغلاق مطار خوست لمدة شهر تمهيداً لهجوم نهائى على المدينة لتحريرها . إنجزنا العملية بنجاح تام وتكبد العدو خسائر كبيرة جداً فى الطائرات التى حاولت إستخدام المطار خلال تلك الفترة ، فإحترق جزء منها وأصيب جزء آخر وخرج من الخدمة نهائياً بعد أن عاد الى كابول مثخناً بالإصابات. لم يصب منا أحد خلال العملية التى إستمرت تقريباً لمدة شهر من الإشتباكات الليلية مع الطائرات . فطائرات النقل العسكرية تحاول الهبوط تحت تغطية من طائرات مقاتلة وقاذفة للقنابل تضرب مواقع راجمات الصواريخ التى يستخدمها العرب والأفغان . أنجزنا الجزء الخاص بنا من البرنامج .
ولكن هجوم المجاهدين على المدينة لم يتم نتيجة لظروف غاية فى الصعوبة تحيط بهم لمنع فتح المدينة . ببساطة لأن ذلك يتعارض مع “الإرادة الدولية ” التى مازالت تصر على حكومة مختلطة فى كابول بين أتباع القوتين الأعظم ، أى حكومة كابول الشيوعية وأحزاب “المجاهدين!!” فى بيشاور الباكستانية . إقتحام المدينة لم يكن بالمسألة البسيطة فى ظل عجز مزمن فى ذخائر الأسلحة الثقيلة مع قله تلك الأسلحة وعدم وجود شبكة دفاع جوى ، خاصة وأن العدو منذ معركة جلال آباد 1989 بدأ يستخدم جيلاً جديداً من الطائرات السوفيتية التى تحلق على إرتفاعات شاهقة وتصيب الأهداف بدقة . وبهذا أصبحت صواريخ ستنجر التى أرسلها الأمريكيون إلى المجاهدين الأفغان مجرد سلعة دعائية لا أكثر ، خاصة ضد الطائرات القاذفة والمقاتلة ، ولكنها رغم أعدادها القليلة ظلت مفيدة فى العمل ضد طائرات الهيلوكبتر وطائرات الشحن العسكرية ، وكانت قيمتها فى الحرب النقسية أكبر من تأثيرها القتالى .
رغم نجاح العرب فى تنفيذ مهمتهم فى الإشتباكات الليلية ضد مطار مدينة خوست ، وأنها كانت أفضل المشاركات العسكرية للعرب فى حرب أفغانستان ، كما شرحنا فى هذا الكتاب ، إلا أنهم أصيبوا بالإحباط لأن الهجوم البرى على المدينة لم يتم ، كما أن العدو أقام مطاراً جديداً أبعد عن مدى صواريخنا .
الهجوم الصاروخى على مطار خوست لم يكن له أن يتم بهذا النجاح لولا إستيلاء مجاهدى حقانى على جبل تورغار الإستراتيجى الذى كان أسطورة فى تاريخ معارك المنطقة لأهميتة ومناعته وقربة من المطار . وقد دارت فوقه واحدة من أروع معارك المجاهدين فى تاريخ حرب أفغانستان وليس فقط معارك خوست . والقصة المفصلة لإستيلاء المجاهدين على ذلك الجبل سجلها فى هذا الكتاب كما سجل تفاصيل معركة المطار 90 .
تحميل كتاب :
المطار 90 .. إضغط هنا
https://goo.gl/Yjsm2o
بقلم :
مصطفي حامد/ ابوالوليد المصري
المصدر :
www.mafa.world